حدثني صديقي قال

قال صديقي



سأحكي لك نبذة من حياتي لأني
أظن أني فريد عصري أو فلتة من فلتات هذا العصر


يقول بدأت حياتي منذ وعيت على
تتبع الفضيلة والمثالية ونسجت في مخيلتي
عالما جعلته مسرحا كان ابطاله كل من أعرفهم
وتعاملت معهم بافتراض تحلّيهم جميعا بأجمل الصفات فكنت ارى في الكبير منهم
صاحب الحنكة ومحل الإحترام وفي الفقير أرى تجسّم الصبر وفي الصغير أشاهد البراءة
وكنت كلما سمعت درسا في الفضيلة الا وسجلته في خزينة معلوماتي وأحاول تجسيد تلك
الصفات في غيري إن لم تتوافق مع سني الا أن تكونت شخصيتي مررت بسن الشباب وأنا
معرض عن كل ما ينشده الشاب من علاقات محرّمة ومن جميع أنواع الترفيه التي يمكن أن
يجري وراءها شاب وكنت أخالط كبار السن وأتجنب مخالطة أندادي الا القليل منهم ممن
يشبهني في طبعه وتولّد عن ذلك نفور
من النساء حتى أثر ذلك فيّ وكان سببا في تأخر زواجي رغم أني كنت موسرا وقدّر الله
أن احتل مركزا مرموقا في عملي الذي هو أمنية
يصعب الوصول اليها وفي سنوات قلّة تحسن مركزي في عملي وعرض علي ّمنصب رئيس فرع لكن ثمّة شيء أقضّ مضجعي
وحرمني راحة البال هو أن عملي في مؤسسة ربوية أفسد عليّ الفرحة ونغّص عليّ عيشتي ووجدتني بين قوتين متعارضتين
البرستيج والقيمة والشهرة والأناقة ويقابلها الحرام والآخرة ومرضات الله
وبعد تردد كبير وقلق واضطراب تمكنت بفضل الله ومنّته من نصرة الدّين على
الدنيا واستقلت وكان تحوّلا خطيرا في حياتي
كنت مرعوبا من نتائج قراري هذا وما كان يصبّرني هو أني أريد بذلك مرضات
الله وامتحنت بأن صعب علي الدّخول في الدورة الإقتصادية طيلة أربعة أعوام وضلّ يغلب على معاملتي مع الناس فرض الفضيلة
على كل المحيطين بي بعد ما كنت افترض وجودها عندهم أصبحت أفرضها عليهم وكان لديّ
نوع من التصلّب في نصح الناس وكنت شديدا مع المخالفين لدرجة أني أجرح الكثير منهم
من أجل ارتكابه لمخالفة وتسببت في الكثير من الألم لكثير من الناس وكنت أرى ذلك
واجبا واكتسبت عداء الكثير لكن عند غيابي
فلم أكن أوجه( بفتح الجيم) الا بما يرضيني
ممّا ولّد عند البعض غيرة وحسد زرع عند بعضهم حب الإنتقام إذ كنت لا اراعي في نصائحي شعور
الغير ويصل الأمر الى التعزير وبما أن طبيعة البشر حب الإنتقام ممّن يتعدى على
شخصه وهذا مشروع حدا بالبعض الى نصب كمائن
لي عن طريق النّت وتضافرت الجهود لكي يجد بعضهم ممسكا يرد به
الصّاع صاعين وفعلا جرني بعضهم الى
الشات وبما أني كنت ارفض كل علاقة أثيمة
ابتعدت عن الشخصيات الواقعية مثل أعضاء المنتدى والمعارف وأيضا أهل البلاد لتقارب
المسافات وما يمكن أن ينجرّ عن ذلك من افتراض تنفعيل علاقة .


وبما أني كنت كالبدوي في
العاصمة لم أعر اهتماما لما يمكن أن يحصل لي من نصب فخّ كنت اعترض عن كثير من طلب
الصداقات وانهالت علي ّ عروض طلب الصحبة من أسماء مستعارة أغلبها أسماء نساء
استغربت للأمر قليلا ولكني افترضت أن عالم النت هو بهذه الصفة وبما أني أجهل كل
علاقة غير رسمية قلت وماذا في الأمر إن كنت أضمن عدم تورّطي فعليا أن اغوص في
أغوار هذا العالم كي أكتشف ما فاتني منه في الحياة الواقعية وتحاشيت المواقع الإباحية ولا أعرف حتى الآن كيف
يدخلونها ولم تكن همّي في يوم من الأيام
وتجاوبت مع بعضهم ولا أدري كيف سمحت لنفسي بذلك وكن ربما يكون الأمر تمرّدا على
وضع عشته طيلة سنين أو ربما علمي
بأنه عالم افتراضي تجاوبت مع بعضهم
الى تجاوز الحد المعقول طبعا كتابة من
الطرف المقابل وأحيانا بصوتي أنا وكان حبّ
الإطّلاع هو الدّافع وراء ذلك وكنت أظهر
أني تأثرت بما يقال لي ولكن في الحقيقة كنت اتخذ ذلك نوع من التسلية وحينما اختلي
بنفسي اجد مبررا من نفسي وهو أنه عالم غير حقيقي ولأكن مرّة غير مثالي كما عشت حياتي
كلها والذين يعرفونني لم يستطع أحد منهم رغم تتبعهم لي أن يجدوا عليّ والحمد لله
ممسكا في كل معاملاتي وأيضا علاقاتي
وأحسست بأن الأمر ليس عاديا في كثرة الإتصال بي ولم أعر ذلك اهتماما وكنت ارد
أحيانا كثيرة بردود فيها اشعار لمن يتصل
بي أو يحرض على ذلك أني لا اهتمّ لامكانية وجود فخّ وظن صاحب المصلحة أنه قام
بإنجاز وتمكن من كسب سلاح ضدي وتهلل فرحا وبدأت اسمع التلميحات على أني لست
مستقيما أو ما شابه ذلك ولم أنثني عن
تعودي تمضية الوقت بذلك إلى أن جاء يوم أحسست وكأني كنت في غيبوبة كيف لي وأنا
فلان أن انزل الى هذا المستوى وأنا المثالي والصعب في الأمور الدينية والتي فقدت
من أجله كثيرا من الأصحاب والأقارب وبقيت
مدّة أفكر كيف جاءت علي فترة أكون هكذا فتبادرت الى بعض التبريرات أو قل بعض
التفسيرات أحسست وكاني أكلت الى نفسي رحمة
بغيري ممن يحيطون بي وكأنها اشارة من الله أني موفّق بفضل الله وليس بشطارتي
وأحيانا أقول ربما كي لا أعود لغلضتي في
تمرير النصح لغيري وأحيانا أقول إنه الكبت الذي مررت به طيلة حياتي وأحيانا
أقول إنه حب الإطلاع وفي النهاية قلت مهما يكن من أمر فأنا لم أنحدر الى كبيرة
والحمد لله .


وأخيرا أقول لكل من تسببت له في
أذى من أجل مخالفة ارتكبها أقول له تب وارجع الى ربك ولا تبرر لنفسك التمادي في
الخطأ وابتعد خاصة عن الكبائر أما اللمم فلا أحد في منأى منها وأقول لمن اجتهد في
أن يجد علي ممسكا أقول له جوابين الأول سيكون ردا انتصار لنفسي وهو فلتهدأ يا صديقي فأنا سمعتي برلنت ناصعة والحمد لله أنك لن تستطيع بفضل الله أن
تجرني لكبيرة ولو جنّدت مع اصحابك الذين
استعملتهم مثلهم من الجان .


وجوابي الثاني الذي سيكون بمسحة
ايمانية هو أننا جميعا معرضون للوقوع في
الخطأ ولكن الخطأ الصحيح هو التمادي وعدم التوبة

قال
لي صديقي احرص على أن لا يقع تعقيب فيه استفزاز لأني سأكون عنيفا جدا