العلاقة بين اجتماع كلمة المسلمين وحسن الظن
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
العلاقة بين اجتماع كلمة المسلمين وحسن الظن
الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبيّ بعده، وبعد....
لقد
نهى الله عز وجل عن سوء الظن بالمسلمين، لأنه مدعاة لتحقريهم، و إيقاع
الضرر البالغ بهم، {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض
الظن إثم}"الحجرات"، فإذا عرفنا المظنون به، بالصلاح، و الأمانة،
والاستقامة، و الدين و العلم، و ظننا أنه يخالف ما نعتقده حقا لسوء
القصد،وفساد الطوية فهذا أقرب إلى الرمي بالنفاق منه إلى البدعة.
ومعلوم أن استقامته، و علمه، و صلاحه، و نشره للدين، وجهاده في سبيل الله،
قرينة قوية تدل على أنه لم يتصور صحيحا ، لا على سوء القصد، أوليس هذا من
الظن السوء المحرم؟
إن أسباب اختلاف العلماء كثيرة جدا، إلا أن أهمها كون الشبه لم يسلم منها
غالبية علماء الملة، بسبب فساد التصور، أو عدم الدراية و الإحاطة بالسنة،
أوغير ذلك من أسباب، تنفي عن الدعاة و العلماء سوء القصد كبعض أفاضل
الدعاة ليس لهم خبرة بالنقليات، قد تخصصوا في المسائل الفكرية يحتاجون
لمواجهة التحديات الفكرية المعاصرة إلى الاستعانة ببعض ما يوجد في تراثنا
الإسلامي فيأخذون ما قاله بعض الأئمة المرموقين ولا يتفطون إلا أنهم قد
وقعوا في بعض البدع و يعتقدونه براهين قطعية، ولما لم تكن لهم قوة على
الاستقلال بهذه المسائل العقلية و القواعد المنطقية أو السلوكية ، بل هم
في الحقيقة مقلدون فيها، فيعتقدون لوازم تلك القواعد في دلالة القرآن و
الحديث و أقوال السلف ، ويفسرون النصوص بها، ظنا منهم أنّ النصوص موافقة
لهم، و إما أن يعرضوا عن النصوص و يمنعهم إيمانهم من إنكارها فيفوضون في
باطنهم معناها.
ومنهم من يجتهد في العقليات و الوجديات بسبب منصب الدعوة فيغلط فيها كما
غلط غيره، فيشارك المغالين في بعض أصولهم الفاسدة، و إن كان يعرف النصوص و
يحبها إلا أنه ليس له فهم أئمة السنة.
فهذا تجده معظما للقرآن و السنة منافرا لعلم الكلام و الفلسفة محبا لكلام
السلف لم يتفطن أنه يشارك مبتدعة علم الكلام .
وهؤلاء كلهم أئمة أفاضل ،ودعاة كرام على أهل الإسلام ، خدموا الدين،
ويجاهدون في سبيله بأموالهم و أقلامهم و ألسنتهم ، وبعضهم قمة في السلوك
العملي و الأخلاقي، جرى عليهم ما قدره الله على هذه الأمة، من غير أن
يقصدوا الخطأ و الغلط، بل كان قصدهم سليما صحيحا، غفر الله لهم، و أحسن
إليهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «السياسة الشرعية» :إنما يمتاز أهل طاعة
الله عن أهل معصيته بالنية والعمل الصالح، كما في الصحيحين عن النبي صلى
الله عليه و سلم:«إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم و إنما ينظر
إلى قلوبكم و إلى أعمالكم»
إننا عندما نقفز فوق العصور، لنرجع إلى القرآن نجده يؤكد على أهداف أساسية
كاجتماع الكلمة، و الائتلاف، ووحدة جماعة المسلمين، من خلال الأمر بما
يؤدي إلى احترام الغير، ونشر المودة، والقضاء على أسباب الفرقة و
العداوة،قال تعالى :{ ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم
الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون}«الحجرات»
فكيف نسمي بعضنا بما نكره من أسماء، ولا نناديه بما يرتضيه من اسم، نعم
جعلت الأسماء للتعريف، ولكن الاسم يختاره صاحبه، لا يختاره خصمه، أو
عدوه،فمن يريد أن يتسمى بـ"السنة و الجماعة" أو بـ "الإسلام" و "الإيمان"
لماذا نعتدي عليه و نسميه بأسماء يكرهها ، أو ليس هذا من التنابز
بالألقاب، و إلا فمن أعطانا حق تسمية الناس؟.
إننا بالعودة إلى القرآن و السنة، يجب أن نترك كل ما يورث البغضاء في
القلوب، و يقطع روابط المودة بين المسلمين، و نتمسك بما يوجب الاحترام
المتبادل، و الحفاظ على السمعة و الكرامة و الشعور، فمتى عاب المسلم أخاه
فقد عاب نفسه وهذا معنى قوله تعالى :{ ولا تلمزوا أنفسكم}.
لقد
نهى الله عز وجل عن سوء الظن بالمسلمين، لأنه مدعاة لتحقريهم، و إيقاع
الضرر البالغ بهم، {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض
الظن إثم}"الحجرات"، فإذا عرفنا المظنون به، بالصلاح، و الأمانة،
والاستقامة، و الدين و العلم، و ظننا أنه يخالف ما نعتقده حقا لسوء
القصد،وفساد الطوية فهذا أقرب إلى الرمي بالنفاق منه إلى البدعة.
ومعلوم أن استقامته، و علمه، و صلاحه، و نشره للدين، وجهاده في سبيل الله،
قرينة قوية تدل على أنه لم يتصور صحيحا ، لا على سوء القصد، أوليس هذا من
الظن السوء المحرم؟
إن أسباب اختلاف العلماء كثيرة جدا، إلا أن أهمها كون الشبه لم يسلم منها
غالبية علماء الملة، بسبب فساد التصور، أو عدم الدراية و الإحاطة بالسنة،
أوغير ذلك من أسباب، تنفي عن الدعاة و العلماء سوء القصد كبعض أفاضل
الدعاة ليس لهم خبرة بالنقليات، قد تخصصوا في المسائل الفكرية يحتاجون
لمواجهة التحديات الفكرية المعاصرة إلى الاستعانة ببعض ما يوجد في تراثنا
الإسلامي فيأخذون ما قاله بعض الأئمة المرموقين ولا يتفطون إلا أنهم قد
وقعوا في بعض البدع و يعتقدونه براهين قطعية، ولما لم تكن لهم قوة على
الاستقلال بهذه المسائل العقلية و القواعد المنطقية أو السلوكية ، بل هم
في الحقيقة مقلدون فيها، فيعتقدون لوازم تلك القواعد في دلالة القرآن و
الحديث و أقوال السلف ، ويفسرون النصوص بها، ظنا منهم أنّ النصوص موافقة
لهم، و إما أن يعرضوا عن النصوص و يمنعهم إيمانهم من إنكارها فيفوضون في
باطنهم معناها.
ومنهم من يجتهد في العقليات و الوجديات بسبب منصب الدعوة فيغلط فيها كما
غلط غيره، فيشارك المغالين في بعض أصولهم الفاسدة، و إن كان يعرف النصوص و
يحبها إلا أنه ليس له فهم أئمة السنة.
فهذا تجده معظما للقرآن و السنة منافرا لعلم الكلام و الفلسفة محبا لكلام
السلف لم يتفطن أنه يشارك مبتدعة علم الكلام .
وهؤلاء كلهم أئمة أفاضل ،ودعاة كرام على أهل الإسلام ، خدموا الدين،
ويجاهدون في سبيله بأموالهم و أقلامهم و ألسنتهم ، وبعضهم قمة في السلوك
العملي و الأخلاقي، جرى عليهم ما قدره الله على هذه الأمة، من غير أن
يقصدوا الخطأ و الغلط، بل كان قصدهم سليما صحيحا، غفر الله لهم، و أحسن
إليهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «السياسة الشرعية» :إنما يمتاز أهل طاعة
الله عن أهل معصيته بالنية والعمل الصالح، كما في الصحيحين عن النبي صلى
الله عليه و سلم:«إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم و إنما ينظر
إلى قلوبكم و إلى أعمالكم»
إننا عندما نقفز فوق العصور، لنرجع إلى القرآن نجده يؤكد على أهداف أساسية
كاجتماع الكلمة، و الائتلاف، ووحدة جماعة المسلمين، من خلال الأمر بما
يؤدي إلى احترام الغير، ونشر المودة، والقضاء على أسباب الفرقة و
العداوة،قال تعالى :{ ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم
الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون}«الحجرات»
فكيف نسمي بعضنا بما نكره من أسماء، ولا نناديه بما يرتضيه من اسم، نعم
جعلت الأسماء للتعريف، ولكن الاسم يختاره صاحبه، لا يختاره خصمه، أو
عدوه،فمن يريد أن يتسمى بـ"السنة و الجماعة" أو بـ "الإسلام" و "الإيمان"
لماذا نعتدي عليه و نسميه بأسماء يكرهها ، أو ليس هذا من التنابز
بالألقاب، و إلا فمن أعطانا حق تسمية الناس؟.
إننا بالعودة إلى القرآن و السنة، يجب أن نترك كل ما يورث البغضاء في
القلوب، و يقطع روابط المودة بين المسلمين، و نتمسك بما يوجب الاحترام
المتبادل، و الحفاظ على السمعة و الكرامة و الشعور، فمتى عاب المسلم أخاه
فقد عاب نفسه وهذا معنى قوله تعالى :{ ولا تلمزوا أنفسكم}.
abouimed-
- عدد المساهمات : 2452
العمر : 60
المكان : القصرين
المهنه : ولد القصرين و يرفض الذل
الهوايه : الحرية ضاهر و باطن
نقاط تحت التجربة : 15154
تاريخ التسجيل : 28/01/2010
رد: العلاقة بين اجتماع كلمة المسلمين وحسن الظن
موضوع رائع
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16466
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
رد: العلاقة بين اجتماع كلمة المسلمين وحسن الظن
شكراً لك أخى الكريم
على الطرح الرائع والمتميز
بارك الله فيك
وجعله فى ميزان حسناتك
أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لطاعته
وأن يجنبنا معصيته
وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
على الطرح الرائع والمتميز
بارك الله فيك
وجعله فى ميزان حسناتك
أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لطاعته
وأن يجنبنا معصيته
وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
حواء-
- عدد المساهمات : 2558
العمر : 50
نقاط تحت التجربة : 14078
تاريخ التسجيل : 11/04/2008
رد: العلاقة بين اجتماع كلمة المسلمين وحسن الظن
لا يحصل الاجماع و الاجتماع الا اذا كان الكل على قلب رجل واحد
و انى لمن لم يحسن الظن بالغير ان يطمئن له
و ان لم يطمئن له فكيف يكون معه على قلب واحد
بل تكون قلوب شتى و العياذ بالله
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
اذا لم تكن شاهدا على عصرك ...و لم تقف في ساحة الكفاح الدائر بين الحق و الباطل ... و اذا لم تتخذ موقفا صحيحا من ذلك الصراع الدائر ... فكن ما تشاء : مصليا متعبدا في المحراب ام شاربا للخمر في الحانات ... فكلا الامران يصبحان سواء -
=======================
حامد عماري-
- عدد المساهمات : 2469
العمر : 54
نقاط تحت التجربة : 14497
تاريخ التسجيل : 29/07/2009
مواضيع مماثلة
» الإسلام في الغرب التعريف بواقع المسلمين المقيمين في بلاد غير المسلمين
» صحة الفهم وحسن القصد
» حسن الظن بالله
» صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله
» حكم اجتماع العيد والجمعة
» صحة الفهم وحسن القصد
» حسن الظن بالله
» صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله
» حكم اجتماع العيد والجمعة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى