هل يسامح الفرنسيون "دومينيك"؟!

"فرنسي من اثنين يفضلان رحيل رايمون دومينيك" هكذا كانت نتيجة الاستفتاء الذي قامت به صحيفة "ليكيب" الفرنيسة قبل تأكيد الاتحاد الفرنسي لكرة القدم بالإبقاء على "رايمون" على رأس الإدارة الفنية للديوك، الخبر الذي نزل كقطعة ثلج على الفرنسيين وأضاع أملهم في تغيير المدير الفني لمنتخب بلادهم الذي أقصي مبكرًا من كأس الأمم الأوروبية الأخيرة في واحدة من أسوأ مشاركاته في تاريخ اليورو.

وبدأت أصابع الانتقاد توجه لـ"دومينيك" منذ التصفيات المؤهلة للعرس الأوروبي، والصعوبات التي واجهها الفريق الأزرق في حجز بطاقة التأهل على حساب المنتخب الاسكتلندي الذي قدم عروضًا طيبة خلال التصفيات وكان قاب قوسين أو أدنى من المشاركة في الدورة 12 من اليورو لولا سوء الطالع.

وزاد من غضب عشاق الديوك تجاه "دومينيك" تجاهله لكلٍّ من: فيليب ميكسيس مدافع نادي روما الإيطالي الذي قدم أداء جيدًا طيلة الموسم المنصرم واختتم موسمه رفقة فريقه باحتلاله المركز الثاني في الكالشيو والتتويج بالكأس المحلية، وكذا قناص نادي اليوفنتوس ديفيد تريزيغية وصيف هداف الكالشيو للموسم الماضي.

ولقد أثار تقدم "دومينيك" بطلب الزواج من صديقته "إستيل دونيس" مباشرةً بعد الخروج المخجل من يورو 2008 استفزاز الجماهير الفرنسية التي اعتبرت تصرفه هذا تعبيرًا عن عدم اكتراثه بمشاعرهم وخيبة أملهم بإقصاء منتخب بلادهم، خصوصًا وأنه في نظرهم المسئول الأول عن هذا الإقصاء المخزي؛ ليعود بعد ذلك "دومينيك" في محاولةٍ لإطفاء نيران غضب عشاق أصدقاء ريبيري، ويعبِّر عن ندمه عن هذا القرار معترفًا بأنه لم يختر التوقيت المناسب لذلك.

قرار تأكيد استمرار "دومينيك" على رأس الطاقم الفني للمنتخب الفرنسي جاء مخالفًا لكل التوقعات، خصوصًا بعد الشائعات التي راجت داخل الأوساط الرياضية بفرنسا حول قرب التوقيع مع "ديدييه ديشان" ليخلف "رايمون" في منصبه، يضاف إلى ذلك تصريحات بعض نجوم الفريق الفرنسي المتوج بكأس العالم 1998، كالأسطورة "زين الدين زيدان" الذي لمَّح في إحدى تصريحاته عن دعمه لزميله السابق "ديشان" لتدريب المنتخب الأزرق، هذا بالإضافة إلى الهجوم الذي شنَّه "بيكسانت ليزارازو" والذي لم يتردد في التعبير عن عدم رضاه عن استمرار "دومينيك" كمدرب وتأييده لفكرة استقطاب مدرب بديل.

يأتي كل هذا على بعد أيام قليلة من المباراة التذكارية التي سيقابل فيها المنتخب الفرنسي الفائز بكأس العالم 1998 منتخب نجوم العالم على أرضية ملعب ستاد فرنسا الدولي يوم السبت المقبل بمناسبة الذكرى العاشرة لفوزه بكأس العالم.

ومن المؤكد أن تشعل هذه المباراة لهيب الفرنسيين؛ لأنها حتما ستعود بهم إلى ذاكرة الجيل الذهبي الذي نجح في حمل كاس العالم قبل 10 أعوام، كما أنها ستحمل معها مجموعةً من علامات الاستفهام حول صورة المنتخب الفرنسي بعد عشرة أعوام من التتويج العالمي، ومقارنته بمنتخب "دومينيك"، ليبقى السؤال المعلق هو "ماذا قدم دومينيك لفرنسا؟ وهل سيستطيع الفرنسيون، الذين أضحت هوايتهم التنكيت على "كتاكيت" "دومينك"، ابتلاع مرارة الإقصاء المخزي من يورو سويسرا والنمسا وألا يتركوا منها إلا الذكرى تُروى كالأحاديث.