إلى المسلم الغيور على دينه... لماذا أصبحنا بهذا الهوان؟
صفحة 1 من اصل 1
إلى المسلم الغيور على دينه... لماذا أصبحنا بهذا الهوان؟
إلى المسلم الغيور على دينه... لماذا أصبحنا بهذا الهوان؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
أيها المسلم الحبيب:
أما فكرت لماذا أصبحنا بهذا الهوان؟
ولماذا سُلَّط الكفار على المسلمين؟
ولماذا كل ذلك الذل والهوان والصغار الذي أصبح عليه المسلمون؟
ولماذا ترى ذلك التنكيل بالمسلمين أينما حلوا أو وُجِدوا؟
لماذا تقتيل الرجال وتشريد الصغار، وهتك أعراض الأمهات والأخوات والبنات؟
لماذا كل ذلك، وما الجريمة التي ارتكبوها ليستحقوا هذا التنكيل؟
ولماذا كل هذا الحقد على المسلمين؟
هموم ثقيلة يشعر بها كل مسلم مع كل لحظة تمر بنا في هذه الحياة، ولكن ما ينبغي -أيها المسلم الحبيب- أن ندس رؤوسنا في الرمال، دون أن نقف على الأسباب التي جعلتنا في أراذل الأمم.
ولتعلم أيها الحبيب:
أن تشخيص ذلك الواقع لا نحتاج فيه أن يـُدلي كل منا بدلوه في ذلك، ولكن حد الوصف وتشخيص الداء من خالق السموات والأرض.
فما ينبغي علينا عند حدوث أمثال لهذه الأمور إلا الرجوع إلى كتاب ربنا، والى هدي نبينا -صلى الله عليه وسلم-؛ ولننظر أين الخلل؟ ومن أين يبدأ الإصلاح؟
ولكن قبل النظر في تشخيص الداء نقول لك أيها المسلم الحبيب:
هل تألمت لقتل إخوانك في بلاد المسلمين؟
فإن كنت لا تشعر بهذه الآلام، ولم تتألم وتتوجع لآلام إخوانك المسلمين، قلنا لك: فلتطوِ هذه الصفحات؛ فإنها لم تكتب إلا للمسلم الغيور على دينه، الغيور على أعراض المسلمين.
لم تكتب إلا للمسلم الذي يتحرَّق في داخله لما يحدث لإخوانه في كل أنحاء العالم.
لم تكتب إلا للمسلم الذي كمن الإسلام في داخله، ذلك لأن الله –تعالى- نادى على كل المسلمين: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ ِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)(آل عمران: 103).
وكما قال -سبحانه-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)(الحجرات: 10).
وحسبك أيها المسلم الحبيب ما قاله لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن علاقة المسلم بإخوانه، ومدى قوة هذه الرابطة التي أساسها هذا الدين:
(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى) متفق عليه.
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) متفق عليه.
فلذا نقول لك: تألم وتوجع لتوجُّع وتألَّم أي مسلم في أي بقعة من الأرض.
ولكن هناك سؤال مطروح فنقول لك:
من المتسبب في قتل المسلمين؟
وقبل أن تبادر بالإجابة نقول لك:
رويداً رويداً أيها المسلم الحبيب؛ فنحن لم نطرح عليك هذا السؤال لكي تبادر وتسمعنا الإجابة، ولكن نقول أخِّر هذه الإجابة، ولننظر أولاً إلى تشخيص الداء.
اسمع أيها الحبيب إلى قول الحق -سبحانه وتعالى-: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)(الروم:41).
بل انظر إلى رد ربك -سبحانه- على القوم عندما هزموا في أحد، ثم سألوا كيف ننهزم؟ وما الأسباب؟ فأتت الإجابة والتشخيص من قِبَل الله -تعالى- تصحح المفهوم وتصحح المسار.
(أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(آل عمران: 165).
ولتعلم:
أنه ما قُتِل من قُتِل في أُحد إلا بسبب معصية الرماة، فالرماة عصوا أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- فاستحرَّ القتل في المسلمين، بل قُتِل في ذلك اليوم من لم يخالف أمر النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهم الذين وقع فيهم القتال مصداقاً لقول الله -تعالى-: (وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(الأنفال: 25).
واسمعوا كذلك إلى قول نبيكم الكريم -صلى الله عليه وسلم-: (يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكن غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن قال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت)(رواه أبو داود وصححه الألباني).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم)(رواه أبو داود وصححه الألباني).
بل اسمع أيها الحبيب إلى نداء النبي -صلى الله عليه وسلم- للمهاجرين: (يا معشر المهاجرين خمس خصال إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله تعالى ويتخيروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم)(رواه ابن ماجه وصححه الألباني).
فعلى ذلك نقول:
من المتسبب في قتل المسلمين؟
فما قُتِل من قُتِل من المسلمين في أي بقاع الأرض إلا:
بسببك أنت أيها المدخن.
وسببك أنت أيتها المتبرجة.
وسببك أنت يا تارك الصلاة.
وسببك أنت يا مانع الزكاة.
وبسببك أنت يا من يرتكب ما حرم الله.
وبسببك أنت أيها المقصر في طاعة الله.
أما علمت أيها المسلم الحبيب:
لماذا ضرب الله على بني إسرائيل الذلة والصغار والهوان، ولماذا باءوا بغضب على غضب؟
قال الله -تعالى- مظهراً لنا السبب: (ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ)(البقرة: 61).
ونحن لم نختلف عنهم، بل كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم قيل يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن) متفق عليه.
فإن قلت أيها الحبيبُ: فما السبيل؟
نقول لك:
ارفع يدك عن قتل إخوانك.
ارفع يدك عن قتل أطفال ونساء المسلمين.
ارفع يدك عن قتل الشيوخ الركَّع من المسلمين.
فما السبيل؟
تغيير ما نحن عليه؛ ألم تقنع بقول الله تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)(الرعد: 11).
فهل تبدلت؟
ها تغيرت عاداتك؟
هل غيرت من أحوالك؟
هل أصبحت تقيم الليل بعد هجرانه؟
هل أصبحت تصوم النوافل بعد الزهد فيها؟
هل تحافظ على تكبيرة الإحرام؟
هل تحافظ على قراءة القرآن وتدبره والعمل بأحكامه بعد هجرانه؟
هل أنت قمت بواجبات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
هل تحافظ على الأذكار خاصة الموظفة، وأذكار الصباح والمساء؟
هل تحاول جاهداً أن تتمثل بهدى النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل حياتك؟
وهل هجرت كل معصية نهى الله عنها؟
هل قمت بالقوامة في بيتك؟
هل .... هل .... هل .... ؟
فما السبيل؟
يجب على كل مسلم أن يفهم:
ما رسالتنا في هذه الحياة؟ وكيف نؤديها؟
وما المقومات والوسائل التي نستعين بها في أداء هذه المهمة؟
وما العوائق التي تمنع من تحقيق الهدف والمهمة، لكي نقوم بإزالتها؟
فأنت كمسلم مسئول عن دين الله -تعالى-، والله سائلك عن ذلك.
فاحذر.. أن يُؤْتَى الدين من قبلك!!
فأفيقوا أيها المسلمون، واعلموا أن وعد الله لا يتخلف، ولكن حققوا ما اشترطه الله عليكم ينجزكم وعده.
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ . وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)(النور: 55- 56).
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
أيها المسلم الحبيب:
أما فكرت لماذا أصبحنا بهذا الهوان؟
ولماذا سُلَّط الكفار على المسلمين؟
ولماذا كل ذلك الذل والهوان والصغار الذي أصبح عليه المسلمون؟
ولماذا ترى ذلك التنكيل بالمسلمين أينما حلوا أو وُجِدوا؟
لماذا تقتيل الرجال وتشريد الصغار، وهتك أعراض الأمهات والأخوات والبنات؟
لماذا كل ذلك، وما الجريمة التي ارتكبوها ليستحقوا هذا التنكيل؟
ولماذا كل هذا الحقد على المسلمين؟
هموم ثقيلة يشعر بها كل مسلم مع كل لحظة تمر بنا في هذه الحياة، ولكن ما ينبغي -أيها المسلم الحبيب- أن ندس رؤوسنا في الرمال، دون أن نقف على الأسباب التي جعلتنا في أراذل الأمم.
ولتعلم أيها الحبيب:
أن تشخيص ذلك الواقع لا نحتاج فيه أن يـُدلي كل منا بدلوه في ذلك، ولكن حد الوصف وتشخيص الداء من خالق السموات والأرض.
فما ينبغي علينا عند حدوث أمثال لهذه الأمور إلا الرجوع إلى كتاب ربنا، والى هدي نبينا -صلى الله عليه وسلم-؛ ولننظر أين الخلل؟ ومن أين يبدأ الإصلاح؟
ولكن قبل النظر في تشخيص الداء نقول لك أيها المسلم الحبيب:
هل تألمت لقتل إخوانك في بلاد المسلمين؟
فإن كنت لا تشعر بهذه الآلام، ولم تتألم وتتوجع لآلام إخوانك المسلمين، قلنا لك: فلتطوِ هذه الصفحات؛ فإنها لم تكتب إلا للمسلم الغيور على دينه، الغيور على أعراض المسلمين.
لم تكتب إلا للمسلم الذي يتحرَّق في داخله لما يحدث لإخوانه في كل أنحاء العالم.
لم تكتب إلا للمسلم الذي كمن الإسلام في داخله، ذلك لأن الله –تعالى- نادى على كل المسلمين: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ ِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)(آل عمران: 103).
وكما قال -سبحانه-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)(الحجرات: 10).
وحسبك أيها المسلم الحبيب ما قاله لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن علاقة المسلم بإخوانه، ومدى قوة هذه الرابطة التي أساسها هذا الدين:
(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى) متفق عليه.
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) متفق عليه.
فلذا نقول لك: تألم وتوجع لتوجُّع وتألَّم أي مسلم في أي بقعة من الأرض.
ولكن هناك سؤال مطروح فنقول لك:
من المتسبب في قتل المسلمين؟
وقبل أن تبادر بالإجابة نقول لك:
رويداً رويداً أيها المسلم الحبيب؛ فنحن لم نطرح عليك هذا السؤال لكي تبادر وتسمعنا الإجابة، ولكن نقول أخِّر هذه الإجابة، ولننظر أولاً إلى تشخيص الداء.
اسمع أيها الحبيب إلى قول الحق -سبحانه وتعالى-: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)(الروم:41).
بل انظر إلى رد ربك -سبحانه- على القوم عندما هزموا في أحد، ثم سألوا كيف ننهزم؟ وما الأسباب؟ فأتت الإجابة والتشخيص من قِبَل الله -تعالى- تصحح المفهوم وتصحح المسار.
(أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(آل عمران: 165).
ولتعلم:
أنه ما قُتِل من قُتِل في أُحد إلا بسبب معصية الرماة، فالرماة عصوا أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- فاستحرَّ القتل في المسلمين، بل قُتِل في ذلك اليوم من لم يخالف أمر النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهم الذين وقع فيهم القتال مصداقاً لقول الله -تعالى-: (وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(الأنفال: 25).
واسمعوا كذلك إلى قول نبيكم الكريم -صلى الله عليه وسلم-: (يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكن غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن قال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت)(رواه أبو داود وصححه الألباني).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم)(رواه أبو داود وصححه الألباني).
بل اسمع أيها الحبيب إلى نداء النبي -صلى الله عليه وسلم- للمهاجرين: (يا معشر المهاجرين خمس خصال إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله تعالى ويتخيروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم)(رواه ابن ماجه وصححه الألباني).
فعلى ذلك نقول:
من المتسبب في قتل المسلمين؟
فما قُتِل من قُتِل من المسلمين في أي بقاع الأرض إلا:
بسببك أنت أيها المدخن.
وسببك أنت أيتها المتبرجة.
وسببك أنت يا تارك الصلاة.
وسببك أنت يا مانع الزكاة.
وبسببك أنت يا من يرتكب ما حرم الله.
وبسببك أنت أيها المقصر في طاعة الله.
أما علمت أيها المسلم الحبيب:
لماذا ضرب الله على بني إسرائيل الذلة والصغار والهوان، ولماذا باءوا بغضب على غضب؟
قال الله -تعالى- مظهراً لنا السبب: (ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ)(البقرة: 61).
ونحن لم نختلف عنهم، بل كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم قيل يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن) متفق عليه.
فإن قلت أيها الحبيبُ: فما السبيل؟
نقول لك:
ارفع يدك عن قتل إخوانك.
ارفع يدك عن قتل أطفال ونساء المسلمين.
ارفع يدك عن قتل الشيوخ الركَّع من المسلمين.
فما السبيل؟
تغيير ما نحن عليه؛ ألم تقنع بقول الله تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)(الرعد: 11).
فهل تبدلت؟
ها تغيرت عاداتك؟
هل غيرت من أحوالك؟
هل أصبحت تقيم الليل بعد هجرانه؟
هل أصبحت تصوم النوافل بعد الزهد فيها؟
هل تحافظ على تكبيرة الإحرام؟
هل تحافظ على قراءة القرآن وتدبره والعمل بأحكامه بعد هجرانه؟
هل أنت قمت بواجبات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
هل تحافظ على الأذكار خاصة الموظفة، وأذكار الصباح والمساء؟
هل تحاول جاهداً أن تتمثل بهدى النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل حياتك؟
وهل هجرت كل معصية نهى الله عنها؟
هل قمت بالقوامة في بيتك؟
هل .... هل .... هل .... ؟
فما السبيل؟
يجب على كل مسلم أن يفهم:
ما رسالتنا في هذه الحياة؟ وكيف نؤديها؟
وما المقومات والوسائل التي نستعين بها في أداء هذه المهمة؟
وما العوائق التي تمنع من تحقيق الهدف والمهمة، لكي نقوم بإزالتها؟
فأنت كمسلم مسئول عن دين الله -تعالى-، والله سائلك عن ذلك.
فاحذر.. أن يُؤْتَى الدين من قبلك!!
فأفيقوا أيها المسلمون، واعلموا أن وعد الله لا يتخلف، ولكن حققوا ما اشترطه الله عليكم ينجزكم وعده.
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ . وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)(النور: 55- 56).
مواضيع مماثلة
» يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر
» شرح حديث حق المسلم على المسلم ست .
» شرح حديث حق المسلم على المسلم ست
» اذا جاءكم من ترضون دينه و خلقه...
» ما جاء نبيَ إلا وكان دينه الإسلام
» شرح حديث حق المسلم على المسلم ست .
» شرح حديث حق المسلم على المسلم ست
» اذا جاءكم من ترضون دينه و خلقه...
» ما جاء نبيَ إلا وكان دينه الإسلام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى