بحث: أول ما خلق الله نور النبي الأكرم
صفحة 1 من اصل 1
بحث: أول ما خلق الله نور النبي الأكرم
السلام عليكم
قرأت في كتب العلماء والعارفين
الأكابر أن أول ما خلق الله نور النبي الأكرم، وأن
النبي صلى الله عليه وسلم أصل المكونات، مع العلم أن كثير من العلماء ضعفوا
الحديث حتى الإمام السيوطي والهرري قالوا عنه موضوع، فما هو الصحيح في
المسألة؟ (أرجو التفصيل) وجزاكم الله خيراً.
والله الموفق للصواب : هذه المسألة اختلف فيها العلماء والذي نعتقده أنَّ سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم نور باعتبار روحه وبشر باعتبار صورته، ولهذه الصورة من الخصائص ما ليس لغيرها من البشر خلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
قال الآلوسي رحمه الله : لما كان له صلى الله عليه وسلم جهتان جهة ملكية يستفيض بها، وجهة بشرية يفيض بها جعل
الإنزال على روحه لأنها المتصفة بالصفات الملكية،
أقول : والمَلك خلق من النور فلو لم بينه وبين روح النبي مشاكلة ومشابهة بالنور لما أمكن التلقي والإلقاء.
ومن نفى خصائص النبوة في البشرية وغيرها فقد شابه الكافرين من أقوام الأنبياء عليهم السلام الذين قالوا ما حكاه الله عنهم (إن أنتم إلا بشر مثلنا)
فلا بدَّ من إثبات بشرية النبي وإثبات خصائص لها ميَّزها
الله تعالى بها عن غيرها من البشر، والعلماء والعقلاء مجمعون على
القول بالتفاضل بين الذوات فليست ذات رسول الله صلى الله
عليه وسلم كذات أبي جهل كما أنّ ذات المسك ليست كذات البول.
قال الله تعالى (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين) :
- في تنوير المقباس من تفسير ابن عباس رضي الله عنهما : (قد جاءكم من الله نور) رسول يعني : محمّداً صلى الله عليه وسلم.
وذكر مثل ذلك الطبري والسيوطي.
قال العلامة الصاوي في حاشيته على الجلالين : هو نور النبي صلى الله عليه وسلم، وسُمّي نوراً لأنه ينوِّر البصائر
ويهديها للرشاد، ولأنه أصل كل نور حسِي ومعنوي.
وفي تفسير النسفي : أو النور محمد صلى الله عليه وسلم لأنه يهتدى به كما سُمِّي سراجاً.
- أما حديث (أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر) فقد اختلف فيه علماء الحديث
قديماً وحديثاً والأكثرون على وضعه وبعضهم ضعفه، وبعضهم
حسَّنه، وبعضهم صحَّحه باعتبار السند، وقد نقله المحدِّث الجليل ملا علي القاري في المورد الرَّوي في المولد النبوي
وقال العلامة السيد محمد علوي المالكي رحمه الله تعالى معلقاً عليه : أما
سند جابر فصحيح ولا غبار عليه، وقد اختلف العلماء في المتن لغرابته، والحديث رواه البيهقي بعض المخالفة، ثم أتى بأحاديث دالة على نورانية النبي صلى الله عليه وسلم.
وما ورد في أحاديث أخرى : (أول ما خلق الله القلم) وفي رواية (العقل) فالمراد به الأولية الإضافية.
وأورد حديث جابر : المولوي أشرف علي التانوي في نشر الطيب وعزاه إلى عبد الرزاق واعتمد عليه.
وقال به الشاه محمد إسماعيل الدهلوي، والشيخ المحقق عبد
الحق الدهلوي في مدارج النبوة، وقال الشيخ العلامة البدر العيني
في التوفيق بين روايات الأولية : الأولية نسبية، وكل شيء
قيل فيه إنه أول فهو بالنسبة إلى ما بعدها، عمدة القاري 15/109 طبعة بيروت.
- أما كونه صلى الله عليه وسلم أصل المكوّنات، وأنَّ
الأشياء خلقت من نوره أو لأجله، فإنه لم تقم أدلة صحيحة
معتبرة يمكن الاعتماد عليها في الاستدلال لذلك، وإنما هي أقوال علماء
أجلاء قالوها بفهومهم الإشارية لبعض النصوص،
والذي أعتمده التوقف عن الخوض في هذه المسائل وأمثالها
وعدم الإثبات وعدم النفي، بل السكوت أولى
من الإنكار أو الإقرار، لأنها ليست من مسائل أصول الدين
التي كلف بها العباد ويسألون عنها فالبحث فيها
مضيعة للأوقات، مجلبة للعداوات، مثيرة للخلافات.
اللهمَّ اجعلنا سلماً لأولياءك، حرباً على أعداءك، وسلام
على المرسلين والحمد لله ربِّ العالمين.
خادم العلم الشريف الشيخ عبد الهادي الخرسة الدمشقي
Shaker-
- عدد المساهمات : 295
العمر : 44
نقاط تحت التجربة : 12133
تاريخ التسجيل : 20/11/2008
مواضيع مماثلة
» من هو الله ؟ و من هو النبي؟ و ماهو الدين؟
» حوض النبي صلى الله عليه وسلم
» حكم سب النبي صلى الله عليه وسلم
» حـوار هادئ بين عبد الله وعبد النبي
» صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلّم
» حوض النبي صلى الله عليه وسلم
» حكم سب النبي صلى الله عليه وسلم
» حـوار هادئ بين عبد الله وعبد النبي
» صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلّم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى