رجل كألف ولكن الرجال قليل

رجل كألف ولكن الرجال قليل
كان العالم سفيان الثوري يأبى الدخول على السلطان، وكان يرى عدم الدخول عليهم
أو العمل لهم، وقد طالبوه للقضاء ففر منهم، وتوارى عنهم.وقد توفي رحمه الله مستخفياً في البصرة!.
وقد ُأدخل على الخليفة أبو جعفر المنصور في الحج بمنى فقال له: اتق الله، فإنما أنزلت في هذه المترلة، وصرت في هذا الموضع بسيوف المهاجرين والأنصار، وأبناؤهم يموتون جوعاً، حجّ عمر فما أنفق إلا خمسة عشر ديناراً، وكان يترل تحت ظل الشجر، وأنت أنفقت في حجك بيوت الأموال.
فقال المنصور: أتريد أن أكون مثلك؟
فقال الثوري: لا، ولكن دون ما أنت فيه، وفوق ما أنا فيه.
وقال للخليفة المهدي: قد ملأت الأرض ظلما وجورا، فاتق الله، أبناء المهاجرين والأنصار بالباب فاتق الله، وأوصل إليهم حقوقهم!.
وقد عاب سفيان الثوري على شريك القاضي دخوله في القضاء، فاعتذر بأنه لابد للناس من قاض، فرد عليه الثوري: ولابد للناس من شرطي!؟.
فشبه القضاء لهم كالعمل شرطيا لهم.
وسأله المنصور عن نفسه كيف هو؟ فقال له: بئس الرجل!
وكان يقول : ما يريد مني أبو جعفر؟ والله لئن قمت بين يديه لأقولن له: قم من مقامك فغيرك أولى منك به!.
ودعا الخليفة المهدي للاقتداء في حكمه بعمر بن الخطاب فقال له : انظر عمر بن الخطاب.
قال: عمر له أصحاب.
فقال سفيان: فعمر بن عبد العزيز.
فقال: فإن لم أطق؟
فقال سفيان: اجلس في بيتك!.
منقول