حديث معجز في بضع كلمات.. أذهلني معناه

أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ ،
فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أسِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ ؟ فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أسِوَارَانِ مِنْ
نَارٍ " ، قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قُرْطَانِ مِنْ ذَهَبٍ ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قُرْطَانِ
مِنْ نَارٍ " ، قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا
لَمْ تَزَّيَّنَ لِزَوْجِهَا صَلِفَتْ عِنْدَهُ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَمَا يَمْنَعُكُنَّ أَنْ
تَجْعَلَ قُرْطَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ وَتُصَفِّرِيهِ بِعَبِيرٍ أَوْ
زَعْفَرَانٍ فَيَكُونَ كَأَنَّهُ ذَهَبٌ " .


ومعني كلمة صَلِفَ معني طويل وعجيب .. غير أن معناه فيما نرى هنا يتمثل في غيرذلك

فإن المرأة لا تصلف عند الرجل .. إنما تصلف عند قلبه .. فالصلف عند القلب يأتي على معنيان :

الأول : أنها إن لم تتزين له أصبحت كسائر النساء لا يميزها شيء ..
فكلما نظر إليها لا تجذبه .. فإن من مراتب جمال المرأة أن تكون وسيمة في
نفسها وبيتها وزوجها

المعني الثاني : إنها إن لم تتزين تتصلف ، بمعني أنها تتمرد عن ولاء
حبها لزوجها .. فالتمرد نوعان تمرد من .. وتمرد على .. وهي في حالها هنا
تجمع بينهما

فهي تصلف من قلبه بإيرادته .. وتصلف عنه بجهلها أو تكبرها أو رفضها للتزين .

وما من شيء في الأرض يمكث في قلب الرجل أن يرى زوجته تجتهد في حبه وإرضائه


كنت أعلم امرأة تقول لزوجها : أي ذهب يغنيني عنك ، فأنا لا أحبه .. كما أن أسمه من صفته وفعله.

أما الذهب فقد ذهب من زمنِ

أما أنت فُتِذهِبَ العقل والقلب مني .. ُوَّتذهِبَ روحي وأيامي

فما حاجتي بالذهب بعدإذ ومعي صاحب الذهب


والله المستعان على ما تصفون

شكرا لكم والسلام عليكم