سلوكيات الحاج بين الاخلاق والعبادة
صفحة 1 من اصل 1
سلوكيات الحاج بين الاخلاق والعبادة
الحمد لله ربالعالمين حمدا طيبا مباركا فيه حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه واسلمعلى خير خلقه وصفوة رسله النبي المصطفى والنبي المجتبى خير من وطأ بقدميهاطهر ثرى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
امتن الله علينا بتزامن هذه الفريضة العظيمة بما فيها من نسك وتعبد استكمالا لاركان الاسلام وهي عند الاستطاعة الحج الى بيت الله الحرام تذللا وخضوعا واستجابة للمولى تبارك وتعالي حيث امر جل وعلا في محكم التنزيل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين }(آل عمران:97)
( الحَجُ أشهرٌ مّعلوماتُ فَمَن فَرَضَ فِيهِنّ الحَجّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوق ولاجِدَالَ فِي اْلحَجِ وَمَا تَفعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اْللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ اْلزَّاد اْلتَّقْوَى وَاْتَّقُونِ يأُوْلِى أْلأَلباَب ) سورة البقرة آية 197
يجنح كثير من الناس في عرض العبادات بشقها الفقهي منفصلا عن شقها الإيماني والتزكوي،ومن آثار هذا أن تخرج العبادة بلا روح، فتؤدى كحركات أكثر من كونها عبادة، مع كون العبادة أداء شيء افترضه الله تعالى، يتقدم به المسلم إلى ربه سبحانه وتعالى، وكل عبادة يجب أن تحقق جزءا من عبودية العبد لربه سبحانه وتعالى؛ فالعبادة من العبد
إلى المعبود؛ فالحج يجب بين أداء الفريضة وإتيان النسك على الوجه المطلوب من المسلم، كما أنه يجب أن يصاحبها سلوكالمسلم.
ربط القرآن بين العبادة وأخلاقها
ومن اللافت للنظر في القرآن الكريم أن الله تعالى ما ربط بين العبادة والأخلاق والسلوكيات كما ربط بينها وبين الحج.
فبعد الحديث عن الحج "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق..." قال: "ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ"،
فحرم الله تعالى عبادة الأوثان كما حرم قول الزور، وقرنه بالشرك به سبحانه وتعالى.
ومن الأمور التي حرمها الله تعالى في الحج المعاصي، وخاصة السباب والشتم والقذف، قال تعالى: "فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ". وقد جاء في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليهوسلم قوله: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"؛ فحرم الله تعالى الجماع والكلام حوله وذكر النساء، كما حرم الفسوق والسباب، كما حرم أيضا المجادلة بغير حق؛ حتى يكون المسلم نقيا من كل شائبة تشوبه؛ من قلبه بالشرك، ومن لسانه بالسباب والمجادلة الباطلة؛ لأن لهذا أثرا على القلب؛ ولذا بعد ماذكر الله تعالى "فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ" قال: " وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الألْبَابِ"؛ فكان البعد عن السلوكيات الخاطئة مما يخرجه الإنسان بلسانه أو
بجوارحه مما يرزق المرء التقوى؛ لما لأقوال اللسان وأفعال الجوارح من الأثر على القلب، الذي هو محل التقوى.
وفسر بعض المفسرين قوله "ولا جدال" أي لا مخاصمة؛ لأن أماكن الحج لا تجوز فيها المخاصمة، وفسره بعضهم بالمراء، وبعضهم بالغضب، وقد يعبر عنه بكل ما فيه شر في التعامل مع الغير؛ لكي يكون الحج عبادة في ذاته، ويحمل في طياته المعاملة الحسنة مع الغير كأثر من آثاره؛ ليتربى المسلم على الأخلاق الحسنة في الحج، ويطبقها أيضا فيما بعد الحج، فيخرج من الحج حسن الخلق كثمرة من ثماره الطيبة.
مقتبس
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16464
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
رد: سلوكيات الحاج بين الاخلاق والعبادة
الرسول معلم الأخلاق في الحج
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه السلوك في الحج كما يعلمهم الأحكام والفقه؛ فعن أسماء بنت أبي بكر قالت: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حجاجا حتى إذا كنا بالعرج نزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فجلست عائشة إلى جنب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجلست إلى جنب أبي، وكانت زمالة أبي بكر وزمالة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واحدة مع غلام أبي بكر، فجلس أبو بكر ينتظره إلى أن يطلع عليه فاطلع وليس معه بعيره فقال: أين بعيرك؟ فقال: أضللته البارحة. فقال أبو بكر: بعير واحد تضله؟ فطفق يضربه ورسول الله يتبسم ويقول: "انظروا إلى هذا المحرم ما يصنع".
فكره الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب الغلمان في الحج؛ لأن المسلم عليه أن يعيش روح الحج وجوه، وأن ينزل نفسه عما يشوبها في الأحوال العادية، وليرتفع درجة أعلى من درجته، وكان هذا الإرشاد النبوي يحقق علو السلوك والتعامل مع الغير حتى مع صحابي كأبي بكر رضي الله عنه، مع ما عرف عنه من حسن الأخلاق.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه السلوك في الحج كما يعلمهم الأحكام والفقه؛ فعن أسماء بنت أبي بكر قالت: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حجاجا حتى إذا كنا بالعرج نزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فجلست عائشة إلى جنب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجلست إلى جنب أبي، وكانت زمالة أبي بكر وزمالة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واحدة مع غلام أبي بكر، فجلس أبو بكر ينتظره إلى أن يطلع عليه فاطلع وليس معه بعيره فقال: أين بعيرك؟ فقال: أضللته البارحة. فقال أبو بكر: بعير واحد تضله؟ فطفق يضربه ورسول الله يتبسم ويقول: "انظروا إلى هذا المحرم ما يصنع".
فكره الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب الغلمان في الحج؛ لأن المسلم عليه أن يعيش روح الحج وجوه، وأن ينزل نفسه عما يشوبها في الأحوال العادية، وليرتفع درجة أعلى من درجته، وكان هذا الإرشاد النبوي يحقق علو السلوك والتعامل مع الغير حتى مع صحابي كأبي بكر رضي الله عنه، مع ما عرف عنه من حسن الأخلاق.
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16464
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى