لك من الأرض متر ونصف

نور الهدى كتب:

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

لك من الأرض متر ونصف !!

زين للناس حب التملك وحب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة

والخيل المسومة والأنعام والحرث , وهذه غريزة لا يلام عليها الإنسان وفق المشروع وفي حيز

المشروع , فالله عز وجل لم يحرم على الإنسان أن يمتلك ما لذ وطاب من طيبات ما أحل الله .

ومن أهم ما يسعى الإنسان إليه ويحب أن يمتلكه قطع الأراضي والعقارات . فقد يكون

هذا شغل شاغلا لكل إنسان ومحبب إلى النفس البشرية , لأن الأراضي والعقارات معينة على

نوائب الزمن وتقلباته , ولا يمنع مانع شرعي أو قانوني أن يتملك الإنسان مساحات شاسعة ومتعددة

من الأراضي طالما كان ذلك وفق الشرع ودون التعدي على حقوق الغير وأملاكهم أو غبنهم فيها

ولكن ما نلاحظه منذ عهد قريب وما تخلق به الإنسان من طمع وجشع وسعي وراء الدنيا وطغيان

في حب الهيمنة والتملك جنح بالكثير إلى مزاولة الغش والدسائس والمكر والكيد والرشوة والكذب

وقول الزور من أجل أن يضيف إلى أملاكه مساحة أخرى من الأرض , لقد تفاقمت المشاكل

والنزاعات والخلافات , بل حتى أزهقت أنفس من أجل أمتار معدودة من الأرض , فكم من أخ

تناسى الأخوة وكم من صديق هجر صديقه وكم من قريب قطع صلة قرابته من أجل قطعة أرض

وكم من ثري بسط رداء الظلم والقهر على ضعيف مسكين وأخذا منه أرضه عنوة وهو لا يملك

غيرها ليضيفها إلى أملاكه المتناثرة في كل مكان , يأخذ أرض الضعيف عدوا بغير حق ويستخدم

في ذلك كافة الأساليب الملتوية من أجل تحقيق ذلك ومع الأسف يتحقق ما يريد بمساعدة وتأييد

ممن وُكـِّــلـُـوا بحفظ حقوق الناس , ويترك ذلك المسكين يقضي باقي عمره بين العويل والبكاء

ولا ناصر له إلا الله فهو القاهر فوق عباده وهو القادر على الظالمين ولكن الكثير في غمرة ساهون

أيها الإنسان خذ من الدنيا ما تشاء وتملك منها ما يطيب نفسك وتقر به عينك من الأراضي والأملاك

ولكن ترفق بنفسك فلا تحملها الضيم فتصاب بقسوة القلب وتقبل بلهفة إلى الدنيا الفانية وتدبر إعراضا

عن الآخرة الباقية , أيها الإنسان تذكر وتدبر قول الله تعالى : { وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ في الأرض الفساد إن الله لا يحب المفسدين }

أيها الإنسان تأكد أنه مهما جمعت ومهما ملكت من مساحات شاسعة من الأراضي ففي آخر المطاف

لن يكون لك إلا متر ونصف من الأرض , فماذا أعددت لنزولك فيه ؟

و ليس أكثر من ذلك

شكرا اختي الفاضلة على التذكير
و ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنيني
كما تفضلتي أنت بالذات بالقول في موضوع آخر
و أنا متابع دائم لكتاباتك
حفظك الله

حامد عماري كتب:

قل آمنت بالله ثم استقم

بهذا اقابل ربي راضيا مرضيا

ونعم القول أخي

بارك الله فيكم