الجمود العقائدي والانغلاق العقلي Dogmatism
+3
lambadouza
ibn_al_sa7aba
أبو أويس
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الجمود العقائدي والانغلاق العقلي Dogmatism
بسم الله الرحمان الرحيم
وأنا أتصفح النات شدني هذا الموضوع والبحث القيم فأردت إطلاعكم عليه.
من الذين طرحوا رأياً متميزاً في مجال تعريف التطرف الدكتور سمير نعمي أحمد أستاذ ورئيس قسم اجتماع في جامعة عين شمس حيث قال: (إن التطرف ليس كما يشاع بأنه خروج عن المألوف فكل الأديان السماوية كانت خروجاً عن ما ألفه الناس، بل أنه مرادف للكلمة الإنجليزية (Dogmatism) أي الجمود العقائدي والانغلاق العقلي).
ويستطرد الباحث بنظرة إلى معتقد المتطرف إذ تقوم على:
1- أن المعتقد صادق مطلقاً وأبدياً.
2- يصلح لكل زمان ومكان.
3- لا مجال لمناقشته ولا للبحث عن أدلة تؤكده أو تنفيه.
4- المعرفة كلها بمختلف قضايا الكون لا تستمد إلا من خلال هذا المعتقد دون غيره.
5- إدانة كل اختلاف عن المعتقد.
6- الاستعداد لمواجهة الاختلاف في الرأي أو حتى التفسير بالعنف.
7- فرض المعتقد على الآخرين ولو بالقوة.
إن احتكار الحقيقة والحق الأوحد في التمتع بالبقاء والحياة هو بمثابة الإرهاصات الأولية للمجازر التي شهدها ويشهدها عالمنا المعاصر، حيث تنشأ الاختلافات الدينية والعرقية والمذهبية المتعصبة وتتحول لمجادلات عقيمة وسلوكيات ثأرية ناقمة.
وقد أثبت التحليل النفسي أن الثنائية الفكرية تقلص الحقل الذهني وتساهم في هبوط الاهتمامات من خلال الازدراء واللامبالاة تجاه كل ما لا يكون غرضاً من أغراض هواه وحماسه، ويقين لا يتزعزع في صواب فكره مما ينسل إلى إسقاط العدوانية على الآخر وممارسة أفعال ضد المحيط تقود إلى علاقة سادية مع هذا المحيط.
إن المتعصب ذو الفكر الأحادي يعيش في قمقم نرجسية فكرية تحوم حوله هالة قدسية تصبغ حياته في طيف واحد منحوت بالإيمان والعدل والحق الخالد، وبفضل ذلك سيتوصل إلى تغيير العالم وإنقاذه من ويلاته على طريقة الفانوس السحري إلى اجتلاب الفردوس والنعيم لبني البشر، إن ذلك من شأنه أن ينهض فكرة إسقاطية في عقل المتعصب تريحه من كل شبهات الضعف والقصور البشري الذي يحيطه طالما ظل في هوس الظنون بالهيمنة الفكرية لمنطقه وفكره وعقيدته.
لا شك أن النظرة الثنائية نابعة من حالة أن هناك حدوداً واضحة تفصل بين الذات والموضوع، والذات لا بد أن تدافع عن وجودها بأن تعلن صوابها وخطأ الآخر وتدافع عن ذلك الوجود باستماتة ولا ترى إمكانية أن يكون الوجود حقاً للطرفين، ولكن هذا المنظور تبدو خطورته عندما تبدأ السلوكيات والمواقف بالازدواجية والغموض وعندها تتولد ظاهرة التطرف والتعصب والعنف والتشدد.
وقد ظهرت فرق كثيرة آمنت بمطلقية امتلاك الحقيقة، أبرزها الخوارج ومن الغلاة الذين وظفوا معتقداتهم لصالح هيمنتهم الأيدلوجية وبدا أن هناك نهوضاً لفتاوى التجريم والمروق عن الدين بدعوى مخالفتهم للدين وتكرست بشكل مفجع في التاريخ الإسلامي - وحتى زمننا المعاصر - لكل من يصبو نحو التغيير أو التطوير أو البحث الجاد.
يقول أديب إسحاق (مفكر عربي ولد في لبنان وعاش في مصر في منتصف القرن التاسع عشر): (حد التعصب عند أهل الحكمة العصرية غلو المرء في اعتقاد الصحة بما يراه وإغراقه في استنكار ما يكون على ضد ذلك الرأي حتى يحمله الإغراق والغلو على اقتياد الناس لرأيه بقوة ومنعهم من إظهار ما يعتقدون ذهاباً في الهوى في إدعاء الكمال لنفسه وإثبات النقص لمخالفيه من سائر الخلق).
ويضيف إسحاق: (إن التشبث بالرأي الأوحد وتأكيد صحته المطلقة هو خطأ كبير لأن الإنسان ولكونه إنساناً يعجز فهمه عن إدراك الكثير من أسرار هذا الوجود وأنه ككائن بشري ممتنع عن الكمال فقد كانت هناك (حقائق) في عصر ما تبين أنها (أوهام) في عصر آخر).
ويقول الزعفراني في الاستدلال على محدودية القدرة الإنسانية (كنت يوماً بحضرة أبي العباس ثعلب فسئل عن شيء فقال: لا أدري، فقيل: وكيف لا تدري وإليك تضرب أكباد الإبل؟ فقال: لو كان لأمك تمر بقدر ما أدري لاستغنت. وسئل الشعبي عن مسألة فقال: لا أدري. فقيل: له فبأي شيء تأخذ رزق السلطان؟ فقال: لأقول فيما لا أدري: لا أدري).
إن تعصب الاعتقاد هو من أخطر أنواع التعصب إذ أنه يمهد لإحداث سلسلة حافلة بالأخطاء ويعطي المبرر الشرعي والغطاء الرسمي لتكريس ظاهرة العنف تحت ذريعة المعتقد والمذهب والدين.
والتعصب يمنح الأمان المعرفي وتوطيد النرجسية لمعتنقيه مما يبيح التوغل في العنف، وقد لوحظ أن الفرنسيين خلال الثورة الفرنسية كانوا كلما يريقون دماً كان يلزمهم الاعتقاد بمطلقية مبادئهم فالمطلقية وحدها كانت لا تزال قادرة على تبرئتهم في نظر أنفسهم وعلى دعم طاقة اليأس عندهم.
في الوقت ذاته تتكرس مفاهيم المفاضلة والتميز عند المتطرف حيث يصبح مفهوم الطليعة والقيادة والريادة والأفضلية على (كل الآخرين ونفي حق وجود الآخرين من الأساس وليس هناك مكان للحديث عن الانفتاح والتواصل، هذه السلسلة من المفاهيم الفضفاضة تصبح جزءاً من البنية النفسية والشعورية داخل الفرد والجماعة التي ينتمي لها وعلى أساسها تتبلور بعض الأنماط السلوكية في التعامل مع الواقع الخارجي ومع الفئات والجماعات الأخرى يعبر عنها الدكتور القرضاوي نظرة الجماعة إلى نفسها: (على أنها جماعة المسلمين وأن معها الحق كله، وليس بعدها إلا الضلال، وأن دخول الجنة والنجاة من النار حكر على من اتبعها، وأنها وحدها الفرقة الناجية ومن عداها من الهالكين).
بل إن التزمت والتعصب يؤول إلى التحجر والجمود المضاد لكل تغير أو تطور وهذا من شأنه أن يضغط المتزمت إلى زوايا دحر الإصلاح أو تعديل مسلكيات تفكيره كيلا تتأقلم مع الظروف الجديدة حتى يصل إلى الاعتقاد أنه يستحيل استيعاب أن فكرته أو عقيدته تحت الشبهات!!
ويرجع البعض إلى تنامي التعصب والعنف الفكري في الفرد حيثما يكون الفاعل مهووساً بشبكة تمثلات وتخيلات تؤول إلى إشغال كل الفضاء الذهني مع ابتعاد أي تطور يطرأ أو طرأ عليه، وتسيطر على الفرد نوعاً من الوهم بقدرته على محاكاة الجميع ضمن دائرة حقيقته المطلقة.
ويفسر البعض انتحاء ضعاف العقول إلى فكر العنف نظراً لضيق الأفق وفقدان الوعي، لكن الدكتورة زبيدة محمد عطا أستاذة التاريخ الوسيط وكيل كلية الآداب في جامعة حلوان فندت هذا الرأي بدراسة متميزة بعنوان (الإرهاب الفكري بين تنظيمات الباطنية والتنظيمات الأصولية الحديثة) حيث أشارت إلى أن أغلب الدعاة كانوا من المفكرين وطبقة المثقفين، فقد درس الحسن بن الصباح - صاحب نظرية النزارية الداعية لمحاربة التنظيمات الإسماعيلية التي خالفته - فقه الإسماعيلية وانتقل إلى مصر ثم أعلن مذهبه وكان سيد قطب على قدر كبير من العلم وأيضاً صالح سرية مؤسس تنظيم الجهاد العسكري حاصل على دكتوراه في التربية وكان شكري مصطفى مؤسس جماعة التكفير والهجرة حاصلاً على بكالوريوس زراعة وكان عبد السلام فرج (أحد قيادات الجهاد ومدبر عملية اغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات) حاصل على بكالوريوس هندسة أما عمر عبد الرحمن مفتي الجهاد ومنظم الجماعة الإسلامية فهو أستاذ جامعي في كلية أصول الدين!!!).
حتى أن الباحثين في الإطار الاجتماعي لحركات الإرهاب يلحظون وجود أبناء الطبقة المتوسطة والعليا مجندين لهذه الحركات مستعدين للانخراط فيها، حيث يتميزون في العادة بقدر متوسط أو عال في التعليم، ومستوى دخل معقول أو حتى مرتفع، وقدرة على التنظيم والعمل السري، ولا تتوافر هذه القدرة عادة إلا لأبناء الطبقات المتوسطة أو العالية في بلادنا.
من هنا يبدو لنا أننا أقرب إلى تفسير ظاهرة انتحاء الفرد للعنف إلى انهيار المثل والقيم الحضارية في العقل تتسبب في إحداث خلخلة فكرية وأيدلوجية يضطرب معها العقل ويصاب بنوع من الهروب إلى العنف.
وبقراءة عاجلة إلى أفكار سيد قطب التي تشكلت منبعاً هاماً نهلت منه الجماعات المتطرفة نجد أنه اعتمد على ثلاثيته المتمثلة في جاهلية المجتمع، والحاكمية لله، وتوصل إلى ثالثة الأثافي بإعلان الجهاد لفرض حاكمية الله على الفرد والمجتمع.
وتبدو لنا أن الثلاثية خلقت اغتراباً نفسياً بين الداعية والمجتمع ضمن قيم مثلية تكرس نخبوية المؤمن بها، دافعة لثنائية فكرية تجعل الحياة ضمن نطاق آليتي الحق والباطل وحسب!!
ولعل ثلاثية سيد قطب - رحمه الله - كانت تدعو فيما تدعو إلى صياغة فكرة الحقيقة المطلقة عند جماعة الإخوان المسلمين والتي تحتم جهل وفساد كل المجتمع غير المؤمن بنظريته في انجراف غير منطقي ومربك للعقل.
ولسنا في صدد الغلو في تحليل موقف وسلوك المتطرف، لكننا بحاجة ماسة إلى فهم حقيقة أن الصح يمكن أن يكون أكثر من شكل وطيف، وأن الخطأ يمكن أن يكون أكثر من شيء وأن بين الصواب والخطأ درجات نسبية متفاوتة، وإننا مطالبون بالتخلي عن الثنائية الفكرية التي قد تجر الويلات على ديننا ومعتقداتنا وطريقة تفكيرنا، بل قد تمس إنسانيتنا ذات التعدد الذوقي والفكري والشعوري.
ولزيادة الغوص في الموضوع إليكم هذا الرابط:
http://www.14masom.com/maktaba_fkreia/book01/3.htm
وأنا أتصفح النات شدني هذا الموضوع والبحث القيم فأردت إطلاعكم عليه.
من الذين طرحوا رأياً متميزاً في مجال تعريف التطرف الدكتور سمير نعمي أحمد أستاذ ورئيس قسم اجتماع في جامعة عين شمس حيث قال: (إن التطرف ليس كما يشاع بأنه خروج عن المألوف فكل الأديان السماوية كانت خروجاً عن ما ألفه الناس، بل أنه مرادف للكلمة الإنجليزية (Dogmatism) أي الجمود العقائدي والانغلاق العقلي).
ويستطرد الباحث بنظرة إلى معتقد المتطرف إذ تقوم على:
1- أن المعتقد صادق مطلقاً وأبدياً.
2- يصلح لكل زمان ومكان.
3- لا مجال لمناقشته ولا للبحث عن أدلة تؤكده أو تنفيه.
4- المعرفة كلها بمختلف قضايا الكون لا تستمد إلا من خلال هذا المعتقد دون غيره.
5- إدانة كل اختلاف عن المعتقد.
6- الاستعداد لمواجهة الاختلاف في الرأي أو حتى التفسير بالعنف.
7- فرض المعتقد على الآخرين ولو بالقوة.
إن احتكار الحقيقة والحق الأوحد في التمتع بالبقاء والحياة هو بمثابة الإرهاصات الأولية للمجازر التي شهدها ويشهدها عالمنا المعاصر، حيث تنشأ الاختلافات الدينية والعرقية والمذهبية المتعصبة وتتحول لمجادلات عقيمة وسلوكيات ثأرية ناقمة.
وقد أثبت التحليل النفسي أن الثنائية الفكرية تقلص الحقل الذهني وتساهم في هبوط الاهتمامات من خلال الازدراء واللامبالاة تجاه كل ما لا يكون غرضاً من أغراض هواه وحماسه، ويقين لا يتزعزع في صواب فكره مما ينسل إلى إسقاط العدوانية على الآخر وممارسة أفعال ضد المحيط تقود إلى علاقة سادية مع هذا المحيط.
إن المتعصب ذو الفكر الأحادي يعيش في قمقم نرجسية فكرية تحوم حوله هالة قدسية تصبغ حياته في طيف واحد منحوت بالإيمان والعدل والحق الخالد، وبفضل ذلك سيتوصل إلى تغيير العالم وإنقاذه من ويلاته على طريقة الفانوس السحري إلى اجتلاب الفردوس والنعيم لبني البشر، إن ذلك من شأنه أن ينهض فكرة إسقاطية في عقل المتعصب تريحه من كل شبهات الضعف والقصور البشري الذي يحيطه طالما ظل في هوس الظنون بالهيمنة الفكرية لمنطقه وفكره وعقيدته.
لا شك أن النظرة الثنائية نابعة من حالة أن هناك حدوداً واضحة تفصل بين الذات والموضوع، والذات لا بد أن تدافع عن وجودها بأن تعلن صوابها وخطأ الآخر وتدافع عن ذلك الوجود باستماتة ولا ترى إمكانية أن يكون الوجود حقاً للطرفين، ولكن هذا المنظور تبدو خطورته عندما تبدأ السلوكيات والمواقف بالازدواجية والغموض وعندها تتولد ظاهرة التطرف والتعصب والعنف والتشدد.
وقد ظهرت فرق كثيرة آمنت بمطلقية امتلاك الحقيقة، أبرزها الخوارج ومن الغلاة الذين وظفوا معتقداتهم لصالح هيمنتهم الأيدلوجية وبدا أن هناك نهوضاً لفتاوى التجريم والمروق عن الدين بدعوى مخالفتهم للدين وتكرست بشكل مفجع في التاريخ الإسلامي - وحتى زمننا المعاصر - لكل من يصبو نحو التغيير أو التطوير أو البحث الجاد.
يقول أديب إسحاق (مفكر عربي ولد في لبنان وعاش في مصر في منتصف القرن التاسع عشر): (حد التعصب عند أهل الحكمة العصرية غلو المرء في اعتقاد الصحة بما يراه وإغراقه في استنكار ما يكون على ضد ذلك الرأي حتى يحمله الإغراق والغلو على اقتياد الناس لرأيه بقوة ومنعهم من إظهار ما يعتقدون ذهاباً في الهوى في إدعاء الكمال لنفسه وإثبات النقص لمخالفيه من سائر الخلق).
ويضيف إسحاق: (إن التشبث بالرأي الأوحد وتأكيد صحته المطلقة هو خطأ كبير لأن الإنسان ولكونه إنساناً يعجز فهمه عن إدراك الكثير من أسرار هذا الوجود وأنه ككائن بشري ممتنع عن الكمال فقد كانت هناك (حقائق) في عصر ما تبين أنها (أوهام) في عصر آخر).
ويقول الزعفراني في الاستدلال على محدودية القدرة الإنسانية (كنت يوماً بحضرة أبي العباس ثعلب فسئل عن شيء فقال: لا أدري، فقيل: وكيف لا تدري وإليك تضرب أكباد الإبل؟ فقال: لو كان لأمك تمر بقدر ما أدري لاستغنت. وسئل الشعبي عن مسألة فقال: لا أدري. فقيل: له فبأي شيء تأخذ رزق السلطان؟ فقال: لأقول فيما لا أدري: لا أدري).
إن تعصب الاعتقاد هو من أخطر أنواع التعصب إذ أنه يمهد لإحداث سلسلة حافلة بالأخطاء ويعطي المبرر الشرعي والغطاء الرسمي لتكريس ظاهرة العنف تحت ذريعة المعتقد والمذهب والدين.
والتعصب يمنح الأمان المعرفي وتوطيد النرجسية لمعتنقيه مما يبيح التوغل في العنف، وقد لوحظ أن الفرنسيين خلال الثورة الفرنسية كانوا كلما يريقون دماً كان يلزمهم الاعتقاد بمطلقية مبادئهم فالمطلقية وحدها كانت لا تزال قادرة على تبرئتهم في نظر أنفسهم وعلى دعم طاقة اليأس عندهم.
في الوقت ذاته تتكرس مفاهيم المفاضلة والتميز عند المتطرف حيث يصبح مفهوم الطليعة والقيادة والريادة والأفضلية على (كل الآخرين ونفي حق وجود الآخرين من الأساس وليس هناك مكان للحديث عن الانفتاح والتواصل، هذه السلسلة من المفاهيم الفضفاضة تصبح جزءاً من البنية النفسية والشعورية داخل الفرد والجماعة التي ينتمي لها وعلى أساسها تتبلور بعض الأنماط السلوكية في التعامل مع الواقع الخارجي ومع الفئات والجماعات الأخرى يعبر عنها الدكتور القرضاوي نظرة الجماعة إلى نفسها: (على أنها جماعة المسلمين وأن معها الحق كله، وليس بعدها إلا الضلال، وأن دخول الجنة والنجاة من النار حكر على من اتبعها، وأنها وحدها الفرقة الناجية ومن عداها من الهالكين).
بل إن التزمت والتعصب يؤول إلى التحجر والجمود المضاد لكل تغير أو تطور وهذا من شأنه أن يضغط المتزمت إلى زوايا دحر الإصلاح أو تعديل مسلكيات تفكيره كيلا تتأقلم مع الظروف الجديدة حتى يصل إلى الاعتقاد أنه يستحيل استيعاب أن فكرته أو عقيدته تحت الشبهات!!
ويرجع البعض إلى تنامي التعصب والعنف الفكري في الفرد حيثما يكون الفاعل مهووساً بشبكة تمثلات وتخيلات تؤول إلى إشغال كل الفضاء الذهني مع ابتعاد أي تطور يطرأ أو طرأ عليه، وتسيطر على الفرد نوعاً من الوهم بقدرته على محاكاة الجميع ضمن دائرة حقيقته المطلقة.
ويفسر البعض انتحاء ضعاف العقول إلى فكر العنف نظراً لضيق الأفق وفقدان الوعي، لكن الدكتورة زبيدة محمد عطا أستاذة التاريخ الوسيط وكيل كلية الآداب في جامعة حلوان فندت هذا الرأي بدراسة متميزة بعنوان (الإرهاب الفكري بين تنظيمات الباطنية والتنظيمات الأصولية الحديثة) حيث أشارت إلى أن أغلب الدعاة كانوا من المفكرين وطبقة المثقفين، فقد درس الحسن بن الصباح - صاحب نظرية النزارية الداعية لمحاربة التنظيمات الإسماعيلية التي خالفته - فقه الإسماعيلية وانتقل إلى مصر ثم أعلن مذهبه وكان سيد قطب على قدر كبير من العلم وأيضاً صالح سرية مؤسس تنظيم الجهاد العسكري حاصل على دكتوراه في التربية وكان شكري مصطفى مؤسس جماعة التكفير والهجرة حاصلاً على بكالوريوس زراعة وكان عبد السلام فرج (أحد قيادات الجهاد ومدبر عملية اغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات) حاصل على بكالوريوس هندسة أما عمر عبد الرحمن مفتي الجهاد ومنظم الجماعة الإسلامية فهو أستاذ جامعي في كلية أصول الدين!!!).
حتى أن الباحثين في الإطار الاجتماعي لحركات الإرهاب يلحظون وجود أبناء الطبقة المتوسطة والعليا مجندين لهذه الحركات مستعدين للانخراط فيها، حيث يتميزون في العادة بقدر متوسط أو عال في التعليم، ومستوى دخل معقول أو حتى مرتفع، وقدرة على التنظيم والعمل السري، ولا تتوافر هذه القدرة عادة إلا لأبناء الطبقات المتوسطة أو العالية في بلادنا.
من هنا يبدو لنا أننا أقرب إلى تفسير ظاهرة انتحاء الفرد للعنف إلى انهيار المثل والقيم الحضارية في العقل تتسبب في إحداث خلخلة فكرية وأيدلوجية يضطرب معها العقل ويصاب بنوع من الهروب إلى العنف.
وبقراءة عاجلة إلى أفكار سيد قطب التي تشكلت منبعاً هاماً نهلت منه الجماعات المتطرفة نجد أنه اعتمد على ثلاثيته المتمثلة في جاهلية المجتمع، والحاكمية لله، وتوصل إلى ثالثة الأثافي بإعلان الجهاد لفرض حاكمية الله على الفرد والمجتمع.
وتبدو لنا أن الثلاثية خلقت اغتراباً نفسياً بين الداعية والمجتمع ضمن قيم مثلية تكرس نخبوية المؤمن بها، دافعة لثنائية فكرية تجعل الحياة ضمن نطاق آليتي الحق والباطل وحسب!!
ولعل ثلاثية سيد قطب - رحمه الله - كانت تدعو فيما تدعو إلى صياغة فكرة الحقيقة المطلقة عند جماعة الإخوان المسلمين والتي تحتم جهل وفساد كل المجتمع غير المؤمن بنظريته في انجراف غير منطقي ومربك للعقل.
ولسنا في صدد الغلو في تحليل موقف وسلوك المتطرف، لكننا بحاجة ماسة إلى فهم حقيقة أن الصح يمكن أن يكون أكثر من شكل وطيف، وأن الخطأ يمكن أن يكون أكثر من شيء وأن بين الصواب والخطأ درجات نسبية متفاوتة، وإننا مطالبون بالتخلي عن الثنائية الفكرية التي قد تجر الويلات على ديننا ومعتقداتنا وطريقة تفكيرنا، بل قد تمس إنسانيتنا ذات التعدد الذوقي والفكري والشعوري.
ولزيادة الغوص في الموضوع إليكم هذا الرابط:
http://www.14masom.com/maktaba_fkreia/book01/3.htm
عدل سابقا من قبل أبو أويس في الخميس 17 أبريل - 11:49 عدل 5 مرات
رد: الجمود العقائدي والانغلاق العقلي Dogmatism
الرابط شيعي رافضي
الرجاء التثبت قبل وضع الروابط
الرجاء التثبت قبل وضع الروابط
ibn_al_sa7aba-
- عدد المساهمات : 2987
العمر : 41
نقاط تحت التجربة : 14439
تاريخ التسجيل : 07/05/2007
رد: الجمود العقائدي والانغلاق العقلي Dogmatism
soufiene كتب:الرابط شيعي رافضي
الرجاء التثبت قبل وضع الروابط
وما الضرر من ذلك يا أخي سفيان إن كانت المقالة منطقية وصادرة من شخص مسلم ولا تنافي الحقيقة وتصب في خانة التحاليل العلمية والبحوث القيمة.
أليس هذا من قبيل التطرف والحجر على الآخر.
وأرجو قليلا من الحكمة والتبصر وعدم التنطع.
ورد في صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي اللّه عنه أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال:
"هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ" قالها ثلاثاً. قال العلماء: يعني بالمتنطعين: المبالغين في الأمور.
رد: الجمود العقائدي والانغلاق العقلي Dogmatism
جزاك الله اخ ابو اويس
شكرا سفيان على التعقيب ارجو ان لا يكون جدال عقيم
شكرا سفيان على التعقيب ارجو ان لا يكون جدال عقيم
lambadouza-
- عدد المساهمات : 2653
العمر : 49
الهوايه : TOUT CE QUI AJOUTE DU BIEN A MA PERSONNALITE
نقاط تحت التجربة : 15870
تاريخ التسجيل : 15/03/2007
رد: الجمود العقائدي والانغلاق العقلي Dogmatism
الذين تنقل عنهم يؤمنون بان القران محرف و يسبون زوجات نبينا ليلا و نهارا و يطعنون في عرض رسولنا الاكرم بقولهم ان ام المؤمنين عائشة زانية و يكفرن ابا بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و بقية صحابة رسول الله ما عدا عدد قليل منهم و انت عندهم ناصبي كافر لانك لا تؤمن بالامامة وهي ركن من اركان الاسلام عندهم فمالك و دمك و عرضك مستباح لديهم لاننا نحن اهل السنة عندهم نواصب كفار
و لا حول و لا قوة الا بالله
و لا حول و لا قوة الا بالله
ibn_al_sa7aba-
- عدد المساهمات : 2987
العمر : 41
نقاط تحت التجربة : 14439
تاريخ التسجيل : 07/05/2007
رد: الجمود العقائدي والانغلاق العقلي Dogmatism
lambadouza كتب:جزاك الله اخ ابو اويس
شكرا سفيان على التعقيب ارجو ان لا يكون جدال عقيم
جازاكما الله كل خير وألزمنا كلمة التقوى والتقوى
رد: الجمود العقائدي والانغلاق العقلي Dogmatism
اخ سفيان ناخذ السليم من اقوالهم ونترك الباقي ...
freeman-
- عدد المساهمات : 207
العمر : 77
نقاط تحت التجربة : 12352
تاريخ التسجيل : 07/01/2008
رد: الجمود العقائدي والانغلاق العقلي Dogmatism
تعقيبي ليس على الكلام المنقول انما على و ضع الرابط فقد يقوم الانسان بدعاية لهم من حيث لا يعلم
و قد يفتن بعضنا بقراءة كلامهم لا سيما و ان علمنا ليس بكبير في هذه المسائل
نسال الله ان يرزقنا الفقه و الحكمة
و قد يفتن بعضنا بقراءة كلامهم لا سيما و ان علمنا ليس بكبير في هذه المسائل
نسال الله ان يرزقنا الفقه و الحكمة
ibn_al_sa7aba-
- عدد المساهمات : 2987
العمر : 41
نقاط تحت التجربة : 14439
تاريخ التسجيل : 07/05/2007
رد: الجمود العقائدي والانغلاق العقلي Dogmatism
لا تخف كثيرة هي الروابط التي تفضح الدعاوي ودحض الحجج الواهية للشيعة الرافضة الإمامية.
عدل سابقا من قبل أبو أويس في الجمعة 18 أبريل - 18:50 عدل 1 مرات
رد: الجمود العقائدي والانغلاق العقلي Dogmatism
قال تعالى وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا.
23 الإسراء.
قيل نزلت في عمر بن الخطاب. وذلك أن رجلا من العرب شتمه، وسبه عمر وهم بقتله، فكادت تثير فتنة فأنزل الله تعالى فيه: "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن".
أعتقد أن الله سيحاسب كل الطوائف على نيتها وفهمها للإسلام، ومن هنا لا يجوز إستئثار الحقيقة من أحد ماداموا كلهم يقولون نأخذ من الكتاب والسنة.
وبهذا تقوى شوكة المسلمين ويهابهم عدوهم...
والله أعلم
23 الإسراء.
قيل نزلت في عمر بن الخطاب. وذلك أن رجلا من العرب شتمه، وسبه عمر وهم بقتله، فكادت تثير فتنة فأنزل الله تعالى فيه: "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن".
أعتقد أن الله سيحاسب كل الطوائف على نيتها وفهمها للإسلام، ومن هنا لا يجوز إستئثار الحقيقة من أحد ماداموا كلهم يقولون نأخذ من الكتاب والسنة.
وبهذا تقوى شوكة المسلمين ويهابهم عدوهم...
والله أعلم
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16472
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
رد: الجمود العقائدي والانغلاق العقلي Dogmatism
ماداموا كلهم يقولون نأخذ من الكتاب والسنة.
كلهم يدعي وصلا بليلى ... وليلى لا تقر لهم بذلك !!
ibn_al_sa7aba-
- عدد المساهمات : 2987
العمر : 41
نقاط تحت التجربة : 14439
تاريخ التسجيل : 07/05/2007
رد: الجمود العقائدي والانغلاق العقلي Dogmatism
soufiene كتب:ماداموا كلهم يقولون نأخذ من الكتاب والسنة.
كلهم يدعي وصلا بليلى ... وليلى لا تقر لهم بذلك !!
إذن وما الحيلة لحل المشاكل الخلافية في فهم الدين ؟
عدل سابقا من قبل إسماعيل في الخميس 17 أبريل - 16:18 عدل 1 مرات
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16472
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
رد: الجمود العقائدي والانغلاق العقلي Dogmatism
- الكود:
الحق كل الحق معك أخي سفيان وأرجو من السيد أبو أويس حذف الرابط الذي يفضح الرافضة لان ذلك مخالف للمنتدى الاسلامي مع أن الصواب في جانبك بخصوص عداء الشيعة لنا وتكفيرنا .
karrar_karrar-
- عدد المساهمات : 263
العمر : 66
نقاط تحت التجربة : 12325
تاريخ التسجيل : 16/04/2008
رد: الجمود العقائدي والانغلاق العقلي Dogmatism
أبو أويس كتب:بسم الله الرحمان الرحيم
من الذين طرحوا رأياً متميزاً في مجال تعريف التطرف الدكتور سمير نعمي أحمد أستاذ ورئيس قسم اجتماع في جامعة عين شمس حيث قال: (إن التطرف ليس كما يشاع بأنه خروج عن المألوف فكل الأديان السماوية كانت خروجاً عن ما ألفه الناس،
- الكود:
على حد علمي القاصر أن هذا هذا الدكتور لا يفقه في الدين شيئا بدليل أنه قال بالحرف **الاديان السماوية** مع أن الدين هو دين واحد ليس الا وهو الدين الاسلامي مصداقا لقول الحق تبارك وتعالى **ان الدين عند الله الاسلام ** وقوله ** ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه ...*
هذا والجدير بالملاحظة أنه وجب تذكير الاخوة بأننا نقول الدين الاسلامي والديانة اليهودية أو المسيحية. فالفرق كبير جدا بين دين وديانة . فالاسلام اذن هو دين وليس ديانة والله أعلم .
karrar_karrar-
- عدد المساهمات : 263
العمر : 66
نقاط تحت التجربة : 12325
تاريخ التسجيل : 16/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى