نسمة قفصية
مرحبا بكم في موقع قفصة فيه كل تاريخ قفصة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نسمة قفصية
مرحبا بكم في موقع قفصة فيه كل تاريخ قفصة
نسمة قفصية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

من يملك الحقيقة؟

اذهب الى الأسفل

من يملك الحقيقة؟ Empty من يملك الحقيقة؟

مُساهمة من طرف abouimed الأحد 21 مارس - 12:02

يحكى أنه في سالف الأزمان ، حيث كان الناس غير ما هم الآن ، كان هناك قوم
جهلة يسجدون للأوثان ، الحلال و الحرام عندهم سِيان ، و يعيثون في الأرض
فسادا بلا حسبان ، حتى عمّ شرهم البشر و الشجر و الحيوان ، و كأنهم حبسوا
أنفسهم على الظلم و الطغيان .

وكان فيهم رجل صالح يُسدي فيهم النصح
لكل إنسان ، لا يكلّ و لا يملّ عن الدعوة إلى الخير و الصّدِّ عن الشر
فيهم في كل آن ، يدعو قوم الفساد إلى التوبة و الصلاح علّهم يفوزوا
بالجنان ، و يحذرهم من مغبة الإصرار على الشر علّهم ينجوا من النيران .

...
وهكذا مكث الصالح منارا للنجاة في قومه عدة سنين ، و هذا لعمري هو دأب كل
المرسلين ، و كذلك من تبعهم من الصالحين إلى يوم الدين ...

...
وكذلك قيل بأن حِلم الصالحين يزيد بقدر ما يزيد جهل الجاهلين ، شعارهم
الصبر على الأذى و الدعاء للقوم بالهداية بقلب سليم ، بكيد الأعداء و
مكرهم هم غير آبهين ، متيقنين أن عند الله مكرهم و الله هو خير الماكرين
..؛ و احفظ الله يحفظك فإنه خير الحافظين .

ولكن كلمة الله تعالى
سبقت في العالمين ، أنْ لو أراد ربك لهدى الناس أجمعين ..؛ فقد رأى الصالح
أن قومه غير مُبالين ، هم لكلمة الحق أشد الكارهين و لكلمة الشر أشد
المحبين ، و الأبناء منهم و الحفدة لآبائهم خير الوارثين ، كأنك ربي طبعت
على قلوبهم فقد عميت بصيرتهم إلى يوم الدين .

رفع الصالح أكف
الضراعة إلى الله رب العالمين : رب إن القوم كذبوا مقالتي و هم لها أشد
المنكرين ، رب كافئهم بما هم أهل له إنهم من الظالمين ، عذبهم إن شئت أو
ارحمهم فإنك أرحم الراحمين ، رب و احفظ من اتبع سبيلك من المؤمنين ، رب و
لا تخزنا يوم الدين ، يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب
سليم .

أصبح القوم يومًا ..، فساء صباح المنذرين ، أصبحوا على غير
ما افترقوا عليه إلى أسِرَّتِهم نائمين ، أصبحوا بذيول تتدلى من أعجازهم
فهم من المقبوحين ، كتب الله عليهم العقاب فجعلهم من الممسوخين ، و كذلك
يفعل ربك بالقوم المجرمين .

ونجا الصالح بصلاحه من هذا الخِزي
المهين ، و كذلك أبناؤه و حفدته ببركة صلاحه و ما أجهد نفسه فيهم بالتربية
و التعليم ؛ فبقيت صورهم جميلة من المسخ محفوظين ، و كذلك عندما يحفظ ربك
عباده المؤمنين .

ألِف القوم ما أصبحت عليه أجسادهم القبيحة ، و
أصبح للجمال عندهم المقاييس الحديثة الصحيحة : السوي عندهم من له ذيل
يتدلى ، ومن شذ عن ذلك فقد زاغ و تولى .

فكذلك أصبح أبناء الصالح
أغرابا في البلدة ، صورهم الآدمية خالفت في القوم السُّنة . يقولون عنهم
مستهزئين ساخرين : ويحهم !.. ما أقبح صورهم !.. ألا يرون أنهم علينا معرة
و مذلة ؟!..

واستمر الحال في عين القوم على هذه الشاكلة ؛ صورة
المسخ أجمل مزية ، و صورة الآدمي أقبح رزية . فاستحكمت العادة الجديدة و
أصبحت هي القاعدة الحقيقية . و هكذا عاش أبناء الصالح بصلاحهم و جمالهم
وسط القوم في شقاوة ، الحرب عليهم قائمة لا تهدأ أبدا حكموا عليهم
بالعداوة ، و القوم بفسادهم و قبحهم في سعادة ، يتيهون في الناس بذيولهم
في أنفة و عجرفة .

فسبحان الله ... من يملك حقيقة الجمال ؟ الرجل الصالح أم قومه الفجار ؟..

... ويا أيها العقلاء النبهاء !.. بالله عليكم أفتوني : أي الفريقين يحمل حقيقة الجمال ؟

...
أو أفتوني : من يملك الحقيقة ؟ ألوط الذي دعى إلى الطهر والحفاظ على
الفطرة أم قومه الذين عيروه بالطهر وخالفوا في الناس الفطرة ؟

... بل أفتوني : إلى ما نحتكم لمعرفة المقاييس الحقيقية ؟ أللفطرة الحق أم للعادة الجارية ؟

abouimed
 
 

عدد المساهمات : 2452
العمر : 60
المكان : القصرين
المهنه : ولد القصرين و يرفض الذل
الهوايه : الحرية ضاهر و باطن
نقاط تحت التجربة : 14762
تاريخ التسجيل : 28/01/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى