المُلحدون في تونس يُنظمون صُفوفهم “افتراضيّا”
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
المُلحدون في تونس يُنظمون صُفوفهم “افتراضيّا”
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
:يبدو أنّ الـ”فايسبوك” التونسيّ يأبى إلا الإتيان بالجديد والطريف وربّما الغريب، فبعد أن ارتفع عدد مستعملي هذه الشبكة إلى أكثر من 700 ألف مشترك – معظمهم من الشباب – في ظرف وجيز، وبعد أنّ تمكّن الشباب التونسي من تحطيم عدد من الحواجز والمحرّمات كالجنس والسياسة ونقد الخطاب الديني، في حركة دلّت على ضيق فضاءات الحوار والحرمان من النقاش الجديّ والصريح مع هذه الفئة، برزت ظاهرة جديدة لم يعد بالإمكان، وفق عدد من المتابعين، اعتبارها “حالات معزولة” أو شاذة”… إنهم الملحدون الذين يُنظمون صُفوفهم ويتوجّهون للشباب آخذين على عاتقهم “تنوير” العقول عبر الإطلاع على حقائق ونظريات وفلسفات مختلفة قد تساهم في تغيير القناعات بما فيها العقائد والأديان.
لا توجد إحصائيات دقيقة في تونس عن أعداد الملحدين أو اللاّ دينيين، لكنّ الثابت أنّ عددهم في ازدياد وأنّ نشاطهم أضحى أكثر كثافة وتأثيرا من ذي قبل، إذ تكفي الإشارة إلى أنّ أحد أشهر المدوّنين التونسيين وأكثرهم شعبية لدى الأوساط الشباب “عيّاش مالمرسى” (اسم مستعار) هو مُدوّن مُلحد يمقت الأديان و يستهجن من يؤمن بها.
أمّا على شبكة “الفايسبوك” الاجتماعية الشهيرة، فقد أطلق عدد من الملحدين مجموعات ضمّت المئات من اللاّ دينيين على غرار مجموعة “تونسيون ملحدون علمانيون” و “الملحدون التونسيون” وغيرهما، و تتضمن المجموعات نقاشات متعدّدة حول الإلحاد والأديان.
يلاحظ المتتبّع لسير نقاشات الشباب التونسيّ مع الملحدين الذين خيّروا لعدّة أسباب التوجّه بأفكارهم إلى هذه الشريحة العُمريّة، أنّ الشباب لم يتقبّل بشكل سلس وجود “تونسيين غير مؤمنين ” يتحدّثون باسم بلدهم ويدافعون عنه ويتشبّثون بالانتماء إليه.
وعادة ما تندلع مشاحنات ومشادات كلاميّة عنيفة بين الملحدين وزوّار صفحاتهم تنتهي في غالب الأحيان إلى السّباب وتبادل الشتائم وكيل الاتهامات إلى اللاّ دينيين بـ”الكفر والزندقة” وخدمة أجندة مخابرات الدول الأجنبية والعمالة لـ”زعزعة عقائد التونسيين”.
لكنّ ليس من الصّعب على المتابع أن يكتشف أنّ مُلحدي تونس يستقون أفكارهم وحُججهم مما ينشر عادة عبر موقعين الكترونيين شهيرين للدفاع عن الإلحاد والترويج له وهما “منتدى الملحدين العرب” و”شبكة اللادينيين العرب”.
… بين الدين والالحاد
الشاب المُلحد زياد طارق بن يوسف صاحب مدوّنة “صوت التونسيّ” ردّ على سؤال حول ما الذي يدفع بشاب تونسيّ تربّى في بيئة عربية مسلمة، تبدو محافظة إلى حدّ ما، إلى الإلحاد والتخلي عن دين آبائه بالقول:” إلحادي كان عبر رحلة تديّن في سنين المراهقة، وبعد تأمّل وثبوت عجز من توجّهت لهم للإجابة عن أسئلتي بشكل عقلاني مُقنع“.
أما الملحد سفيان دافيد المُشرف على احدى المجموعات “الفايسبوكيّة” التي تنادي بالإلحاد فيقول:”صحيح أنني ولدت وترعرعت في عائلة مُسلمة، وكنت مُسلما وغيورا على ديني، لكن بفضل الانترنت اطلعت وفق منظور جديد على تاريخ الأديان والتناقضات التي وقعت فيها خصوصا مع مسألة الحداثة، واكتشفت كذلك أن الملحدين موجودون في كلّ مكان فأعلنت إلحادي أمام الجميع وهو ما سبّب لي مشاكل كثيرة و تهديدات يوميّة”.
تتعرّض مُدونات الملحدين ومجموعاتهم في تونس إلى هجمات شرسة ومُنسّقة من الشباب الذي يناصر الهويّة والدين، فمدوّنة “صوت التونسي” وصفحتها على “فايسبوك” تتعرّض خلال الأسابيع الأخيرة إلى هجمة قد تؤدي إلى غلقها نهائيا بعد أن قرر العشرات التقدّم بشكاوى لدى إدارة موقع “فايسبوك” بسبب ما يعتبرونه “إساءات المُدونة وصاحبها لتونس”.
ويقول صاحب المدونة المستهدفة :” لا تعنيني كثيرا اتهاماتهم لي بالصهيونيّة و ضرب هوية المجتمع التونسي، سأواصل الإصداع بمواقفي، أعتقد أنّ أفضل طريقة للتعامل بين المُتدينين والملحدين هو البحث عن المشترك الذي لا يختلف عليه عاقلان، وهي المبادئ الإنسانية الكبرى التي لخّصها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. أنا شخصيا احترم المُتدين الذي يبرهن على وجود الله بطريقه محترمة، و كل ما اطلبه من المتدينين مسيحيين ومسلمين وبوذيين هو أن يعبدوا الحجر لو أرادوا لكن بشرط آلاّ يضربوني به”.
وعلى الرغم من تكتّم عدد كبير من الملحدين عن الإدلاء بهوياتهم الحقيقية لمن يطلبها، إلا أنّ التنسيق بينهم في النقاشات و”المشادات” مع متديّنين تبدو واضحة، معتمدين في ذلك الرسائل الخاصّة وتقنية التراسل المباشر أو “الشات” أو حتى عبر لقاءات مباشرة أحيانا.
يقع الملحدون عادة في استفزاز المُتدينين بالسّخرية من مُقدساتهم وعقائدهم وحتى ازدرائها ما يخلّف تشنجا كبيرا لدى الطرف المقابل يصل إلى حدّ التهديد، لكن بعض الملحدين يؤكدون من جهتهم أنّ “اللا دينيّ الصادق المثقف لا يسخر من المقدس قط، فالملحد حيادي ويقف على مسافة واحدة من جميع الأديان لأنه لا يؤمن بها جميعا”.
فراغ علمي.. وديني
ويتابع الكسيبي:” تونس تضرّرت كثيرا من سياسة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة تجاه قضايا الإيمان والإسلام، إذ إنّ رؤيته المضطربة في الموضوع كانت وراء إلغاء المؤسّسة الزيتونية للتعليم، وإحداث حالة الفراغ العلمي والديني بما مهّد بعد ثلاثة عقود ونصف إلى سياسة تجفيف الينابيع بكل ما حملته من كوارث أخلاقية وثقافية مازلنا نعاني من تبعاتها الثقيلة إلى حدّ اليوم”.
ينصّ الدستور التونسي من جهته على حرية المعتقد والعبادة، ما يعني أنّ الإلحاد أو الجهر به ليست جرائم يُعاقب عليها القانون، لكنّ الإعلامي مرسل الكسيبي يرى أنّ للحركات اليسارية التونسية دورا مهما في إثارة قضايا الاعتقاد والإلحاد من منطلق إيمانها بمقولات الجدلية المادية ورؤية كارل ماركس للدين والحياة، وهو ما جعل من ثنائية رفض الدين واعتناق المذهبية الاشتراكية أو الشيوعية ركيزة مهمة في دور هذه الحركات على حدّ تعبيره.
ولكنّ “المُحيّر” بحسب الكسيبي هو أن الحركة اليسارية التونسية “لم تستطع على غرار الحركة اليسارية الأوروبية وحتى الكُوبية تلطيف العلاقة بين عالم المادة والروح، ومن ثمة احترام المُقدس الجماعي وإدراك واحدة من أسباب سقوط الاتحاد السوفياتي السابق وأنظمة أوروبا الشرقية، حيث كان إفراغ حياة الناس من الأخلاق والفضيلة ووهج الروح، سببا من أسباب تعميم حالة الرفض للمشروع اليساري ومن ثمة لفظه حين قرن بين القمع السّياسي والقمع الديني”.
ويرى مُتابعون لظاهرة الإلحاد المتنامية في تونس وبلدان المغرب العربي أنّ هذا التيار “لا يمكن عزله إطلاقا عن الحراك الثقافي اليساري”، وبشأن الاتهامات التي غالبا ما توجّه إلى الملحدين بالانتماء إلى جهات استخباراتية أجنبية تهدف إلى “زعزعة الأوضاع” يقول المُلحد بن يوسف :”اتهام شائع ومتكرّر، أنا شخصيا ليس لدي أي ارتباطات بجهات استخبارتية واعتبر هذا الاتهام مبالغا فيه فلم اسمع في حياتي عن جمعية أو منظمة لنشر الإلحاد. توجد منظمات تبشيرية تضرب عقيدة المسلمين على الملأ و نجد عبر مواقعها على الانترنت تنظيما لحملات تبشيرية والميزانيات التي يتمّ رصدها لذلك ضخمة للغاية”
ولا يرى الإعلامي مرسل الكسيبي “خطرا حقيقيّا” على المجتمع من هذه الظاهرة “إذ إن ميراث الإيمان والقرآن هما أثقل وأقوى من أن تهددهما تأثيرات فكرية ثورية سرعان ما تترشد حين تصطدم بقوة الانتماء المعرفي والديني الراسخ للمجتمع “. و يؤكّد الكسيبي على ما سماه ” دور الإعلام في الرد على شبهات الملاحدة من خلال ما سمّاه “تجذير عملية البناء العقلي والمنطقي في مخاطبة الجمهور المُسلم، إذ إن الشحن البُكائي والعاطفي هما منهجان قاصران في مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين وما يشهده العالم من ثورات علمية ومعرفية سريعة”.
يشار إلى أنّ قضية الملحدين والإلحاد لا تطرح عبر الإعلام الرّسمي في تونس ولا تبدو السلطات معنيّة بها على الرغم من أنّ الانترنت كشفت أنّ للإلحاد أنصارا كثرا في البلاد، ويركّز الخطاب الديني في تونس (عبر الإعلام وخطب المساجد..)عادة على محاولة “ترشيد” التديّن ومنع الشباب من الوقوع في الغلوّ والتطرّف ومحاربة الفكر السلفي و”الظواهر الدخيلة عن المجتمع التونسيّ ذي الميول الوسطية والمعتدلة” على حدّ تعبير الخطاب الرسميّ.
منقول
:يبدو أنّ الـ”فايسبوك” التونسيّ يأبى إلا الإتيان بالجديد والطريف وربّما الغريب، فبعد أن ارتفع عدد مستعملي هذه الشبكة إلى أكثر من 700 ألف مشترك – معظمهم من الشباب – في ظرف وجيز، وبعد أنّ تمكّن الشباب التونسي من تحطيم عدد من الحواجز والمحرّمات كالجنس والسياسة ونقد الخطاب الديني، في حركة دلّت على ضيق فضاءات الحوار والحرمان من النقاش الجديّ والصريح مع هذه الفئة، برزت ظاهرة جديدة لم يعد بالإمكان، وفق عدد من المتابعين، اعتبارها “حالات معزولة” أو شاذة”… إنهم الملحدون الذين يُنظمون صُفوفهم ويتوجّهون للشباب آخذين على عاتقهم “تنوير” العقول عبر الإطلاع على حقائق ونظريات وفلسفات مختلفة قد تساهم في تغيير القناعات بما فيها العقائد والأديان.
لا توجد إحصائيات دقيقة في تونس عن أعداد الملحدين أو اللاّ دينيين، لكنّ الثابت أنّ عددهم في ازدياد وأنّ نشاطهم أضحى أكثر كثافة وتأثيرا من ذي قبل، إذ تكفي الإشارة إلى أنّ أحد أشهر المدوّنين التونسيين وأكثرهم شعبية لدى الأوساط الشباب “عيّاش مالمرسى” (اسم مستعار) هو مُدوّن مُلحد يمقت الأديان و يستهجن من يؤمن بها.
أمّا على شبكة “الفايسبوك” الاجتماعية الشهيرة، فقد أطلق عدد من الملحدين مجموعات ضمّت المئات من اللاّ دينيين على غرار مجموعة “تونسيون ملحدون علمانيون” و “الملحدون التونسيون” وغيرهما، و تتضمن المجموعات نقاشات متعدّدة حول الإلحاد والأديان.
يلاحظ المتتبّع لسير نقاشات الشباب التونسيّ مع الملحدين الذين خيّروا لعدّة أسباب التوجّه بأفكارهم إلى هذه الشريحة العُمريّة، أنّ الشباب لم يتقبّل بشكل سلس وجود “تونسيين غير مؤمنين ” يتحدّثون باسم بلدهم ويدافعون عنه ويتشبّثون بالانتماء إليه.
وعادة ما تندلع مشاحنات ومشادات كلاميّة عنيفة بين الملحدين وزوّار صفحاتهم تنتهي في غالب الأحيان إلى السّباب وتبادل الشتائم وكيل الاتهامات إلى اللاّ دينيين بـ”الكفر والزندقة” وخدمة أجندة مخابرات الدول الأجنبية والعمالة لـ”زعزعة عقائد التونسيين”.
لكنّ ليس من الصّعب على المتابع أن يكتشف أنّ مُلحدي تونس يستقون أفكارهم وحُججهم مما ينشر عادة عبر موقعين الكترونيين شهيرين للدفاع عن الإلحاد والترويج له وهما “منتدى الملحدين العرب” و”شبكة اللادينيين العرب”.
… بين الدين والالحاد
الشاب المُلحد زياد طارق بن يوسف صاحب مدوّنة “صوت التونسيّ” ردّ على سؤال حول ما الذي يدفع بشاب تونسيّ تربّى في بيئة عربية مسلمة، تبدو محافظة إلى حدّ ما، إلى الإلحاد والتخلي عن دين آبائه بالقول:” إلحادي كان عبر رحلة تديّن في سنين المراهقة، وبعد تأمّل وثبوت عجز من توجّهت لهم للإجابة عن أسئلتي بشكل عقلاني مُقنع“.
أما الملحد سفيان دافيد المُشرف على احدى المجموعات “الفايسبوكيّة” التي تنادي بالإلحاد فيقول:”صحيح أنني ولدت وترعرعت في عائلة مُسلمة، وكنت مُسلما وغيورا على ديني، لكن بفضل الانترنت اطلعت وفق منظور جديد على تاريخ الأديان والتناقضات التي وقعت فيها خصوصا مع مسألة الحداثة، واكتشفت كذلك أن الملحدين موجودون في كلّ مكان فأعلنت إلحادي أمام الجميع وهو ما سبّب لي مشاكل كثيرة و تهديدات يوميّة”.
تتعرّض مُدونات الملحدين ومجموعاتهم في تونس إلى هجمات شرسة ومُنسّقة من الشباب الذي يناصر الهويّة والدين، فمدوّنة “صوت التونسي” وصفحتها على “فايسبوك” تتعرّض خلال الأسابيع الأخيرة إلى هجمة قد تؤدي إلى غلقها نهائيا بعد أن قرر العشرات التقدّم بشكاوى لدى إدارة موقع “فايسبوك” بسبب ما يعتبرونه “إساءات المُدونة وصاحبها لتونس”.
ويقول صاحب المدونة المستهدفة :” لا تعنيني كثيرا اتهاماتهم لي بالصهيونيّة و ضرب هوية المجتمع التونسي، سأواصل الإصداع بمواقفي، أعتقد أنّ أفضل طريقة للتعامل بين المُتدينين والملحدين هو البحث عن المشترك الذي لا يختلف عليه عاقلان، وهي المبادئ الإنسانية الكبرى التي لخّصها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. أنا شخصيا احترم المُتدين الذي يبرهن على وجود الله بطريقه محترمة، و كل ما اطلبه من المتدينين مسيحيين ومسلمين وبوذيين هو أن يعبدوا الحجر لو أرادوا لكن بشرط آلاّ يضربوني به”.
وعلى الرغم من تكتّم عدد كبير من الملحدين عن الإدلاء بهوياتهم الحقيقية لمن يطلبها، إلا أنّ التنسيق بينهم في النقاشات و”المشادات” مع متديّنين تبدو واضحة، معتمدين في ذلك الرسائل الخاصّة وتقنية التراسل المباشر أو “الشات” أو حتى عبر لقاءات مباشرة أحيانا.
يقع الملحدون عادة في استفزاز المُتدينين بالسّخرية من مُقدساتهم وعقائدهم وحتى ازدرائها ما يخلّف تشنجا كبيرا لدى الطرف المقابل يصل إلى حدّ التهديد، لكن بعض الملحدين يؤكدون من جهتهم أنّ “اللا دينيّ الصادق المثقف لا يسخر من المقدس قط، فالملحد حيادي ويقف على مسافة واحدة من جميع الأديان لأنه لا يؤمن بها جميعا”.
فراغ علمي.. وديني
ويتابع الكسيبي:” تونس تضرّرت كثيرا من سياسة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة تجاه قضايا الإيمان والإسلام، إذ إنّ رؤيته المضطربة في الموضوع كانت وراء إلغاء المؤسّسة الزيتونية للتعليم، وإحداث حالة الفراغ العلمي والديني بما مهّد بعد ثلاثة عقود ونصف إلى سياسة تجفيف الينابيع بكل ما حملته من كوارث أخلاقية وثقافية مازلنا نعاني من تبعاتها الثقيلة إلى حدّ اليوم”.
ينصّ الدستور التونسي من جهته على حرية المعتقد والعبادة، ما يعني أنّ الإلحاد أو الجهر به ليست جرائم يُعاقب عليها القانون، لكنّ الإعلامي مرسل الكسيبي يرى أنّ للحركات اليسارية التونسية دورا مهما في إثارة قضايا الاعتقاد والإلحاد من منطلق إيمانها بمقولات الجدلية المادية ورؤية كارل ماركس للدين والحياة، وهو ما جعل من ثنائية رفض الدين واعتناق المذهبية الاشتراكية أو الشيوعية ركيزة مهمة في دور هذه الحركات على حدّ تعبيره.
ولكنّ “المُحيّر” بحسب الكسيبي هو أن الحركة اليسارية التونسية “لم تستطع على غرار الحركة اليسارية الأوروبية وحتى الكُوبية تلطيف العلاقة بين عالم المادة والروح، ومن ثمة احترام المُقدس الجماعي وإدراك واحدة من أسباب سقوط الاتحاد السوفياتي السابق وأنظمة أوروبا الشرقية، حيث كان إفراغ حياة الناس من الأخلاق والفضيلة ووهج الروح، سببا من أسباب تعميم حالة الرفض للمشروع اليساري ومن ثمة لفظه حين قرن بين القمع السّياسي والقمع الديني”.
ويرى مُتابعون لظاهرة الإلحاد المتنامية في تونس وبلدان المغرب العربي أنّ هذا التيار “لا يمكن عزله إطلاقا عن الحراك الثقافي اليساري”، وبشأن الاتهامات التي غالبا ما توجّه إلى الملحدين بالانتماء إلى جهات استخباراتية أجنبية تهدف إلى “زعزعة الأوضاع” يقول المُلحد بن يوسف :”اتهام شائع ومتكرّر، أنا شخصيا ليس لدي أي ارتباطات بجهات استخبارتية واعتبر هذا الاتهام مبالغا فيه فلم اسمع في حياتي عن جمعية أو منظمة لنشر الإلحاد. توجد منظمات تبشيرية تضرب عقيدة المسلمين على الملأ و نجد عبر مواقعها على الانترنت تنظيما لحملات تبشيرية والميزانيات التي يتمّ رصدها لذلك ضخمة للغاية”
ولا يرى الإعلامي مرسل الكسيبي “خطرا حقيقيّا” على المجتمع من هذه الظاهرة “إذ إن ميراث الإيمان والقرآن هما أثقل وأقوى من أن تهددهما تأثيرات فكرية ثورية سرعان ما تترشد حين تصطدم بقوة الانتماء المعرفي والديني الراسخ للمجتمع “. و يؤكّد الكسيبي على ما سماه ” دور الإعلام في الرد على شبهات الملاحدة من خلال ما سمّاه “تجذير عملية البناء العقلي والمنطقي في مخاطبة الجمهور المُسلم، إذ إن الشحن البُكائي والعاطفي هما منهجان قاصران في مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين وما يشهده العالم من ثورات علمية ومعرفية سريعة”.
يشار إلى أنّ قضية الملحدين والإلحاد لا تطرح عبر الإعلام الرّسمي في تونس ولا تبدو السلطات معنيّة بها على الرغم من أنّ الانترنت كشفت أنّ للإلحاد أنصارا كثرا في البلاد، ويركّز الخطاب الديني في تونس (عبر الإعلام وخطب المساجد..)عادة على محاولة “ترشيد” التديّن ومنع الشباب من الوقوع في الغلوّ والتطرّف ومحاربة الفكر السلفي و”الظواهر الدخيلة عن المجتمع التونسيّ ذي الميول الوسطية والمعتدلة” على حدّ تعبير الخطاب الرسميّ.
منقول
AMAL MASMOUDI-
- عدد المساهمات : 3540
العمر : 45
المكان : قفصة
الهوايه : النت
نقاط تحت التجربة : 16117
تاريخ التسجيل : 21/02/2008
رد: المُلحدون في تونس يُنظمون صُفوفهم “افتراضيّا”
قال تعالى:
{وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون، ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين، إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين}.
سورة هود. الآيات: 117 - 119
قال تعالى:
{ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين}.
سورة السجدة. الآية: 13
قال تعالى:
قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ {84} لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ
{85} ص
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16452
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
رد: المُلحدون في تونس يُنظمون صُفوفهم “افتراضيّا”
3 سبتمبر، 2009
الحوار الاصلي مع مراسل ايلاف في تونس
مرسلة بواسطة
Tunisian and proud
أولا :
و باختصار شديد نريد معرفة ما الذي دفع بشابين مثلكما تربيا في بيئة مسلمة
محافظة إلى إعلان إلحادهما (السبب المباشر ودون الدخول في تعريفات ومفاهيم
معقدة بالنسبة للقارئ ) مثلا هل تم ذلك عبر المطالعة ، عبر التأمّل ، عبر
ملاحدة آخرين الخ..)
ثانيّا :
على الرغم من أنّ القانون التونسي يضمن للمواطن "حقّ الإلحاد " لو صحّ
التعبير ، فإنّ المجتمع التونسي المسلم لا يتقبّل هذه الفئة وعادة ما
يتطوّر أي حوار بين الطرفين إلى شتائم و تكفير من جهة ، و استهزاء
بالمقدسات و سخرية من جهة ثانية.
برأيك ما هي أفضل طريقة للتعامل بين متديّن وملحد، الإقصاء المتبادل ( مثلا
المسلمون يدعون إلى إغلاق مدونات ومجموعات الملحدين)، أم الحوار الجاد أم
التجاهل التام نظرا للاختلاف الجوهري بين الطرفين؟
ثالثا : تُتهمون باستفزاز مشاعر ومقدسات المسلمين التي لا تؤمنون بها ،
وتتسبّبون في إدخال أفكار شاذة و غريبة ، ماهو ردّكم؟
رابعا :
البعض يرى أنكم لستم تيارا اعتباطيا إنما مدعومون من "جهات استخباراتية"
ومنظمون بشكل كاف ، ماردّكم على هذه النقطة وهل ترون تنسيقا بين الملحدين
التونسيين في المنتديات و الفايس خصوصا و أن عددهم قليل و إن كان في
ازدياد مُطّرد ؟
أشدّد على الاختصار يا شباب الاختصار الشديد رجاء فالمساحة الممنوحة لي لا تتجاوز 800 كلمة
...................
اولا : عبر رحلة تدين في سنين المراهقة و تأمل و عجز من سألتهم
عن الاجابة عن اسئلتي بشكل عقلاني مقنع .
ثانيا
افضل طريقة للتعامل بين المتدينيين و الملحدين هو البحث عن المشترك الذي لا
يختلف عليه عاقلان ، الانسانيه ، المبادئ الانسانيه الكبرى و التي لخصها
الاعلان العالمي لحقوق الانسان . انا شخصيا احترم المتدين الذي يبرهن على
وجود الله بطريقه عاطفيه عرفانيه اشراقيه و لا اناقشه في معتقده ابدا بل
احاول التركيز على الجانب الاجتماعي و الثقافي في الدين و كل ما اطلبه من
المتدينين مسيحيين و مسلمين و بوذيين هو ان يعبدوا الحجر لو ارادوا هم
احرار لكن بشرط الا يضربوني به .
Zied Tarek Benyoussef 5 septembre, à 14:46 Répondre
ثالثا
نعم هذا اتهام شائع لكن الالحاد ليس ديانة منافسه او فكر تبشيري اصلا .
الملحدون اكثر فئة في العالم تحترم المقدسات قد تتعجب لكن تلك هي الحقيقه ففي حين
يسب الشيعه عمر بن الخطاب ; يسخر السنة من اللطميات و النجف الاشرف و يسخر
المسلمون من عبادة الهندوس للبقر .
و كل دين و كل حزب بما لديهم فرحون و يعتبرون كتب بعضهم البعض محرفة .
فلا يستفز مشاعر المتدينين الا المتدينون من المذهب او الدين المخالف وهي
بالآلاف في العالم . لأن الملحد حيادي و يقف على مسافة واحدة من جميع
الاديان . و انا كملحد ادين كل تعدي على مقدسات الآخرين .
الملحد الصادق المثقف لا يسخر من مقدس قط فليس لديه سبب للسخريه من المقدسات ،
اما المتدينون فيستفزون مشاعر بعضهم البعض بدون ان يشعرو بذلك و لو سألت اي
شيخ هل الانجيل محرف فسيرد انه محرف دونما شك و هذه اجابه استفزازيه
للمسيحيين . لكن الملحد فقد يقول لك ان الانجيل و غيره من الكتب المقدسه
تراث انساني محترم اذا احسنا فهمها في سياقها التاريخي .
الملحدون اكثر البشر عقلانيه يقدسون العقل و يقدسون الانسان و وقتهم للتفكير في
مسائل اجتماعيه او علميه او ثقافيه و لا وقت لهم للتفكير باي قدم تدخل
الحمام باليسرى او باليمنى .
Zied Tarek Benyoussef 5 septembre, à 15:26 Répondre
رابعا
هذا اتهام آخر شائع انا شخصيا ليس لدي اي ارتباطات بجهات استخبارتيه و لا ادري
ان كان للزملاء ارتباطات . اعتبر هذا الاتهام امر تهويلي فلم اسمع في
حياتي عن جمعية او منظمه لنشر الالحاد .
توجد منظمات تبشيريه تضرب في عقيدة المسلمين على الملأ و تجد في مواقعها عل
الانترنت تنظيم لرحلات تبشيريه و الميزانيات المرصوده كبيرة . و توجد ايظا
شبكات دعويه بوذيه و اسلاميه.
عوض الاهتمام بالتصدي للحركات التنصيرية يبالغ البعض في تأليب مشاعر الناس
ضد الملحدين و هم ليسوا اعداء للمجتمع بالعكس فلاسفة الانوار هم من غيروا
وجه الكرة الارضيه بفضل فكرهم العقلاني و نقدهم للمسلمات الدينيه
الدغمائيه .
Ismail Dbara 5 septembre, à 19:34 Répondre
الحوار الاصلي مع مراسل ايلاف في تونس
مرسلة بواسطة
Tunisian and proud
أولا :
و باختصار شديد نريد معرفة ما الذي دفع بشابين مثلكما تربيا في بيئة مسلمة
محافظة إلى إعلان إلحادهما (السبب المباشر ودون الدخول في تعريفات ومفاهيم
معقدة بالنسبة للقارئ ) مثلا هل تم ذلك عبر المطالعة ، عبر التأمّل ، عبر
ملاحدة آخرين الخ..)
ثانيّا :
على الرغم من أنّ القانون التونسي يضمن للمواطن "حقّ الإلحاد " لو صحّ
التعبير ، فإنّ المجتمع التونسي المسلم لا يتقبّل هذه الفئة وعادة ما
يتطوّر أي حوار بين الطرفين إلى شتائم و تكفير من جهة ، و استهزاء
بالمقدسات و سخرية من جهة ثانية.
برأيك ما هي أفضل طريقة للتعامل بين متديّن وملحد، الإقصاء المتبادل ( مثلا
المسلمون يدعون إلى إغلاق مدونات ومجموعات الملحدين)، أم الحوار الجاد أم
التجاهل التام نظرا للاختلاف الجوهري بين الطرفين؟
ثالثا : تُتهمون باستفزاز مشاعر ومقدسات المسلمين التي لا تؤمنون بها ،
وتتسبّبون في إدخال أفكار شاذة و غريبة ، ماهو ردّكم؟
رابعا :
البعض يرى أنكم لستم تيارا اعتباطيا إنما مدعومون من "جهات استخباراتية"
ومنظمون بشكل كاف ، ماردّكم على هذه النقطة وهل ترون تنسيقا بين الملحدين
التونسيين في المنتديات و الفايس خصوصا و أن عددهم قليل و إن كان في
ازدياد مُطّرد ؟
أشدّد على الاختصار يا شباب الاختصار الشديد رجاء فالمساحة الممنوحة لي لا تتجاوز 800 كلمة
...................
اولا : عبر رحلة تدين في سنين المراهقة و تأمل و عجز من سألتهم
عن الاجابة عن اسئلتي بشكل عقلاني مقنع .
ثانيا
افضل طريقة للتعامل بين المتدينيين و الملحدين هو البحث عن المشترك الذي لا
يختلف عليه عاقلان ، الانسانيه ، المبادئ الانسانيه الكبرى و التي لخصها
الاعلان العالمي لحقوق الانسان . انا شخصيا احترم المتدين الذي يبرهن على
وجود الله بطريقه عاطفيه عرفانيه اشراقيه و لا اناقشه في معتقده ابدا بل
احاول التركيز على الجانب الاجتماعي و الثقافي في الدين و كل ما اطلبه من
المتدينين مسيحيين و مسلمين و بوذيين هو ان يعبدوا الحجر لو ارادوا هم
احرار لكن بشرط الا يضربوني به .
Zied Tarek Benyoussef 5 septembre, à 14:46 Répondre
ثالثا
نعم هذا اتهام شائع لكن الالحاد ليس ديانة منافسه او فكر تبشيري اصلا .
الملحدون اكثر فئة في العالم تحترم المقدسات قد تتعجب لكن تلك هي الحقيقه ففي حين
يسب الشيعه عمر بن الخطاب ; يسخر السنة من اللطميات و النجف الاشرف و يسخر
المسلمون من عبادة الهندوس للبقر .
و كل دين و كل حزب بما لديهم فرحون و يعتبرون كتب بعضهم البعض محرفة .
فلا يستفز مشاعر المتدينين الا المتدينون من المذهب او الدين المخالف وهي
بالآلاف في العالم . لأن الملحد حيادي و يقف على مسافة واحدة من جميع
الاديان . و انا كملحد ادين كل تعدي على مقدسات الآخرين .
الملحد الصادق المثقف لا يسخر من مقدس قط فليس لديه سبب للسخريه من المقدسات ،
اما المتدينون فيستفزون مشاعر بعضهم البعض بدون ان يشعرو بذلك و لو سألت اي
شيخ هل الانجيل محرف فسيرد انه محرف دونما شك و هذه اجابه استفزازيه
للمسيحيين . لكن الملحد فقد يقول لك ان الانجيل و غيره من الكتب المقدسه
تراث انساني محترم اذا احسنا فهمها في سياقها التاريخي .
الملحدون اكثر البشر عقلانيه يقدسون العقل و يقدسون الانسان و وقتهم للتفكير في
مسائل اجتماعيه او علميه او ثقافيه و لا وقت لهم للتفكير باي قدم تدخل
الحمام باليسرى او باليمنى .
Zied Tarek Benyoussef 5 septembre, à 15:26 Répondre
رابعا
هذا اتهام آخر شائع انا شخصيا ليس لدي اي ارتباطات بجهات استخبارتيه و لا ادري
ان كان للزملاء ارتباطات . اعتبر هذا الاتهام امر تهويلي فلم اسمع في
حياتي عن جمعية او منظمه لنشر الالحاد .
توجد منظمات تبشيريه تضرب في عقيدة المسلمين على الملأ و تجد في مواقعها عل
الانترنت تنظيم لرحلات تبشيريه و الميزانيات المرصوده كبيرة . و توجد ايظا
شبكات دعويه بوذيه و اسلاميه.
عوض الاهتمام بالتصدي للحركات التنصيرية يبالغ البعض في تأليب مشاعر الناس
ضد الملحدين و هم ليسوا اعداء للمجتمع بالعكس فلاسفة الانوار هم من غيروا
وجه الكرة الارضيه بفضل فكرهم العقلاني و نقدهم للمسلمات الدينيه
الدغمائيه .
Ismail Dbara 5 septembre, à 19:34 Répondre
hayfa-
- عدد المساهمات : 5238
نقاط تحت التجربة : 16022
تاريخ التسجيل : 29/04/2007
رد: المُلحدون في تونس يُنظمون صُفوفهم “افتراضيّا”
يبدو أنّ الـ"فايسبوك" التونسيّ يأبى إلا
الإتيان بالجديد والطريف وربّما الغريب، فبعد أن ارتفع عدد مستعملي هذه
الشبكة إلى أكثر من 700 ألف مشترك – معظمهم من الشباب - في ظرف وجيز، وبعد
أنّ تمكّن الشباب التونسي من تحطيم عدد من الحواجز والمحرّمات كالجنس
والسياسة ونقد الخطاب الديني، في حركة دلّت على ضيق فضاءات الحوار
والحرمان من النقاش الجديّ والصريح مع هذه الفئة، برزت ظاهرة جديدة لم يعد
بالإمكان، وفق عدد من المتابعين،
اعتبارها "حالات معزولة" أو شاذة"...
إنهم الملحدون الذين يُنظمون صُفوفهم ويتوجّهون للشباب آخذين على عاتقهم
"تنوير" العقول عبر الإطلاع على حقائق ونظريات وفلسفات مختلفة قد تساهم في
تغيير القناعات بما فيها العقائد والأديان.
لا توجد إحصائيات دقيقة
في تونس عن أعداد الملحدين أو اللاّ دينيين، لكنّ الثابت أنّ عددهم في
ازدياد وأنّ نشاطهم أضحى أكثر كثافة وتأثيرا من ذي قبل، إذ تكفي الإشارة
إلى أنّ أحد أشهر المدوّنين التونسيين وأكثرهم شعبية لدى الأوساط الشباب "عيّاش مالمرسى" (اسم مستعار) هو مُدوّن مُلحد يمقت الأديان و يستهجن من يؤمن بها.
أمّا
على شبكة "الفايسبوك" الاجتماعية الشهيرة، فقد أطلق عدد من الملحدين
مجموعات ضمّت المئات من اللاّ دينيين على غرار مجموعة "تونسيون ملحدون
علمانيون" و "الملحدون التونسيون" وغيرهما، و تتضمن المجموعات نقاشات
متعدّدة حول الإلحاد والأديان.
يلاحظ المتتبّع لسير نقاشات الشباب
التونسيّ مع الملحدين الذين خيّروا لعدّة أسباب التوجّه بأفكارهم إلى هذه
الشريحة العُمريّة، أنّ الشباب لم يتقبّل بشكل سلس وجود "تونسيين غير
مؤمنين " يتحدّثون باسم بلدهم ويدافعون عنه ويتشبّثون بالانتماء إليه.
وعادة
ما تندلع مشاحنات ومشادات كلاميّة عنيفة بين الملحدين وزوّار صفحاتهم
تنتهي في غالب الأحيان إلى السّباب وتبادل الشتائم وكيل الاتهامات إلى
اللاّ دينيين بـ"الكفر والزندقة" وخدمة أجندة مخابرات الدول الأجنبية
والعمالة لـ"زعزعة عقائد التونسيين".
لكنّ ليس من الصّعب على
المتابع أن يكتشف أنّ مُلحدي تونس يستقون أفكارهم وحُججهم مما ينشر عادة
عبر موقعين الكترونيين شهيرين للدفاع عن الإلحاد والترويج له وهما "منتدى
الملحدين العرب" و"شبكة اللادينيين العرب".
... بين الدين والالحاد
الشاب المُلحد زياد طارق بن يوسف صاحب مدوّنة "صوت التونسيّ" ردّ
على سؤال "إيلاف" حول ما الذي يدفع بشاب تونسيّ تربّى في بيئة عربية
مسلمة، تبدو محافظة إلى حدّ ما، إلى الإلحاد والتخلي عن دين آبائه
بالقول:" إلحادي كان عبر رحلة تديّن في سنين المراهقة، وبعد تأمّل وثبوت
عجز من توجّهت لهم للإجابة عن أسئلتي بشكل عقلاني مُقنع".
أما الملحد سفيان دافيد المُشرف على احدى المجموعات "الفايسبوكيّة"
التي تنادي بالإلحاد فيقول:"صحيح أنني ولدت وترعرعت في عائلة مُسلمة، وكنت
مُسلما وغيورا على ديني، لكن بفضل الانترنت اطلعت وفق منظور جديد على
تاريخ الأديان والتناقضات التي وقعت فيها خصوصا مع مسألة الحداثة، واكتشفت
كذلك أن الملحدين موجودون في كلّ مكان فأعلنت إلحادي أمام الجميع وهو ما
سبّب لي مشاكل كثيرة و تهديدات يوميّة".
تتعرّض مُدونات الملحدين ومجموعاتهم في تونس إلى هجمات شرسة ومُنسّقة من الشباب الذي يناصر الهويّة والدين، فمدوّنة
"صوت التونسي" وصفحتها على "فايسبوك" تتعرّض خلال الأسابيع الأخيرة إلى
هجمة قد تؤدي إلى غلقها نهائيا بعد أن قرر العشرات التقدّم بشكاوى لدى
إدارة موقع "فايسبوك" بسبب ما يعتبرونه "إساءات المُدونة وصاحبها لتونس".
ويقول
صاحب المدونة المستهدفة لـ"إيلاف :" لا تعنيني كثيرا اتهاماتهم لي
بالصهيونيّة و ضرب هوية المجتمع التونسي، سأواصل الإصداع بمواقفي، أعتقد
أنّ أفضل طريقة للتعامل بين المُتدينين والملحدين هو البحث عن المشترك
الذي لا يختلف عليه عاقلان، وهي المبادئ الإنسانية الكبرى التي لخّصها
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. أنا شخصيا احترم المُتدين الذي يبرهن على
وجود الله بطريقه محترمة، و كل ما اطلبه من المتدينين مسيحيين ومسلمين
وبوذيين هو أن يعبدوا الحجر لو أرادوا لكن بشرط آلاّ يضربوني به".
وعلى
الرغم من تكتّم عدد كبير من الملحدين عن الإدلاء بهوياتهم الحقيقية لمن
يطلبها، إلا أنّ التنسيق بينهم في النقاشات و"المشادات" مع متديّنين تبدو
واضحة، معتمدين في ذلك الرسائل الخاصّة وتقنية التراسل المباشر أو "الشات"
أو حتى عبر لقاءات مباشرة أحيانا.
يقع الملحدون عادة في استفزاز
المُتدينين بالسّخرية من مُقدساتهم وعقائدهم وحتى ازدرائها ما يخلّف تشنجا
كبيرا لدى الطرف المقابل يصل إلى حدّ التهديد، لكن بعض الملحدين يؤكدون من
جهتهم أنّ "اللا دينيّ الصادق المثقف لا يسخر من المقدس قط، فالملحد حيادي ويقف على مسافة واحدة من جميع الأديان لأنه لا يؤمن بها جميعا".
فراغ علمي.. وديني
ويلخّص
الإعلامي التّونسي المقيم في ألمانيا رئيس تحرير صحيفة "الوسط"
الالكترونيّة مرسل الكسيبي لـ"إيلاف" الأسباب التي تدفع بشباب تونسيّين
لإعلان إلحادهم بـ" الفراغ والاضطراب في المنهاج التعليمي الرسمي، حيث يتم
التعتيم على ثنائية العلم والإيمان بصفتها أقوى ثنائية يمكن أن ترسّخ
الاعتقاد وتبرهن عليه، بدل الاعتماد على النقل في الاعتقاد بعيدا عن مناهج
البرهنة العقلية التي برع فيها علماء أفاضل" على حدّ تعبيره.
ويتابع
الكسيبي:" تونس تضرّرت كثيرا من سياسة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة تجاه
قضايا الإيمان والإسلام، إذ إنّ رؤيته المضطربة في الموضوع كانت وراء
إلغاء المؤسّسة الزيتونية للتعليم، وإحداث حالة الفراغ العلمي والديني بما
مهّد بعد ثلاثة عقود ونصف إلى سياسة تجفيف الينابيع بكل ما حملته من كوارث
أخلاقية وثقافية مازلنا نعاني من تبعاتها الثقيلة إلى حدّ اليوم".
ينصّ
الدستور التونسي من جهته على حرية المعتقد والعبادة، ما يعني أنّ الإلحاد
أو الجهر به ليست جرائم يُعاقب عليها القانون، لكنّ الإعلامي مرسل الكسيبي
يرى أنّ للحركات اليسارية التونسية دورا مهما في إثارة قضايا الاعتقاد
والإلحاد من منطلق إيمانها بمقولات الجدلية المادية ورؤية كارل ماركس
للدين والحياة، وهو ما جعل من ثنائية رفض الدين واعتناق المذهبية
الاشتراكية أو الشيوعية ركيزة مهمة في دور هذه الحركات على حدّ تعبيره.
ولكنّ
"المُحيّر" بحسب الكسيبي هو أن الحركة اليسارية التونسية "لم تستطع على
غرار الحركة اليسارية الأوروبية وحتى الكُوبية تلطيف العلاقة بين عالم
المادة والروح، ومن ثمة احترام المُقدس الجماعي وإدراك واحدة من أسباب
سقوط الاتحاد السوفياتي السابق وأنظمة أوروبا الشرقية، حيث كان إفراغ حياة
الناس من الأخلاق والفضيلة ووهج الروح، سببا من أسباب تعميم حالة الرفض
للمشروع اليساري ومن ثمة لفظه حين قرن بين القمع السّياسي والقمع الديني".
ويرى
مُتابعون لظاهرة الإلحاد المتنامية في تونس وبلدان المغرب العربي أنّ هذا
التيار "لا يمكن عزله إطلاقا عن الحراك الثقافي اليساري"، وبشأن الاتهامات
التي غالبا ما توجّه إلى الملحدين بالانتماء إلى جهات استخباراتية أجنبية
تهدف إلى "زعزعة الأوضاع" يقول المُلحد بن يوسف :"اتهام شائع ومتكرّر، أنا
شخصيا ليس لدي أي ارتباطات بجهات استخبارتية واعتبر هذا الاتهام مبالغا
فيه فلم اسمع في حياتي عن جمعية أو منظمة لنشر الإلحاد. توجد منظمات
تبشيرية تضرب عقيدة المسلمين على الملأ و نجد عبر مواقعها على الانترنت
تنظيما لحملات تبشيرية والميزانيات التي يتمّ رصدها لذلك ضخمة للغاية"
ولا
يرى الإعلامي مرسل الكسيبي "خطرا حقيقيّا" على المجتمع من هذه الظاهرة "إذ
إن ميراث الإيمان والقرآن هما أثقل وأقوى من أن تهددهما تأثيرات فكرية
ثورية سرعان ما تترشد حين تصطدم بقوة الانتماء المعرفي والديني الراسخ
للمجتمع ". و يؤكّد الكسيبي على ما سماه " دور الإعلام في الرد على شبهات
الملاحدة من خلال ما سمّاه "تجذير عملية البناء العقلي والمنطقي في مخاطبة
الجمهور المُسلم، إذ إن الشحن البُكائي والعاطفي هما منهجان قاصران في
مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين وما يشهده العالم من ثورات علمية
ومعرفية سريعة".
يشار إلى أنّ قضية الملحدين والإلحاد لا تطرح عبر
الإعلام الرّسمي في تونس ولا تبدو السلطات معنيّة بها على الرغم من أنّ
الانترنت كشفت أنّ للإلحاد أنصارا كثرا في البلاد، ويركّز الخطاب الديني
في تونس (عبر الإعلام وخطب المساجد..)عادة على محاولة "ترشيد" التديّن
ومنع الشباب من الوقوع في الغلوّ والتطرّف ومحاربة الفكر السلفي و"الظواهر
الدخيلة عن المجتمع التونسيّ ذي الميول الوسطية والمعتدلة" على حدّ تعبير
الخطاب الرسميّ.
الإتيان بالجديد والطريف وربّما الغريب، فبعد أن ارتفع عدد مستعملي هذه
الشبكة إلى أكثر من 700 ألف مشترك – معظمهم من الشباب - في ظرف وجيز، وبعد
أنّ تمكّن الشباب التونسي من تحطيم عدد من الحواجز والمحرّمات كالجنس
والسياسة ونقد الخطاب الديني، في حركة دلّت على ضيق فضاءات الحوار
والحرمان من النقاش الجديّ والصريح مع هذه الفئة، برزت ظاهرة جديدة لم يعد
بالإمكان، وفق عدد من المتابعين،
اعتبارها "حالات معزولة" أو شاذة"...
إنهم الملحدون الذين يُنظمون صُفوفهم ويتوجّهون للشباب آخذين على عاتقهم
"تنوير" العقول عبر الإطلاع على حقائق ونظريات وفلسفات مختلفة قد تساهم في
تغيير القناعات بما فيها العقائد والأديان.
لا توجد إحصائيات دقيقة
في تونس عن أعداد الملحدين أو اللاّ دينيين، لكنّ الثابت أنّ عددهم في
ازدياد وأنّ نشاطهم أضحى أكثر كثافة وتأثيرا من ذي قبل، إذ تكفي الإشارة
إلى أنّ أحد أشهر المدوّنين التونسيين وأكثرهم شعبية لدى الأوساط الشباب "عيّاش مالمرسى" (اسم مستعار) هو مُدوّن مُلحد يمقت الأديان و يستهجن من يؤمن بها.
أمّا
على شبكة "الفايسبوك" الاجتماعية الشهيرة، فقد أطلق عدد من الملحدين
مجموعات ضمّت المئات من اللاّ دينيين على غرار مجموعة "تونسيون ملحدون
علمانيون" و "الملحدون التونسيون" وغيرهما، و تتضمن المجموعات نقاشات
متعدّدة حول الإلحاد والأديان.
يلاحظ المتتبّع لسير نقاشات الشباب
التونسيّ مع الملحدين الذين خيّروا لعدّة أسباب التوجّه بأفكارهم إلى هذه
الشريحة العُمريّة، أنّ الشباب لم يتقبّل بشكل سلس وجود "تونسيين غير
مؤمنين " يتحدّثون باسم بلدهم ويدافعون عنه ويتشبّثون بالانتماء إليه.
وعادة
ما تندلع مشاحنات ومشادات كلاميّة عنيفة بين الملحدين وزوّار صفحاتهم
تنتهي في غالب الأحيان إلى السّباب وتبادل الشتائم وكيل الاتهامات إلى
اللاّ دينيين بـ"الكفر والزندقة" وخدمة أجندة مخابرات الدول الأجنبية
والعمالة لـ"زعزعة عقائد التونسيين".
لكنّ ليس من الصّعب على
المتابع أن يكتشف أنّ مُلحدي تونس يستقون أفكارهم وحُججهم مما ينشر عادة
عبر موقعين الكترونيين شهيرين للدفاع عن الإلحاد والترويج له وهما "منتدى
الملحدين العرب" و"شبكة اللادينيين العرب".
... بين الدين والالحاد
الشاب المُلحد زياد طارق بن يوسف صاحب مدوّنة "صوت التونسيّ" ردّ
على سؤال "إيلاف" حول ما الذي يدفع بشاب تونسيّ تربّى في بيئة عربية
مسلمة، تبدو محافظة إلى حدّ ما، إلى الإلحاد والتخلي عن دين آبائه
بالقول:" إلحادي كان عبر رحلة تديّن في سنين المراهقة، وبعد تأمّل وثبوت
عجز من توجّهت لهم للإجابة عن أسئلتي بشكل عقلاني مُقنع".
أما الملحد سفيان دافيد المُشرف على احدى المجموعات "الفايسبوكيّة"
التي تنادي بالإلحاد فيقول:"صحيح أنني ولدت وترعرعت في عائلة مُسلمة، وكنت
مُسلما وغيورا على ديني، لكن بفضل الانترنت اطلعت وفق منظور جديد على
تاريخ الأديان والتناقضات التي وقعت فيها خصوصا مع مسألة الحداثة، واكتشفت
كذلك أن الملحدين موجودون في كلّ مكان فأعلنت إلحادي أمام الجميع وهو ما
سبّب لي مشاكل كثيرة و تهديدات يوميّة".
تتعرّض مُدونات الملحدين ومجموعاتهم في تونس إلى هجمات شرسة ومُنسّقة من الشباب الذي يناصر الهويّة والدين، فمدوّنة
"صوت التونسي" وصفحتها على "فايسبوك" تتعرّض خلال الأسابيع الأخيرة إلى
هجمة قد تؤدي إلى غلقها نهائيا بعد أن قرر العشرات التقدّم بشكاوى لدى
إدارة موقع "فايسبوك" بسبب ما يعتبرونه "إساءات المُدونة وصاحبها لتونس".
ويقول
صاحب المدونة المستهدفة لـ"إيلاف :" لا تعنيني كثيرا اتهاماتهم لي
بالصهيونيّة و ضرب هوية المجتمع التونسي، سأواصل الإصداع بمواقفي، أعتقد
أنّ أفضل طريقة للتعامل بين المُتدينين والملحدين هو البحث عن المشترك
الذي لا يختلف عليه عاقلان، وهي المبادئ الإنسانية الكبرى التي لخّصها
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. أنا شخصيا احترم المُتدين الذي يبرهن على
وجود الله بطريقه محترمة، و كل ما اطلبه من المتدينين مسيحيين ومسلمين
وبوذيين هو أن يعبدوا الحجر لو أرادوا لكن بشرط آلاّ يضربوني به".
وعلى
الرغم من تكتّم عدد كبير من الملحدين عن الإدلاء بهوياتهم الحقيقية لمن
يطلبها، إلا أنّ التنسيق بينهم في النقاشات و"المشادات" مع متديّنين تبدو
واضحة، معتمدين في ذلك الرسائل الخاصّة وتقنية التراسل المباشر أو "الشات"
أو حتى عبر لقاءات مباشرة أحيانا.
يقع الملحدون عادة في استفزاز
المُتدينين بالسّخرية من مُقدساتهم وعقائدهم وحتى ازدرائها ما يخلّف تشنجا
كبيرا لدى الطرف المقابل يصل إلى حدّ التهديد، لكن بعض الملحدين يؤكدون من
جهتهم أنّ "اللا دينيّ الصادق المثقف لا يسخر من المقدس قط، فالملحد حيادي ويقف على مسافة واحدة من جميع الأديان لأنه لا يؤمن بها جميعا".
فراغ علمي.. وديني
ويلخّص
الإعلامي التّونسي المقيم في ألمانيا رئيس تحرير صحيفة "الوسط"
الالكترونيّة مرسل الكسيبي لـ"إيلاف" الأسباب التي تدفع بشباب تونسيّين
لإعلان إلحادهم بـ" الفراغ والاضطراب في المنهاج التعليمي الرسمي، حيث يتم
التعتيم على ثنائية العلم والإيمان بصفتها أقوى ثنائية يمكن أن ترسّخ
الاعتقاد وتبرهن عليه، بدل الاعتماد على النقل في الاعتقاد بعيدا عن مناهج
البرهنة العقلية التي برع فيها علماء أفاضل" على حدّ تعبيره.
ويتابع
الكسيبي:" تونس تضرّرت كثيرا من سياسة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة تجاه
قضايا الإيمان والإسلام، إذ إنّ رؤيته المضطربة في الموضوع كانت وراء
إلغاء المؤسّسة الزيتونية للتعليم، وإحداث حالة الفراغ العلمي والديني بما
مهّد بعد ثلاثة عقود ونصف إلى سياسة تجفيف الينابيع بكل ما حملته من كوارث
أخلاقية وثقافية مازلنا نعاني من تبعاتها الثقيلة إلى حدّ اليوم".
ينصّ
الدستور التونسي من جهته على حرية المعتقد والعبادة، ما يعني أنّ الإلحاد
أو الجهر به ليست جرائم يُعاقب عليها القانون، لكنّ الإعلامي مرسل الكسيبي
يرى أنّ للحركات اليسارية التونسية دورا مهما في إثارة قضايا الاعتقاد
والإلحاد من منطلق إيمانها بمقولات الجدلية المادية ورؤية كارل ماركس
للدين والحياة، وهو ما جعل من ثنائية رفض الدين واعتناق المذهبية
الاشتراكية أو الشيوعية ركيزة مهمة في دور هذه الحركات على حدّ تعبيره.
ولكنّ
"المُحيّر" بحسب الكسيبي هو أن الحركة اليسارية التونسية "لم تستطع على
غرار الحركة اليسارية الأوروبية وحتى الكُوبية تلطيف العلاقة بين عالم
المادة والروح، ومن ثمة احترام المُقدس الجماعي وإدراك واحدة من أسباب
سقوط الاتحاد السوفياتي السابق وأنظمة أوروبا الشرقية، حيث كان إفراغ حياة
الناس من الأخلاق والفضيلة ووهج الروح، سببا من أسباب تعميم حالة الرفض
للمشروع اليساري ومن ثمة لفظه حين قرن بين القمع السّياسي والقمع الديني".
ويرى
مُتابعون لظاهرة الإلحاد المتنامية في تونس وبلدان المغرب العربي أنّ هذا
التيار "لا يمكن عزله إطلاقا عن الحراك الثقافي اليساري"، وبشأن الاتهامات
التي غالبا ما توجّه إلى الملحدين بالانتماء إلى جهات استخباراتية أجنبية
تهدف إلى "زعزعة الأوضاع" يقول المُلحد بن يوسف :"اتهام شائع ومتكرّر، أنا
شخصيا ليس لدي أي ارتباطات بجهات استخبارتية واعتبر هذا الاتهام مبالغا
فيه فلم اسمع في حياتي عن جمعية أو منظمة لنشر الإلحاد. توجد منظمات
تبشيرية تضرب عقيدة المسلمين على الملأ و نجد عبر مواقعها على الانترنت
تنظيما لحملات تبشيرية والميزانيات التي يتمّ رصدها لذلك ضخمة للغاية"
ولا
يرى الإعلامي مرسل الكسيبي "خطرا حقيقيّا" على المجتمع من هذه الظاهرة "إذ
إن ميراث الإيمان والقرآن هما أثقل وأقوى من أن تهددهما تأثيرات فكرية
ثورية سرعان ما تترشد حين تصطدم بقوة الانتماء المعرفي والديني الراسخ
للمجتمع ". و يؤكّد الكسيبي على ما سماه " دور الإعلام في الرد على شبهات
الملاحدة من خلال ما سمّاه "تجذير عملية البناء العقلي والمنطقي في مخاطبة
الجمهور المُسلم، إذ إن الشحن البُكائي والعاطفي هما منهجان قاصران في
مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين وما يشهده العالم من ثورات علمية
ومعرفية سريعة".
يشار إلى أنّ قضية الملحدين والإلحاد لا تطرح عبر
الإعلام الرّسمي في تونس ولا تبدو السلطات معنيّة بها على الرغم من أنّ
الانترنت كشفت أنّ للإلحاد أنصارا كثرا في البلاد، ويركّز الخطاب الديني
في تونس (عبر الإعلام وخطب المساجد..)عادة على محاولة "ترشيد" التديّن
ومنع الشباب من الوقوع في الغلوّ والتطرّف ومحاربة الفكر السلفي و"الظواهر
الدخيلة عن المجتمع التونسيّ ذي الميول الوسطية والمعتدلة" على حدّ تعبير
الخطاب الرسميّ.
hayfa-
- عدد المساهمات : 5238
نقاط تحت التجربة : 16022
تاريخ التسجيل : 29/04/2007
مواضيع مماثلة
» أنفلوانزا الخنازير في تونس (تسجيل حالتين في تونس)
» حملة تونس أو معركة تونس
» علم تونس
» اعلام تونس
» تونس \ بورقيبة عام 67
» حملة تونس أو معركة تونس
» علم تونس
» اعلام تونس
» تونس \ بورقيبة عام 67
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى