تصفيات مونديال و«كان» 2010: اليوم (س18) برادس: تونس ـ الموزمبيق

من طرف **تونسي** السبت 6 يونيو - 19:08

تصفيات مونديال و«كان» 2010: اليوم (س18) برادس: تونس ـ الموزمبيق
باختصار.... ودون أعذار : لن نرضى بغير الانتصار
عديد المؤشرات والمعطيات توحي بل وتؤكد ان مباراة اليوم ضد الموزمبيق يمكن
ان تشكل منعرجا هاما في الطريق المؤدية الى جنوب افريقيا وانغولا 2010
خاصة وان نيجيريا ستكون في الضفة الاخرى ـ على موعد مع اختبار صعب ضد
كينيا التي تدرك جيدا ان الهزيمة ـ بعد الخسارة الاولى ضد المنتخب التونسي
ـ ستؤثر مباشرة على حظوظنا بالمراهنة على بطاقة التأهيل للنهائيات
القارية...
الممكن تقديرا....والموجود فعلا
في المطلق وعلى الورق لا جدال بأن المنتخب الوطني التونسي ينطلق بحظوظ
وافرة لكسب المواجهة على حساب الموزمبيق لانه يتفوق على «خصمه» من كل
النواحي: التجربة والحرفية والخبرة والنضج والسمعة والاشعاع والترتيب
العالمي....
وفي هذه الحالة فان الفوز والامتاع والاقناع ممكن جدا تقديرا.... غير ان
حقيقة الميدان لها احكامها كما ان ظروف وخصوصيات اللقاء وهذه الفترة
بالذات (نهاية موسم ماراطوني وبداية الصائفة....) لها تأثيرها... وبين
الممكن تقديرا والموجود فعلا ستتكلم الاقدام لتكون صاحبة الكلمة
الفاصلة... ومنتخبنا الوطني يعرف عادة بعض الصعوبات خلال هذه الفترة من كل
عام لان الاقدام والعقول والأذهان «تعرف بعض الخمول» والتراخي و«الكسل»
وهذه حقيقة ندركها جميعا وسببت لنا فيما مضى عديد «المشاكل» التي امكن لنا
تجاوزها بفضل اقتحام عدة لاعبين غمار الاحتراف بأوروبا حيث تطوّرت عقليتهم
«الرياضية» بالأساس وباتوا أكثر حرفية وجدية وتركيزا... واصبحوا يولون
مشوارهم الرياضي اهمية بالغة بالتوازي مع اهتماماتهم «بالماديات» والموجود
حاليا امكانات وطاقات ومواهب لا أحد يشك او يشكك بقيمتها ولكن العوامل
والمعطيات التي ذكرناها قد تجعل بعض لاعبينا لا يظهرون بمستواهم
الحقيقي..... وهذا معطى لابد من اخذه بعين الاعتبار ولا يجب ان يشكل
مفاجأة بالنسبة للبعض لانه بالاساس خارج عن نطاق الاطار الفني ولربما
اللاعبين كذلك.....
خصوصيات الظرف تفرض التفكير اساسا بالنتيجة
اذن وفي ظل هذه الظروف والمعطيات يجب ان نتعامل مع لقاء اليوم باسلوب خاص
وان نعطي الاولوية المطلقة للنتيجة خاصة وان منتخبنا مقبل يوم 20 جوان
الحالي على مباراة اخرى من الوزن «الثقيل» ضد نيجيريا... وعلى هذا الاساس
يمكن ان نجد اعذارا للمنتخب اذا لم يمتع ويقنع اليوم ولكنني لن نعذره اذا
لم يفز..... وبعبارة اخرى نحن نتفهم ـ والمطلوب من الجمهور كذلك ان يتفهم
ـ ظروف المنتخب وبعض صعوباته في الظرف الراهن ويراعي ذلك ولن نكون اشداء
وقساة في الحكم عليه ولن نطالبه بالانتصار وبالامتاع والاقناع لان الأمر
صعب وصعب جدا خلال هذه الفترة بالذات ولكننا لن نرضى بغير الفوز. وهذا من
حقنا... وهذا أضعف الايمان بالنسبة لمنتخب توفرت له كل متطلبات النجاح
وسيخوض مباراتين هامتين في ظرف اسبوعين امام جمهوره...
...ولا ننسى كذلك الموزمبيق
نحن نتحدث عن منتخبنا ونعتقد دائما ان من واجبه ان يفوز وان يكون في مستوى
الانتظارات... وننسى او نتناسى ان أمامه منافس له طموحات وامكانات وطاقات
واهداف والمنتخب الموزمبيقي قد لا يعني الكثير بالنسبة لغالبية الجمهور
التونسي ولكنه منافس يفرض الاحترام ويخطىء من يعتبره انه صيد سهل... وانه
في المتناول!! منتخب الموزمبيق سجل تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة واصبح
يصدّر اللاعبين وباتت له قدرات لا يستهان بها... ومن حقه ان يحلم وان يخطط
لما هو افضل... والمنتخب الذي تمكن من اللعب بندية تامة ضد نيجيريا وتعادل
معها قادر على الصمود في رادس وإحراج منتخبنا.... والممرن كويلهو نوه
بخصال المنتخب الموزمبيقي واعترف بامتلاكه عدة أوراق رابحة وعدة نقاط
قوة... وهو ما يعني ضمنيا ان مهمة لاعبينا لن تكون سهلة... والمهم في
اعتقادنا ان يتأقلم زملاء الجعايدي مع الظرف الراهن ومع خصوصيات اللقاء
وطريقة لعب المنافس وان يجدوا الحلول بأسرع وقت ممكن ليعرفوا طريقتهم
ونسقهم ويشددوا الخناق على الموزمبيق بما يضمن لهم اوفر الحظوظ لكسب
المواجهة التي تتطلب عدة تضحيات بدنية وذهنية واليوم بالذات يحتاج منتخبنا
الى واقعية لاعبيه وخبرتهم ونضجهم التكتيكي لان اللقاء مرهق ذهنيا
ونفسانيا وبدنيا ويحتاج الى لاعبين من طينة خاصة... اليوم لا حاجة لنا
بالعروض «الفرجوية» اذا لم تصاحبها النجاعة المطلوبة امام المرمى... ولا
فائدة ترجى من «الفنيات»... والمهارات ما لم توضع وتوظف في اطارها الصحيح
لتخدم المجموعة وتمهد طريق الشباك امام لاعبينا.... اليوم هناك اولوية...
ولابد ان ننظر جميعا في نفس الاتجاه وان نتكلم نفس اللغة: الانتصار اولا
وثانيا واخيرا...

عبد الوهاب بن رحومة
البرنامج
ملعب 7 نوفمبر برادس س18: تونس ـ الموزمبيق
(تحكيم كوكو دجوبي بمساعدة دجوكيري وآيانا من الطوغو)