حل الدستور وإيقاف مجلسي النواب والمستشارين

في ندوة صحفية للوزير الأول:حل الدستور وايقاف نشاط مجلسي النواب والمستشارين..
04/03/2011 15:25
"قل ربي ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا" (الإسراء)..بهذه الآية القرآنية استهل الوزير الأول "الباجي قائد السبسي" حديثه خلال الندوة الصحفية التي انعقدت صباح اليوم بقصر قرطاج وحضرها أعضاء الحكومة المؤقتة والسيد "مصطفى كمال النابلي" محافظ البنك المركزي ورئيس أركان الجيش "رشيد عمار", معتبرا أن المعاني والأخلاق السامية التي جاءت في هذه الآية القرآنية كانت غائبة في العشريتين الأخيرتين, فعصابة المفسدين على حد تعبيره أكلت من لحم الشعب و من ماله ومن مكاسبه الكثير.
ووعد الوزير الأول بأن يتميز أعضاء الحكومة المؤقتة بالصدق والشفافية ونظافة اليدين على عكس ما كان حاصلا في عهد النظام السابق, وأضاف قائلا:" بالنسبة إلى الأعضاء الموجودين في الحكومة فمن يريد المغادرة يغادر وكل من يريد العمل يبقى..ولا يحق لي ولا لرئيس الحكومة المؤقت ولا لأي عضو من الحكومة المشاركة في الانتخابات القادمة وهذا قرار داخلي سنلتزم به كلنا."
وصرح السيد "الباجي قائد السبسي" أنه سيتم الإعلان عن تركيبة الحكومة المؤقتة خلال اليومين القادمين بعد مصادقة رئيس الدولة المؤقت عليها، كما بين أن توقيف العمل بدستور جوان 1959 يعني توقف عمل كل المؤسسات التي جاء بها هذا الدستور على غرار مجلسي النواب والمستشارين. وأكد أن القانون الانتخابي سيصدر في آجال معقولة ليتم انتخاب مجلس تأسيسي في غضون 4 أشهر.وبين الوزير الأول أن هناك من المسؤولين ومن الأحزاب من لا يوافق على هذا القرار ولكن الأغلبية الساحقة حسب قوله نادت بانتخاب مجلس تأسيسي.
وبخصوص أوليات الحكومة أكد الوزير الأول أنه في أول جلسة لأعضاء الحكومة سيتم العمل على إرجاع هيبة الدولة, حيث قال بخصوص ذلك: "سيكون عملنا الاول في أول جلسة للحكومة هو إرجاع هيبة الدولة لأن هيبتها تدهورت إلى درجة لا يمكن قبولها مطلقا, وهيبة الدولة تتطلب في المقام الأول استتباب الأمن وعودة نسق الحياة إلى طبيعتهه فنحن على حافة الهاوية."
وبين السيد "الباجي قائد السبسي" أن قضية الأمن ليست هينة فهناك من التدهور ومن التفكك ما يصعب تداركه بسرعةّ, وقد صرح أن وزير الداخلية "فرحات الراجحي" قدم له ملفا بخصوص ما حدث وأنه رغم تجربته فإن المسألة أكثر من المعقول. واضاف قائلا:" سيقدم وزير الداخلية قريبا بيانا يوضح فيه عديد النقاط, والمسألة ليست هينة وتتطلب العمل وكذلك الوقت رغم أن الأمن قد تحسن بصفة ملحوظة في الأيام الأخيرة وذلك بفضل ما توفر لدى المسؤولين من حنكة وليس من قوة."
كما اعتبر الوزير الأول أن مسألة القطع النهائي مع النظام السابق أشبه "بتخليص الحرير من الشوك" فذلك يتطلب على حد تعبيره فرز الغث من السمين ففي النظام السابق نجد إلى جانب الرؤوس هناك أيضا "بيادق"ولكن كل شخص مهما كانت رتبته أو انتماؤه سيكون تحت طائلة القانون. هذا واعتبر الوزير الأول أن "بن علي" ارتكب الخيانة العظمى لأنه لم يوف لا بعهد ولا بالتزام فلا يمكن له أن يفعل كل ذلك ويذهب في سلام على حد قوله.
وفي سياق آخر أعلن السيد "الباجي قائد السبسي" أنه تردد في قبول مسؤوليته في الحكومة في البداية ولكنه اعتبر أن خدمة الوطن هي كطلب العلم من المهد إلى اللحد وأضاف قائلا:" زوجتي أيضا لامتني فقد قالت لي أنت لم تعرف أبناءك جيدا في السابق والآن ستفقد الصلة بأحفادك. و رغم ذلك فإنه شرف لي أن أخدم وطني مع ثلة من رجال تونس البررة وأن نعمل على المحافظة على مكاسب الثورة وأن نكون أوفياء لدم الشهداء وأن نحافظ على مكانة تونس بين الدول." وأضاف أنه لا يمتلك من المكاسب شيئا ما عدى سيارته.
ودعا الوزير الأول في الأخير إلى ضرورة العودة إلى العمل الجدي رغم أنه يستوعب جيدا مطالب المعتصمين سواء في القصبة أو في القبة "ليستبدل ما في الأرض إلى فوق الأرض" لتوفير التنمية التي يجب أن تبلغ حوالي 9 بالمائة ولكن هي الآن تقترب من الصفر وبتحقيق التنمية تتوفر مواطن الشغل.