الشيخ محمد بن عبد الوهاب
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الشيخ محمد بن عبد الوهاب
بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
والصلاة والسلام على نبينا المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم
الشيخ محمد بن عبد الوهاب
اسمه ونسبه
هو محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد
بن محمد بن بريد بن مشرف بن عمر بن معضاد بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي
بن وهيب بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبة بن سنيع بن نهشل بن شداد بن
زهير بن شهاب بن ربيعة بن كلب بن أبي سود بن مالك بن حنظله بن مالك بن زيد
مناه بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن
عدنان،أما والدة الشيخ محمد فهي بنت محمد بن عزاز بن ألمشرفي الوهيبي
التميمي ، فهي من عشيرته الأدنين .
وكان جده سليمان بن علي آل الشريف أشهر علماء نجد في زمنه كما كان قاضيا
للعيينة التي كانت إماراتها أقوى الإمارات النجدية ، وكان وأبوه عبد
الوهاب قاضيًا في بلدة العيينة .
مولده ونشأته
ولد في قرية (العيينة) من قرى (نجد) في اليمامة
شمال غرب مدينة الرياض بينها وبين الرياض سبعين كيلومتر، في عام 1115هـ
الموافق 1703م
ونشأ بين أحضان أسرة صالحة، تقتدي في أفعالها برسول الله -صلى الله عليه
وسلم- وتهتدي بسنته، فقام بتحفيظ ولده الصغير القرآن الكريم فأتم حفظه قبل
سن العاشرة ، وعلمه الفقه، فنشأ (محمد) نشأة صالحة، واجتهد في الدراسة،
وأخذ يحفظ كثيرًا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتميز من صغره
بالذكاء ومحبة العلم وسرعة الحفظ والفصاحة والفطنة مما جعله يكثر من قراءة
كتب السلف .
أخلاقه
كان الشيخ رحمه الله صاحب عبادة وورع وتقوى وزهد ، وكان جواداً كريماً كثير العفو والصفح .
عقيدته
أما عن عقيدة الشيخ رحمه الله فهي عقيدة السابقين الأولين من المهاجرين
والأنصار .. عقيدة الرسول صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان ..
عقيدة أئمة الهدى .. أبي حنيفة والشافعي و مالك وأحمد وابن عيينة والثوري
وابن المبارك والبخاري و مسلم وأبي داود وسائر أصحاب السنن وأهل الفقه
وأثر رحمهم الله .
يقول رحمه الله : ولست ولله الحمد أدعو إلى مذهب صوفي أو فقيه أو متكلم أو
إمام من الأئمة الذين أعظمهم مثل ابن القيم والذهبي وابن كثير وغيرهم ..
بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له وأدعو إلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم
التي أوصى بها أول أمته وآخرهم وأرجو أني لا أرد الحق إذا أتاني بل أشهد
الله وملائكته وجميع خلقه إن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلها على الرأس
والعين .. ولأضربن الجدار بكل ما خالفها من أقوال أئمتي ، وحاشا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقول إلا الحق .
أثر البيئة في توجيه الشيخ علمياً ..
لقد أبصر الشيخ البيئة من حوله بواقعها والناس في حياتهم ويدنهم على
الغالب في تناقض وتصادم مع ما نشأ عليه من علم وما عرفه من الحق على بد
أبيه ومن خلال مطالعته لكتب المحققين من علماء السلف الصالح ، فما تعلمه
في واد ، والواقع الجاري من الناس على العموم والغالب في واد آخر .
ذلك أن البيئة في نجد على الخصوص كما هو سائر البلاد الأخرى على العموم
بيئة جاهلية بيئة خرافة وبدعة امتزجت بالنفوس فأصبحت جزءاً من عقيدتها إن
لم تكن هي عقيدتها .
ولاشك أن بيئة هذه عقيدتها مناقضة لما نشأ عليه الشيخ ولما تربى وتعلمه ..
فكان لابد أن يخرج إلى هذه البيئة يعاملها بمقتضى سنة الله في خلقه ،
والشيخ بين أمرين :
إما أن يستسلم للبيئة ويصبح مثل الآخرين ، وإما أن يصمم على محاربة
الخرافة المنتشرة .. لكن قد اختار الشيخ رحمه الله على أن يقوم لله قومه
انصدعت لها جبال الجاهلية وتقطعت بها غيوم الباطل و شبهاته ، فعزم على
تنحية البدع من الحياة التي حوله ، و إيقاظ النائمين وتنبيه الغافلين ،
والعمل على نشر الإسلام والنور من الكتاب والسنة وسيرة الصالحين .
يمكننا القول إن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعد البداية
الحقيقية لما حدث في العالم الإسلامي من يقظة جاءت بعد سبات طويل ، و ما
تمخض عنها من صحوة مباركة ورجعة صادقة إلى الدين .
إن الدعوة السلفية التي دعا إليها الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في
القرن الثاني عشر الهجري لم تكن سوى الدعوة التي نادي بها المصلح العظيم
والإمام المجدد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في القرن الثامن الهجري ،
و هي نفس الدعوة التي أوذي من أجلها إما أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل
رحمه الله في القرن الثالث الهجري ، و هي تعني باختصار الرجوع إلى الإسلام
كما أنزل على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، و فهم الصحابة والتابعون
وتابعوهم من أهل القرون المفضلة ، عقيدة و شريعة و سلوكاً .
سفرة وطلبه للعلم
فلما كبر اشتاق إلى زيارة بيت الله الحرام، وهناك تتلمذ على بعض علماء
الحرم الشريف، وبعد عودته عكف على دراسة التوحيد ، وأدرك ضرورة السفر
لمواصلة تعليمه فسافر إلى الحجاز ودرس في المدينة المنورة، واجتمع
بعلمائها وشيوخها وتعلم على أيديهم، فأخذ من عالمين كبيرين مشهورين في
المدينة ذلك الوقت ، وهما : الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف النجدي ،
أصله من المجمعة ، وهو والد الشيخ إبراهيم بن عبد الله صاحب العذب الفائض
في علم الفرائض ، وأخذ أيضا عن الشيخ الكبير محمد حياة السندي بالمدينة .
هذان العالمان ممن اشتهر أخذ الشيخ عنهما بالمدينة . ولعله أخذ عن غيرهما
ممن لا نعرف ، ثم عاد إلى العيينة ، ثم عقد (محمد بن عبد الوهاب) العزم
على السفر إلى (العراق) لطلب العلم ، حيث تعلم الحديث والفقه والنحو .
شبهات في سفرة وطلبه العلم
1-تجاوز الحد من أنه سافر إلى الشام كما ذكره خير الدين الزر كلي في
الأعلام ، وإلى فارس وإيران و قم وأصفهان كما يذكره بعض المستشرقين ونحوهم
في مؤلفاتهم المعروفة بالأخطاء و مجانبة الحقيقة ، فهذه الأشياء غير
مقبولة ؛ لأن حفيد الإمام الشيخ عبد الرحمن بن حسن وابنه عبد اللطيف وابن
بشر نصوا على أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يتمكن من السفر إلى الشام ،
أما ما يذكر من أنه سافر إلى فارس و غيرها من البلاد ، فإن أغلبهم قد
اعتمدوا على كتاب لمع الشهاب لمؤلف مجهول.
2- أما ما زعم أن الشيخ درس اللغتين الفارسية و التركية ، والحكمة
الإشراقية والفلسفة والتصوف ولبس جبة خضراء في أصفهان ؛ فليس بثابت ، بل
إنه أمر باطل و يستبعد .. وليس في مؤلفات الشيخ وآثاره ما يدل على شيء من
هذا.
بداية دعوته
وفي مدينة (البصرة) كانت بداية دعوته إلى جميع المسلمين أن يأخذوا دينهم
من كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودعا في جرأة العالم
المسلم الذي يحاول أن يُبعد عن دينه كل ما التصق به من خرافات ومبتدعات،
مما عرضه لثورة بعض علماء البصرة هو وشيخه ( محمد المجموعي )، الذين
اجتمعوا لمحاربته وإيذائه، فخرج حزينًا مهمومًا من البصرة إلى الزبير ومن
الزبير إلى الإحساء حيث اجتمع بعلمائها وتناقش معهم في أمور الشريعة خاصة
التوحيد ثم عاد إلى نجد بلده لنشر العلم، فوجد والده قد انتقل إلى بلدة
(حريملاء) فانتقل حيث صار والده، وذلك في العقد الخامس من القرن الثاني
عشر لأن أباه كان قاضيا في العيينة وصار بينه وبين أميرها نزاع فانتقل
عنها إلى حريملاء سنة 1139 هجرية فقدم الشيخ محمد على أبيه في حريملاء بعد
انتقاله إليها سنة 1139 هجرية ، فيكون قدومه حريملاء في عام 1140 هـ أو
بعدها ، واستقر هناك ولم يزل مشتغلا بالعلم والتعليم والدعوة في حريملاء
حتى مات والده في عام 1153 هجرية ، واشتهر بالتقوى وصدق التدين، وأخذ يأمر
بالمعروف، وينهي عن المنكر، ويطالب الأمراء بتطبيق حدود الله، ومعاقبة
المجرمين الذين يعتدون على الناس بالسلب والنهب والإيذاء ،حتى تآمر عليه
بعض خصومه لقتله وللخلاص منه.
وعلم (محمد بن عبد الوهاب) بنيتهم وغدرهم، فرحل إلى بلدته (العيينة) ورحب
به أمير البلدة (عثمان بن محمد بن معمر) وأكرمه وقال له: قم فادع إلى الله
ونحن معك، فأخذ (محمد) يعلم الناس أمور دينهم، يدعوهم إلى الخير، ويأمرهم
بالمعروف، وينهاهم عن المنكر فهدم القبة المبنية في الجبلية .
قصة هدم القبة
يوم من الأيام قال الشيخ للأمير عثمان : دعنا نهدم قبة زيد بن الخطاب رضي
الله عنه فإنها أسست على غير هدى ، وأن الله جل وعلا لا يرضى بهذا العمل ،
والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن البناء على القبور ، واتخاذ المساجد
عليها ، وهذه القبة فتنت الناس وغيرت العقائد ، وحصل بها الشرك فيجب هدمها
، فقال الأمير عثمان لا مانع من ذلك ، فقال الشيخ : إني أخشى أن يثور لها
أهل الجبلية ، والجبلية قرية هناك قريبة من القبر ، فخرج عثمان ومعه جيش
يبلغون 600 مقاتل لهدم القبة ، ومعهم الشيخ رحمة الله عليه فلما قربوا من
القبة خرج أهل الجبلية لما سمعوا بذلك لينصروها ويحموها .
فلما رأوا الأمير عثمان ومن معه كفوا ورجعوا عن ذلك ، فباشر الشيخ هدمها لإزالتها فأزالها الله عز وجل على يديه رحمة الله عليه .
وقطع الأشجار التي كان يتوسل إليها الجهلة من الناس ، فاشتهر في بلدته
والقرى المجاورة، فجاء إليه الناس يستمعون إليه ويستفيدون من علمه الواسع،
وظل ينير لهم الطريق، ويدعوهم إلى طريق الحق والنور، وينصحهم بالبعد عن
طريق الظلمات، حتى أحبه الناس، والتفوا حوله، فقوي نفوذ (محمد بن عبد
الوهاب) وصار يحكم بين أتباعه وأنصاره بشرع الله.
وبلغ أمير الأحساء وتوابعها من بني خالد سليمان بن عريعر الخالدي أمر
الشيخ وأنه يدعو إلى الله وأنه يهدم القباب ، وأنه يقيم الحدود فعظم على
هذا البدوي أمر الشيخ ، لأن من عادة البادية إلا من هدى الله ، الإقدام
على الظلم ، وسفك الدماء ، ونهب الأموال ، وانتهاك الحرمات ، فخاف أن هذا
الشيخ يعظم أمره ويزيل سلطان الأمير البدوي ، فكتب إلى عثمان يتوعده
ويأمره أن يقتل هذا المطوع الذي عنده في العيينة ، وقال : إن المطوع الذي
عندكم بلغنا عنه كذا ، وكذا!! فإما أن تقتله ، وإما أن نقطع عنك خراجك
الذي عندنا!! وكان عنده للأمير عثمان خراج من الذهب ، فعظم على عثمان أمر
هذا الأمير ، وخاف إن عصاه أن يقطع عنه خراجه أو يحاربه ، فقال للشيخ : إن
هذا الأمير كتب إلينا كذا وكذا ، وأنه لا يحسن منا أن نقتلك وإنا نخاف هذا
الأمير ولا نستطيع محاربته ، فإذا رأيت أن تخرج عنا فعلت ، فقال له الشيخ
: إن الذي أدعو إليه هو دين الله وتحقيق كلمة لا إله إلا الله ، وتحقيق
شهادة أن محمدا رسول الله ، فمن تمسك بهذا الدين ونصره وصدق في ذلك نصره
الله وأيده و ولاه على بلاد أعدائه ، فإن صبرت واستقمت وقبلت هذا الخبر
فأبشر فسينصرك الله ويحميك من هذا البدوي وغيره ، وسوف يوليك الله بلاده
وعشيرته ، فقال : أيها الشيخ إنا لا نستطيع محاربته ، ولا صبر لنا على
مخالفته ، فخرج الشيخ عند ذلك وتحول من العيينة إلى بلاد الدرعية .
نصرة الإمام محمد بن سعود للشيخ محمد بن عبد الوهاب
انتقل محمد بن عبد الوهاب، إلى بلدة تسمى (الدرعية) جاء إليها ماشيا فيما
ذكروا حتى وصل إليها في آخر النهار ، وقد خرج من العيينة في أول النهار
ماشيا على الأقدام لم يرحله عثمان ، فدخل على شخص من خيارها في أعلى البلد
يقال له : محمد بن سويلم العريني فنزل عليه ، ويقال : إن هذا الرجل خاف من
نزوله عليه وضاقت به الأرض بما رحبت ، وخاف من أمير الدرعية محمد بن سعود
فطمأنه الشيخ وقال له : أبشر بخير ، وهذا الذي أدعو الناس إليه دين الله ،
وسوف يظهره الله ، فبلغ محمد بن سعود خبر الشيخ محمد ، ويقال :
إن الذي أخبره به زوجته وهي موضي بنت أبي وهطان من آل كثير و أخيه ثنيان،
جاء إليها بعض الصالحين وقال لها : أخبري محمدا بهذا الرجل ، وشجعيه على
قبول دعوته وحرضيه على مؤازرته ومساعدته وكانت امرأة صالحة طيبة ، فلما
دخل عليها محمد بن سعود أمير الدرعية وملحقاتها قالت له : أبشر بهذه
الغنيمة العظيمة! هذه غنيمة ساقها الله إليك ، رجل داعية يدعو إلى دين
الله ، ويدعو إلى كتاب الله ، يدعو إلى سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام
يا لها من غنيمة! بادر بقبوله وبادر بنصرته ، ولا تقف في ذلك أبدا ، فقبل
الأمير مشورتها ، ثم تردد هل يذهب إليه أو يدعوه إليه؟! فأشير عليه ويقال
: إن المرأة أيضا هي التي أشارت عليه مع جماعة من الصالحين وقالوا له : لا
ينبغي أن تدعوه إليك ، بل ينبغي أن تقصده في منزله ، وأن تقصده أنت وأن
تعظم العلم والداعي إلى الخير ، فأجاب إلى ذلك لما كتب الله له من السعادة
والخير رحمة الله عليه وأكرم الله مثواه، فسلم عليه وقال له: يا شيخ محمد
أبشر بالنصرة، وأبشر بالأمن وأبشر بالمساعدة، فقال له الشيخ: وأنت أبشر
بالنصرة والتمكين والعافية الحميدة، هذا دين الله، من نصره، نصره الله،
ومن أيده؛ أيده الله فقال:يا شيخ، سأبايعك على دين الله ورسوله، وعلى
الجهاد في سبيل الله، ولكنني أخشى إذا أيدناك ونصرناك وأظهرك الله على
أعداء الإسلام، أن تبتغي غير أرضنا، وأن تنتقل عنا إلى أرض أخرى، فقال: لا
أبايعك على هذا، أبايعك على أن الدم بالدم والهدم بالهدم لا أخرج من بلادك
أبدًا.
وتعاهد الأمير والشيخ على أن ينصرا دين الله، وظل الشيخ محمد يحاول إزالة
الخرافات والأباطيل التي لا يرضاها الإسلام، ومن ذلك ما انتشر في) نجد)
وما حولها من سحرة وكهنة يخدعون الناس، ويدعون أنهم يعلمون الغيب، كما
انتشر فيها بعض المجانين والمعتوهين الذين يدعون أنهم أولياء الله، بل وجد
بها من يعبد الأشجار والأحجار من دون الله عز وجل، فأخذ الشيخ (محمد)
يدعوهم بمساعدة الأمير )محمد بن سعود) إلى دين الله، ويلقي الدروس في
الفقه والتفسير والحديث .. وغير ذلك من العلوم النافعة، ويرسل إلى أمراء
البلدان المجاورة ينصحهم بالعمل بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه
وسلم- وبتطبيق شرع الله فازدادت شهرة الشيخ في كل بلاد الإسلام، وتأثر
بدعوته أناس كثيرون في الهند، ومصر، وأفغانستان والشام وغيرها، وتحمل
الشيخ الكثير من الأذى، وظل يجاهد في نصرة دين الله بلسانه أولاً، ثم
بسيفه لينصر الحق، ويبطل الباطل، وساعده أنصاره من آل سعود ، واستمر في
جهاده أكثر من خمسين عامًا يدعو إلى دين الله، فكان له فضل كبير في عودة
الناس إلى الالتزام بشرع الله، والبعد عن الباطل، والعودة إلى الحق،
فانتشر نور الله في الجزيرة العربية وما حولها وازدحمت المساجد بتدريس
كلام الله والسنة المطهرة .
مؤلفاته
أما عن مؤلفات الشيخ فهي كثيرة جداً نذكر بعضاً منها قام الشيخ رحمه الله
تعالى بتأليف عدد من الكتب والرسائل المهمة ، و قد امتازت مؤلفات الشيخ
رحمه الله بالأسلوب القرآني المحض و أدلته كلها مأخوذة من القرآن والسنة ،
و ذو أسلوب واضح لا يوجد فيه أي تعقيد ، إلا أن اللغة ليست عالية جداً كما
نشاهدها عند ابن تيمية (ت 728 هـ ) وابن القيم (ت 756 هـ) . و قد عرفنا من
مؤلفات الشيخ الكتب التالية :-
1- كتاب التوحيد : و هذه الرسالة هي من أشهر مؤلفاته ، و الاسم الكامل هذا
الكتاب هو : كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد . و ذكر فيه الشيخ
حقيقة التوحيد و حدوده ، و الشرك و مفاسده .
2- كتاب كشف الشبهات : ونستطيع أن نسميه تكملة لكتاب التوحيد ، والحقيقة
أن جميع كتب الشيخ تتعلق بالتوحيد و يمكن أن يقال أنها كلها تكملة لكتاب
التوحيد .
3- كتاب الأصول الثلاثة : و هي معرفة الرب ، و معرفة دين الإسلام ، و
معرفة الرسول ، و هذه هي الأصول الثلاثة التي وضحت في هذه الرسالة في
أسلوب جذاب .
4- كتاب شروط الصلاة و أركانها : و قد شرحت هذه الرسالة شروط الصلاة وهي :
الإسلام ، والعقل ، التميز ، رفع الحدث و إزالة النجاسة ، و ستر العورة و
دخول الوقت واستقبال القبلة ، والنية ، و ذكرت أركان الصلاة و واجباتها .
5- كتاب القواعد الأربع : حيث ذكر في هذه الرسالة بعض نواحي التوحيد على طريقة مؤثرة و سهلة .
6- كتاب أصول الإيمان : و بين أبواب مختلفة من الإيمان بالأحاديث ، و يظهر
من عبارة في البداية ، أن بعض أولاد الشيخ قد أضاف إليها ، و نصها : و قد
زاد فيه بعض أولاده زيادة حسنة .
7- كتاب فضل الإسلام : و قد وضح فيه مفاسد البدع و الشرك ، كما وضح شروط الإسلام .
8- كتاب الكبائر : ذكر فيه جميع أقسام الكبائر ، واحدة و احدة ، مفصلة في أبواب ، و قد دعمت الأبواب كلها بنصوص الكتاب والسنة .
9- كتاب نصيحة المسلمين : و هذا كتاب مستقل قد جمع فيه أحاديث تتعلق بجميع نواحي التعليمات الإسلامية .
10- كتاب ستة مواضع من السيرة : و هي رسالة مختصرة توضح ستة أحداث من السيرة النبوية ، والمواضع الستة هي :
أ - ابتداء نزول الوحي .
ب - تعليم التوحيد و الرد على الكفار .
ج- قصة تلك الغرانيق العلى .
د- ختام أبي طالب .
هـ منافع الهجرة و عظاتها .
و- قصة الارتداد بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .
11- كتاب تفسير الفاتحة : و هو تفسير موجز جداً لسورة الفاتحة .
12- كتاب مسائل الجاهلية : و ذكر فيه الشيخ مائة و إحدى و ثلاثين مسألة خالف الرسول صلى الله عليه وسلم فيها معتقدات أهل الجاهلية .
13- كتاب تفسير الشهادة : و هو تفسير لكلمة لا إله إلا الله ، و قد ذكر فيها أهمية التوحيد في أسلوب أخاذ و واضح .
14- كتاب تفسير لبعض سور القرآن : و هي مجموعة لبعض تعليقات الشيخ على
آيات و سور مختلفة من القرآن و قد استنبط عشرات من المسائل من آية واحدة ،
و هذه هي أهم مزاياها .
15- كتاب السيرة : و هو ملخص من كتاب السيرة لابن هشام .
16- الهدي النبوي : و هو ملخص لكتاب زاد المعاد للإمام ابن القيم رحمه الله .
أولاده
للشيخ محمد بن عبد الوهاب 5 أولاد مات منهم واحد في حياته هو الشيخ حسن
• الشيخ حسين بن محمد بن عبد الوهاب
• الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب
• الشيخ علي بن محمد بن عبد الوهاب
• الشيخ حسن بن محمد بن عبد الوهاب
• الشيخ إبراهيم بن محمد بن عبد الوهاب
وفاته
توفي الشيخ في عام 1206هـ،وكان للشيخ من العمر نحو اثنتين
وتسعين سنة ، وتوفي ولم يخلف ديناراً ولا درهماً ، فلم يوزع بين ورثته مال
ولم يقسم ، واستمر أبناؤه وأحفاده وتلاميذه وأنصاره في الدعوة والجهاد،
وتحذير الناس من البدع والخرافات، وما تزال دعوته لها أنصارها ومؤيدوها في
جزيرة العرب وما حولها.
و به نستعين
والصلاة والسلام على نبينا المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم
الشيخ محمد بن عبد الوهاب
اسمه ونسبه
هو محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد
بن محمد بن بريد بن مشرف بن عمر بن معضاد بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي
بن وهيب بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبة بن سنيع بن نهشل بن شداد بن
زهير بن شهاب بن ربيعة بن كلب بن أبي سود بن مالك بن حنظله بن مالك بن زيد
مناه بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن
عدنان،أما والدة الشيخ محمد فهي بنت محمد بن عزاز بن ألمشرفي الوهيبي
التميمي ، فهي من عشيرته الأدنين .
وكان جده سليمان بن علي آل الشريف أشهر علماء نجد في زمنه كما كان قاضيا
للعيينة التي كانت إماراتها أقوى الإمارات النجدية ، وكان وأبوه عبد
الوهاب قاضيًا في بلدة العيينة .
مولده ونشأته
ولد في قرية (العيينة) من قرى (نجد) في اليمامة
شمال غرب مدينة الرياض بينها وبين الرياض سبعين كيلومتر، في عام 1115هـ
الموافق 1703م
ونشأ بين أحضان أسرة صالحة، تقتدي في أفعالها برسول الله -صلى الله عليه
وسلم- وتهتدي بسنته، فقام بتحفيظ ولده الصغير القرآن الكريم فأتم حفظه قبل
سن العاشرة ، وعلمه الفقه، فنشأ (محمد) نشأة صالحة، واجتهد في الدراسة،
وأخذ يحفظ كثيرًا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتميز من صغره
بالذكاء ومحبة العلم وسرعة الحفظ والفصاحة والفطنة مما جعله يكثر من قراءة
كتب السلف .
أخلاقه
كان الشيخ رحمه الله صاحب عبادة وورع وتقوى وزهد ، وكان جواداً كريماً كثير العفو والصفح .
عقيدته
أما عن عقيدة الشيخ رحمه الله فهي عقيدة السابقين الأولين من المهاجرين
والأنصار .. عقيدة الرسول صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان ..
عقيدة أئمة الهدى .. أبي حنيفة والشافعي و مالك وأحمد وابن عيينة والثوري
وابن المبارك والبخاري و مسلم وأبي داود وسائر أصحاب السنن وأهل الفقه
وأثر رحمهم الله .
يقول رحمه الله : ولست ولله الحمد أدعو إلى مذهب صوفي أو فقيه أو متكلم أو
إمام من الأئمة الذين أعظمهم مثل ابن القيم والذهبي وابن كثير وغيرهم ..
بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له وأدعو إلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم
التي أوصى بها أول أمته وآخرهم وأرجو أني لا أرد الحق إذا أتاني بل أشهد
الله وملائكته وجميع خلقه إن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلها على الرأس
والعين .. ولأضربن الجدار بكل ما خالفها من أقوال أئمتي ، وحاشا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقول إلا الحق .
أثر البيئة في توجيه الشيخ علمياً ..
لقد أبصر الشيخ البيئة من حوله بواقعها والناس في حياتهم ويدنهم على
الغالب في تناقض وتصادم مع ما نشأ عليه من علم وما عرفه من الحق على بد
أبيه ومن خلال مطالعته لكتب المحققين من علماء السلف الصالح ، فما تعلمه
في واد ، والواقع الجاري من الناس على العموم والغالب في واد آخر .
ذلك أن البيئة في نجد على الخصوص كما هو سائر البلاد الأخرى على العموم
بيئة جاهلية بيئة خرافة وبدعة امتزجت بالنفوس فأصبحت جزءاً من عقيدتها إن
لم تكن هي عقيدتها .
ولاشك أن بيئة هذه عقيدتها مناقضة لما نشأ عليه الشيخ ولما تربى وتعلمه ..
فكان لابد أن يخرج إلى هذه البيئة يعاملها بمقتضى سنة الله في خلقه ،
والشيخ بين أمرين :
إما أن يستسلم للبيئة ويصبح مثل الآخرين ، وإما أن يصمم على محاربة
الخرافة المنتشرة .. لكن قد اختار الشيخ رحمه الله على أن يقوم لله قومه
انصدعت لها جبال الجاهلية وتقطعت بها غيوم الباطل و شبهاته ، فعزم على
تنحية البدع من الحياة التي حوله ، و إيقاظ النائمين وتنبيه الغافلين ،
والعمل على نشر الإسلام والنور من الكتاب والسنة وسيرة الصالحين .
يمكننا القول إن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعد البداية
الحقيقية لما حدث في العالم الإسلامي من يقظة جاءت بعد سبات طويل ، و ما
تمخض عنها من صحوة مباركة ورجعة صادقة إلى الدين .
إن الدعوة السلفية التي دعا إليها الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في
القرن الثاني عشر الهجري لم تكن سوى الدعوة التي نادي بها المصلح العظيم
والإمام المجدد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في القرن الثامن الهجري ،
و هي نفس الدعوة التي أوذي من أجلها إما أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل
رحمه الله في القرن الثالث الهجري ، و هي تعني باختصار الرجوع إلى الإسلام
كما أنزل على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، و فهم الصحابة والتابعون
وتابعوهم من أهل القرون المفضلة ، عقيدة و شريعة و سلوكاً .
سفرة وطلبه للعلم
فلما كبر اشتاق إلى زيارة بيت الله الحرام، وهناك تتلمذ على بعض علماء
الحرم الشريف، وبعد عودته عكف على دراسة التوحيد ، وأدرك ضرورة السفر
لمواصلة تعليمه فسافر إلى الحجاز ودرس في المدينة المنورة، واجتمع
بعلمائها وشيوخها وتعلم على أيديهم، فأخذ من عالمين كبيرين مشهورين في
المدينة ذلك الوقت ، وهما : الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف النجدي ،
أصله من المجمعة ، وهو والد الشيخ إبراهيم بن عبد الله صاحب العذب الفائض
في علم الفرائض ، وأخذ أيضا عن الشيخ الكبير محمد حياة السندي بالمدينة .
هذان العالمان ممن اشتهر أخذ الشيخ عنهما بالمدينة . ولعله أخذ عن غيرهما
ممن لا نعرف ، ثم عاد إلى العيينة ، ثم عقد (محمد بن عبد الوهاب) العزم
على السفر إلى (العراق) لطلب العلم ، حيث تعلم الحديث والفقه والنحو .
شبهات في سفرة وطلبه العلم
1-تجاوز الحد من أنه سافر إلى الشام كما ذكره خير الدين الزر كلي في
الأعلام ، وإلى فارس وإيران و قم وأصفهان كما يذكره بعض المستشرقين ونحوهم
في مؤلفاتهم المعروفة بالأخطاء و مجانبة الحقيقة ، فهذه الأشياء غير
مقبولة ؛ لأن حفيد الإمام الشيخ عبد الرحمن بن حسن وابنه عبد اللطيف وابن
بشر نصوا على أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يتمكن من السفر إلى الشام ،
أما ما يذكر من أنه سافر إلى فارس و غيرها من البلاد ، فإن أغلبهم قد
اعتمدوا على كتاب لمع الشهاب لمؤلف مجهول.
2- أما ما زعم أن الشيخ درس اللغتين الفارسية و التركية ، والحكمة
الإشراقية والفلسفة والتصوف ولبس جبة خضراء في أصفهان ؛ فليس بثابت ، بل
إنه أمر باطل و يستبعد .. وليس في مؤلفات الشيخ وآثاره ما يدل على شيء من
هذا.
بداية دعوته
وفي مدينة (البصرة) كانت بداية دعوته إلى جميع المسلمين أن يأخذوا دينهم
من كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودعا في جرأة العالم
المسلم الذي يحاول أن يُبعد عن دينه كل ما التصق به من خرافات ومبتدعات،
مما عرضه لثورة بعض علماء البصرة هو وشيخه ( محمد المجموعي )، الذين
اجتمعوا لمحاربته وإيذائه، فخرج حزينًا مهمومًا من البصرة إلى الزبير ومن
الزبير إلى الإحساء حيث اجتمع بعلمائها وتناقش معهم في أمور الشريعة خاصة
التوحيد ثم عاد إلى نجد بلده لنشر العلم، فوجد والده قد انتقل إلى بلدة
(حريملاء) فانتقل حيث صار والده، وذلك في العقد الخامس من القرن الثاني
عشر لأن أباه كان قاضيا في العيينة وصار بينه وبين أميرها نزاع فانتقل
عنها إلى حريملاء سنة 1139 هجرية فقدم الشيخ محمد على أبيه في حريملاء بعد
انتقاله إليها سنة 1139 هجرية ، فيكون قدومه حريملاء في عام 1140 هـ أو
بعدها ، واستقر هناك ولم يزل مشتغلا بالعلم والتعليم والدعوة في حريملاء
حتى مات والده في عام 1153 هجرية ، واشتهر بالتقوى وصدق التدين، وأخذ يأمر
بالمعروف، وينهي عن المنكر، ويطالب الأمراء بتطبيق حدود الله، ومعاقبة
المجرمين الذين يعتدون على الناس بالسلب والنهب والإيذاء ،حتى تآمر عليه
بعض خصومه لقتله وللخلاص منه.
وعلم (محمد بن عبد الوهاب) بنيتهم وغدرهم، فرحل إلى بلدته (العيينة) ورحب
به أمير البلدة (عثمان بن محمد بن معمر) وأكرمه وقال له: قم فادع إلى الله
ونحن معك، فأخذ (محمد) يعلم الناس أمور دينهم، يدعوهم إلى الخير، ويأمرهم
بالمعروف، وينهاهم عن المنكر فهدم القبة المبنية في الجبلية .
قصة هدم القبة
يوم من الأيام قال الشيخ للأمير عثمان : دعنا نهدم قبة زيد بن الخطاب رضي
الله عنه فإنها أسست على غير هدى ، وأن الله جل وعلا لا يرضى بهذا العمل ،
والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن البناء على القبور ، واتخاذ المساجد
عليها ، وهذه القبة فتنت الناس وغيرت العقائد ، وحصل بها الشرك فيجب هدمها
، فقال الأمير عثمان لا مانع من ذلك ، فقال الشيخ : إني أخشى أن يثور لها
أهل الجبلية ، والجبلية قرية هناك قريبة من القبر ، فخرج عثمان ومعه جيش
يبلغون 600 مقاتل لهدم القبة ، ومعهم الشيخ رحمة الله عليه فلما قربوا من
القبة خرج أهل الجبلية لما سمعوا بذلك لينصروها ويحموها .
فلما رأوا الأمير عثمان ومن معه كفوا ورجعوا عن ذلك ، فباشر الشيخ هدمها لإزالتها فأزالها الله عز وجل على يديه رحمة الله عليه .
وقطع الأشجار التي كان يتوسل إليها الجهلة من الناس ، فاشتهر في بلدته
والقرى المجاورة، فجاء إليه الناس يستمعون إليه ويستفيدون من علمه الواسع،
وظل ينير لهم الطريق، ويدعوهم إلى طريق الحق والنور، وينصحهم بالبعد عن
طريق الظلمات، حتى أحبه الناس، والتفوا حوله، فقوي نفوذ (محمد بن عبد
الوهاب) وصار يحكم بين أتباعه وأنصاره بشرع الله.
وبلغ أمير الأحساء وتوابعها من بني خالد سليمان بن عريعر الخالدي أمر
الشيخ وأنه يدعو إلى الله وأنه يهدم القباب ، وأنه يقيم الحدود فعظم على
هذا البدوي أمر الشيخ ، لأن من عادة البادية إلا من هدى الله ، الإقدام
على الظلم ، وسفك الدماء ، ونهب الأموال ، وانتهاك الحرمات ، فخاف أن هذا
الشيخ يعظم أمره ويزيل سلطان الأمير البدوي ، فكتب إلى عثمان يتوعده
ويأمره أن يقتل هذا المطوع الذي عنده في العيينة ، وقال : إن المطوع الذي
عندكم بلغنا عنه كذا ، وكذا!! فإما أن تقتله ، وإما أن نقطع عنك خراجك
الذي عندنا!! وكان عنده للأمير عثمان خراج من الذهب ، فعظم على عثمان أمر
هذا الأمير ، وخاف إن عصاه أن يقطع عنه خراجه أو يحاربه ، فقال للشيخ : إن
هذا الأمير كتب إلينا كذا وكذا ، وأنه لا يحسن منا أن نقتلك وإنا نخاف هذا
الأمير ولا نستطيع محاربته ، فإذا رأيت أن تخرج عنا فعلت ، فقال له الشيخ
: إن الذي أدعو إليه هو دين الله وتحقيق كلمة لا إله إلا الله ، وتحقيق
شهادة أن محمدا رسول الله ، فمن تمسك بهذا الدين ونصره وصدق في ذلك نصره
الله وأيده و ولاه على بلاد أعدائه ، فإن صبرت واستقمت وقبلت هذا الخبر
فأبشر فسينصرك الله ويحميك من هذا البدوي وغيره ، وسوف يوليك الله بلاده
وعشيرته ، فقال : أيها الشيخ إنا لا نستطيع محاربته ، ولا صبر لنا على
مخالفته ، فخرج الشيخ عند ذلك وتحول من العيينة إلى بلاد الدرعية .
نصرة الإمام محمد بن سعود للشيخ محمد بن عبد الوهاب
انتقل محمد بن عبد الوهاب، إلى بلدة تسمى (الدرعية) جاء إليها ماشيا فيما
ذكروا حتى وصل إليها في آخر النهار ، وقد خرج من العيينة في أول النهار
ماشيا على الأقدام لم يرحله عثمان ، فدخل على شخص من خيارها في أعلى البلد
يقال له : محمد بن سويلم العريني فنزل عليه ، ويقال : إن هذا الرجل خاف من
نزوله عليه وضاقت به الأرض بما رحبت ، وخاف من أمير الدرعية محمد بن سعود
فطمأنه الشيخ وقال له : أبشر بخير ، وهذا الذي أدعو الناس إليه دين الله ،
وسوف يظهره الله ، فبلغ محمد بن سعود خبر الشيخ محمد ، ويقال :
إن الذي أخبره به زوجته وهي موضي بنت أبي وهطان من آل كثير و أخيه ثنيان،
جاء إليها بعض الصالحين وقال لها : أخبري محمدا بهذا الرجل ، وشجعيه على
قبول دعوته وحرضيه على مؤازرته ومساعدته وكانت امرأة صالحة طيبة ، فلما
دخل عليها محمد بن سعود أمير الدرعية وملحقاتها قالت له : أبشر بهذه
الغنيمة العظيمة! هذه غنيمة ساقها الله إليك ، رجل داعية يدعو إلى دين
الله ، ويدعو إلى كتاب الله ، يدعو إلى سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام
يا لها من غنيمة! بادر بقبوله وبادر بنصرته ، ولا تقف في ذلك أبدا ، فقبل
الأمير مشورتها ، ثم تردد هل يذهب إليه أو يدعوه إليه؟! فأشير عليه ويقال
: إن المرأة أيضا هي التي أشارت عليه مع جماعة من الصالحين وقالوا له : لا
ينبغي أن تدعوه إليك ، بل ينبغي أن تقصده في منزله ، وأن تقصده أنت وأن
تعظم العلم والداعي إلى الخير ، فأجاب إلى ذلك لما كتب الله له من السعادة
والخير رحمة الله عليه وأكرم الله مثواه، فسلم عليه وقال له: يا شيخ محمد
أبشر بالنصرة، وأبشر بالأمن وأبشر بالمساعدة، فقال له الشيخ: وأنت أبشر
بالنصرة والتمكين والعافية الحميدة، هذا دين الله، من نصره، نصره الله،
ومن أيده؛ أيده الله فقال:يا شيخ، سأبايعك على دين الله ورسوله، وعلى
الجهاد في سبيل الله، ولكنني أخشى إذا أيدناك ونصرناك وأظهرك الله على
أعداء الإسلام، أن تبتغي غير أرضنا، وأن تنتقل عنا إلى أرض أخرى، فقال: لا
أبايعك على هذا، أبايعك على أن الدم بالدم والهدم بالهدم لا أخرج من بلادك
أبدًا.
وتعاهد الأمير والشيخ على أن ينصرا دين الله، وظل الشيخ محمد يحاول إزالة
الخرافات والأباطيل التي لا يرضاها الإسلام، ومن ذلك ما انتشر في) نجد)
وما حولها من سحرة وكهنة يخدعون الناس، ويدعون أنهم يعلمون الغيب، كما
انتشر فيها بعض المجانين والمعتوهين الذين يدعون أنهم أولياء الله، بل وجد
بها من يعبد الأشجار والأحجار من دون الله عز وجل، فأخذ الشيخ (محمد)
يدعوهم بمساعدة الأمير )محمد بن سعود) إلى دين الله، ويلقي الدروس في
الفقه والتفسير والحديث .. وغير ذلك من العلوم النافعة، ويرسل إلى أمراء
البلدان المجاورة ينصحهم بالعمل بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه
وسلم- وبتطبيق شرع الله فازدادت شهرة الشيخ في كل بلاد الإسلام، وتأثر
بدعوته أناس كثيرون في الهند، ومصر، وأفغانستان والشام وغيرها، وتحمل
الشيخ الكثير من الأذى، وظل يجاهد في نصرة دين الله بلسانه أولاً، ثم
بسيفه لينصر الحق، ويبطل الباطل، وساعده أنصاره من آل سعود ، واستمر في
جهاده أكثر من خمسين عامًا يدعو إلى دين الله، فكان له فضل كبير في عودة
الناس إلى الالتزام بشرع الله، والبعد عن الباطل، والعودة إلى الحق،
فانتشر نور الله في الجزيرة العربية وما حولها وازدحمت المساجد بتدريس
كلام الله والسنة المطهرة .
مؤلفاته
أما عن مؤلفات الشيخ فهي كثيرة جداً نذكر بعضاً منها قام الشيخ رحمه الله
تعالى بتأليف عدد من الكتب والرسائل المهمة ، و قد امتازت مؤلفات الشيخ
رحمه الله بالأسلوب القرآني المحض و أدلته كلها مأخوذة من القرآن والسنة ،
و ذو أسلوب واضح لا يوجد فيه أي تعقيد ، إلا أن اللغة ليست عالية جداً كما
نشاهدها عند ابن تيمية (ت 728 هـ ) وابن القيم (ت 756 هـ) . و قد عرفنا من
مؤلفات الشيخ الكتب التالية :-
1- كتاب التوحيد : و هذه الرسالة هي من أشهر مؤلفاته ، و الاسم الكامل هذا
الكتاب هو : كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد . و ذكر فيه الشيخ
حقيقة التوحيد و حدوده ، و الشرك و مفاسده .
2- كتاب كشف الشبهات : ونستطيع أن نسميه تكملة لكتاب التوحيد ، والحقيقة
أن جميع كتب الشيخ تتعلق بالتوحيد و يمكن أن يقال أنها كلها تكملة لكتاب
التوحيد .
3- كتاب الأصول الثلاثة : و هي معرفة الرب ، و معرفة دين الإسلام ، و
معرفة الرسول ، و هذه هي الأصول الثلاثة التي وضحت في هذه الرسالة في
أسلوب جذاب .
4- كتاب شروط الصلاة و أركانها : و قد شرحت هذه الرسالة شروط الصلاة وهي :
الإسلام ، والعقل ، التميز ، رفع الحدث و إزالة النجاسة ، و ستر العورة و
دخول الوقت واستقبال القبلة ، والنية ، و ذكرت أركان الصلاة و واجباتها .
5- كتاب القواعد الأربع : حيث ذكر في هذه الرسالة بعض نواحي التوحيد على طريقة مؤثرة و سهلة .
6- كتاب أصول الإيمان : و بين أبواب مختلفة من الإيمان بالأحاديث ، و يظهر
من عبارة في البداية ، أن بعض أولاد الشيخ قد أضاف إليها ، و نصها : و قد
زاد فيه بعض أولاده زيادة حسنة .
7- كتاب فضل الإسلام : و قد وضح فيه مفاسد البدع و الشرك ، كما وضح شروط الإسلام .
8- كتاب الكبائر : ذكر فيه جميع أقسام الكبائر ، واحدة و احدة ، مفصلة في أبواب ، و قد دعمت الأبواب كلها بنصوص الكتاب والسنة .
9- كتاب نصيحة المسلمين : و هذا كتاب مستقل قد جمع فيه أحاديث تتعلق بجميع نواحي التعليمات الإسلامية .
10- كتاب ستة مواضع من السيرة : و هي رسالة مختصرة توضح ستة أحداث من السيرة النبوية ، والمواضع الستة هي :
أ - ابتداء نزول الوحي .
ب - تعليم التوحيد و الرد على الكفار .
ج- قصة تلك الغرانيق العلى .
د- ختام أبي طالب .
هـ منافع الهجرة و عظاتها .
و- قصة الارتداد بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .
11- كتاب تفسير الفاتحة : و هو تفسير موجز جداً لسورة الفاتحة .
12- كتاب مسائل الجاهلية : و ذكر فيه الشيخ مائة و إحدى و ثلاثين مسألة خالف الرسول صلى الله عليه وسلم فيها معتقدات أهل الجاهلية .
13- كتاب تفسير الشهادة : و هو تفسير لكلمة لا إله إلا الله ، و قد ذكر فيها أهمية التوحيد في أسلوب أخاذ و واضح .
14- كتاب تفسير لبعض سور القرآن : و هي مجموعة لبعض تعليقات الشيخ على
آيات و سور مختلفة من القرآن و قد استنبط عشرات من المسائل من آية واحدة ،
و هذه هي أهم مزاياها .
15- كتاب السيرة : و هو ملخص من كتاب السيرة لابن هشام .
16- الهدي النبوي : و هو ملخص لكتاب زاد المعاد للإمام ابن القيم رحمه الله .
أولاده
للشيخ محمد بن عبد الوهاب 5 أولاد مات منهم واحد في حياته هو الشيخ حسن
• الشيخ حسين بن محمد بن عبد الوهاب
• الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب
• الشيخ علي بن محمد بن عبد الوهاب
• الشيخ حسن بن محمد بن عبد الوهاب
• الشيخ إبراهيم بن محمد بن عبد الوهاب
وفاته
توفي الشيخ في عام 1206هـ،وكان للشيخ من العمر نحو اثنتين
وتسعين سنة ، وتوفي ولم يخلف ديناراً ولا درهماً ، فلم يوزع بين ورثته مال
ولم يقسم ، واستمر أبناؤه وأحفاده وتلاميذه وأنصاره في الدعوة والجهاد،
وتحذير الناس من البدع والخرافات، وما تزال دعوته لها أنصارها ومؤيدوها في
جزيرة العرب وما حولها.
Gafsi06-
- عدد المساهمات : 205
العمر : 113
المهنه : مهندس
نقاط تحت التجربة : 12058
تاريخ التسجيل : 14/07/2008
نور الايمان-
- عدد المساهمات : 1467
العمر : 39
المكان : الدار
المهنه : كي تلقو قولولي
الهوايه : مازلت مانعرفش
نقاط تحت التجربة : 13476
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
رد: الشيخ محمد بن عبد الوهاب
من هم أتباع هذه العقيدة اليوم
ياشيخ
نفعنا الله ببركتك
ياشيخ
نفعنا الله ببركتك
بوعلام-
- عدد المساهمات : 208
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 11748
تاريخ التسجيل : 03/02/2009
رد: الشيخ محمد بن عبد الوهاب
:rendeer:
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
حواء-
- عدد المساهمات : 2558
العمر : 50
نقاط تحت التجربة : 14078
تاريخ التسجيل : 11/04/2008
رد: الشيخ محمد بن عبد الوهاب
من هم أتباع هذه العقيدة اليوم
ياشيخ
نفعنا الله ببركتك
لا أحد أتباع هذا الشيخ .... الكل أتباع رسول الله
و لكن ثبت في صحيح السنه أن الله يبعث على رأس كل 100 سنة من يجدد لهذه الامة أمور دينها
و الشيخ من هؤلاء .... رحمه الله رحمةً واسعة
ibn_al_sa7aba-
- عدد المساهمات : 2987
العمر : 41
نقاط تحت التجربة : 14433
تاريخ التسجيل : 07/05/2007
رد: الشيخ محمد بن عبد الوهاب
يا شيخ
بربي الحوثيين متع اليمن
و حكام السعودية
و جماعة دولة العراق الإسلامية تابعينة و إلا لا
؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بربي الحوثيين متع اليمن
و حكام السعودية
و جماعة دولة العراق الإسلامية تابعينة و إلا لا
؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بوعلام-
- عدد المساهمات : 208
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 11748
تاريخ التسجيل : 03/02/2009
رد: الشيخ محمد بن عبد الوهاب
يا شيخ
بربي الحوثيين متع اليمن
و حكام السعودية
و جماعة دولة العراق الإسلامية تابعينة و إلا لا
؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ألا تضن أن طريقتك في الكتابة مفضوحة يا .................
اكتب باسمك المعروف
إن لم تستحي فإصنع ما شئت
ibn_al_sa7aba-
- عدد المساهمات : 2987
العمر : 41
نقاط تحت التجربة : 14433
تاريخ التسجيل : 07/05/2007
رد: الشيخ محمد بن عبد الوهاب
لله يسامحك و يهديك يا راجل
و تذكر قوله تعالى
يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا
كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن
يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم
ياايها الذين امنوا اذا تناجيتم فلا تتناجوا بالاثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوي واتقوا الله الذي اليه تحشرون
و تذكر قوله تعالى
يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا
كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن
يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم
ياايها الذين امنوا اذا تناجيتم فلا تتناجوا بالاثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوي واتقوا الله الذي اليه تحشرون
بوعلام-
- عدد المساهمات : 208
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 11748
تاريخ التسجيل : 03/02/2009
رد: الشيخ محمد بن عبد الوهاب
السلام عليكم
إن طرحي لهذا الموضوع هو من باب تعريف الأمة و خاصة شبابها بتاريخها و علمائها و مفكريها...حتى تتمسك بهويتها الإسلامية وتبتعد عن التقليد الأعمى و لإزالة بعض الشبهات .
فالرجاء من الأعضاء الكرام تجنب الوقوع في الخلاف و الفتنة
إن طرحي لهذا الموضوع هو من باب تعريف الأمة و خاصة شبابها بتاريخها و علمائها و مفكريها...حتى تتمسك بهويتها الإسلامية وتبتعد عن التقليد الأعمى و لإزالة بعض الشبهات .
فالرجاء من الأعضاء الكرام تجنب الوقوع في الخلاف و الفتنة
Gafsi06-
- عدد المساهمات : 205
العمر : 113
المهنه : مهندس
نقاط تحت التجربة : 12058
تاريخ التسجيل : 14/07/2008
رد: الشيخ محمد بن عبد الوهاب
و إجابة عن سؤالك فأقول:
1- هذه ليست عقيدة وإنما هو تعريف بسيرة الشيخ التي كانت تدرس في وقت مضى في المدارس التونسية.
2- أنا لست شيخا لا بمفهوم العلم و لا بمفهوم السن.
3- إن الله ينفعك بعملك الصالح.
4-إن سألوك عن شيخك فقل: شيخي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن سألوك عن جماعتك فقل:هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ :وإن سألوك عن منهجك فقل: الكتاب والسنة بفهم سلف الامة، وإن سألوك عن بيتك فقل: إن بيوت الله في الأرض المساجد
1- هذه ليست عقيدة وإنما هو تعريف بسيرة الشيخ التي كانت تدرس في وقت مضى في المدارس التونسية.
2- أنا لست شيخا لا بمفهوم العلم و لا بمفهوم السن.
3- إن الله ينفعك بعملك الصالح.
4-إن سألوك عن شيخك فقل: شيخي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن سألوك عن جماعتك فقل:هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ :وإن سألوك عن منهجك فقل: الكتاب والسنة بفهم سلف الامة، وإن سألوك عن بيتك فقل: إن بيوت الله في الأرض المساجد
Gafsi06-
- عدد المساهمات : 205
العمر : 113
المهنه : مهندس
نقاط تحت التجربة : 12058
تاريخ التسجيل : 14/07/2008
رد: الشيخ محمد بن عبد الوهاب
Gafsi06 كتب:السلام عليكم
إن طرحي لهذا الموضوع هو من باب تعريف الأمة و خاصة شبابها بتاريخها و علمائها و مفكريها...حتى تتمسك بهويتها الإسلامية وتبتعد عن التقليد الأعمى و لإزالة بعض الشبهات .
فالرجاء من الأعضاء الكرام تجنب الوقوع في الخلاف و الفتنة
يرحم الله والديك في الدنيا و في الآخرة
و الله يهدي و يسامح عباده الظالمين و المفترين
و الله يهدي و يسامح عباده الظالمين و المفترين
بوعلام-
- عدد المساهمات : 208
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 11748
تاريخ التسجيل : 03/02/2009
Gafsi06-
- عدد المساهمات : 205
العمر : 113
المهنه : مهندس
نقاط تحت التجربة : 12058
تاريخ التسجيل : 14/07/2008
مواضيع مماثلة
» فصل الخطاب حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -
» رسالة مفتي الديار التونسية في الرد على(الشيخ )محمد عبد الوهاب
» رسالة تشنيع على محمد بن عبد الوهاب
» الشيخ الروحانى لجلب الحبيب الشيخ الروحاني محمد الريان00201204337391
» الشيخ روحانى لعلاج العانس الشيخ الروحانى محمد الريان00201204337391
» رسالة مفتي الديار التونسية في الرد على(الشيخ )محمد عبد الوهاب
» رسالة تشنيع على محمد بن عبد الوهاب
» الشيخ الروحانى لجلب الحبيب الشيخ الروحاني محمد الريان00201204337391
» الشيخ روحانى لعلاج العانس الشيخ الروحانى محمد الريان00201204337391
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى