من أجل إنصاف كوثر البشراوي

الإشاعة بين الحقيقة والخيال المريض
من أجل إنصاف كوثر البشراوي.. بعد ظهور نتائج التحليل الجيني

قد تستغربون تطرّقي لهذا الموضوع بالذات في هذا التوقيت في حين انّ الاخبار المحلية والتحركات الرئاسية والتجاذبات السياسية هي قبلة الكل ,,,,اولا لان الاشاعة صارت بضاعة تروج ولها تجارها وايضا مستهلكيها ...ثانيا لان الحيز الزمني الذي تنتشر فيه الاشاعة اقل بكثير من المدة التي يستغرق فيها تفنيد الاشاعة وثالثا واخيرا لان الصحافة الصفراء على قدر اهتمامها بنشر "الخبر" الفضيحة على وجه السرعة التي تسابق الريح بقدر تهميشها للحقيقة التي تظهر ولو بعد مدة فتغض عنها الطرف ولا تعطيها هامشا من اركانها وهذا طبيعي جدا والا ما سميت صحافة الفضائح ...

في تونس ما بعد الثورة تفجر بركان من الاسرار والخبايا وشطحات اصحاب السمو والسيادة والفخامة واهتم الراي العام بهذه الاخبار واعطاها من جهده ومن وقته حتى ان هذه الاحاديث طالت اوقات سمره وفراغه وتفرغه لشانه الخاص ... ومن بين تلك الحكايات قصة "مروان زين العابدين بن علي" و"امّه" المزعومة الاعلامية الشهيرة كوثر البشراوي والتي انتشرت بين جميع الاوساط دون استثناء كما تنتشر النار في كوم القش ...

الخبر تناقلته الصحف بكل اهتمام وتفننت الصحافة الصفراء في تلوين الخبر بكل الوان الطيف مستقطبة بذلك اكبر عدد من القراء ...وبعد مضي ما يقارب السنة ظهرت نتيجة التحاليل المخبرية والتي تفند الخبر وتكذبه ...كنت انتظر ان يجد الحدث اصداء في الصحف "الشريفة" والتي تبحث عن صحة الخبر ولست اتحدث عن هؤلاء الصحفيين الذين يتشدقون بانهم "هم والخبر جيران" فهم ليسوا من الحرفية في شيء حتى يعوّل عليهم لكني توسمت خيرا في فطاحلة الصحافة في تونس وتمنيت لو ان احدهم كلف نفسه شيئا من الحبر ليسيله على ورقة بيضاء طالما تشوهت بحبر من الدم واحاديث القتل المعنوي..والاشاعات المغرضة ليكتب الحقيقة كاملة فقد يتوقف نزيف الخرفان البشرية المسلوخة من قبل "صحف الفضيحة "

نعم تمنيت ذلك لكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه فقد مر الخبر مرور نسمة صيف ولم يكن نصيبه من النشر الا ركن صغير في اخر صفحة من جريدة بودورو او حتى لنقل بوصوردي منقوب

هذه جريمة موصوفة باتم معنى الكلمة حيث ذبحت "الضحية " وهي الاعلامية الكبيرة كوثر البشراوي باقلام من نار تراشقتها كل على حسب جهده وتلقفت المسكينة اللكمات بكل صبر وشجاعة ولم تكترث اول الامر بالموضوع متخيلة ان ذلك من قبيل المعارك التنافسية التي "يعيشها اولي الخبرة في ذات الميدان ومنطق: "صاحب صنعتك عدوك لكن تبين يعد مدة ان الحكاية ليست مشاكسة او مجرد مناورة "حربية" انما هي معركة حامية الوطيس ولا تتكافأ الاطراف فيها فقد كانت وحدها في حرب ضروس شنت عليها لمجرّد كلمة تفوه بها شخص قد تُبين الايام انه مريض نفسيا او يعاني من اختلال في مداركه العقلية ...

يا ليت الصحفيين الذين تشدقوا برمي التهم وتفننوا في الحديث عن هذه القصة يكلفوا خاطرهم ولو بكتابة كلمة حق في هذه المراة التي بينت الحجج والقرائن -ونحن ما نصدقوا كان ما نعنقو- انها بريئة مما يافكون براءة الذئب من دم ابن يعقوب ....ام تراه الهدم سهل ورمي التهم جزافا كالسهام القاتلة اسهل بكثير من تضميد الجراح وجبر المكسور والله يرحمك يا اميمة كيف تقول "الجرح يبرا يا صبرا وتبات عليه الضميدة وكلمة السوء ما تبرا تبات وتصبح جديدة ".

(منقول عن صفحة الأخت نور الهدى)

أدعو أصدقائي للنشر على نطاق واسع لإنصاف هذه السيدة المحترمة التي تعرضت لعملية تحطيم لا رحمة فيها.. الحق ظهر وبان، وعلينا الآن إنصافها، وأن نضطر الإعلام التقليدي لتصحيح صنيعه تجاهها.