نسمة قفصية
مرحبا بكم في موقع قفصة فيه كل تاريخ قفصة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نسمة قفصية
مرحبا بكم في موقع قفصة فيه كل تاريخ قفصة
نسمة قفصية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قواعد وفوائد تتعلق بعامة القبور

اذهب الى الأسفل

قواعد وفوائد تتعلق بعامة القبور Empty قواعد وفوائد تتعلق بعامة القبور

مُساهمة من طرف أحمد نصيب الإثنين 28 فبراير - 21:43

قواعد وفوائد تتعلق بعامة القبور


رأيت من المهم أن أذكر قواعد وفوائد تتعلق بعامة القبور وأثنّي بعد ذلك بذكر قواعد وفوائد تتعلق بقبور الأنبياء عليهم السلام ، وهذه القواعد والفوائد نابعة من القرآن الكريم والسنة المطهرة، وأقوال السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان من أئمة الهدى ، وهذه القواعد والفوائد تقرب للقارئ الكريم ضبط المسائل ، وسرعة فهمها ، وسهولة إدراكها .

القاعدة الأولى : ( لا يجتمع مسجد وقبر في الإسلام )
والأدلة على هذه القاعدة كثيرة ، قال الله تعالى : {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدعُواْ مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [ الجن: 18] .
وتقرير الاستدلال بهذه الآية الكريمة يكون بالآتي :

1-أن لفظ (المساجد) عام يشمل ويتناول بعمومه كل مسجد.
2-لفظ ( لله) يفيد الاختصاص والحصر ، فتبين من هذا أن من خواص المسجد أن يكون خالصاً لله في بنائه الحسي والمعنوي ، فمن بنى مسجداً من أجل تعظيم فلان الصالح الحي أو الميت ، أو على قبر فلان الصالح ، أو بجانبه تعظيماً أو إكراماً واحتراماً لذلك الصالح فقد جانب الإخلاص لله وحده .
3-وقوله : {فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} دليل على وجوب إبقاء المساجد لعبادة الله وحده ، ومن المعلوم أن من دواعي عبادة غير الله جعل المساجد على القبور، أو إدخال القبور في المساجد ، أو التقريب بين الاثنين ، فدلت الآية الكريمة بأولها وآخرها على تحريم الجمع بين القبر والمسجد .

القاعدة الثانية : ( أساس الشرك بناء قبة أو مسجد على قبر تعظيماً له) .
اعلم أخي الكريم : أن الباني على قبور الموتى مسجداً أو قبة يعرض نفسه للوقوع في الشرك ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى : (( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه )) رواه مسلم عن أبي هريرة.
ولا يخفى على من له أدنى فقه في الدين أن بناء المساجد من أعظم الأعمال التي يقترب بها إلى الله ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (( من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة )) متفق عليه من حديث عثمان رضي الله عنه ، وفي حديث عمرو بن عبسة قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (( من بنى لله مسجداً يذكر الله فيه بنى الله له مثله في الجنة )) رواه أحمد وغيره .
فمتى قصد بالبناء التعظيم لميت من الموات فقد أشرك مع الله غيره ؛ لأن بناء المساجد عبادة ، والعباد لا تكون إلا لله ، فمتى صرفت لغيره وقع فاعل ذلك في الشرك ، نسأل الله السلامة .
تنبيه : لا فرق بين أن يبنى مسجد على قبر أو يدخل القبر في المسجد.

القاعدة الثالثة : ( من بنى قبة أو مسجداً على قبر دون تعظيمه وقع في البدعة ) .
من المهم بمكان أن يعلم المسلمون أن بناء مسجد على قبر أو قبة مع الجهل بتحريم ذلك أمر مبتدع في الإسلام ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) متفق عليه من حديث عائشة ، وعند مسلم بلفظ (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )) وهذا الحديث عند بعض أهل العلم نصف الإسلام ؛ لأنه بين أن جميع أعمال العباد الظاهرة لابد أن تكون موافقة للشرع ، فمتى خرجت عن موافقة الشرع كانت من الإحداث في الدين ، وهذا هو الابتداع في الإسلام.
والابتداع في بناء المساجد أو المشاهد على القبور يعد متابعة لطريقة اليهود والنصارى فقد قال صلى الله عليه وسلم : (( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) وهذا البناء مدعاة للشرك .

القاعدة الرابعة: ( الحكمة من إظهار القبور العبرة والدعاء لأهلها ) .
أخي المسلم : لقد تقرر في الشريعة الإسلامية جواز رفع القبر عن الأرض مقدار شبر ، وهذا الارتفاع يستوي فيه قبور الأنبياء والصالحين وغيرهم ، وتقرر أن الحكمة من ذلك الاعتبار والدعاء للأموات المسلمين ، وليس التعظيم لها . روى ابن حبان والبيهقي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : ((إن النبي صلى الله عليه وسلم رفع قبره عن الأرض قدر شبر )) وهو صحيح وعليه العمل عند أهل العلم كافة .

القاعدة الخامسة : ( يجب هدم كل بناء على القبور إذا زاد على شبر) .
أخي المسلم : لا يخفى عليك أن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قد أوجبا على المسلمين أن يلتزموا بالقدر الشرعي عند دفن الميت ، وهو أن لا يرتفع القبر أكثر من شبر ، فما زاد على ذلك وجب هدمه سواء أكان على قبر نبي أو صالح أو طالح ، وإليك الأدلة على ذلك :
روى مسلم من حديث علي رضي الله عنه أنه قال لأبي الهياج الأسدي : (( ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أن لا تدع قبراً مشرفاً إلا سويته ولا صورة إلا طمستها )).
وروى مسلم أيضاً من حديث ثمامة بن شفي قال : ( كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم برودس فتوفي صاحب لنا فأمر فضالة بن عبيد بقبره فسوي ، ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يأمر بتسويتها )) .
وأحاديث النهي عن البناء على القبور و التجصيص لها وما كان في معنى ذلك دالة على تحريم البناء على القبور ) .
تنبيه : المراد بتسوية القبور ما زاد على الشبر لا إلصاقها بالأرض جمعاً بين الأحاديث الدالة على شرعية ارتفاع القبر مقدار شبر، والدالة على تسويته .

القاعدة السادسة: ( بناء المساجد أو القباب على القبر ليس دليلاً على صلاح الباني ولا المبني عليه ) .
أخي المسلم : إنه من المؤسف جداً أن يصل الجهل بأهله من المسلمين إلى أن يظنوا أن الإسلام يحب ويستحسن بناء المساجد والمشاهد على القبور فالإسلام يحارب هذا ، ومن يقوم به .
فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم – أي مرض الموت – ذكر بعض نسائه كنيسة بأرض الحبشة فذكرت أم سلمه وأم حبيبة – وقد هاجرتا إلى الحبشة – من حسنها و تصاويرها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله )) .
والأحاديث بهذا المعنى كثيرة .

القاعدة السابعة : ( اقتضت المصلحة الشرعية تغييب القبور التي يخشى أن تعبد من دون الله ) .
لا يخفى على من تتبع أحوال السلف الصالح وقرأ سيرهم ما قام به الصحابة الكرام من تغييب القبور خشية أن تعبد من دون الله ، ومن ذلك ما فعله الصحابة الذين فتحوا (تستر) عندما وجدوا رجلاً ميتاً على سرير ( الهرمزان ) عند رأسه مصحف ، وقالوا للصحابة : هذا (دانيال) ، فقام الصحابة وحفروا بالنهار ثلاثة عشر قبراً متفرقة فلما كان الليل دفنوه وسووا القبور كلها لتعمية أمره على الناس .
القصة ذكرها ابن إسحاق ، وابن أبي شيبة وابن كثير وغيرهم ، وقد قال ابن كثير سندها صحيح إلى أبي العالية .

القاعدة الثامنة : (عبادة الأشجار و الأحجار والنار والشمس والقمر وغير ذلك إنما حصلت بعد حصول شرك القبور ) .
أيها المسلم : لا يخفى عليك أن أول شرك حدث في الأرض هو شرك عبادة الضرائح ، ومنه تفرعت أنواع الشركيات التي لا تحصى ولا تعد، وانظر كم المدة الزمنية بين قوم نوح الذين كانوا يعبدون الصور و الضرائح وبين قوم إبراهيم الذين عبدوا الكواكب وعبدوا ما ينحتون ، وأيضاً من المشاهد أن الأشجار و الأحجار والتراب والمياه التي بجانب القبر الذي يعبد من دون الله تنال تعظيماً وعبادة بسبب قربها من الضريح الفلاني ، وعلى سبيل المثال ما يجري عند الضريح الذي يسمى قبر النبي هود _ زعموا _ ، فإنهم يجعلون ماء النهر الذي بجانبه مثل نهر الكوثر الذي في الجنة فاتضح من هذا أن استئصال شرك القبور إعلام بانتهاء ما لحق به .

القاعدة التاسعة : (العبر بالقبور الظاهرة ) .
اعلم أخي المسلم : أن القبور التي تبنى عليها أحكام شرعية هي القبور الظاهرة ، وأما التي في بطن الأرض فلا يثبت عليها حكم شرعي من حيث الظاهر لأن الأرض كلها مقبرة الأحياء. قال تعالى : { أَلَمْ نَجْعَلِِ ِ اْلأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَآءً وَأَمْـوَاتًا } [المرسلات : 25] ، ويستوي في هذا الأنبياء وغيرهم لأن القبر الظاهر هو الذي يترتب على وجوده مفسدة إذا انتهكت حرمته بأي نوع من أنواع الانتهاك المذموم .
وهذه القاعدة مهمة بحيث لا يحتج علينا محتج بالقبور المندرسة على جواز اتخاذ القبور مساجد .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .

منقول
أحمد نصيب
أحمد نصيب
 
 

عدد المساهمات : 9964
العمر : 65
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24102
تاريخ التسجيل : 05/08/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى