الوحده بين تونس وليبيا
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الوحده بين تونس وليبيا
تونس ـ «الشروق»:
* حوار وإعداد فاطمة بن عبد اللّه الكرّاي
قلت «لسي الطاهر» ان حدث اعلان الوحدة بين تونس وليبيا، كان كذلك (أي حدثا) بأتم معنى الكلمة... وبالتأكيد أن الحدث أثار الكثير من التعليقات والحسابات والأفكار الايجابية والسلبية تجاه الحدث، فهل لك أن تنقل لنا كيف وقعت عملية التوقيع بين الزعيمين على «بيان جربة» الذي نشرناه في عدد أمس؟
طبعا يردّ صاحب المذكرات، وقّع الزعيمان بورقيبة والقذافي اعلان الوحدة بين القطرين العربيين بين تونس وليبيا، على أن يكوّن البلدان جمهورية واحدة تسمى الجمهورية العربية الاسلامية، تكون ذات دستور واحد وسلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية واحدة... وقد حدّد الاستفتاء ليوم 18 جانفي 1974... وهنا أطلق محدّثي تساؤلا بينه وبين نفسه وبصوت مرتفع حدّ أني التقطته: نتساءل اليوم، كيف لم يتذكر أي أحد منّا خطاب صفاقس لبورقيبة سنة 1957، حين ذكر بالحرف، كل ما جاء في بيان جربة بين تونس وليبيا...
بعد أن انخرطت الاذاعات والشعراء والجماهير (من خلال رصد مظاهرتين في باب سويقة)، وبعد الجلسة الأولى والاستراحة، كان للوفدين برئاسة الزعيمين، «اجتماع ارتجالي، حيث جدّ في مطعم النزل المذكور، أوليس» (Ulysse).
أين نصبت المنصة... وقد حضر الاجتماع عدد من الاطارات التونسية والمناضلين من كافة أرجاء الجنوب التونسي، وقرأ المصمودي نفس البيان (أنظر الشروق لعدد أمس) مرّة ثانية، وهذه المرة، نقلته مباشرة الاذاعات في طرابلس وتونس وتبعتها التلفزة في نشرة المساء. أمضى الرئيسان وثيقة البيان، الذي يتحدث عن الوحدة بين البلدين... وكنّا هذه المرة على علم بسير هذا الاجتماع من تلاوة للبيان وغيره، الا أن ما فاجأنا مرة أخرى، هو أن القذافي قدّم ورقة جديدة (قدّمها) لبورقيبة، فانكبّ الزعيمان عليها وأخذ يتشاوران فتجاسرت (انظر الصورة المصاحبة) بإيعاز من علاّلة العويتي وتحولت الى المنصة، أين كان بورقيبة والقذافي، يمضيان على نصوص مكتوبة... وما سمعته آنذاك، هو تبادل لرأييهما بخصوص وزراء الداخلية والدفاع... فتجاسرت مرة ثانية، وهذه المرة بالكلام حيث قلت لبورقيبة في شكل سؤال: هل يمكن النظر الى هذه القائمة من بعد؟ طبعا بورقيبة لم يجبني، واكتفى بأن رمقني بنظرة... ثم عاد للانغماس في الورق يمضي بقلمه على تلك القائمة التي تضم الحكومة الجديدة... حكومة الوحدة. وهنا يضيف «وزير الدفاع» في حكومة الوحدة، بأن القائمة كانت تتضمن عددا متساويا تقريبا بين المسؤولين التونسيين والليبيين.
سألته عن القائمة فقال: كان بورقيبة رئيسا للجمهورة العربية الاسلامية (جمهورية الوحدة) والقذافي نائبا له، وفي نفس الوقت، قائدا عاما للقوات المسلحة، فيما كان الهادي نويرة (الوزير الأول التونسي) نائبا لرئيس الجمهورية وعبد السلام جلود الوزير الأول في جمهورية الوحدة، ينوبه محمد المصمودي وزير الخارجية التونسية آنذاك، وفي نفس الوقت ـ يضيف «سي الطاهر» ـ كان الخويلدي الحميدي وزيرا للداخلية وكنت أنا، وزيرا للدفاع، وهنا أضاف ان القائمة شملت رموز المسؤولين في البلدين...
«بعد ان انفض الاجتماع تقرّر أن يبقى المصمودي مع العقيد القذافي ليرافقه، وطلب من بورقيبة وبالحاج، أن أرافقهم بدوري، لكنني تخلصت من ذاك الموقف المحرج»، وهنا وضّح بعد السؤال، بأن المصمودي كان من المفترض أن يرافق القذافي والوفد الليبي الى الحدود، فيما أرافقهم أنا الى طرابلس، لاعداد ترتيبات وتنظيم الوحدة والهياكل مع نظيري هناك... تخلّصت من الموقف، بأن قلت لبورقيبة بأن لي مهام مستعجلة، يجب أن أتمّمها...
كيف كان ردّ فعل بورقيبة على الحدث وكيف كانت مواقف بقية المسؤولية التونسيين؟
عن هذا السؤال يقول: «في الطائرة، وعند الرجوع الى العاصمة من جربة، كان بورقيبة يردّد: لم أكن قط أتخيل أن هذا الحلم يتحقق وأنا على قيد الحياة... وعند نزولنا من الطائرة صرح بورقيبة بما يلي: «لقد كان هذا اليوم تاريخيا فهو يتوّج نصف قرن من الكفاح، أسّسنا الجمهورية العربية الاسلامية، ونعبّر عن أملنا في التحاق الجزائر وموريتانيا والمغرب بليبيا وتونس».
ولكن كيف كانت مواقف غير الدستوريين، أي من خارج الحزب الحاكم؟ عن هذا الاستفسار، قال ان «المستيري وجماعته، والذين غادروا الحزب مستقيلين منه قبل أربع سنوات تقريبا، أصدروا بيانا أمضاه المستيري وقائد السبسي وبولعراس وحسيب بن عمار، الذين سيكوّنون فيما بعد (لاحقا) حركة الديمقراطيين الاشتراكيين، وكانوا يباركون الوحدة».
* قلت لمحدّثي، أين كان نويرة في كل هذا، هل ردّ الفعل وهو في إيران؟
قال في معرض ردّه، في مساء الغد، أي يوم 13 ديسمبر، عاد الهادي نويرة بطريقة استعجالية، من زيارته الى ايران، وكنّا في استقباله في المطار، الحبيب الشطّي وأنا ثم التحق محمد الصياح، من بينهم وكان مكفهرّ الوجه وقد اكتفى بالحديث عن نتائج زيارته الى إيران... وكنت علمت أنه فكّر باستقالته عند مروره بباريس، وكان أقنعه بالعدول عن الفكرة، سفيرنا بباريس وقتها الهادي المبروك، حتى يعرف حقيقة الأمر... وتحولنا مباشرة من المطار الى بيت الحبيب الشطي والتحق بنا محمد الصياح، والهادي نويرة معنا، اجتمعنا في منزل الحبيب الشطي إذن، ودام اللقاء حتى الساعة الثانية صباحا.
* بقية التطورات في الحلقة القادمة
* حوار وإعداد فاطمة بن عبد اللّه الكرّاي
قلت «لسي الطاهر» ان حدث اعلان الوحدة بين تونس وليبيا، كان كذلك (أي حدثا) بأتم معنى الكلمة... وبالتأكيد أن الحدث أثار الكثير من التعليقات والحسابات والأفكار الايجابية والسلبية تجاه الحدث، فهل لك أن تنقل لنا كيف وقعت عملية التوقيع بين الزعيمين على «بيان جربة» الذي نشرناه في عدد أمس؟
طبعا يردّ صاحب المذكرات، وقّع الزعيمان بورقيبة والقذافي اعلان الوحدة بين القطرين العربيين بين تونس وليبيا، على أن يكوّن البلدان جمهورية واحدة تسمى الجمهورية العربية الاسلامية، تكون ذات دستور واحد وسلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية واحدة... وقد حدّد الاستفتاء ليوم 18 جانفي 1974... وهنا أطلق محدّثي تساؤلا بينه وبين نفسه وبصوت مرتفع حدّ أني التقطته: نتساءل اليوم، كيف لم يتذكر أي أحد منّا خطاب صفاقس لبورقيبة سنة 1957، حين ذكر بالحرف، كل ما جاء في بيان جربة بين تونس وليبيا...
بعد أن انخرطت الاذاعات والشعراء والجماهير (من خلال رصد مظاهرتين في باب سويقة)، وبعد الجلسة الأولى والاستراحة، كان للوفدين برئاسة الزعيمين، «اجتماع ارتجالي، حيث جدّ في مطعم النزل المذكور، أوليس» (Ulysse).
أين نصبت المنصة... وقد حضر الاجتماع عدد من الاطارات التونسية والمناضلين من كافة أرجاء الجنوب التونسي، وقرأ المصمودي نفس البيان (أنظر الشروق لعدد أمس) مرّة ثانية، وهذه المرة، نقلته مباشرة الاذاعات في طرابلس وتونس وتبعتها التلفزة في نشرة المساء. أمضى الرئيسان وثيقة البيان، الذي يتحدث عن الوحدة بين البلدين... وكنّا هذه المرة على علم بسير هذا الاجتماع من تلاوة للبيان وغيره، الا أن ما فاجأنا مرة أخرى، هو أن القذافي قدّم ورقة جديدة (قدّمها) لبورقيبة، فانكبّ الزعيمان عليها وأخذ يتشاوران فتجاسرت (انظر الصورة المصاحبة) بإيعاز من علاّلة العويتي وتحولت الى المنصة، أين كان بورقيبة والقذافي، يمضيان على نصوص مكتوبة... وما سمعته آنذاك، هو تبادل لرأييهما بخصوص وزراء الداخلية والدفاع... فتجاسرت مرة ثانية، وهذه المرة بالكلام حيث قلت لبورقيبة في شكل سؤال: هل يمكن النظر الى هذه القائمة من بعد؟ طبعا بورقيبة لم يجبني، واكتفى بأن رمقني بنظرة... ثم عاد للانغماس في الورق يمضي بقلمه على تلك القائمة التي تضم الحكومة الجديدة... حكومة الوحدة. وهنا يضيف «وزير الدفاع» في حكومة الوحدة، بأن القائمة كانت تتضمن عددا متساويا تقريبا بين المسؤولين التونسيين والليبيين.
سألته عن القائمة فقال: كان بورقيبة رئيسا للجمهورة العربية الاسلامية (جمهورية الوحدة) والقذافي نائبا له، وفي نفس الوقت، قائدا عاما للقوات المسلحة، فيما كان الهادي نويرة (الوزير الأول التونسي) نائبا لرئيس الجمهورية وعبد السلام جلود الوزير الأول في جمهورية الوحدة، ينوبه محمد المصمودي وزير الخارجية التونسية آنذاك، وفي نفس الوقت ـ يضيف «سي الطاهر» ـ كان الخويلدي الحميدي وزيرا للداخلية وكنت أنا، وزيرا للدفاع، وهنا أضاف ان القائمة شملت رموز المسؤولين في البلدين...
«بعد ان انفض الاجتماع تقرّر أن يبقى المصمودي مع العقيد القذافي ليرافقه، وطلب من بورقيبة وبالحاج، أن أرافقهم بدوري، لكنني تخلصت من ذاك الموقف المحرج»، وهنا وضّح بعد السؤال، بأن المصمودي كان من المفترض أن يرافق القذافي والوفد الليبي الى الحدود، فيما أرافقهم أنا الى طرابلس، لاعداد ترتيبات وتنظيم الوحدة والهياكل مع نظيري هناك... تخلّصت من الموقف، بأن قلت لبورقيبة بأن لي مهام مستعجلة، يجب أن أتمّمها...
كيف كان ردّ فعل بورقيبة على الحدث وكيف كانت مواقف بقية المسؤولية التونسيين؟
عن هذا السؤال يقول: «في الطائرة، وعند الرجوع الى العاصمة من جربة، كان بورقيبة يردّد: لم أكن قط أتخيل أن هذا الحلم يتحقق وأنا على قيد الحياة... وعند نزولنا من الطائرة صرح بورقيبة بما يلي: «لقد كان هذا اليوم تاريخيا فهو يتوّج نصف قرن من الكفاح، أسّسنا الجمهورية العربية الاسلامية، ونعبّر عن أملنا في التحاق الجزائر وموريتانيا والمغرب بليبيا وتونس».
ولكن كيف كانت مواقف غير الدستوريين، أي من خارج الحزب الحاكم؟ عن هذا الاستفسار، قال ان «المستيري وجماعته، والذين غادروا الحزب مستقيلين منه قبل أربع سنوات تقريبا، أصدروا بيانا أمضاه المستيري وقائد السبسي وبولعراس وحسيب بن عمار، الذين سيكوّنون فيما بعد (لاحقا) حركة الديمقراطيين الاشتراكيين، وكانوا يباركون الوحدة».
* قلت لمحدّثي، أين كان نويرة في كل هذا، هل ردّ الفعل وهو في إيران؟
قال في معرض ردّه، في مساء الغد، أي يوم 13 ديسمبر، عاد الهادي نويرة بطريقة استعجالية، من زيارته الى ايران، وكنّا في استقباله في المطار، الحبيب الشطّي وأنا ثم التحق محمد الصياح، من بينهم وكان مكفهرّ الوجه وقد اكتفى بالحديث عن نتائج زيارته الى إيران... وكنت علمت أنه فكّر باستقالته عند مروره بباريس، وكان أقنعه بالعدول عن الفكرة، سفيرنا بباريس وقتها الهادي المبروك، حتى يعرف حقيقة الأمر... وتحولنا مباشرة من المطار الى بيت الحبيب الشطي والتحق بنا محمد الصياح، والهادي نويرة معنا، اجتمعنا في منزل الحبيب الشطي إذن، ودام اللقاء حتى الساعة الثانية صباحا.
* بقية التطورات في الحلقة القادمة
walidran-
- عدد المساهمات : 396
نقاط تحت التجربة : 12440
تاريخ التسجيل : 11/11/2007
رد: الوحده بين تونس وليبيا
شكرا وليد على المعلمات في انتظار البقيه
lambadouza-
- عدد المساهمات : 2653
العمر : 49
الهوايه : TOUT CE QUI AJOUTE DU BIEN A MA PERSONNALITE
نقاط تحت التجربة : 15864
تاريخ التسجيل : 15/03/2007
قوافليست انتحاري-
- عدد المساهمات : 1969
العمر : 35
المكان : غادي منك جاي شوي
المهنه : كل من قرا مات و كل من مات قروا عليه
الهوايه : البفة
نقاط تحت التجربة : 12661
تاريخ التسجيل : 05/12/2007
رد: الوحده بين تونس وليبيا
بالرسمي توة علاش ما نعملوش دولة موحدة مش مع ليبا فقط و إنما المغرب العربي بصفة عامة و نقلكم ممكن نولوا القوة الضاربة في العالم
هاهاهاهاهاهاهاه
هاهاهاهاهاهاهاه
rochdi elgafsi-
- عدد المساهمات : 1482
العمر : 43
المكان : دبي
نقاط تحت التجربة : 12482
تاريخ التسجيل : 03/12/2007
رد: الوحده بين تونس وليبيا
علاش لا يا رشدي كل اسباب التوحد موجوده
اللغه والدين والجغرافيه
وصدقوني
امريكا اتخاف هو توه خايفه من العرب خلي لو يتوحدو
اللغه والدين والجغرافيه
وصدقوني
امريكا اتخاف هو توه خايفه من العرب خلي لو يتوحدو
ساهر الليل-
- عدد المساهمات : 183
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 13042
تاريخ التسجيل : 17/02/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى