واعـظ على فـراش المـوت...! الفاروق
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
واعـظ على فـراش المـوت...! الفاروق
واعـظ على فـراش المـوت...!
عندما يمرض الإنسان فإنه لا يهتم إلا بنفسه ، بل هو محتاج إلى من يهتم به .
فكيف إذا كان على فراش الموت ، وهو يُعاين الهلاك ؟
لكن هذا الواعظ ما انشغل عن رسالته بمرض الموت
بل ولا بالموت الذي وقف على مشارفه
فما ترك الأمر والنهي ، ولا ترك الوعظ وهو على فراش موته
ذلكم هو المُحدَّث المُلهم
ذلكم هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه
الذي طعنته يد الغدر المجوسية ففار الدم فوراناً ، وكأنه عين تفجّرت .
حتى إنه لما سُقي اللبن خرج من جُرحه
فقال : ما أراني إلا ميت .
أخبر
المسور بن مخرمة أنه دخل على عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أن صلى الصبح
من الليلة التي طعن فيها ، فأُوقظ عمر ، فقيل له : الصلاة يا أمير
المؤمنين ، فقال عمر : نعم ، ولا حظّ في الإسلام لمن ترك الصلاة ، فصلى
عمر وجرحه يثعب دما . رواه الإمام مالك .
فما ترك رسالته وعمله وصلاته ، وهو يقف على عتبة الهلاك
ودخل
عليه ابن عباس رضي الله عنهما وقد وُضع عمر على سريره ، فتكنفه الناس
يدعون ويُصلون قبل أن يُرفع ، وأنا فيهم ، فلم يرعني إلا رجل آخذ منكبي
فإذا علي بن أبي طالب فترحّم على عمر وقال : ما خلّفت أحداً أحب إلي أن ألقي الله بمثل عمله منك ، وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك ، وحسبت إني كنت كثيراً أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ذهبت أنا وأبو بكر وعمر ، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر ، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر . رواه البخاري .
وفي تلك الحال دخل عليه شاب فجعل الشاب يُثني عليه ،
فرآه عمر يجر إزاره ، فقال له : يا ابن أخي ! ارفع إزارك ، فإنه أتقى لربك
، وأنقى لثوبك . فكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول : يا عجبا لعمر
! إن رأى حق الله عليه ، فلم يمنعه ما هو فيه أن تكلم به . رواه ابن أبي شيبة .
وولج عليه شاب من الأنصار فقال :
أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله ؛ كان لك من القدم في الإسلام ما قد
علمت ، ثم استخلفت فعدلت ، ثم الشهادة بعد هذا كله ، فقال : ليتني يا ابن
أخي وذلك كفافا لا عليّ ولا لي .
أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين خيرا أن يعرف لهم حقهم ، وأن يحفظ لهم حرمتهم ، وأوصيه بالأنصار خيرا ( وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ )
أن يقبل من محسنهم ، ويعفي عن مسيئهم ، وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله صلى
الله عليه وسلم أن يوفى لهم بعهدهم ، وأن يُقاتل من ورائهم ، وأن لا
يُكلفوا فوق طاقتهم . رواه البخاري .
ولما أثنوا عليه لم يُعجبه ذلك ، فردّ عليهم .
فقد أثنوا عليه ، فقال : راغب وراهب ، وددت أني نجوت منها كفافا لا لي ولا عليّ . رواه البخاري .
وفي رواية للبخاري :
عن عمرو بن ميمون قال :
فاحتُمل إلى بيته ، فانطلقنا معه وكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ ،
فقائل يقول : لا بأس ، وقائل يقول : أخاف عليه ، فأُتي بنبيذ فشربه فخرج
من جوفه ، ثم أُتي بلبن فشربه فخرج من جرحه ، فعلموا أنه ميت ، فدخلنا
عليه ، وجاء الناس فجعلوا يُثنون عليه ، وجاء رجل شاب ، فقال : أبشر يا
أمير المؤمنين ببشرى الله لك من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقدم
في الإسلام ما قد علمت ، ثم وليت فعدلت ، ثم شهادة . قال : وددت أن ذلك
كفاف لا علي ولا لي ، فلما أدبر إذا إزاره يمس الأرض . قال : ردّوا عليّ
الغلام . قال : ابن أخي ! ارفع ثوبك ، فإنه أنقى لثوبك ، وأتقى لربك . يا
عبد الله بن عمر انظر ما عليّ من الدين .
فرضي الله عن عمر وأرضاه لقد كان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر وهو على فراش الموت .
أليس لنا فيه قدوة ، ونحن في أتم صحة وعافية ؟!
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو صمام الأمان لهذه الأمة .
وهو سبب خيريّتها بين الأمم .
عندما يمرض الإنسان فإنه لا يهتم إلا بنفسه ، بل هو محتاج إلى من يهتم به .
فكيف إذا كان على فراش الموت ، وهو يُعاين الهلاك ؟
لكن هذا الواعظ ما انشغل عن رسالته بمرض الموت
بل ولا بالموت الذي وقف على مشارفه
فما ترك الأمر والنهي ، ولا ترك الوعظ وهو على فراش موته
ذلكم هو المُحدَّث المُلهم
ذلكم هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه
الذي طعنته يد الغدر المجوسية ففار الدم فوراناً ، وكأنه عين تفجّرت .
حتى إنه لما سُقي اللبن خرج من جُرحه
فقال : ما أراني إلا ميت .
أخبر
المسور بن مخرمة أنه دخل على عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أن صلى الصبح
من الليلة التي طعن فيها ، فأُوقظ عمر ، فقيل له : الصلاة يا أمير
المؤمنين ، فقال عمر : نعم ، ولا حظّ في الإسلام لمن ترك الصلاة ، فصلى
عمر وجرحه يثعب دما . رواه الإمام مالك .
فما ترك رسالته وعمله وصلاته ، وهو يقف على عتبة الهلاك
ودخل
عليه ابن عباس رضي الله عنهما وقد وُضع عمر على سريره ، فتكنفه الناس
يدعون ويُصلون قبل أن يُرفع ، وأنا فيهم ، فلم يرعني إلا رجل آخذ منكبي
فإذا علي بن أبي طالب فترحّم على عمر وقال : ما خلّفت أحداً أحب إلي أن ألقي الله بمثل عمله منك ، وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك ، وحسبت إني كنت كثيراً أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ذهبت أنا وأبو بكر وعمر ، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر ، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر . رواه البخاري .
وفي تلك الحال دخل عليه شاب فجعل الشاب يُثني عليه ،
فرآه عمر يجر إزاره ، فقال له : يا ابن أخي ! ارفع إزارك ، فإنه أتقى لربك
، وأنقى لثوبك . فكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول : يا عجبا لعمر
! إن رأى حق الله عليه ، فلم يمنعه ما هو فيه أن تكلم به . رواه ابن أبي شيبة .
وولج عليه شاب من الأنصار فقال :
أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله ؛ كان لك من القدم في الإسلام ما قد
علمت ، ثم استخلفت فعدلت ، ثم الشهادة بعد هذا كله ، فقال : ليتني يا ابن
أخي وذلك كفافا لا عليّ ولا لي .
أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين خيرا أن يعرف لهم حقهم ، وأن يحفظ لهم حرمتهم ، وأوصيه بالأنصار خيرا ( وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ )
أن يقبل من محسنهم ، ويعفي عن مسيئهم ، وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله صلى
الله عليه وسلم أن يوفى لهم بعهدهم ، وأن يُقاتل من ورائهم ، وأن لا
يُكلفوا فوق طاقتهم . رواه البخاري .
ولما أثنوا عليه لم يُعجبه ذلك ، فردّ عليهم .
فقد أثنوا عليه ، فقال : راغب وراهب ، وددت أني نجوت منها كفافا لا لي ولا عليّ . رواه البخاري .
وفي رواية للبخاري :
عن عمرو بن ميمون قال :
فاحتُمل إلى بيته ، فانطلقنا معه وكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ ،
فقائل يقول : لا بأس ، وقائل يقول : أخاف عليه ، فأُتي بنبيذ فشربه فخرج
من جوفه ، ثم أُتي بلبن فشربه فخرج من جرحه ، فعلموا أنه ميت ، فدخلنا
عليه ، وجاء الناس فجعلوا يُثنون عليه ، وجاء رجل شاب ، فقال : أبشر يا
أمير المؤمنين ببشرى الله لك من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقدم
في الإسلام ما قد علمت ، ثم وليت فعدلت ، ثم شهادة . قال : وددت أن ذلك
كفاف لا علي ولا لي ، فلما أدبر إذا إزاره يمس الأرض . قال : ردّوا عليّ
الغلام . قال : ابن أخي ! ارفع ثوبك ، فإنه أنقى لثوبك ، وأتقى لربك . يا
عبد الله بن عمر انظر ما عليّ من الدين .
فرضي الله عن عمر وأرضاه لقد كان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر وهو على فراش الموت .
أليس لنا فيه قدوة ، ونحن في أتم صحة وعافية ؟!
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو صمام الأمان لهذه الأمة .
وهو سبب خيريّتها بين الأمم .
أحمد نصيب-
- عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24479
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
رد: واعـظ على فـراش المـوت...! الفاروق
أخي الحبيب
شكراً لك على المشاركة القيمة
وجزاك الله خيراً ..
شكراً لك على المشاركة القيمة
وجزاك الله خيراً ..
Jawher-
- عدد المساهمات : 976
العمر : 54
المكان : قفصه الحبيبه
نقاط تحت التجربة : 13583
تاريخ التسجيل : 12/02/2007
رد: واعـظ على فـراش المـوت...! الفاروق
اللهم اجعلنا من خير خلف لخير سلف
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16472
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
رد: واعـظ على فـراش المـوت...! الفاروق
Jawher كتب:أخي الحبيب
شكراً لك على المشاركة القيمة
وجزاك الله خيراً ..
نسأل الله لكم ولنا حسن الخاتمة انه ولي ذلك والقادر عليه .
أحمد نصيب-
- عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24479
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
رد: واعـظ على فـراش المـوت...! الفاروق
إسماعيل كتب:اللهم اجعلنا من خير خلف لخير سلف
آمين يا رب .
أحمد نصيب-
- عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24479
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
رد: واعـظ على فـراش المـوت...! الفاروق
اللهم إنا لا نسألك رد القضاء وإنما نسألك اللطف فيه
شكرا أخي على الموضوع الهادف ...تقبل مروري المتواضع
إ
ح
ت
ر
ا
م
ي ...
شكرا أخي على الموضوع الهادف ...تقبل مروري المتواضع
إ
ح
ت
ر
ا
م
ي ...
b.kalija-
- عدد المساهمات : 4701
العمر : 45
المكان : france
نقاط تحت التجربة : 17232
تاريخ التسجيل : 16/12/2008
رد: واعـظ على فـراش المـوت...! الفاروق
إ
ح
ت
ر
ا
م
ي ...
ح
ت
ر
ا
م
ي ...
أحمد نصيب-
- عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24479
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى