تونس تتصدى لانفلونزا الخنازير ..

في مطار تونس قرطاج الدولي

يقظة تامة للتوقي من فيروس انفلونزا الخنازير
الإجراءات الوقائية في تونس فاقت مثيلاتها في بعض الدول الأوروبية

ضمن تكثيف حملات الترصّد واليقظة وتفعيل التدابير الاحتياطية الملائمة
لحماية الاشخاص من فيروس انفلونزا الخنازير ركزت مصالح وزارة الصحة
العمومية كاميرات مراقبة في مختلف نقاط العبور البرية والجوية ولغاية
تبسيط هذه الاجراءات الوقائية لدى عامة الناس، توجهت «الصحافة» الى مطار
تونس قرطاج الدولي حيث اطلعت على عمليات المراقبة الآلية والتي يشرف عليها
فريق من وزارة الصحة العمومية داخل قاعة الوصول بالمطار...
نشير في البداية الى ان العديد من المسافرين الذين يخرجون من قاعة الوصول
بالمطار لا يتفطنون احيانا الى «كاميرا المراقبة» التي وقع تركيزها بجانب
أحد المنافذ وهي ملتصقة بجهاز كمبيوتر يحدد درجات الحرارة القصوى حيث انها
تبعث اشعة وفي حالة اشتعال الضوء الاحمر على شاشة الكمبيوتر فان ذلك يدل
على وجود عابر ذي حرارة مرتفعة ولكن هذا ما لم يحصل منذ تركيزها حسب ما
أفادنا به السيد مراد الشرعبي الفني السامي بوزارة الصحة العمومية.
وأوضح ان هناك من يتفطن الى جهاز المراقبة والبعض لا يتفطن الى ذلك
باعتبار ان العملية تتم آليا بمجرد خروج المسافر من المعبر أمام الكاميرا
وأكّد ان كل الرحلات الجوية من الخارج الى الداخل يقع مراقبة مسافريها بكل
دقة مبرزا اهمية هذا الاجراء الذي بدأ العمل به منذ انتشار انفلونزا
الطيور وهذه «الكاميرا» تراقب وتشخّص كل الفيروسات وبالتالي وقع اعتمادها
من طرف الهياكل المختصة بوزارة الصحة العمومية ووزارة النقل ووزارة
الداخلية.
وتطرق محدثنا الى أهمية المعلقات الموضوعة داخل المطار والتي توجّه
المسافرين في حالة اكتشاف هذا الفيروس حيث عندما تحصل حالة سعال او عطس او
تجاوز درجة حرارة الشخص لـ 38 درجة عليه ان يتصّل مباشرة بطبيبه المباشر
او بقسم الاسعاف الطبي الاستعجالي على الأرقام المجانية 190 و71.331.570.
فطنة تونسية لمتابعة التطورات
وباستفسارنا لآراء البعض من المسافرين ممن حلّوا بالمطار وهم من جنسيات
مختلفة التقوا جميعا في نقطة مشتركة وهي اهمية الفطنة التونسية لمتابعة
تطورات انفلونزا الخنازير من خلال التدابير التي اتخذتها السلطات المعنية.
وفي هذا الصدد اوضح السيد بيارجيوفاني (قدم من روما) ان الاجراءات المتخذة
في بلده تعتبر أقل قدرة عن مثيلتها في تونس من خلال اطلاعه على وسائل
اعلامية تونسية ومصادر رسمية قبل سفره مشيرا الى ان الاحتياطات المتخذة في
هذا المجال لها أهمية كبرى وتتطلب تظافر جميع جهود البلدان الشقيقة
والصديقة لتدعيم جاهزية المنظومات الوقائية في مختلف البلدان.
ومن جهته تحدث الينا السيد عبد الحميد كريم (مغربي وجاء من باريس) مفسرا
احكام توظيف التقنيات العصرية لمجابهة مثل هذه الآفات ومقاومة الاخطار
وتطرّق الى أهمية الاجتماع الطارىء لوزارة الصحة المغاربية الملتئم في
بداية هذا الاسبوع بطرابلس بمبادرة من تونس وبالتعاون مع الجماهيرية
الليبية حيث لاحظ ان مثل هذه الاجتماعات تكرس مبادىء العمل المشترك في أي
مجال وخاصة في مثل هذه الحالات وأشار الى ان مناطق عديدة في العالم صراحة
لم تتخذ مثل هذه الاجراءات في المغرب العربي وهو دليل على تطوّر المنظومات
الصحية في بلداننا في مجال اليقظة الصحية وحماية الاشخاص.
وفي حديثنا مع السيد باتريك جوناثان (هولندي) ألمح الى ان في خروجه من
مطار شارل ديغول الفرنسي لاحظ التدابير الصحية المتخذة في هذا السياق
لمتابعة انفلونزا الخنازير مشيرا الى ما توصلت اليه تونس من تطور في كافة
الميادين وخاصة مواكبتها الناجحة للتقنيات الحديثة وهو ما سهل عليها
مجاراة كل التطورات العالمية وفي مقدمتها بعث نخبة فنية لمتابعة انفلونزا
الخنازير وعرف هذا من خلال اطلاعه اليومي على وسائل الاعلام التونسية عبر
الانترنات وعن هذا الوباء المسمى بانفلونزا الخنازير أوضح محدثنا أنه مرض
جديد يتطلب تناسق جهود كل الدول لمكافحته والقضاء عليه.
الصحة العالمية
في اطار متابعتها اليومية لأنفلونزا الخنازير أعلن مكتب منظمة الصحة
العالمية بتونس أمس ان الوباء شمل 21 بلدا ووصل عدد الاشخاص المصابين الى
1124 حالة بفيروس (a h1 n1) حيث سجل بالمكسيك 590 اصابة توفي بسببها 25
شخصا.
وفي الولايات المتحدة الامريكية سجلت 286 حالة اصابة وتوفي شخص واحد هذا
الى جانب تسجيل اصابات في بلدان مختلفة مثل استراليا وكندا والصين
وكوستاريكا وكولومبيا والدانمارك والسلفادور وفرنسا وألمانيا وايرلندا
واسرائيل وايطاليا ونيوزيلاندا والبرتغال وكوريا واسبانيا وبريطانيا.