دعوة إلى توبة: شباب غُرّر بهم فحملوا فكراً متطرفاً
صفحة 1 من اصل 1
دعوة إلى توبة: شباب غُرّر بهم فحملوا فكراً متطرفاً
إلى كل من خون و كفر حماس و أعلن الحرب عليها: دعوة إلى التوبة
شباب غُرّر بهم فحملوا فكراً متطرفاً
صحيفة فلسطين - غزة
د. الأسطل: هم شباب مخطئون في الاجتهاد فحصروا تطبيق الشريعة في الحدود
د. العمور: باب التوبة إلى الله مفتوح، وعودتهم لجماعة المسلمين من الواجبات الشرعية
غزة/ تقرير إيمان عامر:
الانشقاق، وظهور المزيد من الأحزاب أو الجماعات في الدولة الإسلامية
الواحدة، أثبت قدرته على الإثخان في المسلمين، وبثه لبذور الفتن رغم سرعة
اندثار بعضها، ومن ذلك ما يحدث في قطاع غزة الذي يقبع تحت لواء حكومة ذات
توجه إسلامي تبنت الوسطية في فهم الدين والشريعة الإسلامية وتطبيقها، حيث
ظهور جماعات إسلامية في ظاهرها تبحث عن الحكم بما أنزل الله بما تراه
مناسباً، إلى أن وصل بها الأمر للجوء للتفجيرات والسلاح، كما حدث في مدينة
رفح جنوب القطاع من اشتباك مجموعة أطلقت على نفسها اسم "أنصار جند الله"
مع أفراد من الشرطة الفلسطينية بعد إعلانها عن انطلاق الإمارة الإسلامية
في أكناف بيت المقدس.. ،"فلسطين" بحثت مع عالِمين فلسطينيين ما حدث من
منظور شرعي، وبينت طبيعة فكر المنتمين لتلك المجموعات، وكيفية معالجته:
توصيف شرعي
العلّامة الفلسطيني د.يونس الأسطل تحدّث عن تصوره الشرعي لما حدث،
قائلاً:"هذه المجموعات تحمل فكراً متطرفاً ينظر إلى حركة حماس منذ دخلت
المعترك السياسي في المجلس التشريعي على أنها أصبحت مرتدة، والحكومة
كافرة"، مبيناً أن ما يزيد قناعتهم هذه بأنهم يرونها لا تطبق الحدود ولا
تمنع مظاهر الفسوق كالأفراح الماجنة والتبرج، لذا فإنهم يستبيحون دماء
الحكومة وحركة حماس على حد سواء تطبيقاً لحكم الردّة عليهم، مستندين في
ذلك إلى اعتبار أن قانون السلطة الأساسي علماني والمجلس التشريعي مشرك
بالله في حاكميته، بالاستدلال إلى ظواهر بعض النصوص لقوله تعالى "ومن لم
يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون".
وأضاف:"لا نشك بأن نوايا معظم أولئك الشباب حسنة لأنهم ينطلقون في
تصرفاتهم من الاعتقاد المبني على التأويل بأنهم يريدون إقامة الشريعة بحسب
تصورهم الضيق، لكننا في الوقت نفسه لا نستبعد احتمال وجود أيدٍ خفيّة
وراءهم من حيث يدرون أو لا يدرون بهدف إسقاط الحكومة، خاصة وأن كل الوسائل
التي سخرت لذلك فشلت"، واستطرد بالقول:" فلم يبقَ إلا تجديد الفلتان بفكر
ينظر إليها والشعب الذي انتخبها على أنهم مرتدون ومستباحو الدم، لتضطر هذه
الحكومة للدخول في مجابهة معهم، وعندئذ فإن المتربصين بها سيقولون أنها
ليست في صراع مع الاتجاه العلماني واليساري بل تقاتل أخوة العقيدة، وزعم
أنها تبحث عن المكاسب السياسية والمناصب".
الحكومة تطبق الشرع ولكن..
وعن تصنيف هذه المجموعات قال د. الأسطل: "إذا أحسنّا الظن فنصنفهم على
أنهم جماعة شباب مخطئون في الاجتهاد في حمل النصوص التكفيرية على ظاهرها،
لأن الحكم بغير ما أنزل الله إن كان عن جحود فهو ردّة، وإن كان عن تقصير
فهو معصية أو كبيرة، لكنها لا تخرج أصحابها من الملّة، متسائلاً: "فكيف
إذا كانت الحكومة حريصة على تطبيق الشريعة إيماناً بأن هذا من أوجب
واجباتها؟، غير أنها تعتقد أن الناس قد تفّلتوا من الدين عقدة عقدة، وأنه
يستحيل ردهم إليه جملة واحدة، فالتطبيق يكون بالتدريج أسوة بالله في
التدرج في التشريع وتحاشياً لكل الفتن والمصائب التي تنجم عن تطبيق
الأحكام جملة واحدة.
وأكد أن الحدود هي آخر ما يطبق وليس أوله، وأن هناك خمس تجارب إسلامية
بدأت بتطبيق الحدود ثم اضطرت للتراجع عنها وهي السودان، باكستان، إيران،
ولايات بماليزيا، وأخرى بنيجيريا، ذلك لأن الحدود لا تطبق إلا إذا توفر
للناس حاجاتهم الأساسية بطرق ميسرة، فمن ترك الحلال الميسور هنا وذهب
للحرام المعسور أقيم عليه الحد، كما أن الحدود لا تمثل إلا هامشاً ضئيلاً
في الشريعة الإسلامية.
ولفت إلى أن معرفة مدى تطبيق الحكومة للشريعة يتطلب وضع منجزاتها في كفة،
والمآخذ الموجودة عليها في كفة أخرى، فإذا ثقلت موازين الأولى فتكون مطبقة
لها، وقال:"فيبقى الشطر الأصغر من الكفة الأخرى وهي ماضية في إنجازه، فهي
التي تؤم بالناس وتعطي حرية مطلقة في الدعوة، والموعظة، والتشجيع على
الفرائض والعبادات، وهي حكومة مقاومة، والمقاومة ذروة سنام الإسلام، كما
أنها أمّنت الناس من الخوف والخطر، وأسعفت الكثيرين من الجوع".
أيادٍ خفيّة..
وبيّن أن جميع هذه الانجازات هي من تطبيق الشريعة بمفهومها الكبير وهو
إقامة الحضارة في الأرض، لقوله تعالى (هو الذي أنشأكم في الأرض واستعمركم
فيها)، مشيراً إلى أنهم أخطؤوا حينما حصروا التطبيق في الحدود ومظاهر
الفساد، مع غض الطرف عن الانجازات التي طالت العالم الإسلامي.
ويرى د. الأسطل عضو رابطة علماء فلسطين بأن هذه المجموعات ربما اخترقت من
قبل الاحتلال الصهيوني والأمريكي، أو أنهم سهلوا لهم مهمة الاشتباكات
والحصول على الأسلحة، ليتورطوا في فلتان أمني جديد يحقق لأعداء الشعب
الفلسطيني ما عجزوا عنه خلال عدوانهم المتكرر على غزة، وحربهم الضروس.
وأوضح أن إعلانهم عن أنفسهم كإمارة إسلامية في أكناف بيت المقدس، يعني
أنهم سيطبقون على الناس ما يعتقدون بأنه الشريعة مما يؤول لسفك دماء آلاف
من الناس، كيوم تسلل عبد الله بن سبأ لصفوف الصحابة مدعياً الإسلام،
مضيفاً:"وكان قد عبأ مجموعة من الغوغاء، وأقنعهم بأن الخليفة الثالث مخالف
للشريعة وأن قتله قربى إلى الله، موجهاً جملة من الأسئلة إليهم وللمنضوين
تحت لوائهم:
- لو سلمنا بأن هؤلاء أطاحوا بالحكومة هل يأمن هؤلاء ألا يقبض الاحتلال عليهم؟ وما قوتهم في مواجهته؟
- لو افترضنا بأن الحكومة مرتدة فمن أولى بالمحاربة هي أم الخطر الأعظم وهو الاحتلال ؟
- من يطلق إمارة إسلامية ويطلب من الناس مبايعته يفترض أن يؤلف بين قلوبهم، لا أن يكفرهم.
- ألم يفكروا بمن المستفيد من إسقاط الحكومة في غزة؟ أليس في ذلك تحقيق لمصلحة الصهاينة والأمريكان؟
- هل قدّموا رؤية علمية مدروسة للحكومة حول كيفية تطبيق ما ينقموه عليها ليستمعوا إلى وجهة نظرها؟
ودعا العلامة الفلسطيني المنغمسين في هذه المجموعات شبه المقضي عليها إلى
التوبة لله عز وجل والانصياع للقانون، وإبداء السمع والطاعة للحكومة،
وقال:"فإن هذا هو الطريق الوحيد للتكفير عن الخطايا السابقة وللعيش آمنين،
لافتاً إلى إمكانية توظيف تحمّسهم للجهاد في اندماجهم في صفوف المقاومين.
إفساد لا إصلاح
د. محمد العمور رئيس قسم الدراسات الإسلامية في جامعة الأقصى بيّن أن ما
حدث في رفح مأساة بحد ذاتها، قائلاً:"من المؤسف أن نكون قد وصلنا لهذا
الحد من إراقة الدماء، فهو أمر كان لا ينبغي أن نصل إليه، خاصة أن القاتل
والمقتول من أبناء الوطن"، معتبراً أن سبب حدوث ذلك هو عدم الأخذ بالأسباب
التي تمنع الوصول إليه، والتي تكمن في جملة قالها الإمام الحسن البصري:
العامل على غير علم كالسالك على غير طريق، والعامل على غير علم يفسد أكثر
مما يصلح، فاطلبوا العلم لا تضروا بالعبادة واطلبوا العبادة طلبا لا تضروا
بالعلم فإن قومًا طلبوا العبادة وتركوا العلم حتى خرجوا بأسيافهم على أمة
محمد صلى الله عليه وسلم ولو طلبوا العلم لم يدلهم على ما فعلوا.
وأردف د. العمور بالقول:"فنحن أمام مجموعة من الشباب نصيبها من العلم
كنصيب أي منا من اللغة الصينية، فهم شباب يحملون أفكاراً مغلوطة"، مشيراً
إلى أن الفكرة تقابل بالفكرة، واستخدام العصا الغليظة لا يزيدهم إلا
إصراراً، فيجب التعامل معهم بالحكمة، وإن لم تجدِ نفعاً، فالضرب على
أيديهم.
بالحكمة وإلا فالأخذ على أيديهم
وعمّا إن كان يحق للحاكم التعامل معهم على أنهم أعداء مضى يقول: "لا نقول
بأنهم كفار، بل هم إخوة لنا وقعوا بالفتنة وفهموا الدين فهماً خاطئاً،
ووقعوا في إثم التكفير، فهم في أكثرهم شباب متدين غيور على الإسلام ، كما
الخوارج فالذي قتل عثمان بن عفان كان يبكي والذين قتلوا علي بن أبي طالب
كانوا يقيمون الليل"، مؤكداً أن في إعلانهم الإمارة الإسلامية خروج صريح
عن السلطان، وولي الأمر، وخروج عن الوحدة الإسلامية والجماعة مما كان
يستوجب من الحاكم موقفاً صارماً للتصدي لما فعلوه، سيّما وأن الناس كانوا
يعيشون في أمن وهدوء.
واعتبر د. العمور أن من أسباب اتجاه مثل هؤلاء الشباب لتبني الآراء والفكر
المتشدد أن الناس أسرع ما يتديّنون على أصول واهية، مما يؤدي إلى تكفير
بعضهم البعض، منوهاً إلى ضرورة أن تتعامل الحكومة معهم بالحكمة والموعظة
والإرشاد، فترسل لهم علماء يحاوروهم وتوضح لهم طريقة أهل السنة والجماعة
في تطبيق الشرع، وإلا فالأخذ على أيديهم "فهي مجبرة شرعاَ بذلك ، لأنهم
يشكلون خطراً على المجتمع المسلم الآمن".
وفي معرض رده عن سؤال حول كيفية معالجة فكرهم إن كان ممكناً، تابع:"مهما
غلوا وتطرفوا فهم أبناؤنا، وعلى الحكومة والمجتمع التعامل معهم على أنهم
مرضى نفسيون يحتاجون إلى رعاية نفسية صحية وتفنيد حججهم ومزاعمهم إن لم
يكونوا قد تورطوا في سفك الدماء، فإنني أقول فيهم ما قال الإمام علي عندما
سأل عن الخوارج أكفار؟ قال:" بل من الكفر هربوا، فهذه المقولة بحقهم
تماما، لأنهم بهروبهم من الكفر كفّروا المجتمع كله وضلوا الطريق".
وشدد على أن المعالجة، هي مسئولية مشتركة بين الحكومة، والعلماء، وأولياء
الأمور، وأهالي الحل والعقد لنكون مجتمعاً وسطياً يحلل الحلال، ويحرم
الحرام، لافتاً إلى أن باب التوبة إلى الله مفتوح، وأن العودة لجماعة
المسلمين من الواجبات الشرعية، التي تكفل للمسلم المحاكمة العادلة.
وإن الواجب الآن على العلماء والدعاة أن يقوموا بدورهم وواجبهم في توعية
الشباب بخطورة الغلو والتطرف على الأمة، فهو أساس في الهرج – القتل-
وإثارة الفتن.
شباب غُرّر بهم فحملوا فكراً متطرفاً
صحيفة فلسطين - غزة
د. الأسطل: هم شباب مخطئون في الاجتهاد فحصروا تطبيق الشريعة في الحدود
د. العمور: باب التوبة إلى الله مفتوح، وعودتهم لجماعة المسلمين من الواجبات الشرعية
غزة/ تقرير إيمان عامر:
الانشقاق، وظهور المزيد من الأحزاب أو الجماعات في الدولة الإسلامية
الواحدة، أثبت قدرته على الإثخان في المسلمين، وبثه لبذور الفتن رغم سرعة
اندثار بعضها، ومن ذلك ما يحدث في قطاع غزة الذي يقبع تحت لواء حكومة ذات
توجه إسلامي تبنت الوسطية في فهم الدين والشريعة الإسلامية وتطبيقها، حيث
ظهور جماعات إسلامية في ظاهرها تبحث عن الحكم بما أنزل الله بما تراه
مناسباً، إلى أن وصل بها الأمر للجوء للتفجيرات والسلاح، كما حدث في مدينة
رفح جنوب القطاع من اشتباك مجموعة أطلقت على نفسها اسم "أنصار جند الله"
مع أفراد من الشرطة الفلسطينية بعد إعلانها عن انطلاق الإمارة الإسلامية
في أكناف بيت المقدس.. ،"فلسطين" بحثت مع عالِمين فلسطينيين ما حدث من
منظور شرعي، وبينت طبيعة فكر المنتمين لتلك المجموعات، وكيفية معالجته:
توصيف شرعي
العلّامة الفلسطيني د.يونس الأسطل تحدّث عن تصوره الشرعي لما حدث،
قائلاً:"هذه المجموعات تحمل فكراً متطرفاً ينظر إلى حركة حماس منذ دخلت
المعترك السياسي في المجلس التشريعي على أنها أصبحت مرتدة، والحكومة
كافرة"، مبيناً أن ما يزيد قناعتهم هذه بأنهم يرونها لا تطبق الحدود ولا
تمنع مظاهر الفسوق كالأفراح الماجنة والتبرج، لذا فإنهم يستبيحون دماء
الحكومة وحركة حماس على حد سواء تطبيقاً لحكم الردّة عليهم، مستندين في
ذلك إلى اعتبار أن قانون السلطة الأساسي علماني والمجلس التشريعي مشرك
بالله في حاكميته، بالاستدلال إلى ظواهر بعض النصوص لقوله تعالى "ومن لم
يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون".
وأضاف:"لا نشك بأن نوايا معظم أولئك الشباب حسنة لأنهم ينطلقون في
تصرفاتهم من الاعتقاد المبني على التأويل بأنهم يريدون إقامة الشريعة بحسب
تصورهم الضيق، لكننا في الوقت نفسه لا نستبعد احتمال وجود أيدٍ خفيّة
وراءهم من حيث يدرون أو لا يدرون بهدف إسقاط الحكومة، خاصة وأن كل الوسائل
التي سخرت لذلك فشلت"، واستطرد بالقول:" فلم يبقَ إلا تجديد الفلتان بفكر
ينظر إليها والشعب الذي انتخبها على أنهم مرتدون ومستباحو الدم، لتضطر هذه
الحكومة للدخول في مجابهة معهم، وعندئذ فإن المتربصين بها سيقولون أنها
ليست في صراع مع الاتجاه العلماني واليساري بل تقاتل أخوة العقيدة، وزعم
أنها تبحث عن المكاسب السياسية والمناصب".
الحكومة تطبق الشرع ولكن..
وعن تصنيف هذه المجموعات قال د. الأسطل: "إذا أحسنّا الظن فنصنفهم على
أنهم جماعة شباب مخطئون في الاجتهاد في حمل النصوص التكفيرية على ظاهرها،
لأن الحكم بغير ما أنزل الله إن كان عن جحود فهو ردّة، وإن كان عن تقصير
فهو معصية أو كبيرة، لكنها لا تخرج أصحابها من الملّة، متسائلاً: "فكيف
إذا كانت الحكومة حريصة على تطبيق الشريعة إيماناً بأن هذا من أوجب
واجباتها؟، غير أنها تعتقد أن الناس قد تفّلتوا من الدين عقدة عقدة، وأنه
يستحيل ردهم إليه جملة واحدة، فالتطبيق يكون بالتدريج أسوة بالله في
التدرج في التشريع وتحاشياً لكل الفتن والمصائب التي تنجم عن تطبيق
الأحكام جملة واحدة.
وأكد أن الحدود هي آخر ما يطبق وليس أوله، وأن هناك خمس تجارب إسلامية
بدأت بتطبيق الحدود ثم اضطرت للتراجع عنها وهي السودان، باكستان، إيران،
ولايات بماليزيا، وأخرى بنيجيريا، ذلك لأن الحدود لا تطبق إلا إذا توفر
للناس حاجاتهم الأساسية بطرق ميسرة، فمن ترك الحلال الميسور هنا وذهب
للحرام المعسور أقيم عليه الحد، كما أن الحدود لا تمثل إلا هامشاً ضئيلاً
في الشريعة الإسلامية.
ولفت إلى أن معرفة مدى تطبيق الحكومة للشريعة يتطلب وضع منجزاتها في كفة،
والمآخذ الموجودة عليها في كفة أخرى، فإذا ثقلت موازين الأولى فتكون مطبقة
لها، وقال:"فيبقى الشطر الأصغر من الكفة الأخرى وهي ماضية في إنجازه، فهي
التي تؤم بالناس وتعطي حرية مطلقة في الدعوة، والموعظة، والتشجيع على
الفرائض والعبادات، وهي حكومة مقاومة، والمقاومة ذروة سنام الإسلام، كما
أنها أمّنت الناس من الخوف والخطر، وأسعفت الكثيرين من الجوع".
أيادٍ خفيّة..
وبيّن أن جميع هذه الانجازات هي من تطبيق الشريعة بمفهومها الكبير وهو
إقامة الحضارة في الأرض، لقوله تعالى (هو الذي أنشأكم في الأرض واستعمركم
فيها)، مشيراً إلى أنهم أخطؤوا حينما حصروا التطبيق في الحدود ومظاهر
الفساد، مع غض الطرف عن الانجازات التي طالت العالم الإسلامي.
ويرى د. الأسطل عضو رابطة علماء فلسطين بأن هذه المجموعات ربما اخترقت من
قبل الاحتلال الصهيوني والأمريكي، أو أنهم سهلوا لهم مهمة الاشتباكات
والحصول على الأسلحة، ليتورطوا في فلتان أمني جديد يحقق لأعداء الشعب
الفلسطيني ما عجزوا عنه خلال عدوانهم المتكرر على غزة، وحربهم الضروس.
وأوضح أن إعلانهم عن أنفسهم كإمارة إسلامية في أكناف بيت المقدس، يعني
أنهم سيطبقون على الناس ما يعتقدون بأنه الشريعة مما يؤول لسفك دماء آلاف
من الناس، كيوم تسلل عبد الله بن سبأ لصفوف الصحابة مدعياً الإسلام،
مضيفاً:"وكان قد عبأ مجموعة من الغوغاء، وأقنعهم بأن الخليفة الثالث مخالف
للشريعة وأن قتله قربى إلى الله، موجهاً جملة من الأسئلة إليهم وللمنضوين
تحت لوائهم:
- لو سلمنا بأن هؤلاء أطاحوا بالحكومة هل يأمن هؤلاء ألا يقبض الاحتلال عليهم؟ وما قوتهم في مواجهته؟
- لو افترضنا بأن الحكومة مرتدة فمن أولى بالمحاربة هي أم الخطر الأعظم وهو الاحتلال ؟
- من يطلق إمارة إسلامية ويطلب من الناس مبايعته يفترض أن يؤلف بين قلوبهم، لا أن يكفرهم.
- ألم يفكروا بمن المستفيد من إسقاط الحكومة في غزة؟ أليس في ذلك تحقيق لمصلحة الصهاينة والأمريكان؟
- هل قدّموا رؤية علمية مدروسة للحكومة حول كيفية تطبيق ما ينقموه عليها ليستمعوا إلى وجهة نظرها؟
ودعا العلامة الفلسطيني المنغمسين في هذه المجموعات شبه المقضي عليها إلى
التوبة لله عز وجل والانصياع للقانون، وإبداء السمع والطاعة للحكومة،
وقال:"فإن هذا هو الطريق الوحيد للتكفير عن الخطايا السابقة وللعيش آمنين،
لافتاً إلى إمكانية توظيف تحمّسهم للجهاد في اندماجهم في صفوف المقاومين.
إفساد لا إصلاح
د. محمد العمور رئيس قسم الدراسات الإسلامية في جامعة الأقصى بيّن أن ما
حدث في رفح مأساة بحد ذاتها، قائلاً:"من المؤسف أن نكون قد وصلنا لهذا
الحد من إراقة الدماء، فهو أمر كان لا ينبغي أن نصل إليه، خاصة أن القاتل
والمقتول من أبناء الوطن"، معتبراً أن سبب حدوث ذلك هو عدم الأخذ بالأسباب
التي تمنع الوصول إليه، والتي تكمن في جملة قالها الإمام الحسن البصري:
العامل على غير علم كالسالك على غير طريق، والعامل على غير علم يفسد أكثر
مما يصلح، فاطلبوا العلم لا تضروا بالعبادة واطلبوا العبادة طلبا لا تضروا
بالعلم فإن قومًا طلبوا العبادة وتركوا العلم حتى خرجوا بأسيافهم على أمة
محمد صلى الله عليه وسلم ولو طلبوا العلم لم يدلهم على ما فعلوا.
وأردف د. العمور بالقول:"فنحن أمام مجموعة من الشباب نصيبها من العلم
كنصيب أي منا من اللغة الصينية، فهم شباب يحملون أفكاراً مغلوطة"، مشيراً
إلى أن الفكرة تقابل بالفكرة، واستخدام العصا الغليظة لا يزيدهم إلا
إصراراً، فيجب التعامل معهم بالحكمة، وإن لم تجدِ نفعاً، فالضرب على
أيديهم.
بالحكمة وإلا فالأخذ على أيديهم
وعمّا إن كان يحق للحاكم التعامل معهم على أنهم أعداء مضى يقول: "لا نقول
بأنهم كفار، بل هم إخوة لنا وقعوا بالفتنة وفهموا الدين فهماً خاطئاً،
ووقعوا في إثم التكفير، فهم في أكثرهم شباب متدين غيور على الإسلام ، كما
الخوارج فالذي قتل عثمان بن عفان كان يبكي والذين قتلوا علي بن أبي طالب
كانوا يقيمون الليل"، مؤكداً أن في إعلانهم الإمارة الإسلامية خروج صريح
عن السلطان، وولي الأمر، وخروج عن الوحدة الإسلامية والجماعة مما كان
يستوجب من الحاكم موقفاً صارماً للتصدي لما فعلوه، سيّما وأن الناس كانوا
يعيشون في أمن وهدوء.
واعتبر د. العمور أن من أسباب اتجاه مثل هؤلاء الشباب لتبني الآراء والفكر
المتشدد أن الناس أسرع ما يتديّنون على أصول واهية، مما يؤدي إلى تكفير
بعضهم البعض، منوهاً إلى ضرورة أن تتعامل الحكومة معهم بالحكمة والموعظة
والإرشاد، فترسل لهم علماء يحاوروهم وتوضح لهم طريقة أهل السنة والجماعة
في تطبيق الشرع، وإلا فالأخذ على أيديهم "فهي مجبرة شرعاَ بذلك ، لأنهم
يشكلون خطراً على المجتمع المسلم الآمن".
وفي معرض رده عن سؤال حول كيفية معالجة فكرهم إن كان ممكناً، تابع:"مهما
غلوا وتطرفوا فهم أبناؤنا، وعلى الحكومة والمجتمع التعامل معهم على أنهم
مرضى نفسيون يحتاجون إلى رعاية نفسية صحية وتفنيد حججهم ومزاعمهم إن لم
يكونوا قد تورطوا في سفك الدماء، فإنني أقول فيهم ما قال الإمام علي عندما
سأل عن الخوارج أكفار؟ قال:" بل من الكفر هربوا، فهذه المقولة بحقهم
تماما، لأنهم بهروبهم من الكفر كفّروا المجتمع كله وضلوا الطريق".
وشدد على أن المعالجة، هي مسئولية مشتركة بين الحكومة، والعلماء، وأولياء
الأمور، وأهالي الحل والعقد لنكون مجتمعاً وسطياً يحلل الحلال، ويحرم
الحرام، لافتاً إلى أن باب التوبة إلى الله مفتوح، وأن العودة لجماعة
المسلمين من الواجبات الشرعية، التي تكفل للمسلم المحاكمة العادلة.
وإن الواجب الآن على العلماء والدعاة أن يقوموا بدورهم وواجبهم في توعية
الشباب بخطورة الغلو والتطرف على الأمة، فهو أساس في الهرج – القتل-
وإثارة الفتن.
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16466
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى