نحن و الصحابة و علوم الدين

Shaker كتب:

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد شكرا أخي حجاج على هذا الموضوع الطريف.

أما فيما يخص معالجته فلا بد أولا من التنبه إلى أن الصحابة رضوان الله عنهم جميعا ليسوا سواء في العلم بل منهم العلماء ومنهم غير ذلك، وأعلمهم أكثرهم لزوما لرسول الله صلى الله عليه وسلم كالشيخين وسيدنا علي وسيدتنا عائشة وسيدنا أبي هريرة وحبر الأمة ابن عباس... فهؤلاء أعلم ممن يأتي بعدهم من حيث العموم لأنهم يمتازون بميزة لا يدركها غيرهم وهي الصحبة التي لها الأثر البالغ في العلم لأن العلم ليس مجرد جمع للمعلومات بل هو مع ذلك نور يقذفه الله في القلوب كما قال الإمام مالك رحمه الله. وقلت من حيث العموم لأن كل فرد من الصحابة قد تفوته بعض السنن كما ذكرت لكن كان بعضهم يعلم بعضا ويذكر بعضا خصوصا إذا علمنا أنهم لم يتفرقوا في الأمصار إلا بعد

استشهاد الفاروق رضي الله عنه الذي كان يمنعهم من مغادرة المدينة إلا لقضاء المصالح.

أما عامة الصحابة فإنه من الطبيعي أن يكون من العلماء المتأخرين من هو أعلم منهم.

ولهذا أخي الكريم قال العلماء إن رأي الصحابي أو عمله إن كان في المسائل الإجتهادية ليس بملزم للعلماء من بعدهم لأن رأيه ليس معصوما .

ولذلك يجوز للعلماء مخالفة اجتهاده لما يترجح لديه من أدلة شرعية.

والله أعلم.