بكين 2008: نجاح صيني مبهر.. وفشل عربي مؤلم
صفحة 1 من اصل 1
بكين 2008: نجاح صيني مبهر.. وفشل عربي مؤلم
أنهت الصين السيطرة الأمريكية على الأولمبياد، وتوجت بطلة لدورة الألعاب الأوليمبية الـ29 والتي أقيمت في بكين، لتصبح أول دولة أسيوية تحرز اللقب بـ51 ميدالية ذهبية، وهو الرقم الأكبر منذ فوز الاتحاد السوفيتي بدورة سيول.
الصين حصدت مجهود 7 أعوام منذ أن تم اختيارها في 13 يوليو/تموز عام 2001، وأحرزت 51 ذهبية بفارق 15 ذهبية عن أمريكا.
مسؤولو الصين صرفوا أموالا طائلة من أجل إعداد البعثة التي شاركت في الأولمبياد، وأرسلت لاعبيها إلى أقوى الدول في كل لعبة، فنجحت في وضع اسمها أعلى اللائحة منذ اليوم الأول.
وحصدت الصين 8 ميداليات ذهبية في رفع الأثقال من أصل 15 ميدالية، و7 ميداليات ذهبية في الغطس من أصل 8 ميداليات، و9 ميداليات ذهبية في الجمباز من أصل 14 ميدالية.
وفازت الصين بجميع ميداليات تنس الطاولة البالغ عددها 4 ميداليات، بالإضافة إلى ميداليتين في الملاكمة لتتصدر اللعبة للمرة الأولى في تاريخها.
الصين استطاعت بناء جيل قوي، وخاصة في السنوات الأربع الأخيرة، فنجح 29 لاعبا جديدا لم يشاركوا في أولمبياد أثينا في الفوز لـ29 ميدالية ذهبية لتنهي السيطرة الأمريكية.
وأثبتت الدولة الأسيوية أنها تستطيع منافسة أمريكا، ففي الوقت الذي كانت تبني فيه الصين بعثة قوية للمنافسة تفرغت الدول الأوروبية وأمريكا في انتقاد الصين بسبب التبت، ووضعت الصحف الأمريكية مبررات مسبقة للهزيمة مثل التلوث وارتفاع درجة الحرارة.
ولكن الحقيقة أن الصين اجتهدت فحصدت نتاج عمل استمر 7 أعوام، وفي الناحية الأخرى كانت الأولمبياد بمثابة الكارثة لأمريكا.
الأمريكيون دخلوا البطولة معتمدين على قوتهم في ألعاب القوى وقدرة فيلبس على إحراز 8 ميداليات، فنجح الأخير فيما فشل جميع لاعبي ألعاب القوى.
أمريكا حصدت 7 ميداليات ذهبية في ألعاب القوى من أصل 47 ميدالية، وهو ما يؤكد الفشل الكبير، فلأول مرة تخسر سباقات المسافات القصيرة مثل 100 و200 و4X100 تتابع رجال وسيدات، وذهبت الميداليات تباعا لجاميكا، ليبدأ الجميع في إلقاء تهمة تناول المنشطات الأخيرة، واكتفت بذهبية 100 متر حواجز وسباقات 400 متر.
وعلى العكس نجحت البعثة الأمريكية في الألعاب الجماعية في حفظ ماء الوجه، ففازت بذهبية الطائرة رجال، والسلة رجال وسيدات، وكرة القدم سيدات، والطائرة الشاطئية رجال وسيدات.
الملولي أحرز الذهبية الأولى للعرب
أما العرب فشتان ما بين الليلة والبارحة.. وما أسوأ الإخفاقات التي نالت البعثات العربية، فعلى مدار 16 يوما اقتصر الحصاد على 8 ميداليات، ذهبيتان، وثلاث فضيات، وثلاث برونزيات، لتؤكد التراجع العربي على المستوى الأولمبي.
بعد الفوز بعدد من الميداليات في دورة الألعاب الأولمبية الماضية التي أقيمت في العاصمة اليونانية أثينا عام 2004 توقع كثيرون أن تأتي المشاركة في أولمبياد بكين بأفضل من ذلك، وخاصة مع ارتفاع المعنويات في أكثر من دولة عربية بفضل الأداء الطيب في أثينا، بل ولجوء دول عربية إلى التجنيس من جل المنافسة بشكل قوي على المستوى الأولمبي.
وجاء الحصاد العربي مخالفا للتوقعات ومخيبا للآمال، فقد كان حصادا هزيلا مثلما كان على مدار تاريخ المشاركات العربية في الدورات الأولمبية.
وقبل بداية أولمبياد بكين اقتصر الحصاد العربي في الدورات الأولمبية على 75 ميدالية؛ 20 ذهبية، و18 فضية، و37 برونزية.
ولم يختلف الرصيد كثيرا مع نهاية أولمبياد بكين، بل إن صورة المشاركة العربية لم تختلف كثيرا عما كانت عليه قبل بداية الدورة، فما زال الانطباع لدى الجميع هو أن المشاركة العربية في الدورات الأولمبية تكون من أجل التواجد أكثر منها للمنافسة.
وكانت الميداليتان الذهبيتان ذات طابع خاص، فالأولى كانت من نصيب السباح التونسي أسامة الملولي في سباق 1500 متر لتكون الميدالية العربية الأولى في منافسات السباحة بالدورات الأولمبية.
أما الثانية فكانت من نصيب العداء البحريني رشيد رمزي في سباق 1500 متر أيضا ولكن في العدو، لتكون الأولى للبحرين في تاريخ مشاركاتها الأولمبية، كما أنها حفظت ماء وجه سياسة التجنيس التي اتبعتها البحرين وقطر خلال السنوات الأخيرة، حيث كانت الثمرة الوحيدة رغم الجهود الكبيرة والتكاليف الباهظة التي أنفقتها الدولتان في هذا المجال.
وكانت الميداليات الفضية من نصيب العداء المغربي جواد غريب في سباق الماراثون، والعداء السوداني إسماعيل أحمد إسماعيل في سباق 800 متر، والجزائري عمار بن يخلف في منافسات الجودو لوزن 90 كجم، وهو نفس الوزن الذي فاز فيه المصري هشام مصباح بالميدالية البرونزية.
بينما كانت الميداليتان البرونزيتان الأخريان من نصيب العداءة المغربية حسناء بنحسي في سباق 800 متر، والجزائرية ثريا حداد في منافسات الجودو لوزن 52 كجم.
وبخلاف الميداليات الثماني كان الأداء العام للبعثات العربية بعيدا عن المتوقع، بل إنه جاء هزيلا مثل الحصاد الفعلي تماما، مع وجود استثناءات قليلة للغاية مثل أداء العداءة البحرينية رقية الغسرة، بالإضافة إلى بطلة الخماسي الحديث المصرية آية مدني.
ولعل ما يلفت النظر أيضا أن الرياضات التي شهدت تفوقا سابقا للمشاركين العرب شهدت تراجعا شديدا في بكين، فلم تجد ألعاب القوة المغربية والجزائرية سبيلا إلى منصة التتويج باستثناء فضية غريب وبرونزية بنحسي، كما تراجعت دول الخليج العربي في رياضتي الفروسية والرماية، حتى إن الذهبية الوحيدة التي أحرزتها البحرين جاءت في العدو.
أما البعثة المصرية فشهدت سقوطا جماعيا لرياضتي الملاكمة والمصارعة بعد أن أحرزت في اللعبتين 4 ميداليات في الدورة الماضية بأثينا، ولم يكن الحال أفضل كثيرا بالنسبة لرفع الأثقال وباقي الألعاب، بينما شق العرب طريقهم بنجاح في رياضة الجودو بهذه الدورة، حيث حصدوا فيها ميدالية فضية وبرونزيتين بعد أن اقتصر رصيدهم السابق في الجودو الأولمبي على فضية المصري محمد رشوان خلال أولمبياد لوس أنجلوس 1984.
وكانت البادرة الجيدة في هذه الدورة هي دخول البحرين والسودان في سجل الميداليات الأولمبية، كما كان الأمر المبشر دخول السودان في السباق بمنافسات ألعاب القوى.
ولكن ذلك لم يخف الإخفاق الشديد للبعثات العربية في الأولمبياد ومؤشر التراجع الخطير والذي يوحي باختفاء القدرة على المنافسة حتى تصبح في أدنى درجاتها مع ارتفاع مستوى المنافسة من مشاركين آخرين.
ويكفي أن دولة مثل جاميكا أحرزت من الميداليات الذهبية أكثر من الرصيد العربي بأكمله في بكين.
واعترف معتصم غوتوق -رئيس البعثة السورية المشاركة في أولمبياد بكين- أن ضعف المشاركة العربية في الدورة الأولمبية الحالية يأتي لعدة أسباب منها: ضعف الإمكانيات، والدعم في دول عديدة، وعدم توافر المواهب في دول أخرى، بالإضافة إلى الاختلاف في التفكير والتخطيط عما هو في الدول المتطورة رياضيا.
وأكد محمد شاهين رئيس البعثة المصرية أن المشاركة العربية في الدورة لا تختلف كثيرا عن نظيرتها المصرية، فالنتائج وعدد الميداليات لا يتناسب على الإطلاق مع حجم المشاركة.
ورغم ذلك أكد شاهين أنه لا يجب الحكم على المشاركة العربية بأنها سلبية بشكل عام، فقد شهدت الدورة "مفاجآت عديدة ومع الارتفاع الواضح في المستويات العالمية أصبحت المفاجآت واردة".
واستشهد شاهين بأن فوز الصين بلقب الدورة قد يكون منطقيا بشكل كبير في ظل مستواها الرائع خلال أولمبياد أثينا 2004، حيث استفادت من عامل الأرض وتشجيع الجماهير في بكين، وترجمت التطور الكبير في مستواها إلى نتيجة واقعية وهي الفوز بلقب الدورة لتكسر احتكار الولايات المتحدة له.
وفي المقابل قال العداء المغربي السابق هشام القروج الفائز بذهبيتي سباقي العدو 1500 متر وخمسة آلاف متر في أولمبياد أثينا 2004: إنه من الضروري على العرب أن يتعلموا الدرس من هذا الأولمبياد لأنهم لم يتواجدوا في بكين على الإطلاق.
وأضاف أنه من الضروري أيضا على المسؤولين الرياضيين والساسة وصناع القرار في الدول العربية إعطاء قيمة للرياضة وقيمة للشباب، وعليهم خلق برامج رياضية ومنشآت على مستوى عال ومراكز تدريب مدرسية وأخرى عالمية "فمستقبل العالم هو الرياضة، وعلى العرب أن يستعدوا لهذا التحدي".
ريان-
- عدد المساهمات : 1804
العمر : 33
المكان : المظيلة
المهنه : المعهد العالي للرياضة و التربية البدنية بقفصة
الهوايه : الابحار على النت
نقاط تحت التجربة : 12409
تاريخ التسجيل : 27/02/2008
مواضيع مماثلة
» شمس الأولمبياد تشرق في سماء بكين
» الباحث العربي ..قاموس عربي/عربي :::
» وطن عربي ام عالم عربي
» مؤلم و لكن ....
» مؤلم جدا..
» الباحث العربي ..قاموس عربي/عربي :::
» وطن عربي ام عالم عربي
» مؤلم و لكن ....
» مؤلم جدا..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى