رد شبهة حول حديث: سجود الشمس تحت العرش
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رد شبهة حول حديث: سجود الشمس تحت العرش
أخرج البخاري في صحيحه: عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي ذر حين غربت الشمس: ((أتدري أين تذهب؟)) قلت: الله ورسوله أعلم! قال: ((فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فتستأذن، فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها، يقال لها ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها، فذلك قوله تعالى: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾[يس : 38])) [رواه البخاري (3027)]
فمنذ متى كانت الشمس عند غروبها تسرع عائدة إلى المكان الذي تشرق منه؟
والرد: أن هناك حقيقة عامة قرَّرها الله في كتابه، وهي أن كل مخلوق من مخلوقاته يسبح الله تعالى، ويخضع له بما يتناسب مع حاله..
فمن معاني السجود في اللغة: الخضوع، كما ذكره ابن منظور وغيره.
وعليه يُحمل ما في هذا الحديث، وهو المقصود في قوله تعالى في آية الحج: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء﴾ [الحج: 18].
قال ابن كثير رحمه الله: «يُخبر تعالى أنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له، فإنه يسجد لعظمته كل شيء طوعًا وكرهًا، وسجود كل شيء مما يختص به» ا.هـ.
والأمر بالنسبة للكون ليس متعلقًا فقط بالسجود، بل هناك التسبيح والصلاة: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ﴾ [النور: 41].
أولاً: عناصر تفسير السجود الكوني:
- سجود العناصر الكونية كلها: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾ [الحج: 18].
- سجود آثار العناصر الكونية: ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُو وَالْآصَالِ﴾ [الرعد: 15] .
- سجود مادة العناصر الكونية: وفيها يبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الأشياء تسجد لله بصفتها المادية؛ وذلك كما في قوله: «إن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه، فإذا وضع أحدكم وجهه فليضع يديه، وإذا رفع فليرفعهما» [رواه أبو داود في سننه (892) وسكت عنه].
وقد «أُمر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أن يسجد على سبع، ونُهِيَ أن يَكْفِتَ الشعر والثياب على يديه وركبتيه وأطراف أصابعه» [ يشير الشيخ إلى ما رواه ابن ماجه في سننه (884)].. قال سفيان قال لنا ابن طاوس: ووضع يديه على جبهته وأمرَّها على أنفه؛ قال: هذا واحد واللفظ لمحمد دعه يسجد.
- سجود حركة العناصر الكونية: ﴿ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [النحل : 49]، والشمس داخلة في دواب السماء؛ لأن معنى الدبيب السير والحركة، والشمس متحركة تجري لمستقر لها كما هو معلوم بنص القرآن وكما هو ثابت بالعقل.
- سجود الزمن الكوني ﴿لِمُسْتَقَرٍّ لِهَا﴾ لأن الآية تعني الحركة والزمان.
- السجود المرحلي الكوني ﴿ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ﴾ [الرحمن: 6]؛ لأن تفسير الآية أن النجم هو الشجر الصغير، فالشجر في كل مراحله يسجد..
هذا هو المعنى العام للسجود الكوني يتبعه تفسير اختصاص الشمس بالسجود.
ثانيًا: اختصاص الشمس بالسجود تحت العرش:
وهذا الاختصاص هو الارتباط بين غروب الشمس بالنسبة للأرض وبين غروب الشمس بالنسبة للعرش.
ويفسر هذا الاختصاص هو أن الشمس هي أساسٌ:
(أ) لاجتماع كل العناصر السابقة للسجود الكوني في الشمس؛ باعتبارها أكبر العناصر الكونية بالنسبة للوجود الإنساني علي الأرض؛ ولذلك ضرب إبراهيم بها المثل في تفهيم الناس التوحيد ﴿فَلَمَّا رَأى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام: 78].
(ب) لإثبات السجود لمن يُعْبَد من دون الله، وأول ما ينطبق ذلك ينطبق على الشمس ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ [فصلت: 37].
(جـ) الموقع الكوني للأرض بالنسبة للعرش.. ((البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم ألف ملك ثم لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة))، وفي رواية: ((السماء الدنيا)) وفي رواية أخرى بزيادة ((بحيال الكعبة)) وعن قتادة قال: ذكر لنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه: ((هل تدرون ما البيت المعمور؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((فإنه مسجد في السماء تحته الكعبة لو خرَّ.. لخرَّ عليها...)) [رواه البخاري في صحيحه (3035)].
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: «البيت المعمور بيت في السماء بحيال الكعبة لو سقط سقط عليها، يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، والحرم حرم بحياله إلى العرش، وما من السماء موضع إهاب إلا وعليه ملك ساجد أو قائم».
ومن هنا تثبت المحورية الكونية للعلاقة بين العرش والبيت المعمور والأرض، بحيث يكون غروب الشمس هو سجود تحت العرش.
ولكننا نؤمن بذلك كحقيقة غيبية لا كتخيل فلكي، وهناك فارق بين الاعتقاد الغيبي والتخيل الفلكي، والخلط بين الأمرين هو الذي أنشأ الصدام بين علماء الطبيعة والكنيسة؛ حيث دافعت الكنيسة عن مركزية الأرض لا كتصور اعتقادي؛ ولكن كتفسير فلكي.. في الوقت الذي نفى فيه علماء الطبيعة مركزية الأرض كتفسير فلكي، فكان الصراع الذي أحرق فيه النصارى علماء الطبيعة.
ولكننا نؤمن بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسجود الشمس تحت العرش كحقيقة اعتقادية غيبية.. لا كتفسير فلكي..
الظل والشمس:
وفي قول الله عز وجل ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عليهِ دَلِيلاً﴾ [الفرقان: 45] قالوا: «إن الظل دليل على الشمس... وليست الشمس دليلاً على الظل».
والحقيقة: أن الظل دليل على الشمس من حيث وجوده... فوجود الظل دليل على وجود الشمس.
ولكن الشمس دليل على الظل من حيث حركته... فحركة الظل لا يمكن تحديدها إلا من حركة الشمس... فـ«حركة» الشمس دليل على «حركة» الظل.
فالإنسان ينظر إلى الظل بعينه وهو أمامه ممدود في الأرض، ثم لا يعلم أين يتجه هذا الظل؛ لأنه يسير سيرًا يسيرًا يكاد يكون ساكنًا، ولكنه ليس ساكنًا ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا﴾ ولذلك لا يعرف اتجاه الظل إلا بالنظر إلى الشمس، فمن موضع الشمس بالنسبة للظل تعلم اتجاه الظل ﴿ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عليهِ دَلِيلاً * ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيرًا﴾ [الفرقان: 45، 46].
والآيات تناقش حركة الظل: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عليهِ دَلِيلاً﴾ أي: على اتجاه حركته، وذلك في سياق الآيات التي تناقش ضياع الفرقان في النفس البشرية؛ ﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً﴾ [الفرقان: 43].
والهوي هو المانع من الفرقان بين الحق والباطل.
﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾ [الفرقان: 44].
ليكون الإنسان بهواه وبغير الفرقان كالأنعام، والإنسان في حاجة إلى فرقان الله، ولو تُرك لنفسه لضل، فالنفس والهوى وكل الحواس لا تهتدي إلا إذا أراد الله لها الهدى تمامًا، كما لا يستطيع الإنسان معرفة اتجاه الظل إلا بالنظر إلى موضع الشمس.
ومن هنا جاء مثل الشمس والظل.
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً . ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا﴾.
فلو تُرك الإنسان لنفسه لعجز عن تحقيق الفرقان في حياته وتصوره، ومن هنا كان افتقاره إلى المعايير والدلائل الثابتة التي يهتدي بها.
ومثلما نرجع إلى الشمس لمعرفة اتجاه الظل يكون الرجوع في هدايتنا كلها إلى القرآن؛ ولذلك تأتي الآيات بالشواهد الدالة على هذا الفرقان:
﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا ﴾ [الفرقان: 47].
لنعرف كيف يكون الموت والنشور مثلما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «والله لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون».
﴿وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا﴾ [ الفرقان: 48].
وهو شاهد على نزول الوحي، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ مَا بَعَثَنِى اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتِ الْمَاءَ، فَأَنْبَتَتِ الْكَلأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِير، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ، فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا» [رواه البخاري (79) كتاب العلم ، باب فضل من علم وعلَّم ، ومسلم (2282)].
﴿لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً * وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴾ [الفرقان: 50]، واتفاقًا مع مضمون السياق بالتمثيل الكوني للحقائق المعنوية، قال القرطبي في قول الله: ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ﴾ يعنى القرآن، وقد جرى ذكره في أول السورة قال تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ﴾ [الفرقان : 1] وقوله: ﴿ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ﴾ [الفرقان: 29] وقوله: ﴿ اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30].
وقيل: ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ﴾ هو المطر.
والقول الجامع أنه المطر كمثال كوني للقرآن وأساس الجمع كلمة ﴿صَرَّفْنَاهُ﴾ التي ينطبق ذكرها في القرآن علي الماء والقرآن معًا ﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا﴾ [الإسراء: 41].
روي عن ابن عباس وابن مسعود: وأنه ليس عام بأكثر مطرًا من عام، ولكن الله يصرفه حيث يشاء، ﴿ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا﴾ أي جحودًا له وتكذيبًا به.
﴿وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا * فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾ [ الفرقان:51، 52] لتحقيق الفرقان.
ثم يأتي مَثَل كونيّ ظاهر للفرقان:
﴿وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا ﴾ [الفرقان: 53].
وهو الفرقان بين العذب والفرات بالبرزخ..
ثم خلق الإنسان من الماء (الفرقان في النسب والصهر)..
﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾ [الفرقان: 54].
ثم جاء قول الله ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴾ [الفرقان: 56].
ومن هنا يتبين لنا معنى الفرقان في مثل الشمس والظل الوارد في سياق السورة سورة الفرقان الآيات [47-56].
وبذلك استمرت الآيات التي توافقت فيها الدلائل الكونية والدلائل الشرعية في تحقيق الفرقان للإنسان، فجاءت الآيات الكونية يتخللها ذكر الرسالات.
فجاءت دلائل الليل والنهار.. النوم والنشور.. الرياح والماء.. الزرع والسقيا.. ثم جاء قوله تعالى: ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا﴾ ثم عادت الآيات إلى الدلائل.
منقول
فمنذ متى كانت الشمس عند غروبها تسرع عائدة إلى المكان الذي تشرق منه؟
والرد: أن هناك حقيقة عامة قرَّرها الله في كتابه، وهي أن كل مخلوق من مخلوقاته يسبح الله تعالى، ويخضع له بما يتناسب مع حاله..
فمن معاني السجود في اللغة: الخضوع، كما ذكره ابن منظور وغيره.
وعليه يُحمل ما في هذا الحديث، وهو المقصود في قوله تعالى في آية الحج: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء﴾ [الحج: 18].
قال ابن كثير رحمه الله: «يُخبر تعالى أنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له، فإنه يسجد لعظمته كل شيء طوعًا وكرهًا، وسجود كل شيء مما يختص به» ا.هـ.
والأمر بالنسبة للكون ليس متعلقًا فقط بالسجود، بل هناك التسبيح والصلاة: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ﴾ [النور: 41].
أولاً: عناصر تفسير السجود الكوني:
- سجود العناصر الكونية كلها: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾ [الحج: 18].
- سجود آثار العناصر الكونية: ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُو وَالْآصَالِ﴾ [الرعد: 15] .
- سجود مادة العناصر الكونية: وفيها يبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الأشياء تسجد لله بصفتها المادية؛ وذلك كما في قوله: «إن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه، فإذا وضع أحدكم وجهه فليضع يديه، وإذا رفع فليرفعهما» [رواه أبو داود في سننه (892) وسكت عنه].
وقد «أُمر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أن يسجد على سبع، ونُهِيَ أن يَكْفِتَ الشعر والثياب على يديه وركبتيه وأطراف أصابعه» [ يشير الشيخ إلى ما رواه ابن ماجه في سننه (884)].. قال سفيان قال لنا ابن طاوس: ووضع يديه على جبهته وأمرَّها على أنفه؛ قال: هذا واحد واللفظ لمحمد دعه يسجد.
- سجود حركة العناصر الكونية: ﴿ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [النحل : 49]، والشمس داخلة في دواب السماء؛ لأن معنى الدبيب السير والحركة، والشمس متحركة تجري لمستقر لها كما هو معلوم بنص القرآن وكما هو ثابت بالعقل.
- سجود الزمن الكوني ﴿لِمُسْتَقَرٍّ لِهَا﴾ لأن الآية تعني الحركة والزمان.
- السجود المرحلي الكوني ﴿ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ﴾ [الرحمن: 6]؛ لأن تفسير الآية أن النجم هو الشجر الصغير، فالشجر في كل مراحله يسجد..
هذا هو المعنى العام للسجود الكوني يتبعه تفسير اختصاص الشمس بالسجود.
ثانيًا: اختصاص الشمس بالسجود تحت العرش:
وهذا الاختصاص هو الارتباط بين غروب الشمس بالنسبة للأرض وبين غروب الشمس بالنسبة للعرش.
ويفسر هذا الاختصاص هو أن الشمس هي أساسٌ:
(أ) لاجتماع كل العناصر السابقة للسجود الكوني في الشمس؛ باعتبارها أكبر العناصر الكونية بالنسبة للوجود الإنساني علي الأرض؛ ولذلك ضرب إبراهيم بها المثل في تفهيم الناس التوحيد ﴿فَلَمَّا رَأى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام: 78].
(ب) لإثبات السجود لمن يُعْبَد من دون الله، وأول ما ينطبق ذلك ينطبق على الشمس ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ [فصلت: 37].
(جـ) الموقع الكوني للأرض بالنسبة للعرش.. ((البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم ألف ملك ثم لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة))، وفي رواية: ((السماء الدنيا)) وفي رواية أخرى بزيادة ((بحيال الكعبة)) وعن قتادة قال: ذكر لنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه: ((هل تدرون ما البيت المعمور؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((فإنه مسجد في السماء تحته الكعبة لو خرَّ.. لخرَّ عليها...)) [رواه البخاري في صحيحه (3035)].
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: «البيت المعمور بيت في السماء بحيال الكعبة لو سقط سقط عليها، يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، والحرم حرم بحياله إلى العرش، وما من السماء موضع إهاب إلا وعليه ملك ساجد أو قائم».
ومن هنا تثبت المحورية الكونية للعلاقة بين العرش والبيت المعمور والأرض، بحيث يكون غروب الشمس هو سجود تحت العرش.
ولكننا نؤمن بذلك كحقيقة غيبية لا كتخيل فلكي، وهناك فارق بين الاعتقاد الغيبي والتخيل الفلكي، والخلط بين الأمرين هو الذي أنشأ الصدام بين علماء الطبيعة والكنيسة؛ حيث دافعت الكنيسة عن مركزية الأرض لا كتصور اعتقادي؛ ولكن كتفسير فلكي.. في الوقت الذي نفى فيه علماء الطبيعة مركزية الأرض كتفسير فلكي، فكان الصراع الذي أحرق فيه النصارى علماء الطبيعة.
ولكننا نؤمن بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسجود الشمس تحت العرش كحقيقة اعتقادية غيبية.. لا كتفسير فلكي..
الظل والشمس:
وفي قول الله عز وجل ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عليهِ دَلِيلاً﴾ [الفرقان: 45] قالوا: «إن الظل دليل على الشمس... وليست الشمس دليلاً على الظل».
والحقيقة: أن الظل دليل على الشمس من حيث وجوده... فوجود الظل دليل على وجود الشمس.
ولكن الشمس دليل على الظل من حيث حركته... فحركة الظل لا يمكن تحديدها إلا من حركة الشمس... فـ«حركة» الشمس دليل على «حركة» الظل.
فالإنسان ينظر إلى الظل بعينه وهو أمامه ممدود في الأرض، ثم لا يعلم أين يتجه هذا الظل؛ لأنه يسير سيرًا يسيرًا يكاد يكون ساكنًا، ولكنه ليس ساكنًا ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا﴾ ولذلك لا يعرف اتجاه الظل إلا بالنظر إلى الشمس، فمن موضع الشمس بالنسبة للظل تعلم اتجاه الظل ﴿ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عليهِ دَلِيلاً * ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيرًا﴾ [الفرقان: 45، 46].
والآيات تناقش حركة الظل: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عليهِ دَلِيلاً﴾ أي: على اتجاه حركته، وذلك في سياق الآيات التي تناقش ضياع الفرقان في النفس البشرية؛ ﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً﴾ [الفرقان: 43].
والهوي هو المانع من الفرقان بين الحق والباطل.
﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾ [الفرقان: 44].
ليكون الإنسان بهواه وبغير الفرقان كالأنعام، والإنسان في حاجة إلى فرقان الله، ولو تُرك لنفسه لضل، فالنفس والهوى وكل الحواس لا تهتدي إلا إذا أراد الله لها الهدى تمامًا، كما لا يستطيع الإنسان معرفة اتجاه الظل إلا بالنظر إلى موضع الشمس.
ومن هنا جاء مثل الشمس والظل.
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً . ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا﴾.
فلو تُرك الإنسان لنفسه لعجز عن تحقيق الفرقان في حياته وتصوره، ومن هنا كان افتقاره إلى المعايير والدلائل الثابتة التي يهتدي بها.
ومثلما نرجع إلى الشمس لمعرفة اتجاه الظل يكون الرجوع في هدايتنا كلها إلى القرآن؛ ولذلك تأتي الآيات بالشواهد الدالة على هذا الفرقان:
﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا ﴾ [الفرقان: 47].
لنعرف كيف يكون الموت والنشور مثلما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «والله لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون».
﴿وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا﴾ [ الفرقان: 48].
وهو شاهد على نزول الوحي، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ مَا بَعَثَنِى اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتِ الْمَاءَ، فَأَنْبَتَتِ الْكَلأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِير، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ، فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا» [رواه البخاري (79) كتاب العلم ، باب فضل من علم وعلَّم ، ومسلم (2282)].
﴿لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً * وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴾ [الفرقان: 50]، واتفاقًا مع مضمون السياق بالتمثيل الكوني للحقائق المعنوية، قال القرطبي في قول الله: ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ﴾ يعنى القرآن، وقد جرى ذكره في أول السورة قال تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ﴾ [الفرقان : 1] وقوله: ﴿ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ﴾ [الفرقان: 29] وقوله: ﴿ اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30].
وقيل: ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ﴾ هو المطر.
والقول الجامع أنه المطر كمثال كوني للقرآن وأساس الجمع كلمة ﴿صَرَّفْنَاهُ﴾ التي ينطبق ذكرها في القرآن علي الماء والقرآن معًا ﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا﴾ [الإسراء: 41].
روي عن ابن عباس وابن مسعود: وأنه ليس عام بأكثر مطرًا من عام، ولكن الله يصرفه حيث يشاء، ﴿ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا﴾ أي جحودًا له وتكذيبًا به.
﴿وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا * فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾ [ الفرقان:51، 52] لتحقيق الفرقان.
ثم يأتي مَثَل كونيّ ظاهر للفرقان:
﴿وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا ﴾ [الفرقان: 53].
وهو الفرقان بين العذب والفرات بالبرزخ..
ثم خلق الإنسان من الماء (الفرقان في النسب والصهر)..
﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾ [الفرقان: 54].
ثم جاء قول الله ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴾ [الفرقان: 56].
ومن هنا يتبين لنا معنى الفرقان في مثل الشمس والظل الوارد في سياق السورة سورة الفرقان الآيات [47-56].
وبذلك استمرت الآيات التي توافقت فيها الدلائل الكونية والدلائل الشرعية في تحقيق الفرقان للإنسان، فجاءت الآيات الكونية يتخللها ذكر الرسالات.
فجاءت دلائل الليل والنهار.. النوم والنشور.. الرياح والماء.. الزرع والسقيا.. ثم جاء قوله تعالى: ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا﴾ ثم عادت الآيات إلى الدلائل.
منقول
سلطان-
- عدد المساهمات : 155
العمر : 51
نقاط تحت التجربة : 12378
تاريخ التسجيل : 23/11/2007
رد: رد شبهة حول حديث: سجود الشمس تحت العرش
barak allah fik soultan
amira-
- عدد المساهمات : 430
العمر : 35
المكان : توزر
نقاط تحت التجربة : 12294
تاريخ التسجيل : 09/03/2008
مواضيع مماثلة
» شبهة .... مهم جدا معرفتها
» الرد على شبهة تأليف القرآن
» شبهة في القضاء والقدر وردُّها
» هل العرش فوق السماء السابعة ؟
» الرحمن على العرش استوى ، رؤية جديدة
» الرد على شبهة تأليف القرآن
» شبهة في القضاء والقدر وردُّها
» هل العرش فوق السماء السابعة ؟
» الرحمن على العرش استوى ، رؤية جديدة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى