الأخذ بأيدي عصاة الأمة إلى برِّ الأمان
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الأخذ بأيدي عصاة الأمة إلى برِّ الأمان
كتب مؤمن الى اخيه من الدعاة ينصحه:
......
قال تعالى:
﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللهَ يَجِدْ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110)﴾ (النساء).
ما دامت قيمة مقاومة الظلم والظالمين من القيم الإسلامية التي حرص الإسلام على زرعها في قلوب المسلمين؛ فإن مقاومة الظلم والظالمين فيما يتعلق بالعصاة من أمة محمد- صلى الله عليه وسلم- هي في الأخذ بأيديهم إلى برِّ الأمان
السبيل الأول: تأليف القلوب:
ليكن قلبك وعاء حب يسع العصاة ويحتويهم، ويأخذ بأيديهم إلى شاطئ النجاة.. لماذا؟!
1- لأن رسالة الإسلام رسالة رحمة، وأسوتك في ذلك رسولك صلى الله عليه وسلم
﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)َ﴾ (الأنبياء).
2- لأن طبيعة النفس البشرية أن تحبَّ مَن أحسن إليها، وأن تبغض من أساء إليها.
3- لأن النفس البشرية ليست حجرًا صلدًا، وليست كذلك ملكًا عابدًا؛ ولكنها بين هذا وذاك؛ ففيها الخير والشر..
﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ( 8 ﴾ (الشمس).
4- ولأنك بتأليفك لقلب العاصي تُعين نفسه على مقاومة الشر الكامن فيها؛ فتنهض النفس من عثرتها بالحب واللطف، بالرحمة والصبر.
ولا تجعلن همك هو كسب المواقف؛ ولكن كسب القلوب.
وبكسبك للقلوب يمكنك أن تكسب المواقف، وتأخذ بأيدي العصاة إلى طريق الله رب العالمين.
يتبع إن شاء الله
......
قال تعالى:
﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللهَ يَجِدْ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110)﴾ (النساء).
ما دامت قيمة مقاومة الظلم والظالمين من القيم الإسلامية التي حرص الإسلام على زرعها في قلوب المسلمين؛ فإن مقاومة الظلم والظالمين فيما يتعلق بالعصاة من أمة محمد- صلى الله عليه وسلم- هي في الأخذ بأيديهم إلى برِّ الأمان
السبيل الأول: تأليف القلوب:
ليكن قلبك وعاء حب يسع العصاة ويحتويهم، ويأخذ بأيديهم إلى شاطئ النجاة.. لماذا؟!
1- لأن رسالة الإسلام رسالة رحمة، وأسوتك في ذلك رسولك صلى الله عليه وسلم
﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)َ﴾ (الأنبياء).
2- لأن طبيعة النفس البشرية أن تحبَّ مَن أحسن إليها، وأن تبغض من أساء إليها.
3- لأن النفس البشرية ليست حجرًا صلدًا، وليست كذلك ملكًا عابدًا؛ ولكنها بين هذا وذاك؛ ففيها الخير والشر..
﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ( 8 ﴾ (الشمس).
4- ولأنك بتأليفك لقلب العاصي تُعين نفسه على مقاومة الشر الكامن فيها؛ فتنهض النفس من عثرتها بالحب واللطف، بالرحمة والصبر.
ولا تجعلن همك هو كسب المواقف؛ ولكن كسب القلوب.
وبكسبك للقلوب يمكنك أن تكسب المواقف، وتأخذ بأيدي العصاة إلى طريق الله رب العالمين.
يتبع إن شاء الله
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16464
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
رد: الأخذ بأيدي عصاة الأمة إلى برِّ الأمان
جزاك الله خير
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
numerique-
- عدد المساهمات : 996
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 13519
تاريخ التسجيل : 02/03/2007
رد: الأخذ بأيدي عصاة الأمة إلى برِّ الأمان
بورك فيك أخي نيميريك
واعلم أن المعصية إنما تقع بسبب قساوة القلوب.. وأن المعصية أيضًا تؤدي إلى تلك القسوة في القلوب.
فضع
نصب عينيك دائمًا أن العاصي من ورائه شيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم،
وهو الذي استغلَّ ضعف النفس، وقسوة القلب، وطول الأمد، وتغلُّب الشهوة،
وفورة الغريزة، فانتهى بالعاصي إلى ما هو فيه، فأعداؤك كُثر إذن، والحكيم
مَن تلطف وتحايل على هذه النفس، بالحب تارةً، وباللين تارةً، وبالحكمة
دومًا.
قضيتك أيها الداعية المصلح ليست كشف عورات العصاة وتتبع
سوءاتهم؛ ولكن قضيتك إصلاح قلوبهم لتنصلح بعد ذلك جوارحهم.. قال صلى الله
عليه وسلم: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد
الجسد كله؛ ألا وهي القلب" (من حديث ابن مسعود عند الشيخين).
يتبع
واعلم أن المعصية إنما تقع بسبب قساوة القلوب.. وأن المعصية أيضًا تؤدي إلى تلك القسوة في القلوب.
فضع
نصب عينيك دائمًا أن العاصي من ورائه شيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم،
وهو الذي استغلَّ ضعف النفس، وقسوة القلب، وطول الأمد، وتغلُّب الشهوة،
وفورة الغريزة، فانتهى بالعاصي إلى ما هو فيه، فأعداؤك كُثر إذن، والحكيم
مَن تلطف وتحايل على هذه النفس، بالحب تارةً، وباللين تارةً، وبالحكمة
دومًا.
قضيتك أيها الداعية المصلح ليست كشف عورات العصاة وتتبع
سوءاتهم؛ ولكن قضيتك إصلاح قلوبهم لتنصلح بعد ذلك جوارحهم.. قال صلى الله
عليه وسلم: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد
الجسد كله؛ ألا وهي القلب" (من حديث ابن مسعود عند الشيخين).
يتبع
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16464
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
رد: الأخذ بأيدي عصاة الأمة إلى برِّ الأمان
"إنك إن تبيت عاصيًا ثم تُصبح نادمًا؛ خيرٌ من أن تبيتَ قائمًا وتُصبح معجبًا، وإنك إن تضحك وأنت معترفٌ خير من أن تبكي وأنت مدل".
"أنين المذنبين أحب إلى الله من زجل المسبحين المدلين بعبادتهم".
"رب معصيةٍ أورثت في القلب ذلاً وانكسارًا خير من طاعة أورثت في القلب عُجبًا واستكبارًا
lili-
- عدد المساهمات : 233
العمر : 38
نقاط تحت التجربة : 11496
تاريخ التسجيل : 03/08/2009
رد: الأخذ بأيدي عصاة الأمة إلى برِّ الأمان
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16464
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
رد: الأخذ بأيدي عصاة الأمة إلى برِّ الأمان
وسائل تأليف القلوب
أولاً: الكلمة الطيبة:﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ (البقرة: من الآية 83) فبها تُفتح القلوب والآذان، وبها تتحرك
الجوارح في اتجاه الخير والحق، فإذا كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: "زينوا القرآن بأصواتكم" لكي يتشوق السامع وينجذب إليه فيؤثر فيه، فما بالك بكلام البشر" كلام الداعية"؟! ألا يحتاج إلى أن يزين ويزين؟!..
﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24)﴾ (إبراهيم)،
ذلك أن النصيحة مُرَّة، والنفس التي تعودت على المعصية لا شكَّ أنها تتضجر من النصح، وتتألم من الوعظ؛ لأنها تعودت على المعصية وتلذذت بها؛ ولذا كان حريًّا بك أن تتخذ من العبارات أرقها، وأن تجعل الرفق قنطرتك إلى العاصي فإن "الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يُعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه" (رواه مسلم)، وحتى مع شارب الخمر تلزمك الكلمة الطيبة
فعن أبي هريرة عند البخاري: "أُتي النبي- صلى الله عليه وسلم- برجلٍ قد شرب خمرًا، فقال: اضربوه، فقال أبو هريرة: فمنا الضارب بيده، والضارب بنعله، والضارب بثوبه، فلما انصرف قال بعض القوم: أخزاك الله، قال: لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشيطان.
أولاً: الكلمة الطيبة:﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ (البقرة: من الآية 83) فبها تُفتح القلوب والآذان، وبها تتحرك
الجوارح في اتجاه الخير والحق، فإذا كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: "زينوا القرآن بأصواتكم" لكي يتشوق السامع وينجذب إليه فيؤثر فيه، فما بالك بكلام البشر" كلام الداعية"؟! ألا يحتاج إلى أن يزين ويزين؟!..
﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24)﴾ (إبراهيم)،
ذلك أن النصيحة مُرَّة، والنفس التي تعودت على المعصية لا شكَّ أنها تتضجر من النصح، وتتألم من الوعظ؛ لأنها تعودت على المعصية وتلذذت بها؛ ولذا كان حريًّا بك أن تتخذ من العبارات أرقها، وأن تجعل الرفق قنطرتك إلى العاصي فإن "الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يُعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه" (رواه مسلم)، وحتى مع شارب الخمر تلزمك الكلمة الطيبة
فعن أبي هريرة عند البخاري: "أُتي النبي- صلى الله عليه وسلم- برجلٍ قد شرب خمرًا، فقال: اضربوه، فقال أبو هريرة: فمنا الضارب بيده، والضارب بنعله، والضارب بثوبه، فلما انصرف قال بعض القوم: أخزاك الله، قال: لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشيطان.
يتبع
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16464
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
رد: الأخذ بأيدي عصاة الأمة إلى برِّ الأمان
السلام عليكم
هاو الكلام الزين
كلام من القلب للقلب
كلام خفيف ظريف \ ثقيل عند الله متين
موش واحد اخر يحب الموعظة
يقول ملايكة تخرج من خشومها لسانات من نار
و الا ملاك يطبطب الارض تتهز
و الا يضربو يدخلو في الارض سبعين ذراع
الكلمة الباهية باهية
نبدو بالحاجة السمحة هي الاولى
ابعدوا شوي على العصا \ و مدو الجزرة
راهو اللين باهي
بارك الله لكم \ و نفع بكم
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
اذا لم تكن شاهدا على عصرك ...و لم تقف في ساحة الكفاح الدائر بين الحق و الباطل ... و اذا لم تتخذ موقفا صحيحا من ذلك الصراع الدائر ... فكن ما تشاء : مصليا متعبدا في المحراب ام شاربا للخمر في الحانات ... فكلا الامران يصبحان سواء -
=======================
حامد عماري-
- عدد المساهمات : 2469
العمر : 54
نقاط تحت التجربة : 14495
تاريخ التسجيل : 29/07/2009
رد: الأخذ بأيدي عصاة الأمة إلى برِّ الأمان
فروقات مهمة
أ- فرق بين الكلمة الطيبة وبين المداهنة:
لا مداهنة.. اجعل هذا عنوانك أيهاالداعي لله الآمر بالمعروف، الناهي عن المنكر، المتحري للكلمة الطيبة اللينة الرفيقة.
فالمداهنة:
هي نوعٌ من النفاق، ونوعٌ من المجاملة المحرمة والمديح الكاذب، وتحسين
الباطل، وتغيير الحقيقة، وهي نوعٌ من الركون إلى العادات والتقاليد؛ بل
والاعتقادات التي تبطل الحق وتظهر الباطل.
إن الداعيةَ الحقَّ لا ينزلق
إلى الكذب، ولا التزلف للناس، ولا مجاراتهم في الباطل؛ وبخاصة إذا كانوا
من الكبراء ومن عِلْية القوم.. ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9)﴾
(القلم).
وقد أخرج البخاري عن ابن عمر: "أن ناسًا قالوا له: إنَّا ندخل
على سلاطيننا فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم قال ابن عمر:
كنا نعد هذا نفاقًا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم".
ولكن يمكنك
أن تستعمل المداراة مع العصاة؛ للوصول إلى قلوبهم المريضة.. والمداراة: هي
التلطف مع العاصي، وإظهار الود له دون إخفاء حق، أو تحسين باطل، أو تغير
لحقيقة شرعية؛ لا سيما إذا كان هذا العاصي الذي يُدارَى ممن يُخشى منه
ويُتقى شره؛ فتكون مداراة مشروعة لمصلحة الدعوة والداعية.
واسمع إلى ما
يرويه البخاري عن أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- أن رجلاً استأذن على
النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "ائذنوا له،
بئس أخو العشيرة"، فلما دخل ألان له الكلام، فقلت: يا رسول الله قلت ما
قلت ثم ألنت له في القول، فقال- صلى الله عليه وسلم-: "أي عائشة، إن من
شرِّ الناسِ منزلةً عند الله مَن تركه الناس اتقاءَ فحشه"، وروى البخاري
أيضًا أن أبا الدرداء كان يقول: "إنا لنكتشر "نبتسم" في وجوه أقوام وإن
قلوبنا لتلعنهم".
أ- فرق بين الكلمة الطيبة وبين المداهنة:
لا مداهنة.. اجعل هذا عنوانك أيهاالداعي لله الآمر بالمعروف، الناهي عن المنكر، المتحري للكلمة الطيبة اللينة الرفيقة.
فالمداهنة:
هي نوعٌ من النفاق، ونوعٌ من المجاملة المحرمة والمديح الكاذب، وتحسين
الباطل، وتغيير الحقيقة، وهي نوعٌ من الركون إلى العادات والتقاليد؛ بل
والاعتقادات التي تبطل الحق وتظهر الباطل.
إن الداعيةَ الحقَّ لا ينزلق
إلى الكذب، ولا التزلف للناس، ولا مجاراتهم في الباطل؛ وبخاصة إذا كانوا
من الكبراء ومن عِلْية القوم.. ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9)﴾
(القلم).
وقد أخرج البخاري عن ابن عمر: "أن ناسًا قالوا له: إنَّا ندخل
على سلاطيننا فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم قال ابن عمر:
كنا نعد هذا نفاقًا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم".
ولكن يمكنك
أن تستعمل المداراة مع العصاة؛ للوصول إلى قلوبهم المريضة.. والمداراة: هي
التلطف مع العاصي، وإظهار الود له دون إخفاء حق، أو تحسين باطل، أو تغير
لحقيقة شرعية؛ لا سيما إذا كان هذا العاصي الذي يُدارَى ممن يُخشى منه
ويُتقى شره؛ فتكون مداراة مشروعة لمصلحة الدعوة والداعية.
واسمع إلى ما
يرويه البخاري عن أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- أن رجلاً استأذن على
النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "ائذنوا له،
بئس أخو العشيرة"، فلما دخل ألان له الكلام، فقلت: يا رسول الله قلت ما
قلت ثم ألنت له في القول، فقال- صلى الله عليه وسلم-: "أي عائشة، إن من
شرِّ الناسِ منزلةً عند الله مَن تركه الناس اتقاءَ فحشه"، وروى البخاري
أيضًا أن أبا الدرداء كان يقول: "إنا لنكتشر "نبتسم" في وجوه أقوام وإن
قلوبنا لتلعنهم".
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16464
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
رد: الأخذ بأيدي عصاة الأمة إلى برِّ الأمان
ب- الفرق بين الصراحةِ في الحق والخشونة في الأسلوب:
هناك خلطٌ عند
الملتزمين ما بين صراحتهم في الحقِّ، وخشونتهم في اللفظ؛ فإنه لا تلازم
مطلقًا بينهما، وحكمة الداعية تجعله يوصل الحقيقة إلى العاصي بألين طريق
وأرق عبارة دون أي تفريط في المضمون؛ لذا قالوا "مَن أمر بالمعروف فليكن
أمره بالمعروف".
وقال الإمام أبو حامد الغزالي في إحياء علوم الدين في
كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: "لا يأمر بالمعروف ولا ينهي عن
المنكر؛ إلا رفيق فيما يأمر به، رفيق فيما ينهى عنه، حليم فيما يأمر به،
حليم فيما ينهى عنه، فقيه فيما يأمر به، فقيه فيما ينهي عنه".
ومن أجل
هذا قال تعالى لموسى وهارون- عليهما السلام- وقد أرسلهما إلى فرعون؛ وهو
أشر الناس-: ﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولا لَهُ
قَوْلاً لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)﴾ (طه)، وفي
سورة النازعات أوصاه ربه أن يقول لفرعون ﴿فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ
تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19)﴾، وقد نفَّذ
موسى- عليه السلام- الوصيةَ بكل دقة رغم استعلاء فرعون وتهديده.
ومن
أجل هذا قال الله تعالى لنبيه ومصطفاه- صلى الله عليه وسلم- وهو يؤكد عدم
الفظاظة التي هي خشونة القول: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ
وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ (آل
عمران: من الآية 159).
وفي النهاية اعلم أن كلمتك الطيبة للعاصي حقيقٌ
بها؛ متى صدقت نيتك، وأخلصت لربك؛ أن تأخذ بيده إلى برِّ النجاة ﴿إِلَيْهِ
يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ (فاطر:
من الآية10).
هناك خلطٌ عند
الملتزمين ما بين صراحتهم في الحقِّ، وخشونتهم في اللفظ؛ فإنه لا تلازم
مطلقًا بينهما، وحكمة الداعية تجعله يوصل الحقيقة إلى العاصي بألين طريق
وأرق عبارة دون أي تفريط في المضمون؛ لذا قالوا "مَن أمر بالمعروف فليكن
أمره بالمعروف".
وقال الإمام أبو حامد الغزالي في إحياء علوم الدين في
كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: "لا يأمر بالمعروف ولا ينهي عن
المنكر؛ إلا رفيق فيما يأمر به، رفيق فيما ينهى عنه، حليم فيما يأمر به،
حليم فيما ينهى عنه، فقيه فيما يأمر به، فقيه فيما ينهي عنه".
ومن أجل
هذا قال تعالى لموسى وهارون- عليهما السلام- وقد أرسلهما إلى فرعون؛ وهو
أشر الناس-: ﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولا لَهُ
قَوْلاً لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)﴾ (طه)، وفي
سورة النازعات أوصاه ربه أن يقول لفرعون ﴿فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ
تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19)﴾، وقد نفَّذ
موسى- عليه السلام- الوصيةَ بكل دقة رغم استعلاء فرعون وتهديده.
ومن
أجل هذا قال الله تعالى لنبيه ومصطفاه- صلى الله عليه وسلم- وهو يؤكد عدم
الفظاظة التي هي خشونة القول: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ
وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ (آل
عمران: من الآية 159).
وفي النهاية اعلم أن كلمتك الطيبة للعاصي حقيقٌ
بها؛ متى صدقت نيتك، وأخلصت لربك؛ أن تأخذ بيده إلى برِّ النجاة ﴿إِلَيْهِ
يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ (فاطر:
من الآية10).
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16464
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى