وقفات قبل أن تُوَدِّع رمضان المبارك!
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
وقفات قبل أن تُوَدِّع رمضان المبارك!
وقفات قبل أن تُوَدِّع رمضان المبارك! | ||||||
فراق شهر رمضان المبارك لَمِن أصعب الأمور على النفس المؤمنة، ولولا أن هذا الشهر يعود ويتكرّر لانصدعَت له قلوبهم صدعًا لا يلأم، ولكن عزاءهم أنه فراق بعد لقاء. إن شاء الله. والمهم على فراق هذا الشهر لأمرين: الأول: حزن على فراق تلك النفحات الربانية التي لا تتجلّى إلاّ في هذا الشهر المبارك. مع همّة جادة في الطاعة، والإقبال على المولى سبحانه وتعالى بأنواع من القربات والعبادات قلّما تجتمع في غيره. الثاني: خوف من عدم قبول تلك الأعمال الّتي جدوا فيها. وشمّروا لها سواعدهم، يدفعهم أمل في المولى الكريم أن يقبَل منهم ما قدّموه من قليل خدمتهم في مقابل كثير نعمه التي أنعم بها عليهم. لهذا تذكّر بعض الوقفات وأنتَ تودّع هذا الشهر المبارك عسَى الله أن ينفعك بها وأن يجعلها ذُخرًا في صالح أعمالك إنه سميع قريب. تذكّر قبل أن تودع الشهر أن سلفنا الصالح عليهم من الله أزكى الرحمات قد جعلوا شهورهم كلّها رمضان؛ فما كان دخوله يزيدهم طاعة، وما كان خروجه ينقصهم إحسانًا، فهل نعقد العزم على أن نحوّل السنة كلّها إلى رمضان؟ قل: إن شاء الله. وتذكّر أنّك قد اعتدت في هذا الشهر الكريم على الكثير من الخير، وكففت عن كثير من الشر، ترى!! هل ستستمر على ما اعتدت عليه من محافظة على صلاة الجماعة وخصوصًا صلاة الفجر وملازمة لكتاب الله؟ وتذكّر يا مَن عرفت الله في رمضان أن ربّ رمضان هو ربّ رجب وشعبان. فمن كان يعبد رمضان فإن رمضان قد آذن برحيل. ومَن كان يعبُد الله فإن الله دائم لا يحول. وتذكّر أنك قد عاهدتَ ربّك في هذا الشهر العظيم على التزام الطاعة، والإقلاع عن المعصية، وقد قال في محكم كتابه: {وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ × فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ × فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ} التوبة: 75- .77 وتذكّر أن شهر رمضان وإن كان شهر التوبة والإقلاع فإن باب التوبة مفتوح طول العام، يقول الحق سبحانه: {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} التوبة: .104وتذكّر أن شهر رمضان وإن كان فرصة للعبادة والتّقرّب إلى المولى سبحانه. فإن فرصة العبادة باقية لم تنته بعد. ولئن كان الصيام من أخص خصائص هذا الشهر إلاّ أن الصيام سوف يبقى محبوبًا مطلوبًا في سائر شهور العام، بل هناك من الصيام ما هو كالمتمم لصيام رمضان، كصيام ستة أيام من شوال، وصيام الإثنين والخميس من كل أسبوع وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصوم أيام العشر. وشهر الله المحرم. |
b.kalija-
- عدد المساهمات : 4701
العمر : 45
المكان : france
نقاط تحت التجربة : 17190
تاريخ التسجيل : 16/12/2008
رد: وقفات قبل أن تُوَدِّع رمضان المبارك!
بورك فيك أختاه
نعم بالأمس كنا ننتظر رمضان، وها نحن الآن نودعه، فهذه آخر أيام رمضان،
وهكذا تمضي الأعمار، وإنما العبد جملة من أيام، كلما ذهب يوم ذهب بعضه.
هذا رمضان يمضي، كما كان بالأمس يأتي، فسبحان من قلب الليل والنهار، وأجرى
الدهور والأعوام، وفي ذلك معتبر للمعتبرين، وموعظة للمتقين.
نعم بالأمس كنا ننتظر رمضان، وها نحن الآن نودعه، فهذه آخر أيام رمضان،
وهكذا تمضي الأعمار، وإنما العبد جملة من أيام، كلما ذهب يوم ذهب بعضه.
هذا رمضان يمضي، كما كان بالأمس يأتي، فسبحان من قلب الليل والنهار، وأجرى
الدهور والأعوام، وفي ذلك معتبر للمعتبرين، وموعظة للمتقين.
هذا رمضان يشيع، تطوى صحائفه بأعمال العباد، ولا تنشر إلا يوم القيامة والحساب،
ولا ندري أندرك رمضان القابل أم لا، فالله المستعان؟
فحق لرمضان أن يبكى له و يبكى عليه،
كيف لا يبكي المؤمن رمضان وفيه تفتح أبواب الجنان؟
وكيف لا يبكي المذنب ذهابه، وفيه تغلق أبواب
النيران؟ كيف لا يبكى على وقت تسلسل فيه الشياطين.
فيا لوعة الخاشعين على فقدانه، ويا حرقة المتقين على ذهابه.
كان منهم القائم القانت في محرابه ويخشى عذابه يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ [الزمر:9]
ومنهم من قد حبس نفسه على طاعة الله تعالى وذكره،
وتجرد من الدنيا، وقطع عن نفسه كل العلائق،
وعكف بقلبه وقالبه على ربه وما يقرب منه،
فما بقي في قلبه غير الله تعالى، وليس له هم إلا مرضاته،
يتمثل قول داوود الطائي رحمه الله حينما كان يناجي ربه في ليله فيقول:
( همُّك عطّل عليّ الهموم، و خالف بيني وبين السُّهاد، وشوقي إليك أوبق مني اللذات، وحال بيني وبين الشهوات ) [لطائف المعارف:348].
هذا حال الصائمين القائمين، عرفتهم المساجد والخلوات، يطيلون القيام،
ويتلون القرآن، ويلحون في الدعاء، ويعلنون الإنابة، ويناجون الرحمن،
بينما كان غيرهم في مجالس الزور مجتمعين على عرض الشيطان، وبرامج الفساق.
إن الأعمال التي كان العبد يتقرب بها إلى ربه في رمضان لا تنقطع بانقضائه؛
بل هي باقية بعد انقضائه ما دام العبد حياً، قد لا يطيقها كلها، فيخففها لكنه لا يقطعها.
قيل لبشر الحافي: ( إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان فقال:
بئس القوم قوم لا يعرفون الله حقاً إلا في شهر رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها ) [اللطائف:396].
أسأل الله العلي القدير أن يتقبلنا بقبول حسن وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا،
وأن يعيد رمضان علينا باليمن والخير والبركات، إنه سميع مجيب،
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ولا ندري أندرك رمضان القابل أم لا، فالله المستعان؟
فحق لرمضان أن يبكى له و يبكى عليه،
كيف لا يبكي المؤمن رمضان وفيه تفتح أبواب الجنان؟
وكيف لا يبكي المذنب ذهابه، وفيه تغلق أبواب
النيران؟ كيف لا يبكى على وقت تسلسل فيه الشياطين.
فيا لوعة الخاشعين على فقدانه، ويا حرقة المتقين على ذهابه.
كان منهم القائم القانت في محرابه ويخشى عذابه يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ [الزمر:9]
ومنهم من قد حبس نفسه على طاعة الله تعالى وذكره،
وتجرد من الدنيا، وقطع عن نفسه كل العلائق،
وعكف بقلبه وقالبه على ربه وما يقرب منه،
فما بقي في قلبه غير الله تعالى، وليس له هم إلا مرضاته،
يتمثل قول داوود الطائي رحمه الله حينما كان يناجي ربه في ليله فيقول:
( همُّك عطّل عليّ الهموم، و خالف بيني وبين السُّهاد، وشوقي إليك أوبق مني اللذات، وحال بيني وبين الشهوات ) [لطائف المعارف:348].
هذا حال الصائمين القائمين، عرفتهم المساجد والخلوات، يطيلون القيام،
ويتلون القرآن، ويلحون في الدعاء، ويعلنون الإنابة، ويناجون الرحمن،
بينما كان غيرهم في مجالس الزور مجتمعين على عرض الشيطان، وبرامج الفساق.
إن الأعمال التي كان العبد يتقرب بها إلى ربه في رمضان لا تنقطع بانقضائه؛
بل هي باقية بعد انقضائه ما دام العبد حياً، قد لا يطيقها كلها، فيخففها لكنه لا يقطعها.
قيل لبشر الحافي: ( إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان فقال:
بئس القوم قوم لا يعرفون الله حقاً إلا في شهر رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها ) [اللطائف:396].
أسأل الله العلي القدير أن يتقبلنا بقبول حسن وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا،
وأن يعيد رمضان علينا باليمن والخير والبركات، إنه سميع مجيب،
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16430
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
sami ali-
- عدد المساهمات : 288
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 11490
تاريخ التسجيل : 13/09/2009
رد: وقفات قبل أن تُوَدِّع رمضان المبارك!
اختي العزيرة
عيد سعيد وكل عام ونحن بخير
عيد سعيد وكل عام ونحن بخير
sami ali-
- عدد المساهمات : 288
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 11490
تاريخ التسجيل : 13/09/2009
رد: وقفات قبل أن تُوَدِّع رمضان المبارك!
جميل شكري لكما لتصفح الموضوع
اللهم أدركنا رمضان دائما بمزيد من الأجر والمغفرة
والثواب .
اللهم أدركنا رمضان دائما بمزيد من الأجر والمغفرة
والثواب .
b.kalija-
- عدد المساهمات : 4701
العمر : 45
المكان : france
نقاط تحت التجربة : 17190
تاريخ التسجيل : 16/12/2008
رد: وقفات قبل أن تُوَدِّع رمضان المبارك!
نسأل الله أن يتقبل صيامنا و قيامنا و دعاءنا .... آآآآمين .
درواس-
- عدد المساهمات : 433
العمر : 58
المكان : الجزائر
نقاط تحت التجربة : 11907
تاريخ التسجيل : 01/06/2009
b.kalija-
- عدد المساهمات : 4701
العمر : 45
المكان : france
نقاط تحت التجربة : 17190
تاريخ التسجيل : 16/12/2008
مواضيع مماثلة
» هدية بمناسبة شهر رمضان المبارك
» أدعية لشهر رمضان المبارك
» السبت 21 يوليو غرة شهر رمضان المبارك.
» فضل صيام شهر رمضان المبارك ..... بالصور
» هدية بمناسبة شهر رمضان المبارك
» أدعية لشهر رمضان المبارك
» السبت 21 يوليو غرة شهر رمضان المبارك.
» فضل صيام شهر رمضان المبارك ..... بالصور
» هدية بمناسبة شهر رمضان المبارك
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى