دعوة لإبداء الرأي: لماذا الخلاف والإختلاف؟

يواجهنى سؤال:
لماذا يشتعل الخلاف بين المسلمين على الوجه الذى نعيشه ونعانى منه الان ،؟
لماذا تنتشر اتهامات التكفير والفسق والالحاد بيننا حتى بتنا جميعافى النار؟

باختصار شديد
جهل بالاسلام الحق
+
عدم الاخلاص
+
المصالح الخاصه
+
الضعف والاستسهال والتفريط

لمذا حرموا علينا عيشتنا وجففوا منابع الرحمه فى فتاواهم ؟
لماذا تركوا كبائر الحياه كالفاشيه والدكتاتوريه والانانيه وخراب الذمم وأصول الخلافة
وراحوا يحرمون ماكينه الحلاقه؟

للاسف البعض يستخدمها(الفتاوي الغريبه ) لشغل الانتباه عن امور اخري

لقد نزل الاسلام فى بيئه بدويه فى مجتمع بدوى صحراوى متخلف متناحر موصوم بالرق والعبوديه لغير الله .... ويحتقر المرأه ويواريها التراب فكيف مع كل هذا تقبلوا الاسلام وفهموه وتعاملوا معه بسهوله ويسر بينما فشلنا نحن فى ذلك رغم كل مانملك من ثقافه وحضاره وقدره على بناء جسور التفاهم؟

ممكن نقول مكابره !!

ما الذى حول الرحمة فى ايدينا الى قسوة ؟
ما الذى جعل قشرتنا الخارجية حضارية وتحتها جاهلية وبدوية ؟


لأننا أخذنا ظاهر الاسلام دون التعمق في باطنه
أخذنا الاسلام عبادة لا معامله ومنهج متكامل

ان سهولة التعامل مع الاسلام فى مجتمعه الاول تعنى انه سهل فما الذى صعبه علينا؟
ما الذى عقده وجعله مثل كرة من الصوف تشابكت اطرافها وتداخلت خيوطها

نحن ما نصعب الامور .. الدين يسر في كل شيء
لكننا بالفعل فرطنا ... اين الاخلاص !!

اتصور ان الاجابه الموضوعيه اننا نسينا قواعد الدين وأعمدته الاساسيه وأنشغلنا بطبقه الدهان الاخيره على الجدران تركنا الخرسانه المسلحه ورحنا نتجادل فى لون الطلاء انشغلنا بأوراق الشجر وتركنا الجذور التى تقوم عليها الشجره
وعندما تغيب الاسس والقواعد والاصول تغيب اللغه المشتركه تفلس العلاقات بين البشر

وتتكسر جسور الود والتفاهم.......ان كل تناقضات العالم هى فى اساسها تناقضات لغويه مثلا .......
نحن نسمى عمليات الفلسطينين فى الاراضى المحتله عمليات استشهاديه ....
والعدو على الجانب الاخر يسميها عمليات ارهابيه
نحن ننظر الى علاقه امريكا انها علاقه صداقه وهى تنظر اليها على انها علاقه تبعيه
وعندما نقطف زهره ونشمها ونقدمها الى من نحب نتصور انفسنا رومانسيين بينما تنظر الينا الزهره على اننا قتله اغتصبنا حقها فى الحياة وحكمنا عليها بالاعدام
ولو قلنا كامه قرش لرجل فى بنك لاختلف مفهومها عند صياد السمك فهناك قرش اخر فى البحار ولو قلناها لمدمن حشيش لفهمها من جانبه بصوره مختلفه تماما
ومالم نتفق على معنى القرش الذى نقصده لوجدنا انفسنا فى حاله عشوائيه غاضبه ولو لم نتفق على معانى الكلمات وتركنا لكل منا يحددها كيف يشاء نكون كمن يحدد عرض قضبان القطار على هواه
اننا لا يمكن أن نفهم العالم دون لغه مشتركه بيننا وبينه......ولا يمكن أن نتفاهم نحن المسلمين بعضنا معا دون لغه دينيه واحده بيننا لغه تكون فيها القواعد واضحه والتعاريف ثابتة والرحمة واسعة.

اختلف معك هنا ... نحن في العالم الاسلامي نمتلك وحده لغوية وجغرافية وتاريخية وعلي الرغم من ذلك اضعف ما نكون.

ان عجز المسلمون بعضهم مع بعض سببه جسر اللغه والنقولات من كتب السابقين
وسأظل انادى بأن علم زمان لاهل زمان ناهيك عن الوضع فى كتبهم على مر الازمنة
لا يمكن ان يتفاهم المسلمون بعضهم مع بعض دون لغة دينية واحدة بينهم لغة تكون فيها القواعد واضحة والتعاريف ثابتة والرحمة واسعة.
ان عجز المسلمين عن التفاهم المشترك سببه سقوط جسر اللغه بينهم
لقد انكسرت اللغه بينهم فراح كل فريق منهم يتحدث على هواه ويفتى على هواه

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ساد الكفر والقهر والفقر ....لقد ضاقت اللغة فضاق الاسلام ......فهو اكبر من الثوب الذى نضعه فيه ...لقد انقلبت الآية ....بدلا من أن نرتدى الثوب الذى فصله وحاكه لنا الاسلام....وضعنا الاسلام فى الثوب الذى فصله كل منا كما يشاء.

وهذه هي الطامه الكبري

كل منا يأخذ ما يتماشي مع مصلحته الخاصة لمجرد راحة الضمير ولكنها راحة زائفة بالطبع

ان هناك لغة مشتركة بين الموسيقيين يسهل قياس النغمة عليها
وهناك لغة مشتركة بين الاطباء يسهل قياس العلاج عليها
وهناك لغة مشتركه بين لاعبى الكرة يسهل قياس الجزاءات عليها
لكن ... ليست هناك لغة مشتركة بين علماء المسلمين يسهل قياس الفتاوى عليها فكان أن اصاب الدين ما أصاب كل شىء فى حياتنا العشوائيات تاهوا وتهنا معهم ضاعوا وضيعونا معهم ....واتبع كل منهم هواه ووجدنا انفسنا فى التيه والشتات

لا تنسي اخي الكريم ان اختلاف العلماء رحمة

فليس معنى اختلافهم ضياع الدين فالحلال بين والحرام بين ..

المشكلة ابدا لم تكن في اختلاف العلماء بقدر ماهي في جهلنا نحن بديننا

لقد خلقنا الله شعوبا وقبائل لنتعارف ...ليكون أفضلنا هو أكثرنا تقوى
والتعارف وليس التقاذف ....هو اللغة المشتركه التى لو غابت لحق قول الله تعالى ....اللذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون...إن أسس الدين موجودة فى القرآن على سبيل الاجمال.....ما فرطنا فى الكتاب من شئ.
وموجودة فى السنه على سبيل التفصيل لكن غياب اللغة المشتركة يجعل كل شخص يتبع هواه....ثم يسعى جاهدا كى نسير وراءه باعتباره هو الصواب.

ان غياب القواعد فى الطب جعلت الممرض طبيبا.
وغياب القواعد فى الهندسه جعلت عامل البناء مهندسا وغياب القواعد فى الدين جعلت الجاهل عالما وفقيها.
فكان كل ما نعانى منه من فوضى فى الفتوى وسهوله فى التكفير وتداخل فى خصائص البشر والحق الالاهى.
اننا جميعا بشر نقف متهمين فى قفص الحياة فى انتظار سماع الحكم يوم القيامة.
لكن الجنون قد يصل بنا الى حد ان ***م على بعضنا البعض ونحن فى هذا القفص ....نقول لمتهم مثلنا بريء ستدخل الجنة ونقول لمتهم اخر مثلنا مدان ومصيرك النار.
كيف سولت لنا انفسنا ان ***م على غيرنا ونحن متهمون مثلهم ...وقبل ان تاتى لحظه المحاكمة فى القضية الكبرى التى سيحكم فيها الله...ان شاء عفى عنا وان شاء عذبنا وهو على كل شىء قدير فلا أحد من حقه أن يفعل ذلك حتى ولو كان معه كل شهادات الجامعات والمساجد.
من أخبره ان هذا مصيره النعيم وذاك مصيره الجحيم.
ان الذين يوزعون صكوك الغفران واحكام الادانة بالشرك والكفر والفسق والالحاد يعطون لانفسهم صفة ...((استغفر الله))
جاء اعرابى لرسول الله صلى الله عليه وسلم وطلب عطاء فأعطاه الرسول وكان جالسا بين الصحابة
وساله الرسول أأحسنت اليك؟ فقال الرجل ..لا أحسنت ولا اجملت فأغتاظ الصحابه لكن الرسول أخذ الرجل ودخل به داره وزادة فى عطائه حتى رضي...ثم سأله أأحسنت اليك؟.....فقال الرجل أحسنت واجملت والتفت الرسول الى صحابته قائلا ان مثلى ومثل هذا الرجل كمثل رجل شردت دابته فتبعها الناس فزادوها نفورا فقال الرجل ((صاحب الدابه))خلوا بينى وبين دابتى فأوهمها بالطعام فأتت اليه فأناخها وامتطاها.
فلو كان مطلوبا منا ان نخلى بين الرجل ودابته ونخلى بين العرابى ورسول الله صلى الله عليه وسلم ...الا نخلى بين الله وعباده....ان من يصدر حكما على أحد لا بد ان يملك القدرة على تنفيذه.
لقد خلع هؤلاء ملابس العباد وارتدوا حلة المعبود، خلعوا ملابس المتهمين وارتدوا ملابس القضاة.
لقد سبقت رحمه الله غضبه والرسول يدعوا ان نيسر ولا نعسر أن نبشر ولا ننفر واذا كان الرسول هو المثل الاعلى فلماذا نتخذ من أنفسنا امثالا غيره؟؟
وصفات الاسلام هى صفات الرسول صلى الله عليه وسلم ...العدل..السماحه ..الرحمه ...الكرم......الخ
فالرسول كان قرآنا يمشى ...فلماذا نقسوا على من كان الرسول يرحمه لماذا نحرم ما كان الرسول يحلله؟....لو خلقتموهم لرحمتموهم.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم((تقبل توبه العبد مالم يغرغر)) أى ما لم يكون فى النفس الاخير ..والله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ...لاحظ كلمه لمن يشاء حسب المشيئه
ان الشرك هو الجريمه الكبرى فكيف تجرأ عليها كل من هب ودب ؟
اننا نعرف ماهو المال ؟ فلا يجوز ان نورط انفسنا بالسؤال عن انواعه اهو الدولار ام الليره ام الذهب ام.....الخ
ونحن نعرف الطعام فلماذا نتسائل هل السمك المدخن طعام هل التورته طعام ؟
لو عدنا لاصول الدين ما وجدنا أنفسنا فى حاجه لكل ما يسبب جدلا وشقاقا.
إن كل ماله أصل لا يسبب مشكلة وأصل الدين علاقة بين العبد وربه فلماذا نباعد بينهما بما نقول ونفتى ؟
انها دعوه للمصالحه بالحكمه والموعظه الحسنه بين الانسان وربه ...بين الانسان والانسان ليس فيها مصادرة لرأى أو تحقير لفكر ولا هجوم على أهل تخصص ولا يزال هناك ما أفاض الله به على مشايخنا من علم ويستحق القول والدعوة بالحكمة والموعظه الحسنة.
ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الامر فاذا عزمت فتوكل على الله .صدق الله العظيم.
وصدق الله اذ يقول (((ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم. صدق الله العظيم ......
ولاحول ولا قوه إلا بالله.

بارك الله فيك اخ اسماعيل
من اهم الاسباب التي ادت لهذه الخلافات هي البعد عن الدين الحق والسعي وراء المصالح الخاصة على حساب الدين للاسف الشديد