كـَـلا ّ إذا بَـلـَـغـَـتِ الـتـّـرَاقِــيَ..
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كـَـلا ّ إذا بَـلـَـغـَـتِ الـتـّـرَاقِــيَ..
قــال الله تـعـالـى :
{ كـَـلا ّ إذا بَـلـَـغـَـتِ الـتـّـرَاقِــيَ وَقِـيـلَ مَـنْ رَاق ٍ وَظـَـنّ أنـّـهُ الـْـفِـرَاقُ والـْـتـَـفـّـتِ الـسّـاقُ بـِـالـسّـاق ِ إلـَـى رَبّـِـكَ يَـوْمَـئِـذٍ الـْـمَـسَـاقُ } الـقـيـامـة : 26 ــ 30 .
كـَـلا ّ ... ردع وزجـر لـلـنـاس عـن إيـثـار الـعـاجـلـة دار الـفـنـاء ، والـمـعـنـى ارتـدعـوا عـن مـا يُـؤدّي بــِـكـُـم إلـى الـعـذاب .
إذا بـلـغـت الـتـراقـي ... إذا بـلـغـت الـروح أعـلـى الـصـدر وشـارف الإنـسـان عـلـى الـمـوت .
وقـيـل مـن راق ... يـقـول أهـل الـمـريـض مـن يَـرقـى ويُـطِـب ويـشـفـي هـذا الـمـريـض الـمـحـتـضِـر .
وظـن أنـه الـفـراق ... وأيـقـن هـذا الـمـحـتـضـر أنـه سـيـفـارق الـدنـيـا والأهـل والـمـال ، لـمـعـايـنـتـه مـلائـكـة الـمـوت .
والـتـفـت الـسـاق بـالـسـاق ... الـتـفـت إحـدى سـاقـي الـمـحـتـضـر عـلـى الأخـرى مـن شـدة كـرب الـمـوت وسـكـراتـه ، وقـال ابـن عـبـاس رضي الله عـنـهـمـا ، اجـتـمـعـت عـلـى الـمـحـتـضـر شـدة مـفـارقـة الـدنـيـا مـع شـدة الـمـوت وكـربـتـه .
إلـى ربـك يـومـئـذ الـمـسـاق ... أي إلـى الله يـومـئـذ مـسـاق الـعـبـاد ، إمـا إلـى الـجـنـة وإمـا إلـى الـنـار .
ســاعـة لا تـشـبـهـهـا سـاعـة مـن سـاعـات الـدنـيـا ، يـنـدم فـيـهـا أهـل الـتـّـقـَى كـيـف لـم يـسـتـزيـدوا مـن الـدنـيـا لـلآخـرة ، فـمـا بـالـك بـالـمـفـرّطـيـن الـمـضَـيـّعِـيـن ... يـجـتـمـع فـي هـذه الـسـاعـة شـدة الـمـوت إلـى حـسـرة الـفــَــوْت .
لـمّـا احـتـضـر أبـو بـكـر رضي الله عـنـه قــــال : وجـاءت سـكـرة الـمـوت بـالـحـق ذلـك مـا كـنـت مـنـه تـحـيـد .
قـــال عـمـر بـن الـخـطـاب رضي الله عـنـه عـنـد الـمـوت :
ويـلـي وويـل أمـي إن لـم يـرحـمـنـي ربـي .
لـمـا جُـرح عـلـي بـن أبـي طـالـب رضي الله عنه أخـــذ يـقـول :
شـُـدّ حـيـازيـمـك لـلـمـوت فـإن الـمـوت لاقـيـكَ ... ولا تـجـزع مـن الـمـوت إذا حَــلّ بـواديـك
لـمـا احـتـضـر مـعـاذ بـن جـبـل رضي الله عنه قــــال :
أعـوذ بـالله مـن لـيـلـة صـبـاحـهـا الـنـار ، مـرحـبًـا بـالـمـوت مـرحـبـا زائـر مُـغِـبّ حـبـيـب جـاء عـلـى فـاقـة ، الـلـهـم إنـي كـنـت أخـافـك والـيـوم أرجـوك ، الـلـهـم إنـك تـعـلـم إنـي كـنـت أخـافـك وأنـا الـيـوم أرجـوك ، الـلـهـم إنـك تـعـلـم إنـي لـم أكـن أحـب الـدنـيـا وطـول الـبـقـاء لِـكـَـرْي ( شـق ) الأنـهـار ولا لـغـرس الأشـجـار ، ولـكـن لـظـمـأ الـهـواجـر ( الـصـيـام ) ومـكـابـدة الـسـاعـات ومـزاحـمـة الـعـلـمـاء بـالـرّكـَـب عـنـد حِـلـَـق الذكـْــر .
لـمـا احـتـضـر أبـو الـدرداء رضي الله عـنـه جـعـل يـقـول :
ألا رجـل يـعـمـل لـمـثـل مـصـْـرعِـي هـذا ؟ ألا رجـل يـعـمـل لـمـثـل سـاعـتـي هـذه ؟ ألا رجـل يـعـمـل لـمـثـل يـومـي هـذا ؟ ثـم بـكـى ! .
فـقـالـت زوجـتـه :
تـبـكـي وقـد صـاحـبـت رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم ؟
فـقـال : ومـالـي لا أبـكـي ولا أدري عَـلامَ أهـجـم مـن ذنـوبـي .
ولـمـا احـتـضـر أبـوهـريـرة رضي الله عـنـه بـكـى .
فـقـيـل لـه : ومـا يُـبـكـيـك ؟
قــــال : بُـعـد الـمـفـازة ، وقِـلـّـة الـزّاد ، وعـقـبـة كـئـود ، الـمـهـبـط مـنـهـا إلـى الـجـنـة أو إلـى الـنـار .
قـيـل لـحـذيـفـة بـن الـيـمـان رضي الله عنه فـي مـرض مـوتـه : مـا تـشـتـهـي ؟
قــــال : الـجـنـة .
قـيـل : فـمـا تـشـتـكـي ؟
قــال : الــذنـــوب .
لـمـا احـتـضـر عـمـرو بـن الـعـاص رضي الله عـنـه نـظـر إلـى صـنـاديـق عـنـده فـيـهـا أمـوال .
فـقـال لأولاده : مـن يـأخـذهـا بـمـا فـيـهـا ؟ يـا لـيـتـهـا كـانـت بَـعـْـــرًا ! .
لـمـا شـعـر هـارون الـرشـيـد بـدنـو أجـلـه أمَـرَ بـحـفـر قـبـره ثـم حُـمِـل إلـيـه فـاطــّـلـع فـيـه فـبـكـى حـتـى رحـمـه مـن حـولـه .
فـقـــال :
يـا مـن لا يـزول مُـلـكـه ارحـم مـن قـد زال مُـلـكـه .
كـان الـمـعـتـصـم يـقـول عـنـد مـوتـه :
ذهَــبـَــتِ الـحِــيَـــلُ فـــلا حِــيـــلــــة .
لـمـا احـتـضـر عـامـر بـن عـبـد قـيـس بـكـى ...
وقـــــال : إنـما أبـكـي عـلـى ظـمـأ الـهـواجـر ( الـصـيـام ) وقـيـام الـلـيـل .
بـكـى أبـو الـشـعـثـاء عـنـد مـوتـه .
فـقـيـل لـه : مـا يُـبـكـيـك ؟
فـقــــال : لـم أشْــتــَـفِ مـن قـيـام الـلـيـل .
وبـكـى يـزيـد الـريـاشـي عـنـد مـوتـه .
فـقـيـل لـه : مـا يُـبـكـيـك ؟
فـقـال : أبـكـي عـلـى مـا يـفـوتـنـي مـن قـيـام الـلـيـل ، وصـيـام الـنـهـار .
ثـم أخـذ يـقـول لـنـفـسـه : يـا يـزيـد مـن يُـصَـلـّـي عـنـك ومـن يـصـوم عـنـك ، ومـن يـتـقـرب إلـى الله عـزّ وجَـلّ بـالأعـمـال عـنـك بـعـدك ، ويـْحـكـم يـا إخـوانـي لا تـغـتـرّوا بـشـبـابـكـم ، فـكـأنّ قـد حَـلّ بـكـم مـثـل مـا قـد حَـلّ بــي .
قـــال ابـراهـيـم بـن أدهـم :
مـرض أحـد الـعُـبّـاد فـدخـلـنـا نـعُـوده ، فـجـعـل يـتـنـفـس و يـتـأسّـف .
فـقـلـت لـه : عـلـى مـاذا تـتـأسـف ؟
قـــال : عـلـى لـيـلـة نـمـتـهـا ويـوم أفـطـرتـه وسـاعـة غـفـلـت فـيـهـا عـن ذكـر الله عَـزّ وجَـلّ .
قـــال أبـو مـحـمـد الـعـجـلـي : دخـلـت عـلـى رجـل وهـو فـي الـمـوت .
فـقـال لـي : سَــخِــرَتْ بـي الـدنـيـا حـتـى أذهـبـت أيـامـي .
بـكـى رجـل عـنـد مـوتـه ، فـقـيـل لـه : مـا يُـبـكـيـك ؟
قــــال : أن يـصـوم الـصـائـمـون ولـسـت فـيـهـم ، ويَـذكـر الـذاكـرون ولـسـت فـيـهـم ، ويُـصَـلـّـي الـمُـصَـلـّـون ولـسـت فـيـهـم .
قــــال الـمُــزنـي :
دخـلـت عـلـى الـشـافـعـي فـي مـرضـه الـذي مـات فـيـه .
فـقـلـت لـه : أبـا عـبـد الله كـيـف أصـبـحـت ؟
فـقـال : أصـبـحـت مـن الـدنـيـا راحـلا ولإخـوانـي مـفـارقـًـا وبـكـأس الـمَـنِـيّـة شـاربـا ، وعـلـى الله تـعـالـى واردًا ، ولا أدري نـفـسـي تـصـيـر إلـى الـجـنـة فـأهـنـئـهـا ، أم إلـى الـنـار فـأعـزّيـهـا ... ثـم بـكـى وقــال :
ولـمـا قـسـا قـلـبـي وضـاقـــت مـذاهـبـي ..... جـعـلـت رجـائـي نـحـو عـفـوك سُــلـّـمَـا
تـعــاظــَـمـنـي ذنـْـبـي فـلـمـــا قـرَنــْــتـــه ..... بـعـفـوك ربـّـي كـان عـفــوك أعـظــَـمـا
ومـا زلـتَ ذا عـفـو عـن الـذنـب سَـيّـدي ..... تـجُـــود وتـعـفـــو مِــنــّــة ٌ وتــَـكـَـــرّمـا
ولـولاك لـم يَــغـْـوي إبـلـيـــس بـعــابـــدٍ ..... فـكـيـف وقـــد أغـْـوى صَــفِـــيّــك آدمَـــا
{ كـَـلا ّ إذا بَـلـَـغـَـتِ الـتـّـرَاقِــيَ وَقِـيـلَ مَـنْ رَاق ٍ وَظـَـنّ أنـّـهُ الـْـفِـرَاقُ والـْـتـَـفـّـتِ الـسّـاقُ بـِـالـسّـاق ِ إلـَـى رَبّـِـكَ يَـوْمَـئِـذٍ الـْـمَـسَـاقُ } الـقـيـامـة : 26 ــ 30 .
كـَـلا ّ ... ردع وزجـر لـلـنـاس عـن إيـثـار الـعـاجـلـة دار الـفـنـاء ، والـمـعـنـى ارتـدعـوا عـن مـا يُـؤدّي بــِـكـُـم إلـى الـعـذاب .
إذا بـلـغـت الـتـراقـي ... إذا بـلـغـت الـروح أعـلـى الـصـدر وشـارف الإنـسـان عـلـى الـمـوت .
وقـيـل مـن راق ... يـقـول أهـل الـمـريـض مـن يَـرقـى ويُـطِـب ويـشـفـي هـذا الـمـريـض الـمـحـتـضِـر .
وظـن أنـه الـفـراق ... وأيـقـن هـذا الـمـحـتـضـر أنـه سـيـفـارق الـدنـيـا والأهـل والـمـال ، لـمـعـايـنـتـه مـلائـكـة الـمـوت .
والـتـفـت الـسـاق بـالـسـاق ... الـتـفـت إحـدى سـاقـي الـمـحـتـضـر عـلـى الأخـرى مـن شـدة كـرب الـمـوت وسـكـراتـه ، وقـال ابـن عـبـاس رضي الله عـنـهـمـا ، اجـتـمـعـت عـلـى الـمـحـتـضـر شـدة مـفـارقـة الـدنـيـا مـع شـدة الـمـوت وكـربـتـه .
إلـى ربـك يـومـئـذ الـمـسـاق ... أي إلـى الله يـومـئـذ مـسـاق الـعـبـاد ، إمـا إلـى الـجـنـة وإمـا إلـى الـنـار .
ســاعـة لا تـشـبـهـهـا سـاعـة مـن سـاعـات الـدنـيـا ، يـنـدم فـيـهـا أهـل الـتـّـقـَى كـيـف لـم يـسـتـزيـدوا مـن الـدنـيـا لـلآخـرة ، فـمـا بـالـك بـالـمـفـرّطـيـن الـمـضَـيـّعِـيـن ... يـجـتـمـع فـي هـذه الـسـاعـة شـدة الـمـوت إلـى حـسـرة الـفــَــوْت .
لـمّـا احـتـضـر أبـو بـكـر رضي الله عـنـه قــــال : وجـاءت سـكـرة الـمـوت بـالـحـق ذلـك مـا كـنـت مـنـه تـحـيـد .
قـــال عـمـر بـن الـخـطـاب رضي الله عـنـه عـنـد الـمـوت :
ويـلـي وويـل أمـي إن لـم يـرحـمـنـي ربـي .
لـمـا جُـرح عـلـي بـن أبـي طـالـب رضي الله عنه أخـــذ يـقـول :
شـُـدّ حـيـازيـمـك لـلـمـوت فـإن الـمـوت لاقـيـكَ ... ولا تـجـزع مـن الـمـوت إذا حَــلّ بـواديـك
لـمـا احـتـضـر مـعـاذ بـن جـبـل رضي الله عنه قــــال :
أعـوذ بـالله مـن لـيـلـة صـبـاحـهـا الـنـار ، مـرحـبًـا بـالـمـوت مـرحـبـا زائـر مُـغِـبّ حـبـيـب جـاء عـلـى فـاقـة ، الـلـهـم إنـي كـنـت أخـافـك والـيـوم أرجـوك ، الـلـهـم إنـك تـعـلـم إنـي كـنـت أخـافـك وأنـا الـيـوم أرجـوك ، الـلـهـم إنـك تـعـلـم إنـي لـم أكـن أحـب الـدنـيـا وطـول الـبـقـاء لِـكـَـرْي ( شـق ) الأنـهـار ولا لـغـرس الأشـجـار ، ولـكـن لـظـمـأ الـهـواجـر ( الـصـيـام ) ومـكـابـدة الـسـاعـات ومـزاحـمـة الـعـلـمـاء بـالـرّكـَـب عـنـد حِـلـَـق الذكـْــر .
لـمـا احـتـضـر أبـو الـدرداء رضي الله عـنـه جـعـل يـقـول :
ألا رجـل يـعـمـل لـمـثـل مـصـْـرعِـي هـذا ؟ ألا رجـل يـعـمـل لـمـثـل سـاعـتـي هـذه ؟ ألا رجـل يـعـمـل لـمـثـل يـومـي هـذا ؟ ثـم بـكـى ! .
فـقـالـت زوجـتـه :
تـبـكـي وقـد صـاحـبـت رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم ؟
فـقـال : ومـالـي لا أبـكـي ولا أدري عَـلامَ أهـجـم مـن ذنـوبـي .
ولـمـا احـتـضـر أبـوهـريـرة رضي الله عـنـه بـكـى .
فـقـيـل لـه : ومـا يُـبـكـيـك ؟
قــــال : بُـعـد الـمـفـازة ، وقِـلـّـة الـزّاد ، وعـقـبـة كـئـود ، الـمـهـبـط مـنـهـا إلـى الـجـنـة أو إلـى الـنـار .
قـيـل لـحـذيـفـة بـن الـيـمـان رضي الله عنه فـي مـرض مـوتـه : مـا تـشـتـهـي ؟
قــــال : الـجـنـة .
قـيـل : فـمـا تـشـتـكـي ؟
قــال : الــذنـــوب .
لـمـا احـتـضـر عـمـرو بـن الـعـاص رضي الله عـنـه نـظـر إلـى صـنـاديـق عـنـده فـيـهـا أمـوال .
فـقـال لأولاده : مـن يـأخـذهـا بـمـا فـيـهـا ؟ يـا لـيـتـهـا كـانـت بَـعـْـــرًا ! .
لـمـا شـعـر هـارون الـرشـيـد بـدنـو أجـلـه أمَـرَ بـحـفـر قـبـره ثـم حُـمِـل إلـيـه فـاطــّـلـع فـيـه فـبـكـى حـتـى رحـمـه مـن حـولـه .
فـقـــال :
يـا مـن لا يـزول مُـلـكـه ارحـم مـن قـد زال مُـلـكـه .
كـان الـمـعـتـصـم يـقـول عـنـد مـوتـه :
ذهَــبـَــتِ الـحِــيَـــلُ فـــلا حِــيـــلــــة .
لـمـا احـتـضـر عـامـر بـن عـبـد قـيـس بـكـى ...
وقـــــال : إنـما أبـكـي عـلـى ظـمـأ الـهـواجـر ( الـصـيـام ) وقـيـام الـلـيـل .
بـكـى أبـو الـشـعـثـاء عـنـد مـوتـه .
فـقـيـل لـه : مـا يُـبـكـيـك ؟
فـقــــال : لـم أشْــتــَـفِ مـن قـيـام الـلـيـل .
وبـكـى يـزيـد الـريـاشـي عـنـد مـوتـه .
فـقـيـل لـه : مـا يُـبـكـيـك ؟
فـقـال : أبـكـي عـلـى مـا يـفـوتـنـي مـن قـيـام الـلـيـل ، وصـيـام الـنـهـار .
ثـم أخـذ يـقـول لـنـفـسـه : يـا يـزيـد مـن يُـصَـلـّـي عـنـك ومـن يـصـوم عـنـك ، ومـن يـتـقـرب إلـى الله عـزّ وجَـلّ بـالأعـمـال عـنـك بـعـدك ، ويـْحـكـم يـا إخـوانـي لا تـغـتـرّوا بـشـبـابـكـم ، فـكـأنّ قـد حَـلّ بـكـم مـثـل مـا قـد حَـلّ بــي .
قـــال ابـراهـيـم بـن أدهـم :
مـرض أحـد الـعُـبّـاد فـدخـلـنـا نـعُـوده ، فـجـعـل يـتـنـفـس و يـتـأسّـف .
فـقـلـت لـه : عـلـى مـاذا تـتـأسـف ؟
قـــال : عـلـى لـيـلـة نـمـتـهـا ويـوم أفـطـرتـه وسـاعـة غـفـلـت فـيـهـا عـن ذكـر الله عَـزّ وجَـلّ .
قـــال أبـو مـحـمـد الـعـجـلـي : دخـلـت عـلـى رجـل وهـو فـي الـمـوت .
فـقـال لـي : سَــخِــرَتْ بـي الـدنـيـا حـتـى أذهـبـت أيـامـي .
بـكـى رجـل عـنـد مـوتـه ، فـقـيـل لـه : مـا يُـبـكـيـك ؟
قــــال : أن يـصـوم الـصـائـمـون ولـسـت فـيـهـم ، ويَـذكـر الـذاكـرون ولـسـت فـيـهـم ، ويُـصَـلـّـي الـمُـصَـلـّـون ولـسـت فـيـهـم .
قــــال الـمُــزنـي :
دخـلـت عـلـى الـشـافـعـي فـي مـرضـه الـذي مـات فـيـه .
فـقـلـت لـه : أبـا عـبـد الله كـيـف أصـبـحـت ؟
فـقـال : أصـبـحـت مـن الـدنـيـا راحـلا ولإخـوانـي مـفـارقـًـا وبـكـأس الـمَـنِـيّـة شـاربـا ، وعـلـى الله تـعـالـى واردًا ، ولا أدري نـفـسـي تـصـيـر إلـى الـجـنـة فـأهـنـئـهـا ، أم إلـى الـنـار فـأعـزّيـهـا ... ثـم بـكـى وقــال :
ولـمـا قـسـا قـلـبـي وضـاقـــت مـذاهـبـي ..... جـعـلـت رجـائـي نـحـو عـفـوك سُــلـّـمَـا
تـعــاظــَـمـنـي ذنـْـبـي فـلـمـــا قـرَنــْــتـــه ..... بـعـفـوك ربـّـي كـان عـفــوك أعـظــَـمـا
ومـا زلـتَ ذا عـفـو عـن الـذنـب سَـيّـدي ..... تـجُـــود وتـعـفـــو مِــنــّــة ٌ وتــَـكـَـــرّمـا
ولـولاك لـم يَــغـْـوي إبـلـيـــس بـعــابـــدٍ ..... فـكـيـف وقـــد أغـْـوى صَــفِـــيّــك آدمَـــا
nesma-
- عدد المساهمات : 118
العمر : 38
المكان : artho allahi alwasi3a
نقاط تحت التجربة : 12157
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى