فــقــه الـشـافـعــي
صفحة 1 من اصل 1
فــقــه الـشـافـعــي
فــقــه
الـشـافـعــي
بقلم:
أبو أنس
(في
حوار جرى بين الإمام الشافعي والإمام محمد بن الحسن الشيباني ، قال الشافعي:
ناشدتك الله ، صاحبنا (مالك بن أنس) أعلم بكتاب الله أم صاحبكم (أبو حنيفة)؟ قال:
بل صاحبكم.
قال
الشافعي: صاحبنا أعلم بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم صاحبكم؟ قال: بل
صاحبكم.
الشافعي:
صاحبنا أعلم بأقوال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم صاحبكم؟ قال: بل
صاحبكم.
الشافعي:
ما بقي بيننا وبينكم إلا القياس ، ونحن نقول بالقياس ، ولكن من كان بالأصول أعلم
كان قياسه أصح) (ابن تيمية: الفتاوى 20/328) .
والذي
نريد أن نخلص إليه من هذا الحوار بين هذين العالمين الجليلين أن الشافعي - رضي
الله عنه - رتب الأمور ترتيباً صحيحاً ، كتاب الله ، ثم سنة رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- ، ثم أقوال الصحابة ، وهذا الترتيب الدقيق يغفل عنه كثير من المسلمين
في هذه الأيام ، بل ربما عكسوا الآية ، فيضطرب الأمر عليهم وتضيع الموازين
الحقيقية مع أنه قد ثبت في الصحيح أن رسول الله -صـلـى الله علـيــه وسلم- قال:
»يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة ، فإن
كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة ، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سناً« ،
فـقـدم - صلى الله عليه وسلم -: العلم بالقرآن على العالم بالسنة ، وقدم العلم على
العمل.
روى
الزهري عن عروة أن عمر بن الخطاب - رضي الله عـنــه - أراد أن يكتب السنن ثم تردد
، ثم قال: كنت أردت أن أكتب السنن وإني ذكرت قومـــاً كـانـوا قبلكم كتبوا كتباً
فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله تعالى ، وإني والله لا ألبس كتاب الله بـشـيء
أبداً. (جامع بيان العلم 1/64).
أراد
عمر - رضي الله عنه - أن يحدد الأولويات وكأنه كان يخشى أن يـهـجـــر القرآن ويضعف
العلم به ، ويكب الناس على الشروح والحواشي لتصبح هي المصدر لفهم الإسلام دون
الـقـــرآن ، كـمـــا أن الذيــن أسلموا حديثاً في الشام والعراق لا تقدم لهم كل
العلوم الإسلامية دفعة واحدة ، بل لا بد من تربيتهم تربية متأنية تبدأ بالاصول ثم
تندرج بهم إلى الفروع والتفصيلات.
وهذا
المعنى يؤكده ابن مسعود - رضي الله عنه - بقوله: (إنما هلك أهل الكتاب من قبلكم
أنهم أقبلوا على كتب علمائهم وأساقفتهم وتركوا كتاب ربهم).
إن
عدم ملاحظة هذا الفقه الدقـيــق يجـعـــل المسـلـمين لا يفرقون بين المهم والأهم ،
بين الواجب والضروري ، بل ربما قدم بعضهم الكمالي عـلـى الضروري ، وبذلك يكونون
كمن يضع العربة أمام الحصان.
أحمد نصيب-
- عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24437
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى