العلماء ورثة الأنبياء...فاحذر من التعرض لهم
صفحة 1 من اصل 1
العلماء ورثة الأنبياء...فاحذر من التعرض لهم
بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أنقل لكم هذه المقالة لما رأيت من تهجّم على علماء أعلام وأخيار عظام رضي الله عنهم وأرضاهم.
وأناشد الإخوة أن يتمعّنوا جيدا فيها... قبل التسرّع بالرد أو النقد.
ينبغي تبجيل أهل العلم وطلبة العلم ، وحملة الكتاب والسنة الذين سلكوا سبيل السلف في الفهم والاعتقاد والسلوك والعبادة، وقد قيل : لايعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل.
عن قيس بن كثير قال : قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء وهو بدمشق فقال:ما أقدمك يا أخي ؟ فقال:حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:أما جئت لحاجة ؟ قال:لا.قال: أما قدمت لتجارة ؟ قال:لا قال:ما جئت إلا في طلب هذا الحديث ؟ قال:فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:( مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَبْتَغِي فِيهِ عِلْماً سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَريقاً إِلَى الجَنَّةِ،وَإنَّ المَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ العِلْمِ رِضاً بِمَا يَصْنَعُ ، وَإنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّماوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ حَتَّى الحيتَانُ في المَاءِ ، وَفضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضْلِ القَمَرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ ، وَإنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ ، وَإنَّ الأنْبِيَاءَ لَمْ يَوَرِّثُوا دِينَاراً وَلاَ دِرْهَماً وَإنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بحَظٍّ وَافِرٍ)
رواه أبو داود (كتاب العلم/باب الحث على طلب العلم/3641)،والترمذي (كتاب العلم/باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة/2682)،وابن ماجه (كتاب المقدمة/باب فضل العلماء والحث على طلب العلم/223)،وغيرهم.قال الشيخ الألباني-رحمه الله-:الحديث صحيح (صحيح الجامع/6297)
راوي الحديث: هو الإمام القدوة.قاضي دمشق، وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس،كان يقول:(لا تزالون بخير ما أحببتم خياركم،وما قيل فيكم بالحق فعرفتموه فإن عارف الحق كعامله. ومن وصاياه:. (لا تكلفوا الناس ما لم يكلفوا ولا تحاسبوا الناس دون ربهم؛ابن آدم عليك نفسك فإنه من تتبع ما يرى في الناس يطل حزنه ولا يشف غيظه)
شرح الحديث: اشتمل الحديث على فوائد عظيمة وجليلة،منها:
1-فضل العلماء: لقد وردت نصوص كثيرة في بيان فضلهم، وحاجة الناس إليهم.ومن أجل ما ورد في فضلهم،حديث الباب،وسأكتفي بذكر طرفا من فوائد شيخ الإسلام ابن القيم-رحمه الله- للحديث،قال في كتابه'المفتاح' :(وقوله صلى الله عليه و سلم:"إن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء"فإنه لما كان العالم سببا في حصول العلم الذي به نجاة النفوس من أنواع المهلكات وكان سعيه مقصورا على هذا وكانت نجاة العباد على يديه جوزي من جنس عمله وجعل من في السموات والأرض ساعيا في نجاته من أسباب الهلكات باستغفارهم له وإذا كانت الملائكة تستغفر للمؤمنين فكيف لا تستغفر لخاصتهم وخلاصتهم..) ثم قال:(وقوله:"وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب"تشبيه مطابق لحال القمر والكواكب،فان القمر يضيء الآفاق ويمتد نوره في أقطار العالم،وهذه حال العالم. وأما الكوكب فنوره لا يجاوز نفسه أو ما قرب منه،وهذه حال العابد الذي يضيء نور عبادته عليه دون غيره وان جاوز نور عبادته غيره فإنما يجاوزه غير بعيد،كما يجاوز ضوء الكوكب له مجاوزة يسيرة.ومن هذا؛الأثر المروي:(إذا كان يوم القيامة يقول الله للعابد ادخل الجنة فإنما كانت منفعتك لنفسك،ويقال للعالم اشفع تشفع فإنما كانت منفعتك للناس)، وروى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما:(إذا كان يوم القيامة يؤتى بالعابد والفقيه فيقال للعابد:ادخل الجنة.ويقال للفقيه:اشفع تشفع)وفي التشبيه المذكور لطيفة أخرى وهو أن الجهل كالليل في ظلمته وجنسه،والعلماء والعباد بمنزلة القمر والكواكب الطالعة في تلك الظلمة،وفضل نور العالم فيها على نور العابد كفضل نور القمر على الكواكب.وأيضا فالدين قوامه وزينته وإضاءته بعلمائه وعباده فإذا ذهب علماؤه وعباده ذهب الدين..)وقال –رحمه الله-:(وقوله:"إن العلماء ورثة الأنبياء"هذا من أعظم المناقب لأهل العلم، فإن الأنبياء خير خلق الله فورثتهم خير الخلق بعدهم.ولما كان كل موروث ينتقل ميراثه إلى ورثته، إذ هم الذين يقومون مقامه من بعده ولم يكن بعد الرسل من يقوم مقامهم في تبليغ ما أرسلوا به إلا العلماء، كانوا أحق الناس بميراثهم.وفي هذا تنبيه على أنهم اقرب الناس إليهم،فإن الميراث إنما يكون لأقرب الناس إلى الموروث،وهذا كما انه ثابت في ميراث الدينار والدرهم فكذلك هو في ميراث النبوة،والله يختص برحمته من يشاء.وفيه أيضا إرشاد وأمر للأمة بطاعتهم واحترامهم وتعزيزهم وتوقيرهم وإجلالهم،فإنهم ورثة من هذه بعض حقوقهم على الأمة وخلفاؤهم فيهم.وفيه تنبيه على أن محبتهم من الدين وبغضهم مناف للدين كما هو ثابت لموروثهم؛وكذلك معاداتهم ومحاربتهم معاداة ومحاربة لله كما هو في موروثهم،قال علي رضي عنه:(محبة العلماء دين يدان به) وقال صلى الله عليه و سلم فيما يروى عن ربه عز و جل:"من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة"وورثة الأنبياء سادات أولياء لله عز و جل..) ا.ه من كتاب(مفتاح دار السعادة/63-66).ولأن العلماء ورثة الأنبياء،فان عملهم لا ينقطع بموتهم، بخلاف غيرهم ممن يعيش ويموت،وكأنَّه من سقط المتاع،أمَّا أهل العلم الربانيون الذين ينتفع بعلمهم من بعدهم فهؤلاء يضاعف لهم في الجزاء والأجر شريطة الإخلاص.عن أبي هريرة-رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة:إلا من صدقة جارية،أو علم ينتفع به،أو ولد صالح يدعو له )رواه مسلم. ومما جاء في فضلهم،أن الله شهد للعلماء بأنهم أكثر الناس خشية له؛قال تعالى (قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا )الإسراء: ١٠٧ ،وهذا الباب باب جليل في فضل العلماء ولذلك أنصح الجميع-حفظني الله وإياكم من كل مكروه-أن يستزيدوا من معرفة هذا الباب بقراءتهم لبعض الكتب التي تتحدث في هذا المجال من أمثال : كتاب مفتاح دار السعادة و كتاب جامع بيان العلم وفضله ، وكتاب الرحلة وكتاب أدب العالم والمتعلم ، وغيرها كثير...
2-العلماء ورثة الأنبياء: من خلال ماتقدم يتبين جلالة ما حظي به العلماء من تكريم وتفضيل،ولكن لابد من التأكيد على أن المقصود من ورثة الأنبياء هي وراثة كاملة تامة-تتضمن الصفات الخلقية-بضم الخاء واللام-وكذا موافقة قولهم لفعلهم-ولا يقصد به مجرد وراثة مظهرية شكلية.فالعلماء بحق هم العارفون بشرع الله،المتفقهون في دينه،الذين يقولون:قال الله وقال رسوله،الذين يعلمون معاني الكتاب والسنة.العلماء بحق هم الذين يخشون الله.وهم الذين لا يخافون في الله لومة لائم.وهم أهل السنة،وهم أهل الحديث،وهم أهل الفقه،هؤلاء هم العلماء المقصودون بهذه النصوص الشرعية.والعلماء هم الذين يعلمون الناس صغار الأمور قبل كبارها،قال الله عز وجل: (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ)آل عمران: ٧٩ ،يقول ابن عباس رضي الله عنهما:[لا يكون العالم ربانياً حتى يعلم ويعمل ويدعو ويصبر على الأذى]ونقل عنه رضي الله عنه وأرضاه:[العلماء الربانيون هم الذين يربون الناس على صغار العلم قبل كباره] يعني:يأخذون الناس بالتدرج خطوة خطوة،لا يقفزون بهم إلى أمور كبار لا تدركها عقولهم.والعلماء هم الذين يعملون بعلمهم،قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) الصف: ٢ - ٣،
وقد قيل:
وقال الحسن: رأيت أقواما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون:من عمل بغير علم كان ما يفسده أكثر مما يصلحه،والعامل بغير علم كالسائر على غير طريق،فاطلبوا العلم طلبا لا يضر بالعبادة،واطلبوا العبادة طلبا لا يضر بالعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أنقل لكم هذه المقالة لما رأيت من تهجّم على علماء أعلام وأخيار عظام رضي الله عنهم وأرضاهم.
وأناشد الإخوة أن يتمعّنوا جيدا فيها... قبل التسرّع بالرد أو النقد.
ينبغي تبجيل أهل العلم وطلبة العلم ، وحملة الكتاب والسنة الذين سلكوا سبيل السلف في الفهم والاعتقاد والسلوك والعبادة، وقد قيل : لايعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل.
عن قيس بن كثير قال : قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء وهو بدمشق فقال:ما أقدمك يا أخي ؟ فقال:حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:أما جئت لحاجة ؟ قال:لا.قال: أما قدمت لتجارة ؟ قال:لا قال:ما جئت إلا في طلب هذا الحديث ؟ قال:فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:( مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَبْتَغِي فِيهِ عِلْماً سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَريقاً إِلَى الجَنَّةِ،وَإنَّ المَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ العِلْمِ رِضاً بِمَا يَصْنَعُ ، وَإنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّماوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ حَتَّى الحيتَانُ في المَاءِ ، وَفضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضْلِ القَمَرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ ، وَإنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ ، وَإنَّ الأنْبِيَاءَ لَمْ يَوَرِّثُوا دِينَاراً وَلاَ دِرْهَماً وَإنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بحَظٍّ وَافِرٍ)
رواه أبو داود (كتاب العلم/باب الحث على طلب العلم/3641)،والترمذي (كتاب العلم/باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة/2682)،وابن ماجه (كتاب المقدمة/باب فضل العلماء والحث على طلب العلم/223)،وغيرهم.قال الشيخ الألباني-رحمه الله-:الحديث صحيح (صحيح الجامع/6297)
راوي الحديث: هو الإمام القدوة.قاضي دمشق، وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس،كان يقول:(لا تزالون بخير ما أحببتم خياركم،وما قيل فيكم بالحق فعرفتموه فإن عارف الحق كعامله. ومن وصاياه:. (لا تكلفوا الناس ما لم يكلفوا ولا تحاسبوا الناس دون ربهم؛ابن آدم عليك نفسك فإنه من تتبع ما يرى في الناس يطل حزنه ولا يشف غيظه)
شرح الحديث: اشتمل الحديث على فوائد عظيمة وجليلة،منها:
1-فضل العلماء: لقد وردت نصوص كثيرة في بيان فضلهم، وحاجة الناس إليهم.ومن أجل ما ورد في فضلهم،حديث الباب،وسأكتفي بذكر طرفا من فوائد شيخ الإسلام ابن القيم-رحمه الله- للحديث،قال في كتابه'المفتاح' :(وقوله صلى الله عليه و سلم:"إن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء"فإنه لما كان العالم سببا في حصول العلم الذي به نجاة النفوس من أنواع المهلكات وكان سعيه مقصورا على هذا وكانت نجاة العباد على يديه جوزي من جنس عمله وجعل من في السموات والأرض ساعيا في نجاته من أسباب الهلكات باستغفارهم له وإذا كانت الملائكة تستغفر للمؤمنين فكيف لا تستغفر لخاصتهم وخلاصتهم..) ثم قال:(وقوله:"وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب"تشبيه مطابق لحال القمر والكواكب،فان القمر يضيء الآفاق ويمتد نوره في أقطار العالم،وهذه حال العالم. وأما الكوكب فنوره لا يجاوز نفسه أو ما قرب منه،وهذه حال العابد الذي يضيء نور عبادته عليه دون غيره وان جاوز نور عبادته غيره فإنما يجاوزه غير بعيد،كما يجاوز ضوء الكوكب له مجاوزة يسيرة.ومن هذا؛الأثر المروي:(إذا كان يوم القيامة يقول الله للعابد ادخل الجنة فإنما كانت منفعتك لنفسك،ويقال للعالم اشفع تشفع فإنما كانت منفعتك للناس)، وروى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما:(إذا كان يوم القيامة يؤتى بالعابد والفقيه فيقال للعابد:ادخل الجنة.ويقال للفقيه:اشفع تشفع)وفي التشبيه المذكور لطيفة أخرى وهو أن الجهل كالليل في ظلمته وجنسه،والعلماء والعباد بمنزلة القمر والكواكب الطالعة في تلك الظلمة،وفضل نور العالم فيها على نور العابد كفضل نور القمر على الكواكب.وأيضا فالدين قوامه وزينته وإضاءته بعلمائه وعباده فإذا ذهب علماؤه وعباده ذهب الدين..)وقال –رحمه الله-:(وقوله:"إن العلماء ورثة الأنبياء"هذا من أعظم المناقب لأهل العلم، فإن الأنبياء خير خلق الله فورثتهم خير الخلق بعدهم.ولما كان كل موروث ينتقل ميراثه إلى ورثته، إذ هم الذين يقومون مقامه من بعده ولم يكن بعد الرسل من يقوم مقامهم في تبليغ ما أرسلوا به إلا العلماء، كانوا أحق الناس بميراثهم.وفي هذا تنبيه على أنهم اقرب الناس إليهم،فإن الميراث إنما يكون لأقرب الناس إلى الموروث،وهذا كما انه ثابت في ميراث الدينار والدرهم فكذلك هو في ميراث النبوة،والله يختص برحمته من يشاء.وفيه أيضا إرشاد وأمر للأمة بطاعتهم واحترامهم وتعزيزهم وتوقيرهم وإجلالهم،فإنهم ورثة من هذه بعض حقوقهم على الأمة وخلفاؤهم فيهم.وفيه تنبيه على أن محبتهم من الدين وبغضهم مناف للدين كما هو ثابت لموروثهم؛وكذلك معاداتهم ومحاربتهم معاداة ومحاربة لله كما هو في موروثهم،قال علي رضي عنه:(محبة العلماء دين يدان به) وقال صلى الله عليه و سلم فيما يروى عن ربه عز و جل:"من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة"وورثة الأنبياء سادات أولياء لله عز و جل..) ا.ه من كتاب(مفتاح دار السعادة/63-66).ولأن العلماء ورثة الأنبياء،فان عملهم لا ينقطع بموتهم، بخلاف غيرهم ممن يعيش ويموت،وكأنَّه من سقط المتاع،أمَّا أهل العلم الربانيون الذين ينتفع بعلمهم من بعدهم فهؤلاء يضاعف لهم في الجزاء والأجر شريطة الإخلاص.عن أبي هريرة-رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة:إلا من صدقة جارية،أو علم ينتفع به،أو ولد صالح يدعو له )رواه مسلم. ومما جاء في فضلهم،أن الله شهد للعلماء بأنهم أكثر الناس خشية له؛قال تعالى (قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا )الإسراء: ١٠٧ ،وهذا الباب باب جليل في فضل العلماء ولذلك أنصح الجميع-حفظني الله وإياكم من كل مكروه-أن يستزيدوا من معرفة هذا الباب بقراءتهم لبعض الكتب التي تتحدث في هذا المجال من أمثال : كتاب مفتاح دار السعادة و كتاب جامع بيان العلم وفضله ، وكتاب الرحلة وكتاب أدب العالم والمتعلم ، وغيرها كثير...
2-العلماء ورثة الأنبياء: من خلال ماتقدم يتبين جلالة ما حظي به العلماء من تكريم وتفضيل،ولكن لابد من التأكيد على أن المقصود من ورثة الأنبياء هي وراثة كاملة تامة-تتضمن الصفات الخلقية-بضم الخاء واللام-وكذا موافقة قولهم لفعلهم-ولا يقصد به مجرد وراثة مظهرية شكلية.فالعلماء بحق هم العارفون بشرع الله،المتفقهون في دينه،الذين يقولون:قال الله وقال رسوله،الذين يعلمون معاني الكتاب والسنة.العلماء بحق هم الذين يخشون الله.وهم الذين لا يخافون في الله لومة لائم.وهم أهل السنة،وهم أهل الحديث،وهم أهل الفقه،هؤلاء هم العلماء المقصودون بهذه النصوص الشرعية.والعلماء هم الذين يعلمون الناس صغار الأمور قبل كبارها،قال الله عز وجل: (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ)آل عمران: ٧٩ ،يقول ابن عباس رضي الله عنهما:[لا يكون العالم ربانياً حتى يعلم ويعمل ويدعو ويصبر على الأذى]ونقل عنه رضي الله عنه وأرضاه:[العلماء الربانيون هم الذين يربون الناس على صغار العلم قبل كباره] يعني:يأخذون الناس بالتدرج خطوة خطوة،لا يقفزون بهم إلى أمور كبار لا تدركها عقولهم.والعلماء هم الذين يعملون بعلمهم،قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) الصف: ٢ - ٣،
وقد قيل:
يا أيُّها الرَّجُلُ المُعَلِّمُ غَيْرَهُ...هَلاّ لِنَفْسِكَ كانَ ذا التعليمُ
تصِفُ الدَّواءَ لِذي السِّقامِ وَذِي الضَّنَى...كيْما يَصِحُّ بهِ وأنتَ سَقيمُ
وَنَراكَ تُصْلِحُ بالرَّشادِ عُقولَنا...أبَداً وَأنتَ مِنَ الرَّشادِ عَديمُ
فَابْدَأ بنَفسِكَ فانهَها عنْ غَيِّها...فإذا انتهَتْ عَنهُ فَأنتَ حَكيمُ
فهُناكَ يُقبَلُ ما تقولُ ويُهْتَدَى...بالقولِ مِنكَ وَيَنْفَعُ التَّعليمُ
لا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَ تأتي مِثلَهُ...عارٌ عَليْكَ إذا فَعَلتَ عَظيمُ
تصِفُ الدَّواءَ لِذي السِّقامِ وَذِي الضَّنَى...كيْما يَصِحُّ بهِ وأنتَ سَقيمُ
وَنَراكَ تُصْلِحُ بالرَّشادِ عُقولَنا...أبَداً وَأنتَ مِنَ الرَّشادِ عَديمُ
فَابْدَأ بنَفسِكَ فانهَها عنْ غَيِّها...فإذا انتهَتْ عَنهُ فَأنتَ حَكيمُ
فهُناكَ يُقبَلُ ما تقولُ ويُهْتَدَى...بالقولِ مِنكَ وَيَنْفَعُ التَّعليمُ
لا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَ تأتي مِثلَهُ...عارٌ عَليْكَ إذا فَعَلتَ عَظيمُ
وقال الحسن: رأيت أقواما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون:من عمل بغير علم كان ما يفسده أكثر مما يصلحه،والعامل بغير علم كالسائر على غير طريق،فاطلبوا العلم طلبا لا يضر بالعبادة،واطلبوا العبادة طلبا لا يضر بالعلم.
يتبع إن شاء الله
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16464
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
رد: العلماء ورثة الأنبياء...فاحذر من التعرض لهم
بسم الله الرحمن الرحيم
قال عز من قائل:
ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {125النحل}
وقال أيضا:
مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ {ق 18
صدق الله العلي العظيم
إنّ من أكبر الطامات ومن أشنع المهلكات، التي إذا حلت في مجتمع أمة من الأمم ولا سيما الإسلامية منها، أتت على أخضره ويابسه، غضه وطريه، هو أن يتصدر من ليس بكفء لعلم من العلوم فيدعي فيه المعرفة ويزعم الإفادة، وذلك بالنظر إلى مآل الأمر ونهايته، والذي نلخصه في قول عالم من علمائنا: "إذا خاض المرء في غير فنّه أتى بالعجائب".
وإنّ من أخطر المظاهر ووعورة الظواهر ما درج عليه الكثير من الناس في ثنايا هذا المجتمع المسلم من التلاعب والتعاطي لألفاظ التكفير بين بعضهم البعض عن قصد أو استهزاء حتى وصل بهم الأمر إلى التعرض لبعض أقطاب الأمة وأعيانها.
وعليه سوف تقف الإدارة في وجه كل :
- من يحاول المساس أو التشهير أو الإنتقاص تلميحا أو تصريحا يأي عالم من علماء الدين.
- من يتعرّض لمشاعر المسلمين بالإهانة أو التجريح .
- من ينشر المواضيع التي تتسم بالفظاظة والعدوانية، أو التي تنطوي على افتراء أو تشهير أو تهديد غير قانوني، أو أي مواد تحتوي على معلومات مضللة أو مزيفة أو عارية من الحقيقة وما يخل بالآداب العامة سواء كانت كلمة أو صورة.
- من ينشر مواضيعا سياسية غير هادفة وملفقة ومكذوبة أومواضيعا تثير العصبيات المذهبية والطائفية.
هذا تنبيه آخر ومن أنذر فقد أعذر.
وختاما أسأله جل وعلا أن ينفعنا بما قلنا ويقولنا ما ينفعنا وأن يرد إليه التائبين بحق ردا جميلا ويوفي الأجر لمن كان سببا في هدايتهم أجرا جزيلا وينوّر العباد بدينهم ويحفظ البلاد ما حفظ أهلها كتاب ربهم وسنة نبيهم قولا وعملا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16464
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
مواضيع مماثلة
» ترتيب الأنبياء و أعمارهم
» مواليد و أعمار الأنبياء و الرسل
» دعاء الأنبياء
» ألقاب الأنبياء
» موقع يضم أجمل قصص الأنبياء
» مواليد و أعمار الأنبياء و الرسل
» دعاء الأنبياء
» ألقاب الأنبياء
» موقع يضم أجمل قصص الأنبياء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى