..عربستان عن مصري يحكي.. .عجبتني

(عربستان)
منذ أيام سافرت إلى مدينة العريش ,ولمن لا يعرف فهى تبعد عن الحدود المصرية الفلسطينية 40 كيلو متر فقط,
تزامن ذلك مع فتح الحدود المصرية أمام الإخوة الفلسطينيين من قطاع غزة ليعبر مئات الألاف منهم إلى أقرب مدينة مصرية(العريش),
كان حدثا جميلا كالحلم, بل هو حلم لطالما تمنيت أن يتحقق مع تيقنى من صعوبة ذلك التى بلغت أقصى الدرجات ..
رؤية شعبين عربيين كشعب واحد , وأخوين إجتمعا بعد أن فرقهما شياطين الإنس,
لأول مرة تتحطم الحدود , وتذوب المسافات وتتنحى الخلافات والأحقاد لتفسح الطريق أمام أجمل المعانى (الأخوةالعربية)..
تقفز إلى ذهنى الأن صورة للو حة معدنية كانت تحملها إحدى السيارات الفلسطينية التى عبرت إلى العريش,, كانت خضراء وحملت كلمت (فلسطين)
أذكر أيضا أنى عندما رأيت تلك الكلمة إختلج قلبى متأثرا بجمال الموقف ,كان ذلك أجمل من ألا أتأثر به ,
ترقرقت دموع الفرحة فى عينى وإن كانت تلك الإنفعالات لا تخلو من حسرة تغص الحلق من وقت لأخر.
سيارات فلسطينية فى العريش !! ولأول مرة أيضاً لم أعد أستطع ان أميز الفلسطينى من المصرى,, فالحابل والنابل هنا من أصل واحد وبيت واحد (وطننا العربى الكبير) تقطع وتشرزم على أيدٍ خبيثة لأسبابٍ مختلفة وبطرقٍ مأساوية.
وقفت بكل سعادة وسط الزحام الشديد أتأمل روعة الحدث حاثاً ذاكرتى على حفظه ماحييت,,
ركبت سيارتى واتجهت نحو الحدود , وهناك رأيت مالا يستطيع وصف جماله البلغاء, الجميع يأتى من كل مكان ويعبر فى كل الإتجاهات دون رقابة أو تأشيرة دخول أو جواز سفر أو حتى أوراق هوية,, فحرفياً لم تعد هناك حدود...
تذكرت فيلم الحدود للمبدع (دريد لحام)لا أعرف لم خطر لى ,, لكن ماأعرفه جيدا أنه لم يكن هناك وجود لشرقستان أو غربستان بل شعرت أنها عربستان واحدة كبيرة..
وتساءلت لماذا نتفرق ونتشرزم فى حين يجتمع ويتحد أعداؤنا؟؟ لماذا نعطى الفرصة لعدونا ليعبث بسبل قوتنا وأساس عزتنا وأهم مقدراتنا,, وحدتنا العربية ؟؟ !!!
ماهى تلك الإغراءات التى تفوق إغراء وحدتنا؟؟ ماهو إن لم يكن كوننا معاً ؟؟؟؟؟
لماذا لا نتحد ؟؟؟؟؟؟؟
هل لأننا ضعفنا عن مقاومة أطماعنا الشخصية فضعفنا وأضعفنا الأمة إلى هذا الحد ؟ أم لأنه –وكما يقول الإنجليز-
أجمل من أن يحدث