الشافعي يعيش في قلوبنا

إن ما يحزننا كثيراً هو موت شخص عزيز علينا..فكيف بإنسان ترك لنا بصمة عظيمة
في تاريخنا..ولن نقول أن الإمام الشافعي مات..لا وربي ما يموت من بقي ذكره
وعلمه يصدحان
والشافعي يعيش في قلوبنا ويحيا في أنفسنا
ولكن كما قال عز وجل ((كل نفسٍ ذائقة الموت))
فتعالوا نعرف سبب وفاته

وفــــــــــــــ الإمام الشافعي ـــــــــــــــاة
بعد أن أقام الإمام الشافعي بمصر قرابة الأربع سنوات وافته المنية في عام 204هــ وهو في الرابعة والخمسين من عمره..
وكان في أخر عمره شديد العلة بالبواسير
وذكر أن سبب موته..أنه كان بمصر رجل من أصحاب مالك بن أنس..
يقال له "فتيان" وفيه حدة وطيش..وكان يناظر الشافعي كثيراً
ويجتمع الناس عليهما..فتناظرا يوماً في مسألة فظهر عليه الشافعي في الحجاج ((أي انتصر عليه في المناظرة))
فضاق "فتيان" بذلك ذرعاً فشتم الشافعي شتماً قبيحاً فلم يرد عليه الشافعي حرفاً ومضى في كلامه..
فرفع ذلك رافع إلى ولي مصر فطلبه وعزره
فحقد "فتيان" على الشافعي فلقيه ليلاً فضربه بمفتاح حديد فشجه فتمرض الشافعي إلى أن مات..

ولكن الشيخ مصطفى عبد الرازق علق على هذا وقال:
لم يقتل الشافعي شجة فتيان المزعومة..إنما قتل الشافعي ما بذله من جهد
عنيف في السنين الأربعة التي أقامها بمصر ما بين تأليف وتدريس وسمي في بث
مذهبه ومدافعة كيد خصومة هذا إلى مرضه المنهك.

ومما ورد قول المزني حين قال:
دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه..
فقلت كيف أصبحت ؟!
قال:أصبحت من الدنيا راحلاً..للاخوان
مفارقاً..ولكأس المنية شارباً وعلى الله جل ذكره وارداً..ولا والله ما
أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنيها أو إلى النار فأعزيها ثم بكى
وقال
فلما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ^^^ جعلت رجائي نحو عفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته ^^^ بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل ^^^ تجود وتعفو منه وتكرما
فلولاك لم يغدر بابليس عابد ^^^ فكيف وقد أغوى صفيك آدما

اللهم أغفر له وأرحمه وأنت خير الراحمين اللهم تقبله قبولاً حسناً وأنفض عنه الذنوب وطهره من كل ذنب..يا أرحم الراحمين