أبشر إن وجدت هذا الحزن والأسى
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أبشر إن وجدت هذا الحزن والأسى
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
في الوقت الذي يحزن فيه الناس على الدنيا، وما يفوتهم فيها من متاعها الفاني، نسعد عندما نجد من يحزن لعدم تذوقه حلاوة الإيمان أو لضعف نور الإيمان في صدره، فأقول لمن يجد هذا الحزن والأسى:
أبشر فإن إيمانك بخير، لأن هذه الأعراض هي أعراض تصيب النفس البشرية، وقد شعر الصحابة رضوان الله عليهم بهذا، فكانوا يشعرون بحلاوة العبادة ولذة مناجاة الله وهم في معية رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم بعد خروجهم من حضرته صلى الله عليه وسلم إلى الدنيا تذهب عنهم هذه الحلاوة ويفتر هذا الحماس، فاشتكوا حالهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يروي الإمام مسلم في صحيحه عن حنظلة بن الربيع الأسدي، أنه جاء إلى أبي بكرٍ رضي الله عنه وأرضاه فقال: يا أبا بكر نافق حنظلة. قال: وما ذاك؟ قال: إنا نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم على حال من الإيمان، وقوة اليقين، واستحضار الآخرة، فإذا فارقناه وذهبنا إلى بيوتنا عافسنا الأولاد والأزواج والضيعات، ونسينا كثيراً.
فقال أبو بكر: والله إني لأجد مثل ذلك، فذهبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال حنظلة مثلما قال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنكم لو تدومون على الحال التي تكونون بها عندي في جميع الأوقات؛ لصافحتكم الملائكة على فرشكم، وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة، ساعةً وساعة.
ومن أعظم الإشارات التي تؤخذ من هذا الحديث أن حال المسلم ليس ثابتا بل هو في انخفاض وارتفاع فأحيانا يقترب حتى يدخل في المناجاة ويرى إشراق نور الإيمان في صدره ثم بعد ذلك يتعرض لبعض المؤثرات الخارجية التي تذهب به بعيدا عن هذه المعية ويفقد اللذة التي كان يحصلها في الماضي وإذا كان ينقص الإيمان بالفترة عن الذكر فمن باب أولى ينقص بفعل المعاصي . . . فإذا هو عاد إلى مجالس الذكر واستحضر مقام ربه في قلبه، استحضر هذه الحلاوة مرة أخرى.
وملاك هذا الأمر في قلب الإنسان فقلب الإنسان هو النافذة التي يدخل منها نور الإيمان للإنسان، فإن كانت هذه النافذة سليمة استقبلت النور، أما إذا كانت هذه النافذة خربة عليها خيوط العنكبوت فإنها تحجب الضوء، هكذا القلب، فإذا كان القلب عامرا بحب الله سطع فيه نور الإيمان، وإن كان القلب مريضا فإنه لا يشعر بحلاوة الإيمان، وكل قلب يستشعر حلاوة الإيمان بقدر صلاحية هذا القلب لتذوق هذه الحلاوة.
وما قلب الإنسان إلا كالإناء فإذا كان الإنسان من أهل الصلاح ومن أهل الحسنات كان القلب سليماً، وإذا أشرب القلب الفتن وخاض في الشهوات كان كالكوز مجخيا، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسيلم قال: تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً، عوداً فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى يصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما مادمت السموات والأرض، والآخر أسود مرباداً( بياض يسير يخالطه السواد)، كالكوز مجخياً( مائلا منكوسا)، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه .
يبين هذا الحديث أن القلوب تصير إلى قسمين وذلك بعد أن تمر عليها الفتن، قلب أبيض وقلب أسود.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى بعد ذكره للحديث المتقدم في إغاثة اللهفان (وقد قسم الصحابة رضي الله تعالى عنهم القلوب إلى أربعة، كما صح عن حذيفة بن اليمان القلوب أربعة: قلب أجرد فيه سراج يزهر، فذلك قلب المؤمن. وقلب أغلف، فذلك قلب الكافر. وقلب منكوس، فذلك قلب المنافق، عرف ثم أنكر وأبصر ثم عمي. وقلب تمده مادتان، مادة إيمان، ومادة نفاق، وهو لما غلب عليه منهما ) .أهـ
فإذا أردت أيها المؤمن الكريم أن تستشعر حلاوة الإيمان فعليك بإصلاح القلب فهو العضو الذي به تدرك حلاوة الإيمان، ومن أبلغ الأشياء في إحياء القلوب تعلم العلم الشرعي مع إدامة الذكر والتسبيح، وكثرة المكث في المساجد، وقراءة القرآن مع البعد عن المعاصي وأهلها.
وختاما؛ نسأل الله أن يحييّ قلوبنا بمحبته وان يتقبلنا في طاعته إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى اللهمّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ....
مقتبس بتصرف
في الوقت الذي يحزن فيه الناس على الدنيا، وما يفوتهم فيها من متاعها الفاني، نسعد عندما نجد من يحزن لعدم تذوقه حلاوة الإيمان أو لضعف نور الإيمان في صدره، فأقول لمن يجد هذا الحزن والأسى:
أبشر فإن إيمانك بخير، لأن هذه الأعراض هي أعراض تصيب النفس البشرية، وقد شعر الصحابة رضوان الله عليهم بهذا، فكانوا يشعرون بحلاوة العبادة ولذة مناجاة الله وهم في معية رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم بعد خروجهم من حضرته صلى الله عليه وسلم إلى الدنيا تذهب عنهم هذه الحلاوة ويفتر هذا الحماس، فاشتكوا حالهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يروي الإمام مسلم في صحيحه عن حنظلة بن الربيع الأسدي، أنه جاء إلى أبي بكرٍ رضي الله عنه وأرضاه فقال: يا أبا بكر نافق حنظلة. قال: وما ذاك؟ قال: إنا نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم على حال من الإيمان، وقوة اليقين، واستحضار الآخرة، فإذا فارقناه وذهبنا إلى بيوتنا عافسنا الأولاد والأزواج والضيعات، ونسينا كثيراً.
فقال أبو بكر: والله إني لأجد مثل ذلك، فذهبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال حنظلة مثلما قال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنكم لو تدومون على الحال التي تكونون بها عندي في جميع الأوقات؛ لصافحتكم الملائكة على فرشكم، وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة، ساعةً وساعة.
ومن أعظم الإشارات التي تؤخذ من هذا الحديث أن حال المسلم ليس ثابتا بل هو في انخفاض وارتفاع فأحيانا يقترب حتى يدخل في المناجاة ويرى إشراق نور الإيمان في صدره ثم بعد ذلك يتعرض لبعض المؤثرات الخارجية التي تذهب به بعيدا عن هذه المعية ويفقد اللذة التي كان يحصلها في الماضي وإذا كان ينقص الإيمان بالفترة عن الذكر فمن باب أولى ينقص بفعل المعاصي . . . فإذا هو عاد إلى مجالس الذكر واستحضر مقام ربه في قلبه، استحضر هذه الحلاوة مرة أخرى.
وملاك هذا الأمر في قلب الإنسان فقلب الإنسان هو النافذة التي يدخل منها نور الإيمان للإنسان، فإن كانت هذه النافذة سليمة استقبلت النور، أما إذا كانت هذه النافذة خربة عليها خيوط العنكبوت فإنها تحجب الضوء، هكذا القلب، فإذا كان القلب عامرا بحب الله سطع فيه نور الإيمان، وإن كان القلب مريضا فإنه لا يشعر بحلاوة الإيمان، وكل قلب يستشعر حلاوة الإيمان بقدر صلاحية هذا القلب لتذوق هذه الحلاوة.
وما قلب الإنسان إلا كالإناء فإذا كان الإنسان من أهل الصلاح ومن أهل الحسنات كان القلب سليماً، وإذا أشرب القلب الفتن وخاض في الشهوات كان كالكوز مجخيا، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسيلم قال: تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً، عوداً فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى يصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما مادمت السموات والأرض، والآخر أسود مرباداً( بياض يسير يخالطه السواد)، كالكوز مجخياً( مائلا منكوسا)، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه .
يبين هذا الحديث أن القلوب تصير إلى قسمين وذلك بعد أن تمر عليها الفتن، قلب أبيض وقلب أسود.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى بعد ذكره للحديث المتقدم في إغاثة اللهفان (وقد قسم الصحابة رضي الله تعالى عنهم القلوب إلى أربعة، كما صح عن حذيفة بن اليمان القلوب أربعة: قلب أجرد فيه سراج يزهر، فذلك قلب المؤمن. وقلب أغلف، فذلك قلب الكافر. وقلب منكوس، فذلك قلب المنافق، عرف ثم أنكر وأبصر ثم عمي. وقلب تمده مادتان، مادة إيمان، ومادة نفاق، وهو لما غلب عليه منهما ) .أهـ
فإذا أردت أيها المؤمن الكريم أن تستشعر حلاوة الإيمان فعليك بإصلاح القلب فهو العضو الذي به تدرك حلاوة الإيمان، ومن أبلغ الأشياء في إحياء القلوب تعلم العلم الشرعي مع إدامة الذكر والتسبيح، وكثرة المكث في المساجد، وقراءة القرآن مع البعد عن المعاصي وأهلها.
وختاما؛ نسأل الله أن يحييّ قلوبنا بمحبته وان يتقبلنا في طاعته إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى اللهمّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ....
مقتبس بتصرف
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16430
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
رد: أبشر إن وجدت هذا الحزن والأسى
اامين يارب العالمينإسماعيل كتب::
نسأل الله أن يحييّ قلوبنا بمحبته وان يتقبلنا في طاعته إنه ولي ذلك والقادر عليه،
مقتبس بتصرف
soujoud-
- عدد المساهمات : 1768
العمر : 47
المكان : حي النور
نقاط تحت التجربة : 12705
تاريخ التسجيل : 07/12/2007
رد: أبشر إن وجدت هذا الحزن والأسى
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16430
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
رد: أبشر إن وجدت هذا الحزن والأسى
حلو يا اسماعيل يعطيك الصحة و ربى يهدينا اجمعين
princesse kenza-
- عدد المساهمات : 377
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 12136
تاريخ التسجيل : 24/03/2008
مواضيع مماثلة
» لماذا الحزن يا سعد؟
» وجدت حبة فول كتب عليها الله
» إذا وجدت صورتك بين هذه الصور فاحذفها..
» تقاسيم الحزن الأبيض
» إن وجدت صورتك بين هذه الصور فسارع في حذفها ..
» وجدت حبة فول كتب عليها الله
» إذا وجدت صورتك بين هذه الصور فاحذفها..
» تقاسيم الحزن الأبيض
» إن وجدت صورتك بين هذه الصور فسارع في حذفها ..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى