دراسة في السيرة النبوية
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
دراسة في السيرة النبوية
بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمد لله رب العالمين ،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما
علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ،
وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً ، وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا
اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك
الصالحين .
أيها
الإخوة الكرام ؛ في دروسٍ سابقة تحدَّثنا عن التابعين رضوان الله تعالى عليهم
أجمعين ، وفي عشرين درساً تحدَّثنا عن عشرين تابعياً ، حيث عُرضت جوانب من شخصياتهم
، ومن مواقفهم ، ومن سموِّهم ، وقبلها كان الموضوع حول الخلفاء الراشدين ، وقبل
الخلفاء الراشدين كان الموضوع حول صحابة رسول الله .
والآن
ننتقل إلى نوعٍ جديد من ألوان السيرة النبويَّة ، ألا وهي شمائل النبي صلى الله
عليه وسلَّم .
وقبل كل
شيء يمكن أن نتناول حياة النبي بحسب التسلسل الزمني ، وهذا هو المنهج عند أكثر
كُتَّاب السيرة ، وهناك منهجٌ آخر ، وهو أن نتناول من شخصية النبي جوانبه
المتعدِّدة ؛ رحمته ، وعلمه ، وأخلاقه ، وحلمه ، وشجاعته ، وعفوه ، وما إلى ذلك ،
لذلك نبدأ الدرس الأول من دروس شمائل النبي صلى الله عليه وسلَّم ، وقبل أن ننتقل
إلى شمائله واحدةً واحدة لابدَّ من مقدِّمةٍ دقيقةٍ حول وجوب دراسة سيرة النبي ،
ودراسة شمائله ، وما الدليل على ذلك ؟
إخواننا الكرام ؛ ما من حركةٍ يتحرَّكها الإنسان إلا ولها حكمٌ شرعي ؛ إما أنها فرض
، وإما أنها واجب ، وإما أنها سُنَّة ، وإما أنها مباحة ، أو مكروهة كراهة
تنزيهيَّة ، أو كراهة تحريميَّة ، وإما أنها حرام ، فالمؤمن أيَّة حركةٍ يتحرَّكها
ينبغي له أن يعرف حكم الشرع فيها ، يا ترى قراءة سنة النبي ، وسيرته ، وحضور هذا
المجلس ، يا ترى مباح ، أم واجب ،أم مستحب ، أم فرض ؟ وما الحكم الشرعي في معرفة
سُنَّةِ النبي ؟
وإذا
قلنا : سنة النبي ، فيجب أن تعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلَّم له أقوال ،
وأفعال ، وإقرار ، فإذا حصل شيء أمامه ، وبقي ساكتاً فهذا صحيح ، لأن النبي مشرِّع
، وسكوت النبي دليل إقراره لما يجري .
عَنْ
أُمِّ الْعَلَاءِ وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِمْ بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : ((طَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ
مَظْعُونٍ فِي السُّكْنَى حِينَ اقْتَرَعَتْ الْأَنْصَارُ عَلَى سُكْنَى
الْمُهَاجِرِينَ فَاشْتَكَى فَمَرَّضْنَاهُ حَتَّى تُوُفِّيَ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ فِي
أَثْوَابِهِ فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقُلْتُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ
أَكْرَمَكَ اللَّهُ قَالَ وَمَا يُدْرِيكِ قُلْتُ لَا أَدْرِي وَاللَّهِ قَالَ
أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ مِنْ
اللَّهِ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا
بِكُمْ قَالَتْ أُمُّ الْعَلَاءِ فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ
قَالَتْ وَرَأَيْتُ لِعُثْمَانَ فِي النَّوْمِ عَيْنًا تَجْرِي فَجِئْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ ذَاكِ
عَمَلُهُ يَجْرِي لَهُ)) .
( البخاري)
إذاً
النبي عليه الصلاة والسلام أقواله ، وأفعاله ، وإقراره سُنَّة ، فيا ترى معرفة سنة
النبي في أقواله وأفعاله وإقراره ، وصفاته ، مجموع هذه الأشياء اسمها سُنة النبي
عليه الصلاة والسلام ، ويا ترى الحكم الشرعي هل من المستحب أن نقرأها ، أو أن نستمع
إليها ، أم أنه واجب ، أم أنه فرض ؟ سأبيِّن لكم في هذا الدرس أن معرفة سُنة النبي
صلى الله عليه وسلَّم بكل أنواعها من أقوالٍ ، وأفعالٍ ، وإقرارٍ ، وصفات فرض عين
.
الآن
إذا قلنا : فرض ، فما معنى الفرض ؟ أي يعاقب تاركه ، ويثاب فاعله ، والفرض له
أدلَّة في القرآن الكريم ، فما الدليل على أن معرفة سنة النبي فرض ؟ والفرض نوعان
كما تعلمون ؛ فرض عين ، وفرض كفاية ، فلو فرضنا أنّ مؤمنين مسلمين في بلد يفتقرون
جميعاً إلى اختصاص معيَّن ، وتعلُّم هذا الاختصاص فرض كفاية ، إذا قام به البعض سقط
عن الكُل ، فعلم المواريث فرض كفاية ، يكفي الشام خمسة علماء مواريث ، وعلم التجويد
فرض كفاية ـ والتبحُّر في علم التجويد ـ لكن تلاوة القرآن تلاوةً صحيحة فرض عين ،
لقوله تعالى :
( سورة المزمل
)
( سورة البقرة : من الآية
" 121 " )
لكن
التبحُّر في علم التجويد فرض كفاية ، إذا قام به البعض سقط عن الكُل ، فالفرض له
مرتبتان ؛ فرض كفاية وفرض عين ، وستفاجؤون أن معرفة سنة النبي صلى الله عليه وسلَّم
بكل أنواعها ؛ أقوال ، وأفعال ، وإقرار ، وصفات فرض عينٍ على كل مسلم ، والآن
طالبوني بالدليل ؟ يقول الله سبحانه وتعالى :
( سورة الحجرات : من
الآية " 7 " )
واعلموا أن هذا الذي يدعوكم إلى طاعة الله هو رسول الله ، يا ترى إذا قال
الإنسان : هذا رسول الله ، فهل انتهى العلم ؟ وهذا ليس علماً ، هذه إشارة ، وهذا
تقليد ، وثمة فرقٌ كبير بين التقليد وبين العلم ، والله عزَّ وجل قال :
( سورة محمد : من الآية
" 19 " )
هل
يكفي أن تردِّدها ؟ لا ، لا يكفي ، وهل يكفي أن تشهد أنه لا إله إلا الله ، ولا
تعلم فحواها ومضمونها ؟ لا يكفي ، إذا قال الله عزَّ وجل :
ينبغي
أن يكون علمك يقينياً مع الدليل الإجمالي والتفصيلي ، وبإمكانك أن تردَّ الشبهات ،
فما معنى العلم ؟ العالِم يعرف الحقيقة ، ويعرف البرهان عليها ، ويستطيع أن يردَّ
الشبهات التي تُطرح فيها ، فهذا العالم ، وقياساً على :
يقول
الله عزَّ وجل :
( سورة الحجرات : من
الآية " 7 " )
علم ،
والعلم يقتضي البحث ، والدرس ، والتأمُّل ، والأدلَّة ، والبراهين ، والقدرة على رد
الشبهات ، وهناك آلاف الشبهات يطرحها أعداء الإسلام على النبي عليه الصلاة والسلام
، ومن هذه الشبهات أنه مزواج يحب النساء ، فهل عندك القدرة على أن ترد هذه الشبهة
عن النبي صلى الله عليه وسلَّم ؟
لقد
تزوَّج السيدة خديجة ، وهي أكبر منه بخمسة عشرَ عاماً ، وعاش معها ربع قرن ، ولم
يفكِّر في امرأةٍ أخرى ، فلو أنه كان مزواجاً -كما يقولون - أو يحب النساء لاختار
من أجمل فتيات قريش ، وهو من أرومتها عليه الصلاة والسلام ، إذاً قوله تعالى
:
( سورة الحجرات : من
الآية " 7 " )
وهذا
دليل أن معرفة رسول الله فرض عين على كل مسلم ، فيجب أن يحصل لك العلم ، والعلم لا
شك ، ولا وهم ، ولا ظن ، ولا تقليد فيه ، فعلاقةٌ بين شيئين مقطوعٌ بصحَّتها عليها
دليل يطابق الواقع ، فإن لم تطابق الواقع فهي الجَهل ،و إن لم يكن عليها دليل فهي
التقليد ، وإن لم يكن مقطوعاً بها فهي الشك ، والوهم ، والظن ، وهذا العلم ، فإذاً
لابدَّ من معرفة رسول الله معرفةً يقينيَّة ، حيث إن كل خليَّةٍ في جسمك تؤمن أن
هذا الإنسان رسول الله .
الرحيم
الحمد لله رب العالمين ،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما
علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ،
وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً ، وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا
اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك
الصالحين .
أيها
الإخوة الكرام ؛ في دروسٍ سابقة تحدَّثنا عن التابعين رضوان الله تعالى عليهم
أجمعين ، وفي عشرين درساً تحدَّثنا عن عشرين تابعياً ، حيث عُرضت جوانب من شخصياتهم
، ومن مواقفهم ، ومن سموِّهم ، وقبلها كان الموضوع حول الخلفاء الراشدين ، وقبل
الخلفاء الراشدين كان الموضوع حول صحابة رسول الله .
والآن
ننتقل إلى نوعٍ جديد من ألوان السيرة النبويَّة ، ألا وهي شمائل النبي صلى الله
عليه وسلَّم .
وقبل كل
شيء يمكن أن نتناول حياة النبي بحسب التسلسل الزمني ، وهذا هو المنهج عند أكثر
كُتَّاب السيرة ، وهناك منهجٌ آخر ، وهو أن نتناول من شخصية النبي جوانبه
المتعدِّدة ؛ رحمته ، وعلمه ، وأخلاقه ، وحلمه ، وشجاعته ، وعفوه ، وما إلى ذلك ،
لذلك نبدأ الدرس الأول من دروس شمائل النبي صلى الله عليه وسلَّم ، وقبل أن ننتقل
إلى شمائله واحدةً واحدة لابدَّ من مقدِّمةٍ دقيقةٍ حول وجوب دراسة سيرة النبي ،
ودراسة شمائله ، وما الدليل على ذلك ؟
إخواننا الكرام ؛ ما من حركةٍ يتحرَّكها الإنسان إلا ولها حكمٌ شرعي ؛ إما أنها فرض
، وإما أنها واجب ، وإما أنها سُنَّة ، وإما أنها مباحة ، أو مكروهة كراهة
تنزيهيَّة ، أو كراهة تحريميَّة ، وإما أنها حرام ، فالمؤمن أيَّة حركةٍ يتحرَّكها
ينبغي له أن يعرف حكم الشرع فيها ، يا ترى قراءة سنة النبي ، وسيرته ، وحضور هذا
المجلس ، يا ترى مباح ، أم واجب ،أم مستحب ، أم فرض ؟ وما الحكم الشرعي في معرفة
سُنَّةِ النبي ؟
وإذا
قلنا : سنة النبي ، فيجب أن تعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلَّم له أقوال ،
وأفعال ، وإقرار ، فإذا حصل شيء أمامه ، وبقي ساكتاً فهذا صحيح ، لأن النبي مشرِّع
، وسكوت النبي دليل إقراره لما يجري .
عَنْ
أُمِّ الْعَلَاءِ وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِمْ بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : ((طَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ
مَظْعُونٍ فِي السُّكْنَى حِينَ اقْتَرَعَتْ الْأَنْصَارُ عَلَى سُكْنَى
الْمُهَاجِرِينَ فَاشْتَكَى فَمَرَّضْنَاهُ حَتَّى تُوُفِّيَ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ فِي
أَثْوَابِهِ فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقُلْتُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ
أَكْرَمَكَ اللَّهُ قَالَ وَمَا يُدْرِيكِ قُلْتُ لَا أَدْرِي وَاللَّهِ قَالَ
أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ مِنْ
اللَّهِ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا
بِكُمْ قَالَتْ أُمُّ الْعَلَاءِ فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ
قَالَتْ وَرَأَيْتُ لِعُثْمَانَ فِي النَّوْمِ عَيْنًا تَجْرِي فَجِئْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ ذَاكِ
عَمَلُهُ يَجْرِي لَهُ)) .
( البخاري)
إذاً
النبي عليه الصلاة والسلام أقواله ، وأفعاله ، وإقراره سُنَّة ، فيا ترى معرفة سنة
النبي في أقواله وأفعاله وإقراره ، وصفاته ، مجموع هذه الأشياء اسمها سُنة النبي
عليه الصلاة والسلام ، ويا ترى الحكم الشرعي هل من المستحب أن نقرأها ، أو أن نستمع
إليها ، أم أنه واجب ، أم أنه فرض ؟ سأبيِّن لكم في هذا الدرس أن معرفة سُنة النبي
صلى الله عليه وسلَّم بكل أنواعها من أقوالٍ ، وأفعالٍ ، وإقرارٍ ، وصفات فرض عين
.
الآن
إذا قلنا : فرض ، فما معنى الفرض ؟ أي يعاقب تاركه ، ويثاب فاعله ، والفرض له
أدلَّة في القرآن الكريم ، فما الدليل على أن معرفة سنة النبي فرض ؟ والفرض نوعان
كما تعلمون ؛ فرض عين ، وفرض كفاية ، فلو فرضنا أنّ مؤمنين مسلمين في بلد يفتقرون
جميعاً إلى اختصاص معيَّن ، وتعلُّم هذا الاختصاص فرض كفاية ، إذا قام به البعض سقط
عن الكُل ، فعلم المواريث فرض كفاية ، يكفي الشام خمسة علماء مواريث ، وعلم التجويد
فرض كفاية ـ والتبحُّر في علم التجويد ـ لكن تلاوة القرآن تلاوةً صحيحة فرض عين ،
لقوله تعالى :
( سورة المزمل
)
( سورة البقرة : من الآية
" 121 " )
لكن
التبحُّر في علم التجويد فرض كفاية ، إذا قام به البعض سقط عن الكُل ، فالفرض له
مرتبتان ؛ فرض كفاية وفرض عين ، وستفاجؤون أن معرفة سنة النبي صلى الله عليه وسلَّم
بكل أنواعها ؛ أقوال ، وأفعال ، وإقرار ، وصفات فرض عينٍ على كل مسلم ، والآن
طالبوني بالدليل ؟ يقول الله سبحانه وتعالى :
( سورة الحجرات : من
الآية " 7 " )
واعلموا أن هذا الذي يدعوكم إلى طاعة الله هو رسول الله ، يا ترى إذا قال
الإنسان : هذا رسول الله ، فهل انتهى العلم ؟ وهذا ليس علماً ، هذه إشارة ، وهذا
تقليد ، وثمة فرقٌ كبير بين التقليد وبين العلم ، والله عزَّ وجل قال :
( سورة محمد : من الآية
" 19 " )
هل
يكفي أن تردِّدها ؟ لا ، لا يكفي ، وهل يكفي أن تشهد أنه لا إله إلا الله ، ولا
تعلم فحواها ومضمونها ؟ لا يكفي ، إذا قال الله عزَّ وجل :
ينبغي
أن يكون علمك يقينياً مع الدليل الإجمالي والتفصيلي ، وبإمكانك أن تردَّ الشبهات ،
فما معنى العلم ؟ العالِم يعرف الحقيقة ، ويعرف البرهان عليها ، ويستطيع أن يردَّ
الشبهات التي تُطرح فيها ، فهذا العالم ، وقياساً على :
يقول
الله عزَّ وجل :
( سورة الحجرات : من
الآية " 7 " )
علم ،
والعلم يقتضي البحث ، والدرس ، والتأمُّل ، والأدلَّة ، والبراهين ، والقدرة على رد
الشبهات ، وهناك آلاف الشبهات يطرحها أعداء الإسلام على النبي عليه الصلاة والسلام
، ومن هذه الشبهات أنه مزواج يحب النساء ، فهل عندك القدرة على أن ترد هذه الشبهة
عن النبي صلى الله عليه وسلَّم ؟
لقد
تزوَّج السيدة خديجة ، وهي أكبر منه بخمسة عشرَ عاماً ، وعاش معها ربع قرن ، ولم
يفكِّر في امرأةٍ أخرى ، فلو أنه كان مزواجاً -كما يقولون - أو يحب النساء لاختار
من أجمل فتيات قريش ، وهو من أرومتها عليه الصلاة والسلام ، إذاً قوله تعالى
:
( سورة الحجرات : من
الآية " 7 " )
وهذا
دليل أن معرفة رسول الله فرض عين على كل مسلم ، فيجب أن يحصل لك العلم ، والعلم لا
شك ، ولا وهم ، ولا ظن ، ولا تقليد فيه ، فعلاقةٌ بين شيئين مقطوعٌ بصحَّتها عليها
دليل يطابق الواقع ، فإن لم تطابق الواقع فهي الجَهل ،و إن لم يكن عليها دليل فهي
التقليد ، وإن لم يكن مقطوعاً بها فهي الشك ، والوهم ، والظن ، وهذا العلم ، فإذاً
لابدَّ من معرفة رسول الله معرفةً يقينيَّة ، حيث إن كل خليَّةٍ في جسمك تؤمن أن
هذا الإنسان رسول الله .
حنان-
- عدد المساهمات : 2113
العمر : 36
المكان : مجاز الباب باجة
المهنه : متزوجة
الهوايه : نقش الحناء
نقاط تحت التجربة : 13860
تاريخ التسجيل : 04/06/2008
رد: دراسة في السيرة النبوية
هناك افتراءات كثيرة كقولهم : هذا الإنسان عبقري ، لا ليس عبقرياً ، بل هو نبي
ورسول ، ذكي ، لا ، هو ذكي ولكن هذا الوصف لا يليق به ، يليق به أنه رسول الله يوحى
إليه ، فالأجانب دائماً يريدون أن يخلعوا عن النبي صفة النبوَّة والرسالة ، وأن
يصبغوه بصفة الإصلاح ـ مصلح كبير ، عبقري ، شخصيَّة فذَّة ـ هذا كله لا نقبله ، إنه
عبدٌ من عباد الله سبق الخلق طُرًّا ، وكان في قمة البشريَّة معرفةً ، وطاعةً ،
وإنابةً وإقبالاً ، فاصطفاه الله على علم ، وجعله سيِّد الخلق ، فعَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ((إِذَا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ
مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا
مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ
وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ
الشَّفَاعَةُ)).
( رواه مسلم )
الآن
الدليل الآخر على أن معرفة النبي صلى الله عليه وسلم فرض عين قوله تعالى
:
( سورة المؤمنون
)
هذا
دليل ثانٍ ، فالله عزَّ وجل يحضُّنا بهذه الصيغة ، الأولى : واعلموا ، فعل
أمر ، وكل فعل أمرٍ يقتضي الوجوب ، أما الدليل الثاني :
هناك
حضٌ على معرفة سيرة النبي عليه الصلاة والسلام .
والدليل
الثالث ، يقول الله عزَّ وجل :
( سورة التغابن
)
فالنور
الذي أنزلنا هو القرآن الكريم ، إذاً الله عزَّ وجل يأمرنا أن نؤمن به ، وأن نؤمن
برسوله ، وأن نؤمن بكتابه .
وشيء
خطير أقوله لكم : العقل البشري ضمن إمكانيته أن يوصلك إلى الله ، وإلى كتابه ، وإلى
رسوله ، بالعقل ؛ أن تؤمن بالله من خلال هذا الكون الذي هو مظهرٌ لأسماء الله
الحسنى ، أن تؤمن بكتاب الله من خلال إعجازه ؛ الإعجاز العلمي ، والبياني ،
والإخباري ، والتشريعي، والتربوي ، الإعجاز هو أكبر دليل على أن هذا الكلام كلام
الله .
هناك
إعجاز إخباري ، وفي القرآن غيب الماضي ، وغيب الحاضر ، وغيب المستقبل ، وإعجاز علمي
، و سمَّاه العلماء : ( السبق العلمي ) ، أي إن القرآن أشار إلى حقائق ما كان
يعرفها أحدٌ إلى الآن ، هذه الحقائق يستحيل على البشر الذين كانوا مع النبي صلى
الله عليه وسلَّم أن يصلوا إليها ، فأنت تؤمن بالقرآن من خلال الإعجاز ، وتؤمن
بالنبي من خلال القرآن ، فالذي جاء بهذا القرآن المُعجز هو رسول الله ، إذاً عندما
قال ربنا:
( سورة التغابن : من
الآية " 8 " )
أي
أنتم مؤهَّلون بعقولكم أن تؤمنوا بالله وكتابه ورسوله ، وهذا دليل ثالث .
وعندنا
دليل رابع :
( سورة هود : من الآية "
120 " )
فالنبي
عليه الصلاة والسلام حينما يقصُّ الله عليه من أنباء الرسل ، جميع الرسل دونه ، وهو
في قمَّتهم ، يثبتُ قلبه بأنبائهم ، فكيف بقلوبنا إذا تُلِيَت عليها أنباء النبي
عليه الصلاة والسلام؟
الدليل
الخامس :
( سورة سبأ : من الآية "
46 " )
إذاً
الله عزَّ وجل يعظنا أن نجتمع ، ونتدارس فحوى دعوة النبي .
الدليل
الأول :
( سورة الحجرات : من
الآية " 7 " )
والدليل
الثاني :
( سورة المؤمنون
)
والدليل
الثالث :
( سورة التغابن : من
الآية " 8 " )
والدليل
الرابع :
( سورة هود : من الآية "
120 " )
هذا
أسلوب خبري .
والدليل الخامس :
( سورة سبأ : من الآية "
46 " )
وهذا
النبي عليه الصلاة والسلام رعاه الله عزَّ وجل رعايةً مباشرة ..
( سورة الضحى
)
وتولَّى الله تعليمه ، وكل إنسان دخل جامعة ، وتخرَّج منها يزهو بها ، ويفتخر ،
ولاسيما إن كانت هذه الجامعة عريقة ، ويقول لك : أنا خريج السوربون ، فلان معه
مثلاً بورد ، وكل إنسان يزهو بجامعته التي علَّمته ، بل ربَّما يزهو بالأساتذة
الكبار الذين علَّموه ، فإذا زها كل عالمٍ بأستاذٍ من بني البشر ، ألا يحق للنبي
عليه الصلاة والسلام أن يزهو بأن الله خالق الأكوان هو الذي علَّمه ؟
( سورة النجم
)
ألا
يحق لهذا النبي العظيم أن يزهو أنه أُمِّي ؟ والأميَّة في حقِّه كمال ، لأن الله
سبحانه وتعالى حجزه عن ثقافات العصر ، وجعل علمه خالصاً من الله عزَّ وجل ، فإذا
تكلَّم لم ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحيٌ يوحى ، وعندما يدرس الإنسان كثيرًا ،
وتكون له ثقافة واسعة ، يتكلَّم أحيانًا كلامًا فينزلق إلى عرض ثقافته ، وقد تكون
كلماته غير صحيحة ، أو لم يتحقَّق منها ، أو تفتقر إلى البُرهان ، لكنه قرأها وهي
طريفة ، فالإنسان إذا أراد أن يتكلَّم من ثقافته فإنه يخطئ ويُصيب ، ولكن النبي
عليه الصلاة والسلام كلُّ الذي قاله لأمَّته وحيٌ يوحى ، ولهذا علماء الأصول قالوا
: هناك وحيٌ متلو هو القرآن ، ووحيٌ غير متلو هو السُنَّة .
ورسول ، ذكي ، لا ، هو ذكي ولكن هذا الوصف لا يليق به ، يليق به أنه رسول الله يوحى
إليه ، فالأجانب دائماً يريدون أن يخلعوا عن النبي صفة النبوَّة والرسالة ، وأن
يصبغوه بصفة الإصلاح ـ مصلح كبير ، عبقري ، شخصيَّة فذَّة ـ هذا كله لا نقبله ، إنه
عبدٌ من عباد الله سبق الخلق طُرًّا ، وكان في قمة البشريَّة معرفةً ، وطاعةً ،
وإنابةً وإقبالاً ، فاصطفاه الله على علم ، وجعله سيِّد الخلق ، فعَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ((إِذَا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ
مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا
مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ
وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ
الشَّفَاعَةُ)).
( رواه مسلم )
الآن
الدليل الآخر على أن معرفة النبي صلى الله عليه وسلم فرض عين قوله تعالى
:
( سورة المؤمنون
)
هذا
دليل ثانٍ ، فالله عزَّ وجل يحضُّنا بهذه الصيغة ، الأولى : واعلموا ، فعل
أمر ، وكل فعل أمرٍ يقتضي الوجوب ، أما الدليل الثاني :
هناك
حضٌ على معرفة سيرة النبي عليه الصلاة والسلام .
والدليل
الثالث ، يقول الله عزَّ وجل :
( سورة التغابن
)
فالنور
الذي أنزلنا هو القرآن الكريم ، إذاً الله عزَّ وجل يأمرنا أن نؤمن به ، وأن نؤمن
برسوله ، وأن نؤمن بكتابه .
وشيء
خطير أقوله لكم : العقل البشري ضمن إمكانيته أن يوصلك إلى الله ، وإلى كتابه ، وإلى
رسوله ، بالعقل ؛ أن تؤمن بالله من خلال هذا الكون الذي هو مظهرٌ لأسماء الله
الحسنى ، أن تؤمن بكتاب الله من خلال إعجازه ؛ الإعجاز العلمي ، والبياني ،
والإخباري ، والتشريعي، والتربوي ، الإعجاز هو أكبر دليل على أن هذا الكلام كلام
الله .
هناك
إعجاز إخباري ، وفي القرآن غيب الماضي ، وغيب الحاضر ، وغيب المستقبل ، وإعجاز علمي
، و سمَّاه العلماء : ( السبق العلمي ) ، أي إن القرآن أشار إلى حقائق ما كان
يعرفها أحدٌ إلى الآن ، هذه الحقائق يستحيل على البشر الذين كانوا مع النبي صلى
الله عليه وسلَّم أن يصلوا إليها ، فأنت تؤمن بالقرآن من خلال الإعجاز ، وتؤمن
بالنبي من خلال القرآن ، فالذي جاء بهذا القرآن المُعجز هو رسول الله ، إذاً عندما
قال ربنا:
( سورة التغابن : من
الآية " 8 " )
أي
أنتم مؤهَّلون بعقولكم أن تؤمنوا بالله وكتابه ورسوله ، وهذا دليل ثالث .
وعندنا
دليل رابع :
( سورة هود : من الآية "
120 " )
فالنبي
عليه الصلاة والسلام حينما يقصُّ الله عليه من أنباء الرسل ، جميع الرسل دونه ، وهو
في قمَّتهم ، يثبتُ قلبه بأنبائهم ، فكيف بقلوبنا إذا تُلِيَت عليها أنباء النبي
عليه الصلاة والسلام؟
الدليل
الخامس :
( سورة سبأ : من الآية "
46 " )
إذاً
الله عزَّ وجل يعظنا أن نجتمع ، ونتدارس فحوى دعوة النبي .
الدليل
الأول :
( سورة الحجرات : من
الآية " 7 " )
والدليل
الثاني :
( سورة المؤمنون
)
والدليل
الثالث :
( سورة التغابن : من
الآية " 8 " )
والدليل
الرابع :
( سورة هود : من الآية "
120 " )
هذا
أسلوب خبري .
والدليل الخامس :
( سورة سبأ : من الآية "
46 " )
وهذا
النبي عليه الصلاة والسلام رعاه الله عزَّ وجل رعايةً مباشرة ..
( سورة الضحى
)
وتولَّى الله تعليمه ، وكل إنسان دخل جامعة ، وتخرَّج منها يزهو بها ، ويفتخر ،
ولاسيما إن كانت هذه الجامعة عريقة ، ويقول لك : أنا خريج السوربون ، فلان معه
مثلاً بورد ، وكل إنسان يزهو بجامعته التي علَّمته ، بل ربَّما يزهو بالأساتذة
الكبار الذين علَّموه ، فإذا زها كل عالمٍ بأستاذٍ من بني البشر ، ألا يحق للنبي
عليه الصلاة والسلام أن يزهو بأن الله خالق الأكوان هو الذي علَّمه ؟
( سورة النجم
)
ألا
يحق لهذا النبي العظيم أن يزهو أنه أُمِّي ؟ والأميَّة في حقِّه كمال ، لأن الله
سبحانه وتعالى حجزه عن ثقافات العصر ، وجعل علمه خالصاً من الله عزَّ وجل ، فإذا
تكلَّم لم ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحيٌ يوحى ، وعندما يدرس الإنسان كثيرًا ،
وتكون له ثقافة واسعة ، يتكلَّم أحيانًا كلامًا فينزلق إلى عرض ثقافته ، وقد تكون
كلماته غير صحيحة ، أو لم يتحقَّق منها ، أو تفتقر إلى البُرهان ، لكنه قرأها وهي
طريفة ، فالإنسان إذا أراد أن يتكلَّم من ثقافته فإنه يخطئ ويُصيب ، ولكن النبي
عليه الصلاة والسلام كلُّ الذي قاله لأمَّته وحيٌ يوحى ، ولهذا علماء الأصول قالوا
: هناك وحيٌ متلو هو القرآن ، ووحيٌ غير متلو هو السُنَّة .
حنان-
- عدد المساهمات : 2113
العمر : 36
المكان : مجاز الباب باجة
المهنه : متزوجة
الهوايه : نقش الحناء
نقاط تحت التجربة : 13860
تاريخ التسجيل : 04/06/2008
رد: دراسة في السيرة النبوية
( سورة النجم
)
ألا
يحق لهذا النبي العظيم أن يزهو أنه أُمِّي ؟ والأميَّة في حقِّه كمال ، لأن الله
سبحانه وتعالى حجزه عن ثقافات العصر ، وجعل علمه خالصاً من الله عزَّ وجل ، فإذا
تكلَّم لم ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحيٌ يوحى ، وعندما يدرس الإنسان كثيرًا ،
وتكون له ثقافة واسعة ، يتكلَّم أحيانًا كلامًا فينزلق إلى عرض ثقافته ، وقد تكون
كلماته غير صحيحة ، أو لم يتحقَّق منها ، أو تفتقر إلى البُرهان ، لكنه قرأها وهي
طريفة ، فالإنسان إذا أراد أن يتكلَّم من ثقافته فإنه يخطئ ويُصيب ، ولكن النبي
عليه الصلاة والسلام كلُّ الذي قاله لأمَّته وحيٌ يوحى ، ولهذا علماء الأصول قالوا
: هناك وحيٌ متلو هو القرآن ، ووحيٌ غير متلو هو السُنَّة .
( سورة العلق
)
( سورة الأعلى
)
( سورة النساء
)
( سورة فصلت : من الآية
" 6 " )
انظر
إلى هذه الآيات كلِّها ، فإنّ الله عزَّ وجل تولَّى رعايته ، والعناية به ، وتعليمه
بشكلٍ مباشر ، وهذا جانب من جوانب شخصية النبي عليه الصلاة والسلام ، وكان يقول
عليه الصلاة والسلام : ((إِنِّي يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِ))
.
( من صحيح البخاري عن أبي
هريرة )
أي له
من الله خاصيَّةٌ ليست لبني البشر ، وهذا أول وجه ، وعندنا خمس أدلَّة من الكتاب
والسُنَّة ، كلها تؤكِّد أن معرفة سنة النبي صلى الله عليه وسلَّم فرض عينٍ على كل
مسلم .
وعندنا دليل من نوع آخر ، وهو قاعدة أصوليَّة : ما لا يتم الفرض إلا به فهو فرض ،
الوضوء فرض ، والوضوء ليس صلاةً ، ولكن لأن الصلاة لا تتم إلا به ، والصلاة فرض ،
فالوضوء فرض ، هذه قاعدة : ما لا يتم الفرض إلا به فهو فرض ، وما لا تتم السنة إلا
به فهو سنة ، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .
والآن
يقول الله عزَّ وجل :
( سورة الحشر : من الآية
" 7 " )
فالأدلَّة الأولى أدلَّة مباشرة ..
( سورة التغابن : من آية
" 8 " )
( سورة الحجرات : من آية
" 7 " )
الأدلَّة الأولى أدلَّة غير مباشرة ، إذا قال الله عزَّ وجل :
( سورة الحشر : من الآية
" 7 " )
كيف ،
نأتمر وكيف ننتهي إن لم نقف على أقوال النبي وأوامره ؟ وحينما قال الله عزَّ وجل
:
( سورة الأحزاب : من آية
" 12 " )
كيف
يكون النبي أسوةً حسنة إن لم نعرف هذه السيرة ؟ إذاً فنحن الآن مأمورون بشكلٍ غير
مباشر بمعرفة أقواله ، وأفعاله كي نطبِّق قوله تعالى :
( سورة الحشر : من الآية
" 7 " )
وكي
نطبِّق قوله تعالى :
( سورة الأحزاب : من
الآية " 12 " )
والآن
بشكلٍ أوضح قال تعالى :
( سورة آل عمران : من
آية " 13 " )
أي إن
الله جعل علامة حبِّه اتباع نبيِّه ، لأنه كَثُرَ مُدَّعو محبَّته ، فطُولِبوا
بالدليل ..
أما كل
الدعاوى التي تقول : إن فلانًا يحب الله ، ولا يتبع سنة النبي ، فهذه دعوى باطلة
زائفة ، وهذا نوعٌ من الدجل ، بل إن الله سبحانه وتعالى يقول :
( سورة الأعراف
)
فربَط
الهدى باتباعه ، وربط محبَّته باتباعه ، فاتباعه علامة الهدى ، واتباعه علامة محبة
الله عزَّ وجل .
وأصحاب
النبي عليهم رضوان الله أقبلوا على النبي إقبالاً عجيباً ، وتعلَّقوا بمحبَّته
تعلُّقاً شديداً ، بل إنهم كانوا حريصين حرصاً لا حدود له على تقليده في كل أفعاله
، لذلك قالوا : " عادات السادات سادات العادات " أي أن أرقى عادة أن تقلِّد نبياً
أو رسولاً ، وعاداته ، وأحواله ، أطواره ، في بيته ، ومع إخوانه ، وحتى العادات ،
لأنّ عادات السادات سادات العادات ، فكيف بعادات سيِّد السادات النبي عليه الصلاة
والسلام ؟
أيها
الإخوة ؛ الوجه الأول هناك أمرٌ مباشر لمعرفة النبي ، وهناك أمرٌ مباشر لاتباع
النبي ، واتباع النبي يقتضي معرفة سنته ، ويقتضي معرفة سيرته .
وعندنا
أمر ثالث ، وقد يبدو لكم غريباً ، أما فهو مألوف عندكم ..
( سورة التوبة : من آية
" 24 " )
هذا
كلام خطير ، لأنك مكلَّف أن تحب الله ورسوله أكثر من آبائك ، وأبنائك ، وزوجتك ،
وعشيرتك ، والأموال ، والبيوت ، والتجارة ، والمساكن ، ولكننا نريد أن نكون واقعيين
، فكيف تحب النبي أكثر من أهلك ، وأولادك ، وأهل بيتك ، وآبائك ، وأبنائك ، وتجارتك
، ومن دخلك الكبير ، ومن بيتك الواسع ، كيف تحب النبي أكثر من كل ذلك ؟
لذلك
فالحقيقة لن تحب النبي أكثر من هذه الأشياء إلا إذا عرفته ، أما إذا لم تعرفه فلن
تحبه ، وإذا أحببته باللسان ، فالمعوَّل على ما في القلوب ، وما يقوله اللسان لا
قيمة له إطلاقاً ، لذلك ربنا عزَّ وجل في أكثر الأحيان يقول : [إِنَّ اللَّهَ
سَمِيعٌ عَلِيمُ] ، عقب آيات الدعاء ، أي إنه سميعٌ لأقوالكم ، ولكنَّه عليمٌ
بما تنطوي عليه القلوب ، إذاً ما دام الله عزَّ وجل يأمرنا أن نحب النبي أكثر من
آبائنا فكيف ذلك ؟
هذه
المرأة الأنصاريَّة تبدو غريبة ، فقد بحثت عن أبيها عقب معركة أُحُد ، فإذا هو
مقتول ، ورأت ابنها مقتولاً ، وأخاها مقتولاً ، وزوجها مقتولاً ، وتقول : " ما فعل
رسول الله ؟ " ، إلى أن وصلت إليه وأمسكت بطرف ثوبه وقالت : " يا رسول كل مصيبةٍ
بعدك جلَل)) .
(تاريخ الطبري(2/74) ،
والسيرة النبوية لابن هشام(4/50) عن سعد بن أبي وقاص)
أي هيِّنة
.
هذا
الوضع يبدو لكم نادراً ، وهذا هو الأصل في الإيمان ؛ أن تحب الله ورسوله أكثر من
آبائك ، وأبنائك ، وزوجتك ، وعشيرتك ، وتجارتك ، ومسكنك ، وأموالك كلها ، لكن كيف
تحب النبي أكثر من هذه كلها ؟ لابدَّ من معرفته .
لو
سألنا علماء النفس هذا السؤال : الإنسان من يحب ؟ من الذي يحبه ؟ لقالوا : الإنسان
يحب الكمال والجمال والنوال .
أي إن
الإنسان الأخلاقي محبوب ، فالعفو محبوب ، والكريم محبوب ، والعدل محبوب ، والإنسان
يحب مكارم الأخلاق ، وإنْ لم يكن له علاقةٌ مباشرة مع هذا الإنسان الكامل ، فلو
سمعت عن رجلٍ في أعلى درجات القوة ، واستفزَّه إنسان ، وعفا عنه ، سوف تعجب من هذا
الخُلُق ؟ فالإنسان يحب الكمال ، ويحب الجمال ، ويجب النوال ، ولو أنّ إنسانًا
دميمًا أعطاك ثمن بيت ، وقال لك : اسكن في هذا البيت ، يمكن أنك لن ترى أجمل منه ،
بل تحبه حباً لا حدود له ، فما دام الإنسان يحب الكمال ، ويحب الجمال ، ويحب النوال
فالنبي عليه الصلاة والسلام كمالٌ ، على جمال ، على نوال.
)
ألا
يحق لهذا النبي العظيم أن يزهو أنه أُمِّي ؟ والأميَّة في حقِّه كمال ، لأن الله
سبحانه وتعالى حجزه عن ثقافات العصر ، وجعل علمه خالصاً من الله عزَّ وجل ، فإذا
تكلَّم لم ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحيٌ يوحى ، وعندما يدرس الإنسان كثيرًا ،
وتكون له ثقافة واسعة ، يتكلَّم أحيانًا كلامًا فينزلق إلى عرض ثقافته ، وقد تكون
كلماته غير صحيحة ، أو لم يتحقَّق منها ، أو تفتقر إلى البُرهان ، لكنه قرأها وهي
طريفة ، فالإنسان إذا أراد أن يتكلَّم من ثقافته فإنه يخطئ ويُصيب ، ولكن النبي
عليه الصلاة والسلام كلُّ الذي قاله لأمَّته وحيٌ يوحى ، ولهذا علماء الأصول قالوا
: هناك وحيٌ متلو هو القرآن ، ووحيٌ غير متلو هو السُنَّة .
( سورة العلق
)
( سورة الأعلى
)
( سورة النساء
)
( سورة فصلت : من الآية
" 6 " )
انظر
إلى هذه الآيات كلِّها ، فإنّ الله عزَّ وجل تولَّى رعايته ، والعناية به ، وتعليمه
بشكلٍ مباشر ، وهذا جانب من جوانب شخصية النبي عليه الصلاة والسلام ، وكان يقول
عليه الصلاة والسلام : ((إِنِّي يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِ))
.
( من صحيح البخاري عن أبي
هريرة )
أي له
من الله خاصيَّةٌ ليست لبني البشر ، وهذا أول وجه ، وعندنا خمس أدلَّة من الكتاب
والسُنَّة ، كلها تؤكِّد أن معرفة سنة النبي صلى الله عليه وسلَّم فرض عينٍ على كل
مسلم .
وعندنا دليل من نوع آخر ، وهو قاعدة أصوليَّة : ما لا يتم الفرض إلا به فهو فرض ،
الوضوء فرض ، والوضوء ليس صلاةً ، ولكن لأن الصلاة لا تتم إلا به ، والصلاة فرض ،
فالوضوء فرض ، هذه قاعدة : ما لا يتم الفرض إلا به فهو فرض ، وما لا تتم السنة إلا
به فهو سنة ، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .
والآن
يقول الله عزَّ وجل :
( سورة الحشر : من الآية
" 7 " )
فالأدلَّة الأولى أدلَّة مباشرة ..
( سورة التغابن : من آية
" 8 " )
( سورة الحجرات : من آية
" 7 " )
الأدلَّة الأولى أدلَّة غير مباشرة ، إذا قال الله عزَّ وجل :
( سورة الحشر : من الآية
" 7 " )
كيف ،
نأتمر وكيف ننتهي إن لم نقف على أقوال النبي وأوامره ؟ وحينما قال الله عزَّ وجل
:
( سورة الأحزاب : من آية
" 12 " )
كيف
يكون النبي أسوةً حسنة إن لم نعرف هذه السيرة ؟ إذاً فنحن الآن مأمورون بشكلٍ غير
مباشر بمعرفة أقواله ، وأفعاله كي نطبِّق قوله تعالى :
( سورة الحشر : من الآية
" 7 " )
وكي
نطبِّق قوله تعالى :
( سورة الأحزاب : من
الآية " 12 " )
والآن
بشكلٍ أوضح قال تعالى :
( سورة آل عمران : من
آية " 13 " )
أي إن
الله جعل علامة حبِّه اتباع نبيِّه ، لأنه كَثُرَ مُدَّعو محبَّته ، فطُولِبوا
بالدليل ..
أما كل
الدعاوى التي تقول : إن فلانًا يحب الله ، ولا يتبع سنة النبي ، فهذه دعوى باطلة
زائفة ، وهذا نوعٌ من الدجل ، بل إن الله سبحانه وتعالى يقول :
( سورة الأعراف
)
فربَط
الهدى باتباعه ، وربط محبَّته باتباعه ، فاتباعه علامة الهدى ، واتباعه علامة محبة
الله عزَّ وجل .
وأصحاب
النبي عليهم رضوان الله أقبلوا على النبي إقبالاً عجيباً ، وتعلَّقوا بمحبَّته
تعلُّقاً شديداً ، بل إنهم كانوا حريصين حرصاً لا حدود له على تقليده في كل أفعاله
، لذلك قالوا : " عادات السادات سادات العادات " أي أن أرقى عادة أن تقلِّد نبياً
أو رسولاً ، وعاداته ، وأحواله ، أطواره ، في بيته ، ومع إخوانه ، وحتى العادات ،
لأنّ عادات السادات سادات العادات ، فكيف بعادات سيِّد السادات النبي عليه الصلاة
والسلام ؟
أيها
الإخوة ؛ الوجه الأول هناك أمرٌ مباشر لمعرفة النبي ، وهناك أمرٌ مباشر لاتباع
النبي ، واتباع النبي يقتضي معرفة سنته ، ويقتضي معرفة سيرته .
وعندنا
أمر ثالث ، وقد يبدو لكم غريباً ، أما فهو مألوف عندكم ..
( سورة التوبة : من آية
" 24 " )
هذا
كلام خطير ، لأنك مكلَّف أن تحب الله ورسوله أكثر من آبائك ، وأبنائك ، وزوجتك ،
وعشيرتك ، والأموال ، والبيوت ، والتجارة ، والمساكن ، ولكننا نريد أن نكون واقعيين
، فكيف تحب النبي أكثر من أهلك ، وأولادك ، وأهل بيتك ، وآبائك ، وأبنائك ، وتجارتك
، ومن دخلك الكبير ، ومن بيتك الواسع ، كيف تحب النبي أكثر من كل ذلك ؟
لذلك
فالحقيقة لن تحب النبي أكثر من هذه الأشياء إلا إذا عرفته ، أما إذا لم تعرفه فلن
تحبه ، وإذا أحببته باللسان ، فالمعوَّل على ما في القلوب ، وما يقوله اللسان لا
قيمة له إطلاقاً ، لذلك ربنا عزَّ وجل في أكثر الأحيان يقول : [إِنَّ اللَّهَ
سَمِيعٌ عَلِيمُ] ، عقب آيات الدعاء ، أي إنه سميعٌ لأقوالكم ، ولكنَّه عليمٌ
بما تنطوي عليه القلوب ، إذاً ما دام الله عزَّ وجل يأمرنا أن نحب النبي أكثر من
آبائنا فكيف ذلك ؟
هذه
المرأة الأنصاريَّة تبدو غريبة ، فقد بحثت عن أبيها عقب معركة أُحُد ، فإذا هو
مقتول ، ورأت ابنها مقتولاً ، وأخاها مقتولاً ، وزوجها مقتولاً ، وتقول : " ما فعل
رسول الله ؟ " ، إلى أن وصلت إليه وأمسكت بطرف ثوبه وقالت : " يا رسول كل مصيبةٍ
بعدك جلَل)) .
(تاريخ الطبري(2/74) ،
والسيرة النبوية لابن هشام(4/50) عن سعد بن أبي وقاص)
أي هيِّنة
.
هذا
الوضع يبدو لكم نادراً ، وهذا هو الأصل في الإيمان ؛ أن تحب الله ورسوله أكثر من
آبائك ، وأبنائك ، وزوجتك ، وعشيرتك ، وتجارتك ، ومسكنك ، وأموالك كلها ، لكن كيف
تحب النبي أكثر من هذه كلها ؟ لابدَّ من معرفته .
لو
سألنا علماء النفس هذا السؤال : الإنسان من يحب ؟ من الذي يحبه ؟ لقالوا : الإنسان
يحب الكمال والجمال والنوال .
أي إن
الإنسان الأخلاقي محبوب ، فالعفو محبوب ، والكريم محبوب ، والعدل محبوب ، والإنسان
يحب مكارم الأخلاق ، وإنْ لم يكن له علاقةٌ مباشرة مع هذا الإنسان الكامل ، فلو
سمعت عن رجلٍ في أعلى درجات القوة ، واستفزَّه إنسان ، وعفا عنه ، سوف تعجب من هذا
الخُلُق ؟ فالإنسان يحب الكمال ، ويحب الجمال ، ويجب النوال ، ولو أنّ إنسانًا
دميمًا أعطاك ثمن بيت ، وقال لك : اسكن في هذا البيت ، يمكن أنك لن ترى أجمل منه ،
بل تحبه حباً لا حدود له ، فما دام الإنسان يحب الكمال ، ويحب الجمال ، ويحب النوال
فالنبي عليه الصلاة والسلام كمالٌ ، على جمال ، على نوال.
حنان-
- عدد المساهمات : 2113
العمر : 36
المكان : مجاز الباب باجة
المهنه : متزوجة
الهوايه : نقش الحناء
نقاط تحت التجربة : 13860
تاريخ التسجيل : 04/06/2008
رد: دراسة في السيرة النبوية
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16430
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
مواضيع مماثلة
» فقه السيرة النبوية
» حصري على نسمة قفصية:مسلسل على هامش السيرة العملاق
» ميزات السيرة النبوية وخصائصها
» السيرة النبوية العطرة بالفيديو
» مصحف الكتروني +السيرة النبوية +قصص الأنبياء
» حصري على نسمة قفصية:مسلسل على هامش السيرة العملاق
» ميزات السيرة النبوية وخصائصها
» السيرة النبوية العطرة بالفيديو
» مصحف الكتروني +السيرة النبوية +قصص الأنبياء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى