اليوم في رادس: تونس - هولندا وذكريات وحسابات في أحلى مباراة

رغم أن مخلفاتها كانت شنيعة، إلا ان مباراتنا الودية مع هولاندا سنة 1994 كانت نقطة ضوء في حياة ذلك المنتخب الذي «انتحر» منذ الدور الأول للنهائيات الافريقية وسط غابة من الذهول العام.
يومها كان المنتخب يعج بالمهارات وكانت الأماكن أغلى من ديار «السنيت».. وكان الجمهور وراء اللاعبين لا يفرّق بين فوزي الرويسي وعيادي الحمروني وجمال ليمام ومراد العقبي واسكندر السويح وغيرهم الا بما يتركه هؤلاء فوق معشب اللعب.
اليوم تغيرت الأحوال فلا نحن نملك الواعر ولا المحجوبي ولا السويح ولا السليمي ولا العقبي ولا معلول.. ولا غيرهم من تلك المهارات التي تكاد لا تتكرر بعد أن صرنا نطلب الإعانة من وراء البحر وهذه نقطة تتطلب أكثر من ندوة وأكثر من مناسبة للوقوف على منافعها ومضارها.
اليوم نستقبل منتخب هولندا ببعض الاسماء الغريبة عنا مثل «كامي» وأخرى لم نكن نعلم عنها شيئا مثل الدمعي والعلاقي والسايحي.. وثالثة أقنعتنا بإمكاناتها مثل فهيد بن خلف الله وحسين الراقد والتيجاني بلعيد.. ورابعة نعرفها وتعرفنا على غرار الجعايدي وحقي وبن زكري وجمعة والشرميطي والقصراوي.. وبالتالي من حقنا ان نتساءل كيف سيتصرّّف المدرب امبرتو كويلهو ليجهز لنا طبخة فنية دسمة لا تكون سهلة الابتلاع في فم العملاق البرتقالي الذي نعلم مسبقا انه لا «يفذلك» مع هذه المواعيد بل يعتبرها دوما جادة...
منتخبنا سيكوم اليوم أمام فرصة أخرى لجرّ نظيره الهولندي الى نتيجة يدخل بها التاريخ رغم الطابع الودي للقاء.. كما سيكون أمام فرصة مضاعفة لضرب عصفورين بحجر واحد.. الوقوف بندية تامة أمام واحد من أقوى المنتخبات العالمية واقناع الجمهور بجاهزيته للمواعيد القادمة وأولها أمام كينيا في نيروبي وهي «ضربة» ستعيد الجمهور ليتلف حول منتخبه لأنه في نهاية الامر منه واليه.. هذا الجمهور الذي نتمنى ان يكون اليوم في الموعد بكثافته المعهودة للوقوف على قدرات اللاعبين الجدد وشحذ عزائم المجموعة ودفعها الى تحقيق نتيجة ايجابية تزيد في رغبة العمل بأريحية تامة قبل الوصول الى الهدف المنشود وهو مونديال جنوب افريقيا 2010 .

* سليم الربعاوي

* قالوا قبل اللقاء
* كويلهو: نبحث عن النسق واللحمة ولا تهمني النتيجة
إن مواجهة المنتخب الهولاندي تفترض أسئلة غير ودية بالرغم من طبيعة اللقاء فهذه المباراة هي مفتاح التحضير لمباراتنا الأولى في تصفيات كأس العالم 2010 التي ستجمع منتخبنا بنظيره الكيني يوم 28 مارس القادم في نيروبي مساء أول أمس حضرنا حوار الكلام قبل حوار الأقدام مساء اليوم فماذا قال كل من كويلهو والجعايدي والشرميطي؟
يضع كويلهو نصب عينيه هدفا وحيدا وهو إحكام الاعداد لمباراة كينيا أما عن مواجهة هولندا مساء اليوم فيبحث من خلالها بحسب ما قال لنا: «نريد النسق والتأقلم مع المنافسة القوية والأداء الرفيع الذي من المتوقع أن يقدمه المنتخب الهولاندي صاحب التجربة الكبيرة والنجوم الساطعة في أقوى الأندية الاوروبية... نحن نبحث عن تدعيم اللحمة بين اللاعبين وان تمتلك عناصرنا النسق وان نلعب بالاداء الذي يميز كرة القدم التونسية وهو السرعة والفنيات في التعامل مع الكرة.
شخصيا لا تهمني نتيجة المباراة سواء كانت إيجابية أو سلبية، وما يهمنا هو كيف نكون ايجابيين ونطور لحمة اللاعبين وتناغمهم... ونطور أداء المجموعة وندعم استقرار التشكيلة التي أضحت معالمها واضحة بنسبة 80».
كسب الثقة
أما قائد المنتخب الوطني راضي الجعايدي فشدّد على أهمية اللقاء لكسب المزيد من الثقة وقال لنا: «مثل هذه المباريات لها أهمية كبرى لأن مواجهة منتخب بمثل حجم المنتخب الهولاندي سيمنح المجموعة الشابة فرصة لمزيد كسب الثقة، والثقة ضورية في هذه المرحلة... وهناك استفادة غير مباشرة كبيرة من هذه المباراة قبل مواجهة كينيا بالرغم من أنه ظاهريا هناك فرق كبير والمقارنة لا تجوز... نحن نعيش مرحلة انتقالية بعناصر شابة لكنها واعدة جدا واللعب والمنافسة مع منتخب في حجم المنتخب الهولاندي كلها فوائد سنقطف ثمارها في المواجهات القادمة.. فاللعب مع الكبار فرصة لتعديل الأوتار والوقوف على سلبياتنا وإيجابياتنا...».
المصالحة
أمين الشرميطي العائد من جديد الى المنتخب الوطني كان سعيدا بهذه العودة وهو الذي بدأ يفتك شيئا فشيئا حضوره في تشكيلة فريقه هرتا برلين... نظر الى المباراة من زاوية أخرى عندما قال لنا «اللعب أمام المنتخب الهولاندي فرصة كذلك لنا للمصالحة مع جمهورنا... هذا الجمهور الذي نريده أن يعود بقوة ليدعم المنتخب ويشجعه فنحن نحتاجه وهو يحتاجنا ولأن نجوم هولاندا الكبار حاضرونا ولأن المباراة في رادس فكل ما نريده هو أن يقبل جمهورنا بأعداد كبيرة ونحن نعده باذن الله أن نقدم ما يشرفنا ويشرفه».

* عبد السلام ضيف الله