علماء تونس الأجلاّء : أدخل و تعرف عليهم

مجهود عظيم ومعلومات قيمة تظهر عظمة هؤلاء الأفاضل
طوبى لهم لما خصهم به مولاهم من حمل انوار العلم
وللأسف لن يجد هذا الموضوع اهتماما كبيرا لانه لا يتحدث عن غشاء البكارة ولا على حديث الشباب في القهاوي على البنوتات.

الشّيخ العلاّمة محمد الخضر حسين رحمه الله تعالى






نشأته
وحياته العلميّة والجهاديّة في عناوين:


1 ـ ولد ـ رحمه الله تعالى ـ في 26 رجب 1293هـ/16 أغسطس 1873م بمدينة نفطة
بالجنوب التّونسي من أسرة علم وصلاح وتقوى.


2 ـ يتّصل نسبه بالنّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه وسلّم
وجدّه للأب علي بن عمر، وجدّه لأمّه مصطفى بن عزوز، وخاله العلاّمة الشّيخ محمّد المكّي بن عزوز، وشقيقاه
العلاّمة اللّغوي محمّد المكّي بن الحسين،
والعلاّمة زين العابدين بن الحسين.


3 ـ في الثّانية عشرة من عمره انتقل مع والده إلى العاصمة تونس، والتحق
بطلاّب العلم بجامعة الزّيتونة أرقى المعاهد الدّينيّة وأعظمها
شأناً في المغرب الإسلاميّ.


4 ـ تخرّج من جامعة الزّيتونة وحصل منها على الشّهادة العالميّة في العلوم
الدّينيّة والعربيّة...


5
ـ
أنشأ مجلّة"السّعادة العظمى" عام (1321هـ/1902 م) وهي أوّل
مجلّة ظهرت في المغرب أغلقتها سلطات المحتلّ الفرنسي.


6 ـ تولّى القضاء بمدينة بنزرت، وعهد إليه بالخطابة في جامعها الكبير
عام 1905م.


7 ـ لم يمكث في بنزرت طويلا، إذ لم يرقْهُ ميدان القضاء؛ فقد حال بينه
وبين الدّعوة إلى الإصلاح والجهاد، فتركه ورجع إلى العاصمة...


8 ـ في عام 1328 اشترك في مناظرة للتّدريس من الدّرجة الأولى، فحرم من
النّجاح فحزّ ذلك في نفسه لسيطرة روح المحاباة على الحياة العلميّة
في التّعليم الزّيتوني.


9 ـ عاد إلى التّدريس في جامع الزّيتونة أستاذاً للعلوم الشّرعية والعربيّة.


10 ـ تولّى تنظيم خزائن كتب جامع الزّيتونة.



11 ـ اختير للتّدريس بالمدرسة الصّادقية وكانت آنذاك هي المدرسة الثانوية
الوحيدة في تونس.


12 ـ حكم عليه بالإعدام من طرف المحتلّ الفرنسي لمناهضته للمستعمر وجهاده
لتحرير البلاد...


13 ـ غادر تونس إلى الأسَتانة سنة (1329هـ=1911م) لمّا أصبح مطلوبا من
القوّات المحتلّة، وتردّد بين دمشق والأسَتانة وبرلين محرّضا
المسلمين على محاربة الإستعمار . وقد أتقن اللّغة الألمانيّة وكتب عن مشاهداته في برلين...



14 ـ هاجر إلى دمشق مع أسرته ومعه أخواه العالمان المكي وزين العابدين عام
1330هـ = 1912 م ، وأقام فيها مدة طويلة..


15 ـ تولّى في مطلعها التّدريس وأعاض الله به أهل الشّام بعد رحيل علامة
الشّام الشّيخ جمال الدّين القاسمي رحمه الله تعالى فكان الخضر من أسباب النّهضة العلميّة في بلاد الشّام ....


16 ـ وبعد ذلك عاد إلى دمشق، فلحقته سلطات الاحتلال الفرنسي...


17 ـ اعتقله (جمال باشا) في سجن دمشق عام 1334 سنة وأربعة أشهر بتهمة
علمه بالحركات السّرّيّة المعادية للأتراك
...


18 ـ لمّا احتلّت فرنسا سوريا أصدرت ضدّه حكما غيابيّا بالإعدام لما قام به
من تحريض المؤمنين في ألمانيا لمحاربة المحتلّ الفرنسيّ.


19 ـ خرج الشّيخ من سوريا يترقّب ونزل محمد الخضر الحسين القاهرة سنة 1920م.


20 ـ اشتغل بالبحث وكتابة المقالات..


21 ـ عمل محرّرًا بالقسم الأدبي بدار الكتب المصريّة...


22 ـ اتّصل بأعلام النّهضة الإسلاميّة في مصر وتوثقت علاقته بهم..


23 ـ تجنَّس المصرية...


24 ـ تقدَّم لامتحان شهادة العالمية بالأزهر..


25 ـ عقدت له لجنة الامتحان برئاسة العلاّمة عبد المجيد اللبان مع جماعة
من علماء الأزهر...


26 ـ أعجبت به تلك اللّجنة، وبلغ من إعجاب رئيسها بالطّالب أن قال:"هذا
بحٌر لا ساحل له، فكيف نقف معه في حِجاج؟"



27 ـ قام بتأسيس جمعية الهداية الإسلامية...


28 ـ أصدر مجلة تحمل نفس الاسم...


29 ـ اشترك في تأسيس جمعية الشّبّان المسلمين...


30 ـ استلم رئاسة تحرير مجلة "نور الإسلام" التي يصدرها
الأزهر، والمعروفة اليوم باسم "مجلّة الأزهر".



31 ـ انضمّ إلى علماء الأزهر...


32 ـ عيّن مدرّساً للفقه في كلّية أصول الدّين، ثمّ أستاذاً في التّخصّص...


33 ـ عيّن عضواً في مجمع اللغة العربية في القاهرة أول إنشائه.


34 ـ عيّن عضواً في المجمع العلمي بدمشق.


35 ـ حصل على عضوية هيئة كبار العلماء بعد أن قدّم رسالته العلميّة "القياس
في اللّغة العربيّة" سنة (1370 هـ= 1950م)،


36 ـ اختير شيخا للأزهر بترشيح العلماء في 26 ذي الحجة 1371هـ/16 سبتمبر 1952م
فقام بالأزهر خير قيام، وهو آخر عالم تولّى الأزهر بترشيح
العلماء، ثمّ أصبح بعد ذلك يعيّن من قبل السّلطة.



37 ـ استلم رئاسة تحرير مجلة "لواء الإسلام"


ترأّس
جمعية " جبهة الدّفاع عن أفريقيا الشّمالية". 38 ـ


39 ـ استقال في 2 جمادى الأولى 1372هـ/7 يناير 1954م لمّا حيل بينه
وبين إصلاح الأزهر.


40 ـ كانت استقالته احتجاجًا على إدماج العسكر القضاء الشّرعي في القضاء
الأهلي، وكان رحمه الله تعالى يرى عكس ذلك، وهو الذي يجب أن يكون: إدماج
القضاء الأهلي في القضاء الشرعي، انطلاقا من أنّ الشريعة الإسلامية هي الحاكمة على كلّ أمر فهي بالتّالي ينبغي أن
تكون المصدر الأساسي للتشريع ...


41 ـ توفّي رحمه الله تعالى في 13 رجب 1377هـ/28 فبراير 1958م


42 ـ دفن في المقبرة التّيمورية إلى جانب صديقه العلاّمة أحمد
تيمور باشا رحمهما الله بناءً على وصيته...


خصائله:


1 ـ شهد له العلم والفضل، ويكفيه فخرا أنّه اختير من طرف علماء الأزهر
ليكون شيخ الأزهر.


2 ـ أوتي الشّيخ رحمه الله تعالى بياناً ساحراً، وقلماً سيالاً ..


3 ـ كان ذا همّة عالية، ونفس كريمة، وغيرة إسلاميّة...



4 ـ كان هادئ الطّبع، حسن المعشر، لَيِّن العريكة، جمّ التّواضع..


5 ـ عرف بزهده وقناعته، وممّا أثر عنه قوله:"
يكفيني
كوب لبن وكسرة خبز".


6 ـ كان متفنّناً في علوم الشّريعة من أصول، وتفسير، وفقه، ونحو ذلك.


7 ـ كان إماماً من أئمّة العربيّة في العصور المتأخّرة، وفذّاً من
أفذاذ علماء الإسلام كما
قال عنه العلاّمة محمّد الطاهر بن عاشور ـ رحمهما الله
تعالى.


8 ـ عرف بمواقفه الجريئة و بشجاعته العظيمة، و كان ممّن جمع بين العلم
والورع والعمل، فكان لا يخشى في قول الحقّ لومة لائم، شأنه شأن غيره
من علماء السّلف الذين صدعوا بالحقّ في وجه الطّغيان في كلّ زمان ومكان.


جهاده
بالقلم واللّسان:


ـ قاوم
المحتلّ الفرنسي والإيطالي بقلمه ولسانه وماله
في كلّ مكان.


ـ وقف
رحمه الله تعالى أمام النّعرة القوميّة التي انطلقت
تفرّق بين العرب وإخوانهم الأتراك.


ـ ذهب
إلى الآستانة من أجل هذا الهدف ولقي وزير الحربية (أنور
باشا) فاختير محرّراً للقلم العربيّ هناك، واكتشف ضعف الدّولة وقرب سقوط الخلافة التي اجتمع عليها الأشرار من كلّ
جانب، فأصيب بخيبة أمل نجد أثره في قصيدته "بكاء
على مجد ضائع".


ـ لمّا
أصدر مجلّة "السّعادة العظمى" وقد كانت الأولى
في المغرب الإسلامي تسابق العلماء والكتاب للمشاركة فيها وكان لها دور كبير في تجنيد الأقلام لنشر الوعي ومقاومة الاحتلال،
فأغلقها المستعمر الفرنسي بعد مضي عام واحد فقط
على صدورها.


ـ عندما
تولّى الخطابة والتّدريس بجامع بنزرت حدث
إضراب الطلاّب عن التّعليم كما حدثت اشتباكات بين التّونسيّين والمستعمر، الذي أعلن الأحكام العرفيّة وحمّل الشّيخ
كلّ تلك الحركات والاحتجاجات كما اتّهم رحمه
الله تعالى أنّه وراء تثوير الشّعب وزرع الكراهيّة للغرب ...


ـ ولمّا
غزت إيطاليا ليبيا واحتلّت طرابلس وبني غازي سنة (1329هـ=1911م)،
جاهدهم الخضر بقلمه ولسانه في مجلته "السّعادة العظمى" واستنفر
الأمّة لصدّ العدوان ودفع الصّائل ، كما استنهض الدّولة العثمانية لاستخلاص الحقّ من مغتصبيه، وكان لتحريض الشّيخ عبر
مقالاته الدّور الفعّال في إشعال الحماس في
نفوس المسلمين، فاتَّهم الشّيخ من طرف المحتلّ الفرنسي ببثِّ روح العداء للغرب، وبدأ يضيّق عليه، ممّا اضطُّر الشيخ إلى
مغادرة تونس إلى الأسَتانة سنة (1329هـ=1911م.


ـ جاهد
الشيخ (علي عبد الرزاق) فيما افتراه على الإسلام فكتب (نقض
كتاب الإسلام وأصول الحكم) يردّ فيه على شبهاته المضلّة الدّاعية للفصل بين الدين والدولة.



ـ تعرّض
إلى المضايقة وتعطيل مبادراته الإصلاحيّة للأزهر
ممّا اضطرّ لتقديم استقالته.


ـ جاهد
بكتابه (نقض كتاب في الشّعر الجاهليّ) طه حسين وردّ
على افتراءاته وزعمه في قضية انتحال الشعر الجاهلي وما ضمنه من افتراءات ضد القرآن الكريم..


ـ لم
يستسلم رحمه الله تعالى فبقي يقاوم إلى آخر حياته
بكتاباته ومحاضراته ودروسه وخطبه حتّى توفّاه أجله. رحمه الله تعالى رحمة واسعة ...


مؤلّفاته


ترك
الشّيخ رحمه الله تعالى مكتبة نفيسة وثريّة تشهد له
بكثرة علمه وسعة اطّلاعه وتنوّع اهتماماته العلميّة، من فقه وأصول ومقاصد ولغة وأدب وشعر ومعارك فكريّة ونفس مقاومة ضدّ
المحتلّ، من هذه المؤلّفات:


1ـ نقض كتاب الشّعر الجاهلي ردّاً على طه حسين فيما زعمه في قضيّة انتحال
الشّعر الجاهليّ وما ضمنه من افتراءات ضدّ القرآن الكريم...


2ـ نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم رد فيه على الشيخ علي عبد الرزاق فيما
افتراه على الإسلام من دعوته المشبوهة للفصل بين الدين والدولة...


3ـ تراجم الرّجال.


4ـ أسرار التّنزيل.


5ـ دراسات في الشّريعة الإسلاميّة.



6ـ نور اليقين في سيرة سيد المرسلين


7ـ محاضرات تاريخ الأمم الإسلاميّة: تناول فيها تاريخ الإسلام من
البعثة إلى إغارة المغول.


8 ـ تاريخ التّشريع الإسلامي.


9 ـ أصول الفقه.


10ـ رسائل الإصلاح، وهي في ثلاثة أجزاء، أبرز فيها منهجه في الدعوة
الإسلامية ووسائل النهوض بالعالم الإسلامي.



11 ـ بلاغة القرآن.


12 ـ أديان العرب قبل الإسلام.


13 ـ تونس وجامع الزّيتونة.


14 ـ تونس 67 عاما تحت الاحتلال الفرنساوي 1881-1948


15 ـ حياة ابن خلدون ومثل من فلسفته الاجتماعية.


16 ـ دراسات في العربيّة وتاريخها


17 ـ الرّحلات.


18 ـ الحرّيّة في الإسلام.


19 ـ الخيال في الشّعر العربي


20 ـ آداب الحرب في الإسلام


21
ـ
تعليقات على كتاب الموافقات للشّاطبي


22 ـ ديوان شعر جمعه بعض محبّيه تحت اسم "خواطر الحياة "


23 ـ أصدر مجلّة "السّعادة العظمى" في تونس عام 1321 هـ.


أضف إلى
ذلك عدّة بحوث ومقالات نشرت في مجلة الأزهر "نور
الإسلام"ولواء الإسلام والهداية الإسلامية...


وقد
اعتنى ابن أخيه الأستاذ علي الرضا الحسيني بتلك الكتب،
وبالتّرجمة للشيخ الخضر.


لقد كان
لتلك الآثار أثرها البالغ في حياة الشيخ، وبعد
وفاته، ولا زال النّاس يفيدون منها، ويقبسون من نورها.


ولا زالت
حياته وآراؤه ومؤلّفاته موضع الدّراسة،
والتّحليل ولازال العلماء يتلقّون كتبه بالعناية والقبول والثّناء.

يتبع...


ـــــــــــــ