"الزيتونة".. والفاسدون الذين لا يفكرون إلا بطريقة فاسدة

بعد إطلاق الشاب... الذكي الطموح أسامة بن سالم مشروع قناة الزيتونة وظهور "اللوغو" على النايل سات، جن الجنون وقامت قيامة جماعة "الظاهرة الصوتية"، المرعوبون من قيام قنوات تلفزيونية جديدة تغير المعادلات الإعلامية الشاذة الحالية. وبدأ الهجوم الساقط على أسامة وعلى والده الدكتور المنصف بن سالم وزير التعليم العالي، باعتبار أن أسامة حصل على تمويل فاسد من والده.

للأسف ولأن الفاسد لا يفكر إلا بطريقة فاسدة، ولأننا في زمن كثرت فيه الرداءة وكثرت فيه الوقاحة، حتى صار المناضلون يعيرون بصمودهم وثباتهم واستعدادهم لقبول أي عمل شريف يساعدهم على البقاء والثبات على المبدأ أيام الطغيان والاستبداد.. بدأ الهجوم المجنون الوقح على الدكتور ابن سالم وعلى ابنه.

أنا أعرف الدكتور منصف بن سالم (العويديدي) باعتباره ابن عم والدي.. أعرفه رمزا لنظافة اليد والثبات على المبدأ.. وأعرف أسامة ابنه، وأعرف قصة القناة، وهي ليست إلا مغامرة شاب طموح ذكي يعرف مدى الحاجة اليوم لقناة جديدة في ظل بقاء الإعلام يسبح في فضاء ما قبل 14 جانفي فرمى رميته مشتركا مع شباب طموح مثله..

التجربة يمكن أن تصيب ويمكن أن تفشل لقلة التمويل بل لكونه أدنى بكثير من الحد الأدنى الضروري. وأنا أعرف جيدا ما أتحدث عنه من موقع المهنة ومن موقع القرابة مع العائلة.. لكن يمكن أن تنجح، وهي على الأرجح ستنجح، لأن هناك تعطشا شديدا لإعلام بديل، وهناك من هو مستعد للتمويل الصغير ولو على حساب عائلته، من أجل كسر الهيمنة الإعلامية الظالمة.. وهنا ميزة أسامة وقدرته على التقاط اللحظة.

الحديث عن الدكتور منصف بن سالم باعتباره بائع معدنوس وسلق لا يزيد الدكتور منصف إلا شرفا. وأن يبيع المرء المعدنوس والسلق خير من أن يبيع ضميره وشرفه. ولكن لا يعرف هذا المعنى إلا الشرفاء.. وهذه العملة صارت نادرة اليوم..