نقله نوعيه في الاعلام التونسي نحو الأفضل

البارحة كانت الحلقة الأولى من برنامج "بلا قناع" في موسمه الثاني وشكله الجديد على قناة "آم تونيزيا".. كانت حلقة قوية كشفت حجم الفساد ودرجة الإجرام والإرهاب الحقيقي المرعب في قطاع اللحوم حمراء وبيضاء وفي الغذاء والمواد الصحية عامة..
حين فتحنا خط الهاتف للمسؤولين ولمن يتم ذكره أو الإشارة إليه في الحلقة حتى يتمتع بحق الرد، وحتى يكون عملنا مهنيا، يعرض الرأي والرأي المخالف، كان حجم اتصالات المشاهدين خياليا..
لم نكن ننوي أن نفتح الاتصالات للمشاهدين، لأنها تغير من طبيعة البرنامج.. لكنا سمعنا ما يقوله الناس.. أحدهم كان يتكلم مقهورا.. قال لي إنه اشترى لحما ولما شاهد الحلقة ألقى به للكلاب.. آخرون هاجموا الرقابة الصحية.. وجماعة آخرون هاجموا جشع الساعين للربح ولو بقتل الآخرين وتسميمهم.
لم يكن هدفنا ولن يكون الإضرار بأي قطاع، بما في ذلك قطاع اللحوم.. فنحن نعلم أن آلاف العائلات تعيش من وراء هذا القطاع.. وليس هدفنا قطع الأرزاق.. هدفنا دفع التجار والحرفيين وأصحاب المحلات إلى الإتقان في العمل والحرص على النظافة والصحة العامة.. هدفنا دفع الناس إلى إصلاح أنفسهم، وليس هدفنا الانتقام منهم ولا التشهير بهم.. وحده من يرفض أن يعدل من وضعه ويستمر في الإضرار بالناس فلن نقصر في كشفه وفضح ممارساته.
مازلت أومن أن بوسع التونسيين أن يقدموا صناعة تلفزية لا تعيش على "البوز" والفضائح الجنسية والتمرد على المقدسات.. فبوسعنا أن نقدم منتوجا تلفزيا نافعا ومفيدا وكاشفا للواقع المر من أجل إصلاحه.
نورالدين العويديدي قناة ام تينيزيا

:بارك  الله  في