النجوم في مأزق بكين

قبل أيام معدودة على انطلاق دورة الألعاب الأولمبية "بكين 2008" التي تنطلق في يوم تاريخي 8/8/2008 تفجرت أزمة غريبة من نوعها في مسابقة كرة القدم بالدورة، إذ رفض بعض النجوم الرضوخ لأنديتهم الأوروبية بعدم بتمثيل بلادهم في منافسات كرة القدم بالدورة.

وجاء استدعاء النجمين البرازيلي رونالدينيو والأرجنتيني ليونيل ميسي للمشاركة في الأولمبياد، بمثابة مصدر إزعاج لنادي برشلونة الإسباني الذي سيفقد نجمين من أفضل نجومه لنحو ثلاثة أسابيع قبل انطلاق المسابقة المحلية بقليل.

وقليلا ما قام كارلوس دونغا المدير الفني للمنتخب البرازيلي باستدعاء رونالدينيو للمشاركة في المباريات الدولية وسط اعتراضات مسئولي برشلونة، علما بأن اللاعب البالغ من العمر 28 عاما أصبح لا وجود له في خطط غوسيب غوراديولا المدير الفني الجديد للنادي الكتالوني.

وقال برشلونة في بيان رسمي "رونالدينيو يجب أن يشارك في تدريبات الفريق، الألعاب الأولمبية لا تندرج في أجندة فيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم) وليست هناك قواعد خاصة لهذه المسألة، لذلك فإن النادي غير مجبر على الموافقة على مشاركة لاعبيه (في الأولمبياد)".

ولم يشر نادي برشلونة في بيانه إلى مهاجمه الأرجنتيني ميسي -21 عاما- الذي استدعي للمشاركة مع المنتخب الأولمبي لبلاده حامل اللقب في الأولمبياد السابقة.

ومع ذلك صرح تكسيكي بيجيريشتين مدير الكرة في نادي برشلونة لصحيفة "ماركا" قبل أيام بأن الفريق بحاجة إلى أكبر عدد ممكن من اللاعبين الجاهزين للمشاركة في الدور التمهيدي لدوري أبطال أوروبا".

وقال بيجيريشتين "هدفنا هو خوض الدور التمهيدي بكل لاعبينا بما فيهم ميسي.. إننا ندرك أهمية اللعب في الدور التمهيدي. نحن نعتقد أننا على حق، وأنه لا يجب علينا السماح للاعب بالرحيل".

ويشارك برشلونة، الذي احتل المركز الثالث في الدوري الإسباني الموسم المنقضي خلف ريال مدريد وفياريال، في تصفيات دوري أبطال أوروبا التي تتزامن مع منافسات كرة القدم بأولمبياد بكين التي تقام بين السابع و23 أغسطس/ آب المقبل.

ويشارك في منافسات كرة القدم بالأولمبياد المنتخبات الأولمبية -تحت 23 عاما- ولكن يسمح لكل منتخب استدعاء ثلاثة لاعبين فوق السن. ومع ذلك لا تندرج المنافسات الأولمبية في الأجندة الدولية، كما أنها تتزامن مع بداية مسابقات الدوري المحلية في أوروبا.

بلاتر

وناشد السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي الأندية "بالتفكير في اتباع توجه يتسم بالمرونة" بشأن مشاركة اللاعبين الذين تخطت أعمارهم 23 عاما في الأولمبياد.

ومع ذلك اعترف بيان للفيفا بأن الألعاب الأولمبية خارج الأجندة الدولية وأنها "غير مذكورة في قواعد الفيفا المتعلقة بالسماح للاعبين بترك أنديتهم".

وفي ألمانيا يقاوم نادي فيردر بريمن رغبة دييغو في المشاركة بالأولمبياد، وذلك بعدما استدعي لاعب خط الوسط -23 عاما- للمشاركة مع المنتخب الأوليمبي البرازيلي، بينما أعلن نادي شالكه رفضه مشاركة مدافعه رافينيا -22 عاما- الذي اختاره دونغا أيضا.

ويشعر كلا الناديين أن الفيفا ليس لديه كثير ليفعله في حالة عدم السماح للاعبين بالمشاركة في الأولمبياد، رغم أنهما لا يتجاوزان 23 عاما.

وقال كلاوس ألوفس المدير العام لنادي بريمن "من الواضح أنه إذا لم نسمح برحيل دييغو، لن نواجه أية عقوبات".

وقال فريد روتن المدير الفني الجديد لفريق شالكه، إن رافينيا لم يفاتحه في أمر المشاركة في الأولمبياد "وهذا شيء جيد".

وأوضح نادي بايرن ميونيخ حامل لقب الدوري والكأس بألمانيا مبكرا، أنه غير مستعد للموافقة على مشاركة المدافع الأرجنتيني مارتين ديميشليس أو المدافع البرازيلي لوشيو في الأولمبياد؛ حيث يرغب كل منهما المشاركة مع المنتخب الأولمبي لبلاده كلاعب فوق السن، علما بأنه لم يجر استدعاء أي منهما.

وقال أولي هوينيس مدير بايرن ميونيخ، إن النادي لن يقف مع ذلك في طريق المشاركة الأولمبية للاعبين آخرين وهما لاعب الوسط الأرجنتيني خوسيه إرنستو سوزا -22 عاما- والمدافع البرازيلي برينو -18 عاما.

وقال هوينيس "كأس العالم موجودة لمشاركة هؤلاء اللاعبين، وليس الأولمبياد. الألعاب الأولمبية للاعبين الذين لا تتجاوز أعمارهم 23 عاما.

واقتنع لاعبون آخرون بأن عدم السفر إلى الصين سيكون في صالحهم. وقد قرر البلجيكي فينسنت كومباني مدافع هامبورج الألماني عدم المشاركة في الأولمبياد بعد إجراء محادثات مع مدير الكرة ديتمار بايرسدورفر.

وقال بايرسدوفر "أبلغناه بأنه سيكون الأفضل بالنسبة له أن يبقى في هامبورج للمشاركة في الاستعدادات (قبل الموسم الجديد).

ومن بين الأندية الأخرى التي ستفتقد جهود بعض لاعبيها خلال فترة الأولمبياد يأتي ريال مدريد الإسباني؛ حيث استدعي مهاجمه روبينيو للمشاركة مع المنتخب البرازيلي.

ويعد اللقب الأولمبي اللقب الكبير الوحيد الذي لم يحرزه المنتخب البرازيلي بطل العالم خمس مرات.

واختار دونغا أيضا أندرسون لاعب خط وسط مانشستر يونايتد الإنجليزي وجو لاعب مانشستر سيتي الجديد وصاحب أغلى صفقة يضمها النادي على الإطلاق ولوكاس ليفا لاعب خط وسط ليفربول، حيث يسعى المدرب لقيادة الفريق إلى إحراز أول ميدالية ذهبية للبرازيل في منافسات كرة القدم بالأولمبياد.

وربما يفتقد رافاييل بينيتيز المدير الفني لليفربول جهود لاعب خط الوسط خافيير ماسكيرانو لفترة أيضا؛ حيث إنه سيشارك بجانب خوان رومان ريكيلمي (بوكا جونيورز) ونيكولاس بورديسو (إنتر ميلان الإيطالي) مع المنتخب الأولمبي الأرجنتيني كثلاثة لاعبين فوق السن.