نسمة قفصية
مرحبا بكم في موقع قفصة فيه كل تاريخ قفصة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نسمة قفصية
مرحبا بكم في موقع قفصة فيه كل تاريخ قفصة
نسمة قفصية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قبسات مضيئة

اذهب الى الأسفل

قبسات مضيئة Empty قبسات مضيئة

مُساهمة من طرف أحمد نصيب الجمعة 16 أكتوبر - 7:56




قال الإمام الذهبي - رحمه الله -:


(لما استخلف المهدي بعث إلى سفيان (الثوري) فلما دخل عليه خلع خاتمه
فرمى به إليه وقال: يا أبا عبد الله: هذا خاتمي ، فاعمل بهذه الأمة في الكتاب
والسنة.



فأخذ الخاتم بيده وقال: تأذن لي في الكلام يا أمير المؤمنين؟.


قال: نعم.


قال: أتكلم على أني آمن؟.


قال: نعم.


قال: لا تبعث إلي حتى آتيك ولا تعطني حتى أسألك.


قال: فغضب ، وهم به ، فقال له كاتبه:


أليس قد أمنته؟.


قال: بلى.


فلما خرج حفّ به أصحابه فقالوا:


ما منعك وقد أمرك أن تعمل في الأمة بالكتاب والسنة؟.


فاستصغر عقولهم ، وخرج هارباً إلى البصرة) .


ولم تكن هذه أولى محاولات (الإحاطة) بسفيان بل قد حاول المنصور قبل
المهدي فلم يكن أسعد حظاً منه ، فقد لقي المنصور سفيان (في الطواف - وسفيان لا
يعرفه - فضربه بيده على عاتقه وقال: أتعرفني؟ قال سفيان: لا ، ولكنك قبضت علي قبضة
جبار!!!.



قال: عظني يا أبا عبد الله. قال: وما عملت فيما علمت فأعظك فيما جهلت؟.


قال: فما يمنعك أن تأتينا؟.


قال: إن الله قد نهى عنكم ، فقال تعالى:


((ولا تَرْكَنُوا إلَى الَذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ)).


ثم التفت أبو جعفر إلى أصحابه ثم قال:


ألقينا الحب إلى العلماء فلقطوا إلا ما كان من سفيان فإنه أعيانا
فراراً) .



ولم تكن إجابة سفيان الخشنة هي الإجابة الوحيدة التي سمعها أبو جعفر من
العلماء.



قال الإمام أحمد:


دخل ابن أبي ذئب على المنصور فلم يمهله أن قال الحق وقال: (الظلم ببابك
فاش ، وأبو جعفر أبو جعفر) .



ولقد كانت الثقافة الجوامعية والمسجدية تثمر في مشرق الدولة ومغربها
هذه الثمار وتنجب أمثال هؤلاء الرجال ، الذين يتميزوا بإيثار حرية الرأي وإشهار
وجهة نظرهم ولو دفعوا رؤوسهم ثمناً لذلك.



فعندما قُدم بعبد الرحمن بن أنعم - قاضي إفريقية - على المنصور سأله.


(ما رأيك في طريقك؟ قال: ما زلت في منكر وجور عظيم حتى قدمت عليك!!!
فقال أبو جعفر: ما نعمل وما نصنع؟ لا يلي لنا مثلك.



قال له: أتدري ما قال عمر بن عبد العزيز ، قال: الملك سوق ، وإنما يجلب
إلى السوق ما ينفق فيها).



ولقد كان هؤلاء العلماء من فقهاء ومحدثين يعون جيداً أن كل أعطية مادية
كانت أو معنوية ليست إلا أغلالاً تقمح بها أفكارهم وتسلسل بها حريتهم ، ولذا
تواترت نصائـحـهــم فـي التحذير من ذلك.



قال الأوزاعي فقيه بيروت - جبر الله كسرها وأقال عثرتها -:


[لو قبلنا من الناس كل ما يعطوننا لهنا عليهم ] .


ويقول المحدّث مسعر بن كدام شيخ الإمام مسلم:


[من صبر على الخل والبقل لم يستعبد] .


ويقول محمد بن مبارك الصوري (ت215 هـ):


[ كذب مؤمن - ادعى المعرفة بالله - ويداه ترعى في قصاع المستكثرين ،
ومن وضع يده في قصعة غيره ذلت رقبته ] .



وهكذا تسترقهم مطالب دنيوية أو مقتنيات عرضية وكان ذلك - بفضل الله -
سبباً لحرية تفكيرهم وحرية تعبيرهم.



عرّج الرشيد على المدينة وهو في طريقه إلى الحج فبعث إلى الإمام مالك
بكيس فيه خمسمائة دينار ، فلما قضى نسكه وقدم المدينة أرسل إلى مالك رسولاً يقول
له:



[ إن أمير المؤمنين يحب أن تنتقل معه إلى مدينة السلام - بغداد - فقال
مالك للرسول ، قل له: (المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون والمال عندي على حاله) ] .



ولقد ربط الإمام الشافعي بين التعلق بالدنيا والمذلة فقال:


[من غلبته شدة الشهوة للدنيا لزمته العبودية لأهلها ] .


وفي هذا المعنى يقول بشر الحافي - رحمه الله -:


[من أحب الدنيا فليتهيأ للذل ].
بتصرف



أحمد نصيب
أحمد نصيب
 
 

عدد المساهمات : 9964
العمر : 65
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24088
تاريخ التسجيل : 05/08/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى