أقباط الصعيد يزحفون الى القاهرة ويتظاهرون بالكاتدرائية بطلب من البابا شنودة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لقاهرة ـ 'القدس العربى' ـ من حسام أبو طالب:
شهدت منطقة وسط القاهرة
حيث حي العباسية مظاهرة عارمة بداخل الكاتدرائية الأرثوذكسية شارك فيها
أكثر من ألفي قبطي نصفهم توافدوا بوسائل المواصلات العامة وبعضهم جاء
بسيارات لمقر البابا شنودة.
وعلمت 'القدس العربي' أن البابا شنودة طلب
بنفسه استدعاء أكبر عدد من أقباط مدينة نجع حمادي للتظاهر مساء أمس قبيل
وبعد عظته الأسبوعية من أجل التنديد بالمذبحة التي أدت لمقتل ستة من
الأقباط عشية عيد الميلاد.
وقد وصل عدد الذين حضروا من المدينة التي تشهد هدوءاً حذراً الى ما يزيد على ألف قبطي من بينهم العديد من الأطفال.
وحمل هؤلاء الصور واللافتات التي تندد بتجاهل الحكومة وعدم توفير الحماية لهم
ورفع المتظاهرون اللافتات السوداء التي أعلنوا من خلالها عن غضبهم مما حدث
بقنا وتنديدهم بموقف النظام وأعربوا عن خشيتهم من عدم عقاب المتهمين
بارتكاب الجريمة.
وقد خرج البابا من شرفته وعلى وجهه مشاعر الغضب
والتعب ورسم الصليب مشيرا إلى مباركته مظاهرة شباب الأقباط وحضهم على
الاستمرار في مختلف الأنشطة الإحتجاجية.
وشارك بالمظاهرة عدد كبير من
أقباط القاهرة ومدن محافظتي المنيا وأسيوط اللتين بهما عدد كبير من
المسيحيين، وحرص هؤلاء على التعبير عن غضبتهم من الأمن الذي فشل في
حمايتهم، على حد تعبيرهم.
وللمرة الأولى تتغلغل المظاهرة في الشوارع الجانبية حيث امتلأت منازل اقباط بالعديد من المسيحيين الذين أطلوا على المظاهرة.
وتواجدت قوات الشرطة بكثافة شديدة في جميع المناطق المحيطة بالكاتدرائية.
وطالب المتظاهرون بمحاكمة المسؤولين الأمنيين الذين تقاعسوا عن حمايتهم حسب تعبير عدد من النشطاء الأقباط .
وفي
تصريحات خاصة لـ'القدس العربي' أكد نجيب جبرائيل المستشار القانوني للبابا
شنودة ان تلك الإحتجاجات سوف تستمر في العديد من المدن حتى يحصل الاقباط
على حقوقهم وينالوا أكبر قدر من الحماية.
ونفى طلبه هو أو أي قبطي من
القوى الدولية وضع مصر تحت الوصاية مشدداً على أن مصر دولة ذات سيادة
ولايمكن بأي حال من الأحوال ان نطالب بوضعها تحت الوصاية.
وتوشح
المتظاهرون بالسواد ورفعوا لافتات سوداء تضامناًَ مع مسيحيي نجع حمادي،
تطالب بإعدام الجناة ومحاسبة المسؤولين، كما تطالب بإقالة وزير الداخلية
ومحافظ قنا لتقصيرهما في حماية حقوق الأقباط.
فيما أشار عادل موريس،
أحد منظمي المظاهرة الى إنهم لن يرحلوا من المقر البابوي إلا بعد أن يشهد
العالم بأسره ما يحدث للأقباط بمصر. وقال كل طفل قبطي وسيدة ورجل يطلبون
من البابا والأساقفة والكهنة المشاركة والضغط بكل ما أوتوا من قوة من أجل
اجبار النظام المصري على العمل على حماية المسيحيين وعدم السماح بتكرار
تلك الحوادث.
وأضاف إننا نطالب القساوسة وعلى رأسهم البابا المشاركة في كافة الأعمال الاحتجاجية وضرورة المطالبة بحقوق الشهداء من الأقباط.
وقد
دعت حركتا 'أقباط من أجل مصر' و'من أجل الصليب' المسيحيين لمواصلة
العمليات الإحتجاجية والنزول للكنائس للإعلان عن غضبهم وحزنهم مما جرى
لأشقائهم في نجع حمادي في مظاهرة في السابعة مساء امس، بمقر الكاتدرائية
بالعباسية قبل اجتماع البابا شنودة الأسبوعي لإعلان احتجاجهم على أحداث
نجع حمادي الأخيرة.
هذا بالإضافة إلى عشرات الدعاوى التي أطلقها شباب
الأقباط على كافة المواقع القبطية والفيس بوك للتظاهر بمقر الكاتدرائية في
السادسة مساءً للتعبير عن الغضب القبطي من الأحداث الأخيرة، وذلك قبل
اجتماع البابا مباشرة.
وكانت وفود من شباب نجع حمادي قد توافدت على
الكاتدرائية عقب وقوع الحوادث في نجع حمادي للتعبير عن حزنهم وضيقهم لما
حل بمدينتهم من أذى، ورفع شكواهم إلى البابا شنودة والإطلاع على موقفه من
الأحداث الأخيرة أثناء عظته الأسبوعية.
جدير بالذكر أن الكنيسة كانت فى
السابق ترفض السماح بأي مظاهرات بداخلها خوفاً من أن يعلن النظام غضبه
عليها واتهام رموزها بالعمل السياسي، غير أنها أصبحت في الفترة الأخيرة
ملاذاً للنشطاء الأقباط الراغبين في التنديد بالحكومة.