مدرسة الحياة: محمد حسين يعقوب

أحياناً تدفعنا الظروف مضطرين للسير في طريق كان علينا في الأصل إتيانه اختياراً

يعني أحياناً بيبقى قدامك طريق تمشي فيه وترفض انك تأتيه اختياراً ... ويعرض عليك ألف مرة ... وترفض انك تأتيه ... وبعد كده تضطر أن تأتي هذا الطريق رغم أنفك ... علشان كده بقول كتير ان الناس اللي ربنا بيحبهم يوصل اليهم الدعوة ... التزم
... اهتدي ...
قرب من ربنا
... تووب ...
وهو مشغول بالفلوس ... مشغول بالشهوات ... مشغول بمعاصي .. مشغول بدنيا ... مشغول عن الله ... فالله جل جلاله يبتليه ليأتيَ به رغم أنفه ...فيضطر يقول يارب ويمشي في السكة اللي ربنا كان يدعوه اليها .. تعالى بالراحة !!!

ولذلك مادام احنا في مدرسة الحياة .. القصة دي انا قلتها كتير جداً ... لكن ماشي نقولها تاني لأنها من مدرسة الحياة

قلت قبل كده ان أحد الشباب كان في كلية تجارة
... ولد طيب مؤدب ...

وهو في سنين الكلية كان شعلة نشاط في الدعوة ... كان ما شاء الله لحيته الكبيرة الضخمة ... نشاط في الدعوة ... عمل أسرة في الكلية ... في المدرجات يعطي كلمة ... يكتب على السبورة قبل دخول الدكتور كلمة ... نشاط ... طلب علم وسعي وجهد ...

تخرج من كلية تجارة ... مدخلش الجيش ... بدأ يبحث عن عمل ...فاتت سنة فات اتنين ... عيلته من العائلات الكبيرة في القاهرة .. عندهم معارض سيارات ... فعرضوا عليه يشتغل في معارض سيارات ... طبعاً قبل كده جتله بنوك ... بنوك لأ ... راح اشتغل في معرض سيارات

طبعاً في البداية راح بالجلابية ... لأ مش هينفع بالجلابية ... الطاقية ... لأ مش هينفع الشغل بتاعك ده ... البس بدله وكرفته ... لأ كرفته لأ ... قالولوا ماشي .. كرافته لأ ... لبس البدله ... طبعاً بعد شويه الفتن والدنيا والتعامل مع النساء والسجاير حواليه ... بدأ هو من نفسه ... من غير ما حد يقوله حاجه ... يقصر لحيته شويه ... لبس الكرفته الحمرا

بدأ يستحل ما كان يراه حراماً ... الكولونيا بتاعت الكحول والبرفانات بدأت تستعمل
... لحيته خفت كمان شوية ...
النظر للنساء والتعامل مع النساء والمكالمات التليفونية مع النساء والصحوبيات ... اتحلقت اللحية!

ونحن في كل هذا معه ... يابني ... انت رايح فين .. هتروح في داهية كده ... هتضيع نفسك ... يقول لا لا لا يا شيخ ... اللي زيي ميضعش !... أنا عارف كويس ...

لما حلق لحيته وبدأ يخوض في أمر النساء ... وبدأت السجاير !!! ...

انت ضعت

انت ضعت ... قال لأ ... مضعتش ... هما سنتين أكون نفسي واعمللي معرض ... اعتبرني مسافر سنتين ... وأنا راجع لربنا لأني عارف انه اللي انا فيه ده غلط !!!

كثيرون من الناس

كثيرون من الناس ... يغرهم انه عارف انه ده غلط ... وانه ناوي يتوب منّه ... فيغتر ويتلهى بهذا الأمر

كتير من الناس لما تقوله قوول عيوبك ... تلاقيه عارف عيوبه كويس ... قوول ذنوبك عارف ذنوبه كويس ... تخرج منها ازاي؟ ... عارف كويس ازاي يخرج منها ... عارف كويس جداً ازاي يتعظ ويبطل ذنوب ويبقى كويس

عارف

عارف بس مبيعملش حاجه ... بيفضل مغرور ... جداً بهذا الأمر ... مغرور انه هو بيقول يارب انا عارف انه ده غلط ... سامحني ... واصبر عليا .. وانا هبقى كويس !

ولكن

ولكن ... إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم .. هو غفور رحيم .. وسريع العقاب

نبئ عبادي أنّي أنا الغفور الرحيم وأنّ عذابي هو العذاب الأليم

مهو مش بمزاجك ... مينفعش .. مش هنلعب .. مش لعبة هيه

ده ربك عزيز

ده ربك عزيز ... عزيز لا يغالب ... غني لا يحتاج لأحد

الشاهد

الشاهد ... عدوا السنتين ... وفوجئت ان امه بتتصل بيه ... الحق ده فلان في حميات العباسية !!!

خير ؟؟

خير ايه اللي حصل ... قالتلي جاله إيدز

إيدز!!

روحتله ... بصلي ... وانتوا عارفين ان مريض الإيدز لما الناس تعرف انه عنده إيدز ... بيبقى شكله وحش أوي ... الناس كلها بتهرب منه

قربت منه

قربت منه ... فلقيت في عينيه المكسورة ... وقال الجملة المشهورة

كان نفسي أجيله ماشي ,, جابني على وشي

كان نفسي أرجعله بإرادتي ,, جابني رغم أنفي

كان نفسي أرجع على رجليه ,, رجعتله على ضهري

ومات الرجل

أسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة

أرجو انه يكون تاب قبل ما يموت

بس الخطر ... هناك فرق بين من يأتيه مطيعاً .. راغباً ... محباً ..... وبين من يأتيه رغم أنفه

في فرق بين اللي يرجع لربنا وهو مريد ومحب ومقبل

علشان كده الرسول صلى الله عليه وسلم [size=25]بيقول إيه[/size]

خير النفقة أن تنفق وأنت صحيح ... شحيح ... تخشى الفقر وتؤمل الغنى

يقول الله عز وجل

يا ابن أدم أنّى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه !!... حتى إذا بلغت التراقي ... قلت أتصدق!!.. وأنـّى آوان الصدقة !!

هي دي مدرسة الحياة
هي دي مدرسة الحياة
هي دي مدرسة الحياة