معنى الابتداع و أنواع البدع
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
معنى الابتداع و أنواع البدع
معنى الابتداع و أنواع البدع
الابتداع في الدين نزعة تسيطر على نفر من المتدينين و تزين لهم ان يخترعوا
من عند انفسهم أفعالا و أحوالا، ثم يجعلوها ضميمة أو جزءا من الدين
الإلهي، ويطلبوا إلى الناس الأخذ بها كما يأخذون ما جاء من عند الله سواء
بسواء.
وقد رفض الإسلام ( الابتداع) رفضا قاطعا للأسباب الآتية:
1- إذا أقررنا هذه الضميمة الجديدة إلى الدين، ورأينا الدين الأصيل محتاجا
إليه حقا فمعنى ذلك أن الله أنزل الدين ناقصا، و هذا باطل، قال تعالى:
(اليوم أكملت لكم دينكم، و أتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)
2- إقرار هذه الإضافات التي صنعها الناس يعني إعطاء البشر حق التشريع في
العقائد و العبادات و ما إليها... وهذا الحق انفرد به رب العالمين ( أم
لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به ) و في القرآن الكريم حملات
شداد على من يحلون و يحرمون و ينسبون إلى الله ما لم يأذن به: ( ولا
تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال و هذا حرام لتفتروا على الله
الكذب. إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون. متاع قليل ولهم عذاب
أليم)
و الزيادات المخترعة مرفوضة سواء ابتدعها افراد أو مجامع، إذ لاحق لأحد
ابتداء أن ينشىء شريعة من عنده، فإن ما ينشئه هو الهوى و الضلال.
3- انشغال العقل الديني بالتحوير في الدين اضر إضرارا بالغا بشؤون الدنيا،
إذ أن المتدينين بددوا طاقتهم العقلية في اختراع ما لا قيمة له ولا خير
فيه، و الأصل في شؤون الدنيا الابتداع لحديث ( أنتم أعلم بشؤون دنياكم)
ولكن هؤلاء المخبولين قلبوا الآية فطوروا تعاليم الدين وجمدوا شؤون
الدنيا، وكان ذلك سببا في تخلف الأمة و ضياع رشدها
4- التعلق بالبدع المحدثة يتم على حساب السنن الأصلية نفسها، و الذين
يخترعون أشياء ليعبدوا الله بها يتحمسون لها وتكون أقرب إلى هواهم من
التعاليم الثابتة عن الله ورسوله، و الجهد الذي يبذل في أداء هذه
المبتدعات قلما تبقى معه طاقة للقيام بما أمر الله ورسوله، فما تنهض بدعة
إلا على أنقاض سنة.
5- طبيعة الدين العموم، فقد وضع الدين كي ينتظم البشر كلهم، و الأثر
النفسي الخاص لتأليف ما لا ينهض حجة لتعميمه. و أذكر أن أحد المتأدبين
أراني صلوات على رسول الله صلى الله عليه وسلم... كتبها واستجادها ورأى
نشرها بين الجماهير، فلما قرأتها رايت فيها عاطفة حارة، فقلت: عاطفة
مقدورة، ورأيت فيها جملا غامضة و متكلفة فلم أقف عندها طويلا، و إنما قلت
للمؤلف : استبق ذلك كله لنفسك ولا تشغل به الناس قال: كيف؟ قلت: إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم علم الناس كيف يصلون عليه في أحاديث صحيحة، و نفذ
المسلمون ذلك بعد تحيتهم لله في كل قعود أخير من الصلوات الخمس، فلا مكان
بعد ذلك لما الفت ! قال: إنه يترك أثرا حسنا في النفس، قلت : في نفسك أنت،
وليس من حقك أن تكلف الناس بما استحسنت، ووقتهم ملك الله أولا، وملكهم هم
أخيرا، وليس لك أن تستغله في أمر من عند نفسك.
إن الصلاة الواردة لا تستغرق نصف دقيقة ينصرف الناس بعدها إلى معاشهم
ومعادهم، و إذا كان ما الفته يعجبك فاقرأه وحدك، ولكن لا تجعل قرأته فريضة
ولا نافلة، فإن الفرائض و النوافل وضع إلهي ولا مجال لبشر هنا أن يلزم أو
يستحب، فليس لأحد من حلق الله أن يقول لعباد الله: شرعت لكم كذا وكذا،
ضموه إلى صلواتكم وزكواتكم ليكون إلى الله قربى.
و ما الفارق بين شخص يضع حديثا وينسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
و آخر يصنع مسلكا أو تقليدا أو عملا ما ثم يزعم أنه دين مستقيم و طريق
الآخرة؟ !
كلاهما قد اقترف أقبه الكذب .
إن المتدينين عندما يهن إيمانهم ويذهب رشدهم يرتبكون واحدا من ثلاثة : إما أن يعطوا النصوص ويميتوا أمر الله، وهذا عصيان جريء.
وإما ينقلب ترتيب التكاليف في أذهانهم، فيقدموا الصغير، و يؤخروا الكبير،
وتضطرب أوزان الأمور فتراهم يتجاهلون العظائم ويتقعرون في التوافه، كهذا
الذي سأل الحسن البصري عن صلاة في قميص به دم البعوض و تستبحون دم ابن بنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد صور أبو الطيب المتنبي هذا الاعوجاج النفسي في فهم الدين بقوله:
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم؟ *** يا أمة ضحكت من جهلها الأمم !
وذلك في قوم يحسبون قمة التدين إزالة شعر واستبقاء شعر.
و الأمر الثالث: أن يستحسنوا و يستقبحوا من عند أنفسهم لا من عند الله، و
يختلفوا في شؤون الدين و أصوله وفروعه أمورا تعمل في الدين عمل السرطان في
الجسم، ما تزال تنموا حتى تجهز عليه.
و الابتداع و إن كان مرفوضا جملة و تفصيلا إلا أنه متفاوت الخطر و الضرر،
‘ هو كالعصيان لا يقبل شيء منه اصلا ولكن منه صغائر وكبائر، و للصغائر
حكمها و للكبائر حكمها.
و من هنا فالحرب التي توجه ضد البدع الصغيرة دون الحرب التي تعلن على
البدع الكبيرة، و الفزع من مرض الزكام لا يبلغ الفزع من إحدى الحميات التي
يغلي منها الدماغ.
وقد رأيت بعض المعنيين بالسنة يسوي بين الأمرين، و يعامل المبتدع الصغير
بنفس الشراسة التي يتعامل بها المبتدع الكبير معللا بالحديث (كل بدعة
ضلالة و كل ضلالة في النار)
قلت له: أرأيت قوله تعالى: ( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين
فيها ابدا) إنني لا أستطيع تطبيق الآية على مقترفي الصغائر، و إن كانت
لونا من العصيان.
و إذا كانت البدع متفاوتة فلنعرف اقسامها كما ذكرها العلماء حتى نحسن الخلاص منها بالتي هي أحسن، ونكتفي هنا بما تعم فيه البلوى.
من البدع ما هو حقيقي و منها ما هو إضافي :
الأول مثل الطواف ببعض الأضرحة على نحو ما يفعل الحجيج بالكعبة المشرفة. وظاهر ان جوهر هذه البدعة لا صلة له بالدين.
أما البدع الإضافية فهي أشياء دينية أتي بها على هيئة لم يقل بها الدين،
فقراءة آيات من سورة الكهف مثلا حسن يوم الجمعة، لكن جعل هذه القراءة من
شعائر صلاة الجمعة، وجمع الناس على سماع السورة أو بعضها قبل الصلاة لم
يقع قط على عهد الرسول و السلف الأول.
و مثل تأليف أوراد خاصة لتلاوتها في أوقات معينة و بأعداد معينة...بحجة أنها ذكر الله مثلا أو صلاة على رسوله.
و من البدع ما هو فعلي و تركي، و القاعدة الكاشفة لذلك أن ما تركه النبي
صلى الله عليه وسلم مع وجود الداعي و انتفاء المانع فتركه سنة و فعله بدعة
كان الناس يموتون، و لم يتجاوز الأمر عند موتهم بعد صلاة الجنازة ثم قبول العزاء على نحو عابر لا افتعال فيه.
وربما كلف جيران الميت بإعداد الطعام لأهله فإن مصابهم شغلهم عن إعداده لأنفسهم.
لكن مسلمي اليوم رأو أن يجتمعوا عقب الوفاة في أندية أو سرادقات يستمعون
فيها إلى القرأن، و يستقبلون فيها الوفود، و توزع فيها السجائر و الأشربة،
و يتكلف فيها أهل الميت ما يبهظهم.
و الجماهير ترى أن قراءة القرآن في حشد يضم المعزين لابد منه.
ولكن العلماء مجمعون على أن الرسول و صحابته لم يفعلوا هذا مع وجود الداعي
له و هو الموت وطلب الثواب، و انتفاء المانع فالأمن مستقر و التجمع سهل.
ومادام الأمر كذلك فالترك سنة و الفعل بدعة . وكم من أشياء لم يفعلها
السلف الأول حرص المسلمون اليوم على إقامتها و إدامتها وكأنها دين، بل
تكون عندهم أهم و ألزم من الدين الثابت الصحيح!!! .
و الحق أن البدع صغراها و كبراها لايمكن إقرارها، قال رسول الله عليه وسلم
( من أحدث في أمرنا هذا ليس منه فهو رد عليه ) و إن كان العلاج يحتاج إلى
بصيرة و أناة.
.
و.
وسلم؟؟
ت
ه
قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً)) [الطلاق:2-3].
الابتداع في الدين نزعة تسيطر على نفر من المتدينين و تزين لهم ان يخترعوا
من عند انفسهم أفعالا و أحوالا، ثم يجعلوها ضميمة أو جزءا من الدين
الإلهي، ويطلبوا إلى الناس الأخذ بها كما يأخذون ما جاء من عند الله سواء
بسواء.
وقد رفض الإسلام ( الابتداع) رفضا قاطعا للأسباب الآتية:
1- إذا أقررنا هذه الضميمة الجديدة إلى الدين، ورأينا الدين الأصيل محتاجا
إليه حقا فمعنى ذلك أن الله أنزل الدين ناقصا، و هذا باطل، قال تعالى:
(اليوم أكملت لكم دينكم، و أتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)
2- إقرار هذه الإضافات التي صنعها الناس يعني إعطاء البشر حق التشريع في
العقائد و العبادات و ما إليها... وهذا الحق انفرد به رب العالمين ( أم
لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به ) و في القرآن الكريم حملات
شداد على من يحلون و يحرمون و ينسبون إلى الله ما لم يأذن به: ( ولا
تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال و هذا حرام لتفتروا على الله
الكذب. إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون. متاع قليل ولهم عذاب
أليم)
و الزيادات المخترعة مرفوضة سواء ابتدعها افراد أو مجامع، إذ لاحق لأحد
ابتداء أن ينشىء شريعة من عنده، فإن ما ينشئه هو الهوى و الضلال.
3- انشغال العقل الديني بالتحوير في الدين اضر إضرارا بالغا بشؤون الدنيا،
إذ أن المتدينين بددوا طاقتهم العقلية في اختراع ما لا قيمة له ولا خير
فيه، و الأصل في شؤون الدنيا الابتداع لحديث ( أنتم أعلم بشؤون دنياكم)
ولكن هؤلاء المخبولين قلبوا الآية فطوروا تعاليم الدين وجمدوا شؤون
الدنيا، وكان ذلك سببا في تخلف الأمة و ضياع رشدها
4- التعلق بالبدع المحدثة يتم على حساب السنن الأصلية نفسها، و الذين
يخترعون أشياء ليعبدوا الله بها يتحمسون لها وتكون أقرب إلى هواهم من
التعاليم الثابتة عن الله ورسوله، و الجهد الذي يبذل في أداء هذه
المبتدعات قلما تبقى معه طاقة للقيام بما أمر الله ورسوله، فما تنهض بدعة
إلا على أنقاض سنة.
5- طبيعة الدين العموم، فقد وضع الدين كي ينتظم البشر كلهم، و الأثر
النفسي الخاص لتأليف ما لا ينهض حجة لتعميمه. و أذكر أن أحد المتأدبين
أراني صلوات على رسول الله صلى الله عليه وسلم... كتبها واستجادها ورأى
نشرها بين الجماهير، فلما قرأتها رايت فيها عاطفة حارة، فقلت: عاطفة
مقدورة، ورأيت فيها جملا غامضة و متكلفة فلم أقف عندها طويلا، و إنما قلت
للمؤلف : استبق ذلك كله لنفسك ولا تشغل به الناس قال: كيف؟ قلت: إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم علم الناس كيف يصلون عليه في أحاديث صحيحة، و نفذ
المسلمون ذلك بعد تحيتهم لله في كل قعود أخير من الصلوات الخمس، فلا مكان
بعد ذلك لما الفت ! قال: إنه يترك أثرا حسنا في النفس، قلت : في نفسك أنت،
وليس من حقك أن تكلف الناس بما استحسنت، ووقتهم ملك الله أولا، وملكهم هم
أخيرا، وليس لك أن تستغله في أمر من عند نفسك.
إن الصلاة الواردة لا تستغرق نصف دقيقة ينصرف الناس بعدها إلى معاشهم
ومعادهم، و إذا كان ما الفته يعجبك فاقرأه وحدك، ولكن لا تجعل قرأته فريضة
ولا نافلة، فإن الفرائض و النوافل وضع إلهي ولا مجال لبشر هنا أن يلزم أو
يستحب، فليس لأحد من حلق الله أن يقول لعباد الله: شرعت لكم كذا وكذا،
ضموه إلى صلواتكم وزكواتكم ليكون إلى الله قربى.
و ما الفارق بين شخص يضع حديثا وينسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
و آخر يصنع مسلكا أو تقليدا أو عملا ما ثم يزعم أنه دين مستقيم و طريق
الآخرة؟ !
كلاهما قد اقترف أقبه الكذب .
إن المتدينين عندما يهن إيمانهم ويذهب رشدهم يرتبكون واحدا من ثلاثة : إما أن يعطوا النصوص ويميتوا أمر الله، وهذا عصيان جريء.
وإما ينقلب ترتيب التكاليف في أذهانهم، فيقدموا الصغير، و يؤخروا الكبير،
وتضطرب أوزان الأمور فتراهم يتجاهلون العظائم ويتقعرون في التوافه، كهذا
الذي سأل الحسن البصري عن صلاة في قميص به دم البعوض و تستبحون دم ابن بنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد صور أبو الطيب المتنبي هذا الاعوجاج النفسي في فهم الدين بقوله:
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم؟ *** يا أمة ضحكت من جهلها الأمم !
وذلك في قوم يحسبون قمة التدين إزالة شعر واستبقاء شعر.
و الأمر الثالث: أن يستحسنوا و يستقبحوا من عند أنفسهم لا من عند الله، و
يختلفوا في شؤون الدين و أصوله وفروعه أمورا تعمل في الدين عمل السرطان في
الجسم، ما تزال تنموا حتى تجهز عليه.
و الابتداع و إن كان مرفوضا جملة و تفصيلا إلا أنه متفاوت الخطر و الضرر،
‘ هو كالعصيان لا يقبل شيء منه اصلا ولكن منه صغائر وكبائر، و للصغائر
حكمها و للكبائر حكمها.
و من هنا فالحرب التي توجه ضد البدع الصغيرة دون الحرب التي تعلن على
البدع الكبيرة، و الفزع من مرض الزكام لا يبلغ الفزع من إحدى الحميات التي
يغلي منها الدماغ.
وقد رأيت بعض المعنيين بالسنة يسوي بين الأمرين، و يعامل المبتدع الصغير
بنفس الشراسة التي يتعامل بها المبتدع الكبير معللا بالحديث (كل بدعة
ضلالة و كل ضلالة في النار)
قلت له: أرأيت قوله تعالى: ( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين
فيها ابدا) إنني لا أستطيع تطبيق الآية على مقترفي الصغائر، و إن كانت
لونا من العصيان.
و إذا كانت البدع متفاوتة فلنعرف اقسامها كما ذكرها العلماء حتى نحسن الخلاص منها بالتي هي أحسن، ونكتفي هنا بما تعم فيه البلوى.
من البدع ما هو حقيقي و منها ما هو إضافي :
الأول مثل الطواف ببعض الأضرحة على نحو ما يفعل الحجيج بالكعبة المشرفة. وظاهر ان جوهر هذه البدعة لا صلة له بالدين.
أما البدع الإضافية فهي أشياء دينية أتي بها على هيئة لم يقل بها الدين،
فقراءة آيات من سورة الكهف مثلا حسن يوم الجمعة، لكن جعل هذه القراءة من
شعائر صلاة الجمعة، وجمع الناس على سماع السورة أو بعضها قبل الصلاة لم
يقع قط على عهد الرسول و السلف الأول.
و مثل تأليف أوراد خاصة لتلاوتها في أوقات معينة و بأعداد معينة...بحجة أنها ذكر الله مثلا أو صلاة على رسوله.
و من البدع ما هو فعلي و تركي، و القاعدة الكاشفة لذلك أن ما تركه النبي
صلى الله عليه وسلم مع وجود الداعي و انتفاء المانع فتركه سنة و فعله بدعة
كان الناس يموتون، و لم يتجاوز الأمر عند موتهم بعد صلاة الجنازة ثم قبول العزاء على نحو عابر لا افتعال فيه.
وربما كلف جيران الميت بإعداد الطعام لأهله فإن مصابهم شغلهم عن إعداده لأنفسهم.
لكن مسلمي اليوم رأو أن يجتمعوا عقب الوفاة في أندية أو سرادقات يستمعون
فيها إلى القرأن، و يستقبلون فيها الوفود، و توزع فيها السجائر و الأشربة،
و يتكلف فيها أهل الميت ما يبهظهم.
و الجماهير ترى أن قراءة القرآن في حشد يضم المعزين لابد منه.
ولكن العلماء مجمعون على أن الرسول و صحابته لم يفعلوا هذا مع وجود الداعي
له و هو الموت وطلب الثواب، و انتفاء المانع فالأمن مستقر و التجمع سهل.
ومادام الأمر كذلك فالترك سنة و الفعل بدعة . وكم من أشياء لم يفعلها
السلف الأول حرص المسلمون اليوم على إقامتها و إدامتها وكأنها دين، بل
تكون عندهم أهم و ألزم من الدين الثابت الصحيح!!! .
و الحق أن البدع صغراها و كبراها لايمكن إقرارها، قال رسول الله عليه وسلم
( من أحدث في أمرنا هذا ليس منه فهو رد عليه ) و إن كان العلاج يحتاج إلى
بصيرة و أناة.
.
و.
وسلم؟؟
ت
ه
قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً)) [الطلاق:2-3].
abouimed-
- عدد المساهمات : 2452
العمر : 60
المكان : القصرين
المهنه : ولد القصرين و يرفض الذل
الهوايه : الحرية ضاهر و باطن
نقاط تحت التجربة : 15118
تاريخ التسجيل : 28/01/2010
رد: معنى الابتداع و أنواع البدع
abouimed كتب:معنى الابتداع و أنواع البدع
الابتداع في الدين نزعة تسيطر على نفر من المتدينين و تزين لهم ان يخترعوا
من عند انفسهم أفعالا و أحوالا، ثم يجعلوها ضميمة أو جزءا من الدين
الإلهي، ويطلبوا إلى الناس الأخذ بها كما يأخذون ما جاء من عند الله سواء
بسواء.
وقد رفض الإسلام ( الابتداع) رفضا قاطعا للأسباب الآتية:
1- إذا أقررنا هذه الضميمة الجديدة إلى الدين، ورأينا الدين الأصيل محتاجا
إليه حقا فمعنى ذلك أن الله أنزل الدين ناقصا، و هذا باطل، قال تعالى:
(اليوم أكملت لكم دينكم، و أتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)
2- إقرار هذه الإضافات التي صنعها الناس يعني إعطاء البشر حق التشريع في
العقائد و العبادات و ما إليها... وهذا الحق انفرد به رب العالمين ( أم
لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به ) و في القرآن الكريم حملات
شداد على من يحلون و يحرمون و ينسبون إلى الله ما لم يأذن به: ( ولا
تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال و هذا حرام لتفتروا على الله
الكذب. إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون. متاع قليل ولهم عذاب
أليم)
و الزيادات المخترعة مرفوضة سواء ابتدعها افراد أو مجامع، إذ لاحق لأحد
ابتداء أن ينشىء شريعة من عنده، فإن ما ينشئه هو الهوى و الضلال.
3- انشغال العقل الديني بالتحوير في الدين اضر إضرارا بالغا بشؤون الدنيا،
إذ أن المتدينين بددوا طاقتهم العقلية في اختراع ما لا قيمة له ولا خير
فيه، و الأصل في شؤون الدنيا الابتداع لحديث ( أنتم أعلم بشؤون دنياكم)
ولكن هؤلاء المخبولين قلبوا الآية فطوروا تعاليم الدين وجمدوا شؤون
الدنيا، وكان ذلك سببا في تخلف الأمة و ضياع رشدها
4- التعلق بالبدع المحدثة يتم على حساب السنن الأصلية نفسها، و الذين
يخترعون أشياء ليعبدوا الله بها يتحمسون لها وتكون أقرب إلى هواهم من
التعاليم الثابتة عن الله ورسوله، و الجهد الذي يبذل في أداء هذه
المبتدعات قلما تبقى معه طاقة للقيام بما أمر الله ورسوله، فما تنهض بدعة
إلا على أنقاض سنة.
5- طبيعة الدين العموم، فقد وضع الدين كي ينتظم البشر كلهم، و الأثر
النفسي الخاص لتأليف ما لا ينهض حجة لتعميمه. و أذكر أن أحد المتأدبين
أراني صلوات على رسول الله صلى الله عليه وسلم... كتبها واستجادها ورأى
نشرها بين الجماهير، فلما قرأتها رايت فيها عاطفة حارة، فقلت: عاطفة
مقدورة، ورأيت فيها جملا غامضة و متكلفة فلم أقف عندها طويلا، و إنما قلت
للمؤلف : استبق ذلك كله لنفسك ولا تشغل به الناس قال: كيف؟ قلت: إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم علم الناس كيف يصلون عليه في أحاديث صحيحة، و نفذ
المسلمون ذلك بعد تحيتهم لله في كل قعود أخير من الصلوات الخمس، فلا مكان
بعد ذلك لما الفت ! قال: إنه يترك أثرا حسنا في النفس، قلت : في نفسك أنت،
وليس من حقك أن تكلف الناس بما استحسنت، ووقتهم ملك الله أولا، وملكهم هم
أخيرا، وليس لك أن تستغله في أمر من عند نفسك.
إن الصلاة الواردة لا تستغرق نصف دقيقة ينصرف الناس بعدها إلى معاشهم
ومعادهم، و إذا كان ما الفته يعجبك فاقرأه وحدك، ولكن لا تجعل قرأته فريضة
ولا نافلة، فإن الفرائض و النوافل وضع إلهي ولا مجال لبشر هنا أن يلزم أو
يستحب، فليس لأحد من حلق الله أن يقول لعباد الله: شرعت لكم كذا وكذا،
ضموه إلى صلواتكم وزكواتكم ليكون إلى الله قربى.
و ما الفارق بين شخص يضع حديثا وينسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
و آخر يصنع مسلكا أو تقليدا أو عملا ما ثم يزعم أنه دين مستقيم و طريق
الآخرة؟ !
كلاهما قد اقترف أقبه الكذب .
إن المتدينين عندما يهن إيمانهم ويذهب رشدهم يرتبكون واحدا من ثلاثة : إما أن يعطوا النصوص ويميتوا أمر الله، وهذا عصيان جريء.
وإما ينقلب ترتيب التكاليف في أذهانهم، فيقدموا الصغير، و يؤخروا الكبير،
وتضطرب أوزان الأمور فتراهم يتجاهلون العظائم ويتقعرون في التوافه، كهذا
الذي سأل الحسن البصري عن صلاة في قميص به دم البعوض و تستبحون دم ابن بنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد صور أبو الطيب المتنبي هذا الاعوجاج النفسي في فهم الدين بقوله:
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم؟ *** يا أمة ضحكت من جهلها الأمم !
وذلك في قوم يحسبون قمة التدين إزالة شعر واستبقاء شعر.
و الأمر الثالث: أن يستحسنوا و يستقبحوا من عند أنفسهم لا من عند الله، و
يختلفوا في شؤون الدين و أصوله وفروعه أمورا تعمل في الدين عمل السرطان في
الجسم، ما تزال تنموا حتى تجهز عليه.
و الابتداع و إن كان مرفوضا جملة و تفصيلا إلا أنه متفاوت الخطر و الضرر،
‘ هو كالعصيان لا يقبل شيء منه اصلا ولكن منه صغائر وكبائر، و للصغائر
حكمها و للكبائر حكمها.
و من هنا فالحرب التي توجه ضد البدع الصغيرة دون الحرب التي تعلن على
البدع الكبيرة، و الفزع من مرض الزكام لا يبلغ الفزع من إحدى الحميات التي
يغلي منها الدماغ.
وقد رأيت بعض المعنيين بالسنة يسوي بين الأمرين، و يعامل المبتدع الصغير
بنفس الشراسة التي يتعامل بها المبتدع الكبير معللا بالحديث (كل بدعة
ضلالة و كل ضلالة في النار)
قلت له: أرأيت قوله تعالى: ( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين
فيها ابدا) إنني لا أستطيع تطبيق الآية على مقترفي الصغائر، و إن كانت
لونا من العصيان.
و إذا كانت البدع متفاوتة فلنعرف اقسامها كما ذكرها العلماء حتى نحسن الخلاص منها بالتي هي أحسن، ونكتفي هنا بما تعم فيه البلوى.
من البدع ما هو حقيقي و منها ما هو إضافي :
الأول مثل الطواف ببعض الأضرحة على نحو ما يفعل الحجيج بالكعبة المشرفة. وظاهر ان جوهر هذه البدعة لا صلة له بالدين.
أما البدع الإضافية فهي أشياء دينية أتي بها على هيئة لم يقل بها الدين،
فقراءة آيات من سورة الكهف مثلا حسن يوم الجمعة، لكن جعل هذه القراءة من
شعائر صلاة الجمعة، وجمع الناس على سماع السورة أو بعضها قبل الصلاة لم
يقع قط على عهد الرسول و السلف الأول.
و مثل تأليف أوراد خاصة لتلاوتها في أوقات معينة و بأعداد معينة...بحجة أنها ذكر الله مثلا أو صلاة على رسوله.
و من البدع ما هو فعلي و تركي، و القاعدة الكاشفة لذلك أن ما تركه النبي
صلى الله عليه وسلم مع وجود الداعي و انتفاء المانع فتركه سنة و فعله بدعة
كان الناس يموتون، و لم يتجاوز الأمر عند موتهم بعد صلاة الجنازة ثم قبول العزاء على نحو عابر لا افتعال فيه.
وربما كلف جيران الميت بإعداد الطعام لأهله فإن مصابهم شغلهم عن إعداده لأنفسهم.
لكن مسلمي اليوم رأو أن يجتمعوا عقب الوفاة في أندية أو سرادقات يستمعون
فيها إلى القرأن، و يستقبلون فيها الوفود، و توزع فيها السجائر و الأشربة،
و يتكلف فيها أهل الميت ما يبهظهم.
و الجماهير ترى أن قراءة القرآن في حشد يضم المعزين لابد منه.
ولكن العلماء مجمعون على أن الرسول و صحابته لم يفعلوا هذا مع وجود الداعي
له و هو الموت وطلب الثواب، و انتفاء المانع فالأمن مستقر و التجمع سهل.
ومادام الأمر كذلك فالترك سنة و الفعل بدعة . وكم من أشياء لم يفعلها
السلف الأول حرص المسلمون اليوم على إقامتها و إدامتها وكأنها دين، بل
تكون عندهم أهم و ألزم من الدين الثابت الصحيح!!! .
و الحق أن البدع صغراها و كبراها لايمكن إقرارها، قال رسول الله عليه وسلم
( من أحدث في أمرنا هذا ليس منه فهو رد عليه ) و إن كان العلاج يحتاج إلى
بصيرة و أناة.
.
هذا الموضوع يستحق التثبيت وعن جدارة
أحمد نصيب-
- عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24437
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
رد: معنى الابتداع و أنواع البدع
هيا انثبتو فيه يا ابوحيدر لكن قبل كل شئ يلزم نعرفو اشكون ميعرفش الشيعة و بدعهم ؟ ليكون الموضوع وضح لكل الاعضاء
http://video.google.fr/videoplay?docid=-8755366175543663196&hl=fr#
http://video.google.fr/videoplay?docid=-8755366175543663196&hl=fr#
jamel feriani-
- عدد المساهمات : 304
العمر : 45
المكان : قفصة
نقاط تحت التجربة : 11599
تاريخ التسجيل : 27/07/2009
رد: معنى الابتداع و أنواع البدع
عدنا و العود اسوا الى المذاهب و الاختلافات
قوانين المنتدى تمنع التطرق الى المذهبية
ارجو التعامل مع الموضوع بما يستحق
دمتم بود
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
اذا لم تكن شاهدا على عصرك ...و لم تقف في ساحة الكفاح الدائر بين الحق و الباطل ... و اذا لم تتخذ موقفا صحيحا من ذلك الصراع الدائر ... فكن ما تشاء : مصليا متعبدا في المحراب ام شاربا للخمر في الحانات ... فكلا الامران يصبحان سواء -
=======================
حامد عماري-
- عدد المساهمات : 2469
العمر : 54
نقاط تحت التجربة : 14461
تاريخ التسجيل : 29/07/2009
رد: معنى الابتداع و أنواع البدع
عدنا و العود اسوا الى المذاهب و الاختلافات
قوانين المنتدى تمنع التطرق الى المذهبية
ارجو التعامل مع الموضوع بما يستحق
دمتم بود
غريب أمر كثير من الناس
ibn_al_sa7aba-
- عدد المساهمات : 2987
العمر : 41
نقاط تحت التجربة : 14397
تاريخ التسجيل : 07/05/2007
رد: معنى الابتداع و أنواع البدع
حامد عماري كتب:عدنا و العود اسوا الى المذاهب و الاختلافاتقوانين المنتدى تمنع التطرق الى المذهبيةارجو التعامل مع الموضوع بما يستحقدمتم بود
الموضوع من وجهة نظري لا يتحدث عن أي مذهب ذلك أنه تطرق الى الابتداع في دين الله وما يترتب عن ذلك من فساد في الدين ...
هذا وقد اقتبست ما فيه فائدة والله المستعان .
هذا وقد اقتبست ما فيه فائدة والله المستعان .
أحمد نصيب-
- عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24437
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
مواضيع مماثلة
» خطر الابتداع
» من أتقن السنة بانت له البدع
» ولا تشاور أحداً من أهل البدع في دينك
» فساق أهل السنة خير من عباد أهل البدع .
» البدع وأثــرها السـيء في الأمة
» من أتقن السنة بانت له البدع
» ولا تشاور أحداً من أهل البدع في دينك
» فساق أهل السنة خير من عباد أهل البدع .
» البدع وأثــرها السـيء في الأمة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى