يا حسرة على البكالوريا ...

كان إحراز التلميذة أسماء صويد على معدل عشرين على عشرين في امتحان البكالوريا شعبة العلوم التجريبية محور حديث جل الصحفيين الحاضرين في اللقاء الصحفي الذي عقده السيد حاتم بن سالم وزير التربية بمركز الصحافة الدولية بتونس لتقديم معطيات عن نتائج الدورة الرئيسية لامتحان البكالوريا، واستغرب العديد منهم بلوغ هذا المعدل القياسي رغم خضوع التلميذة لاختبارات في مواد أدبية خاصة الفلسفة.وفسر الوزير أن هذه التلميذة وهي من المعهد النموذجي بأريانة حصدت تلكالنتيجة لأنها تحصلت على عشرين على عشرين في المادةالاختيارية وهوما يفسر أنها جمعت عشر نقاط إضافية وزعت على المواد الأخرى التي لم تحصل فيها علىعشرين على عشرين. وذكر أن هناك تلميذا تحصل السنة الماضية في فرنسا على 21 من عشرينوهو أمر ممكن في تونس أيضا

وقالت التلميذة أسماء صويد التي تحصلت على معدل عشرين على عشرين في امتحان البكالوريا في دورته الرئيسية في شعبة العلومالتجريبية لـ «الصباح» إنها مذهولة جدا.. فرغم توقعها التفوق لم تصدق للوهلة الأولى النتيجة التي قرأتها على شاشة هاتفها الجوال فأسرعت إلى الحاسوب للاطلاع عما هو مدون على شبكة الانترنيت فتبين لها أنها حصلت بالفعل على معدل عشرين على عشرين.

بعد حصول هذه التلميذة على معدل قد لا نصدقه للوهلة الأولى
ولكن أصبح من الإعتيادي أن يجتاز أحد التلاميذ معدل 20/20
وبعد أن تابعنا موقف وزير التربية وموقف الصحفيين وموقف التلميذة
لقد آثرت أن أطرح هذا للنقاش حتى نتبين آرائنا في هذا الحدث الذي كان يعتبر طرفة
ولكنه أصبح واقع
فما رأيكم في هذا المعدل الذي أحرزته هذه التلميذة

هنيئا للفتاة النابغة أسماء صويد على نجاحها منقطع النظير في شهادة الباكالوريا لهذه السنة بمعدل 20/20، وهو معدل يبدو غير منطقي بكل المقاييس و يذكرني بنسبة نجاح صدام حسين في آخر انتخابات رئاسية جرت في العراق تحت سلطته حيث حصل على نسبة 100 % من أصوات الناخبين قبل بضعة أشهر من خلعه.

فإذا كانت نسبة 100 % لم يصدقها أحد بمن فيهم صدام نفسه، فإن معدل 20/20 أي ما يساوي نسبة 100 % للتلميذة أسماء لا يمكن لأحد أن يكذبها أو أن يشكك في نبوغ هذه الفتاة النجيبة. و لكن هذا الرقم يبعث على الاندهاش و الذهول. ألم تصرَح الفتاة نفسها لجريدة «الصباح» بأنها «مذهولة جدا» بهذه النتيجة ؟

أكيد أن هذه الفتاة تتمتع بذكاء حاد بحجة أنها ذهلت بهذا المعدل. و ما ذهولها إلا دليل آخر على ما تتمتع به من حكمة و فطنة لأنها تعرف حق المعرفة بأن عدد 20/20 يمكن الحصول عليه في مادة ما و لكنه لا يمكن أن يكون معدلا لجميع المواد لأن ذلك يستوجب الحصول على العدد الأقصى في كل مادة من مواد الباكالوريا. و هو أمر أقرب ما يكون من المستحيل.

هذا الذهول ينتفي حين ندرك طريقة الحساب التي أصبح معمولا بها في تحديد معدل المترشحين لشهادة الباكالوريا، حيث تبين أن العدد الذي يحصل عليه التلميذ في المادة الاختيارية (option) يضاف إلى مجموع الأعداد الأخرى بدون احتساب أي ضارب له. أي أن التلميذ، إذا حصل مثلا على 170 نقطة في مواد يبلغ مجموع ضواربها 10 (ليكون معدله منطقيا 17)، يضاف إليه العدد الذي حصل عليه في المادة الاختيارية (15 مثلا) فيصبح مجموع نقاطه 185 و يقفز معدله إلى 18.5 بدون زيادة أي نقطة في مجموع الضوارب.

في هذه الحالة يصبح من المنطقي أن يكون «المعدل» العام 20/20، بل و يمكن تجاوزه. و من يدري، قد تكون أسماء صويد تجاوز معدلها العشرين، وتصبح، بطريقة الحساب هذه، مجبرة على التخلي عمَا زاد على المعدل الأقصى. و من يدري كم عدد التلاميذ الذين، لولا هذه الطريقة في احتساب المعدل لما حصلوا على نسبة 10/20 و لما نجحوا في امتحان الباكالوريا.

انتفى إذن الذهول من معدل غير عادي ليحل محله ذهول آخر. فما هي الغاية من وراء تقديم هذا النوع من الهدايا للتلاميذ؟ مع الملاحظ أنه إذا تم العمل بهذا النظام منذ عشرات السنين لكان بدون شك عدد الحائزين اليوم على شهادة الباكالوريا في تونس أكثر مما هو عليه الآن بالآلاف و لقلَ عدد المتخلين عن الدراسة بمستوى قريب من الباكالوريا.

من الواضح أن إعانة التلاميذ على اجتياز عقبة الباكالوريا تبدو عملا نبيلا و كريما و يدخل البهجة في عدد كبير من العائلات و يفتح آفاقا أمام شبان ما كانوا ليضعوا قدما في الجامعة لولا هذا الدفع. كما أن هذه الإعانة تجعل أرقامنا مرموقة و مشرفة.

لكن هل تم النظر فيما يمكن أن ينجر عن هذا «الدفع» من ضعف في مستوى طالب الغد، و الحال أن مستوى طالب اليوم لا يمكن أن يجزم أحد بأنه لامع ؟

لاحظ لي أحد متفقدي التعليم الثانوي بأن الطريقة المتوخاة حديثا في احتساب «معدل» الباكالوريا في بلادنا معمول بها في بعض الدول المتقدمة مع شيء من التصرف. و لكنه لم يفسر لي لماذا نقتدي بهذه الدول فيما هو غير مقنع و لا ننقل عنها أشياء أخرى جميلة.

* كاتب تونسي

esbbeb wadha7 whouwa el option
elli yetzed directe men gher coefficien
amma elli nestagherboulou elfalsfa 9ddeh jebet fiha
en tout cas ma3ad chey bizard.