تداعيّات قمّة الكويت وبوادر المصالحة العربية

من المعلوم أن قمة الكويت خرقت المعهود المكروه لدى مصالح الشعوب العربية التي تتطلع الى الوحدة
فالخارق للعادة في قمة الكويت وعلى غرار القمم العربية الاخرى لاحظنا انكسار الاسطوانة المشروخة "اتّفق العرب أن لا يتّفقوا" لتعود من جديد الى الساحة العربيّة الموقّرة لفظة" اتفق العرب أن يتّفقوا"
والملفت للانتباه في خصوص الاتفاق هو فتح المصالحة العربيّة على مصرعيها دون النظر الى الماضي الاليم بين العرب ونخوتهم المصاب بالحمّة
وكانت البادرة الملفت للانتباه تحت جهد كلّ من ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز وسموّ الأمير الكويتي الشيخ صباح الأحمد صباح
حيث أجهدا العزم على جمع الفرقة العربية اثرالقمة الافتتاحية بالكويت ،فكانت القمة المصغرة تجمع اطراف الانكسار العربي ترأسها
خادم الحرمين الشريفين، وشارك فيها أمير الكويت الشيخ صباح
الأحمد الصباح، والرئيسان، المصري حسني مبارك، والسوري بشار الأسد،
والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى
آل خليفة، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني...
هنا يمكن القول أن القمة الكويتية حققت اختراقا واضحا في ملفّ المصالحة العربية وكان من ابرز التداعيّات التي حملتها بادرة المصالحة
قطع الطريق على سيناريو التّفجيرفي لبنان....حيث سجلت لقاءات هامة بين قوى 14 مارس وكلّ من المملكة العربية السعوديّة وسوريا

ولكن يبقى الخطّ الأحمر مطروحا على ساحة المصالحة فنقلا عن"الحياة"التي علمت من مصدر مصري أنّ لا نيّة لدى الرّئيس المصري حسني مبارك
«لعقد مصالحات مع أي طرف عربي اعتبرته القاهرة ارتكب تجاوزات في حقها»، وقال إن «قمة الكويت
ليست المكان أو المجال المناسبين لمحاسبة المخطئين لأن الأخطاء وصلت إلى
حدود لا يمكن أن تمر مرور الكرام». وسيعرض مبارك تفاصيل خطته لما
بعد وقف النار في غزة. واعتبر المصدر أن القمة الدولية الموسعة التي عقدت
في شرم الشيخ أمس، ووقف النار، كلها معطيات خففت كثيرا الضغوط التي كان
يتوقع أن تواجهها قمة الكويت لو عقدت في ظل المذابح الإسرائيلية في غزة. ...
هذه العقبة البارزة لنجاح المصالحة العربية فكالعادة مصر دائما بالمفاجئات

وأمّا الخطّ الأحمر الثاني العقبة على نجاح المصالحة هو الصّف الفلسطيني
فكيف ستكون المصالحة بين قوى كلّ من حماس و فتح؟