الغرب والعرب

كنت جالسا في المقهى مع أصدقائي بعدما أنهينا حرب لعبة الورق و جلسنا نتاقش في عدة أمور و كان جالسا قبالتنا
لأقرب لك الصورة كهل نحيل و عصبي و يدخن كقاطرة صدئة و لعل هذا الوصف ينطبق على الدكتور رفعت إسماعيل بطل
روايات ما وراء الطبيعة ينصت لنا إلى أن تطرقنا إلى موضوع الهجرة و كان أحد رفاقي يتحدث عن التطور و أخلاق الأوروبين
و الحرية والديمقراطية و و و و و و كثير مما يرويه المهاجرين عن الجنة الأوروبية فقطع حوارنا الممل و أحضر كرسيه و جلس إلينا
فنظر البعض إليه بامتعاض لكنه أحتوى الموقف بكلمة
- هل تعجبكم أوروبا
- كيف لا و هي حلم الضائع
سعل عدة سعلات خفيفة و كانت تصدر من صدر مفعم بالتبغ فلك أن تتخيل المشهد الذي يلي السعال
- هل تعلمون اني أحمل الجنسية الفرنسية
- هينئا لك يا عم و إن شاء الله العاقبة لنا
نظر إلينا بآسف و أستطرد
- هاجرت في صغري إلى فرنسا و تجولت في القارة العجوز كما أردت هل تعلمون أن العرب خير من الأوروبين في كل شيء إلا الخيال
- الخيال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- نعم الخيال هو من حرك قطار واتسون و ايقظ سيارة بنز و ساهم في إقلاع طائرة الأخوين و ايت
بدا لي في تلك اللحظة أن الرجل صادق و تدخلت في الحوار قائلا
- لكن الخيال وحده لا يكفي
- هههههه نعم الخيال أساس و الباقي عمل أسئل نفسك يوما ماذا تخيلت
بدا وجهي بلأحمرار
- ممممم لا شيء
- حينما تخيلت شيئا ألم يزجرك أبويك عن الكذب
- طبعا
- حينما يكذب طفل كذبة غير عادية يتدخل الأبوين ليتحول الكاذب إلى كاتب مبدع
- لكن الكذب حرام
- و من قال أنه حلال الأبوين الأوروبين ساهما في تربية ولدهما بطريقة أكثر سلاسة
سكت برهة ثم أضاف
- هل شاهدت توم و جيري و المقالب اللي يحوكها الفأر الماكر للقط
ضحكنا و قلنا
- إلى حد الآن نحن نشاهدها و نعشقها
- الخيال هو من شدكم إلى توم وجيري و إلى بريزون بريك و لوست
to be continued