تحقيق يمس القلب
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تحقيق يمس القلب
هل يجوز للإنسان المسلم أن يقول : المدد يارسول الله أو ياعبد القادر ونحو ذلك ؟؟؟ الجواب بقلم الدكتور محمود أحمد الزين : هذه المسألة متفرعة عن مسألة الاستغاثة بالمخلوق ، وقد كتبت عنها في رسالتي (( التوسل في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه )) لإن الأدلة الشرعية دلت على أن الاستغاثة نوع من التوسل ، كما يظهر من عرض هذه الأدلة إن شاء الله تعالى .
ولايمكن معالجة هذه المسألة إلا بعد تفهم لفظ الاستغاثة واستعمالاته الشرعية ،
أما في اللغة فيأتي لفظ الاستغاثة بمعنى طلب الإعانة وبناء على ذلك فإن الاستغاثة بالمخلوف فيما يقدر عليه متفق على جوازها كما جاء في القرآن الكريم في بعض أخبار سيدنا موسى عليه السلام : فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ (15القصص)
ومن جملة مايقدر عليه : المخلوق الدعاء والشفاعة ،، وقد جاء في حديث الشفاعة يوم القيامة رواية عند البخاري لفظ : (( استغاثوا بآدم )) (البخاري بَاب مَنْ سَأَلَ النَّاسَ تَكَثُّرًا 5/324) أي طلبوا الشفاعة
وتكرر هذا اللفظ مع ذكر جماعة من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، والاستغاثة هنا بمعنى طلب الإعانة ، وصورة الإعانة : أن يطلب الأنبياء من الله تعالى نهاية موقف الحشر وبدء الحساب ، وهذا هو معنى الشفاعة ومعنى الدعاء لغيرهم إذ إن الطلب من الخالق هو حقيقة الدعاء .
ولفظ وفعل الاستغاثة هذا جائز ولا يمكن أن يقول ذو علم إنه محرم فضلاً عن أن يقول : إنه من الشرك بالله تعالى بعدما ثبت في صحيح البخاري
فالاستغاثة بمعنى طلب الشفاعة والدعاء لاغبار عليه ولكن يقع الإشكال في غير ذلك فهل يمكن مثلاً أن يقول أحد الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم : اغفر لي أو أدخلني الجنة أو نجني من النار أو اشفني من مرضي أو نحو ذلك من الأمور التي لايقدر عليها إلا الله بمعنى اسأل الله لي أن يفعل ذلك أي أن يقصد بهذا الكلام طلب الدعاء بقضاء حاجته وهل هذا أمر جائز ؟؟؟
الواقع أن أمثال هذا الطلب من النبي صلى الله عليه وسلم قد ثبت بروايات صحيحة ، ولابد من تفسيرها بمعنى صحيح يوافق مراد الشرع لإنها مروية في السنة النبوية ، وبذلك يعرف المسلم مايجوز ومالايجوز ، وفي هذا يقول الصحابي ربيعة بن كعب الأسلمي للنبي صلى الله عليه وسلم : (( أسألك مرافقتك في الجنة )) كما جاء في ( صحيح مسلم باب فضل السجود والحث عليه 3/40) 754 ودخوله هو بيد الله عزوجل لايقدر عليه إلا هو سبحانه ، ومادام هذا القول ثبت وهو في السنة فهو جائز حتماً وليس محرماً ولاشركاً فرسول الله صلى الله عليه وسلم لايقر أحداً على الكلام المحرم وإن كان شركاً فهو أولى بالإنكار. وإذا كان جائزاً بإقرار النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينبغي الاعتراض عليه حتى ولابالقول أنه ترك الأفضل لإنه لو كان فيه أي مخالفة شرعية مهما قلّت لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبه قائله على ذلم كأن يقول له : دع هذا وإن كان صحيحاً لإنه يوهم غير الصواب
ولهذا الحديث حسب مايدل لفظه معنيان صحيحان ويحتمل معنى ثالثاً وهو باطل وإن احتمله اللفظ لإنه لايوافق الشرع
المعنى الأول وهو الأقرب إلى المقصود هو أنه يعني بهذا الكلام (( أسألك أن تدعو الله لي أن يجعلني رفيقك في الجنة )) أي هو توسل بطريق طلب الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم وهذا التوسل متفق على مشروعيته .
والمعنى الثاني _وهو أقرب إلى ظاهر اللفظ _ هو أن يدخله النبي صلى الله عليه وسلم الجنة برفقته لكن بإذن الله تعالى ، وإذا جاز أن يحيي نبي الله عيسى الموتى بإذن الله ، ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله ولايكون ذلك شركاً ولامحرماً فأيسر منه في الجواز أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم فرداً من أمته الجنة بإذن الله كماجاء في عدد من أحاديث الشفاعة يوم القيامة ، كقوله تعالى له صلى الله عليه وسلم : (( أدخل من أمتك الجنة من لاحساب عليهم من الباب الأيمن)) ( البخاري : ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا 4343) فهذا الدخول إلى الجنة أيضاً بطلب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك من الله تعالى لهذا الصحابي أو يكون ذلك بإذن سابق من الله تعالى دون طلب النبي صلى الله عليه وسلم
والمعنى الثالث مما يحتمله لفظ حديث (( أسألك مرافقتك في الجنة )) وهو باطل ولايخطر في بال مسلم أن يريده هو : أن يفعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بدون إذن الله تعالى ، فكل مسلم يعلم ضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء لايشفعون عند الله إلا بإذنه ولايفعلون شيئاً في ملكه إلا بإذنه سبحانه وتعالى ، ومن اتهم أحداً من المسلمين بأنه يقصد هذا المعنى يقال له :" هلا شققت عن قلبه " كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأسامة بن زيد رضي الله عنه حين زعم أن رجلاً كافراً قال لاإله إلا الله إنه قال ذلك لينجو من القتل ، وإذا كان هذا الاحتمال باطلاً ولايخطر في بال المسلمين فلا ينبغي أن يقال لأحد منهم إنك تقصد معنى الكفر وأنت بسبب هذا القول كافر بل لاينبغي لأحد أن يزعم أن الأولى أن نتجنب هذه الألفاظ لإنها توهم معنى باطلاً ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أحرص منا على التوحيد ولم يقل لمن تكلموا بها اتركوها .
وكما جاء هذا اللفظ وأقره النبي صلى الله عليه وسلم كذلك ثبت عن سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه قوله للنبي صلى الله عليه وسلم (( أشترط أن تَغْفر لي ما أوضعت من صد عن سبيل الله ) (مسند أحمد 36-178-17109) رواه الإمام أحمد في مسنده بالتاء أي أنت تغفر لي ، ورواه الإمام مسلم في بَاب كَوْنِ الْإِسْلَامِ يَهْدِمُ مَا قَبْلَهُ وَكَذَا الْهِجْرَةِ وَالْحَجِّ بلفظ (( أن يغفر لي )) بصيغة البناء للمجهول وليست رواية مسلم أو ثق من الإمام أحمد بل العكس هو الصحيح ، وقد قال العلماء : معناهما واحد ، ولم يقولوا نرجح رواية مسلم ونترك رواية أحمد ، ولاشك أن مغفرة الذنوب من خصائص الله تعالى لا يقدر عليها النبي صلى الله عليه وسلم إلا بطلبها من الله أو بإذن من الله تعالى دون طلب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن جاءت الكلمة على هذا الوجه وهو أسلوب معروف لغة وشرعاً .
وقد شرح النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب في حديث أصحاب الأخدود وهو في صحيح مسلم ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الغلام الذي آمن على يد الراهب فجعله الله تعالى مستجاب الدعوة : (( فأصبح الغلام يشفي من العمى والبرص وسائر الأدواء ))صحيح مسلم : بَاب قِصَّةِ أَصْحَابِ الْأُخْدُودِ وَالسَّاحِرِ وَالرَّاهِبِ وَالْغُلَامِ 14- 292) فنسب الشفاء إلى الغلام ، ثم روى عن الغلام مايشرح مراده صلى الله عليه وسلم بذلك حيث قال جليس الملك حين عمي : (( يابني لك ماههنا إن أنت شفيتني ) فقال الغلام : (( ياعم أنا لاأشفي أحداً إنما يشفي الله تعالى فإن أنت آمنت به دعوته فشفاك )) فأوضح له أن الشافي الحقيقي هو الله تعالى ، وأن مايفعله الغلام ماهو إلا دعاء الله تعالى فتبين بذلك أن نسبة الشفاء إلى الغلام في أول كلام النبي صلى الله عليه وسلم إنما هي بمعنى أنه سبب الشفاء بواسطة دعاء الله تعالى فإذا قارن الإنسان هذا الحديث بحديث ربيعة بن كعب (( أسألك مرافقتك في الجنة )) وبحديث عمرو بن العاص : (( أشترط أن تغفر لي ماأوضعت من صد عن سبيل الله ) تبين له أن طلب الحاجة التي لايقدر عليها إلا الله معناه طلبها من الله تعالى بدعائه صلى الله عليه وسلم وهو جائز كما دلت هذه الأحاديث
ولو جاء إليه صلى الله عليه وسلم صحابي فقال له :(( المدد يارسول الله )) وأراد به معنى العون بواسطة الدعاء كان ذلك صحيحاً لغة وشرعاً كما يفهم من هذه الأحاديث ، لإن هذا هو الذي يقدر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا الأسلوب أي : نسبة فعل الخالق إلى المخلوق المتسبب ثابتة في القرآن حتى في الكلمة الواحدة كقول جبريل عليه السلام :(( إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً)) وفي قراءة من القراءات السبع (( ليهب )) وقد بينته في رسالتي ( التوسل ) .
فإذا قال قائل : هذا جائز في حياته أما بعد موته صلى الله عليه وسلم فلا يجوز ؟!
فجوابه من وجهين :
الأول : هو أن يقال له : إن مسائل الشرك لافرق فيها بين حي وميت فكما لايجوز أن يقول أحد للنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته أنت ربي لايجوز أن يقوله في حياته صلى الله عليه وسلم .
الثاني : أنه مادام هذا القول (( أسألك مرافقتك في الجنة وأشترط أن تغفر لي ، والمدد يارسول الله )) مادام بمعنى طلب الدعاء فهذا ليس شركاً لإنه يخاطب به المخلوق كأنك قلت له : ادع لي بكذا ، ولايصح أن تقول لله تعالى : ادع لي . ولو اعتمدنا على القول بأن الموتى لايسمعون فلا يكون هذا شركاً لإنك تخاطبه صلى الله عليه وسلم بطلب الدعاء وهو من خصائص المخلوق وليس من خصائص الخالق سبحانه ، ولكن إذا اعتمدت على رأي من يقول (( إن الموتى لايسمعون )) نقول له: إن قولك لايفيد لإنه لايسمعك أو تزعم أن الميت لايدعو وهذا زعم يخالف صريح الأدلة
ثم إنك تبني هذا على القول بأن الموتى لايسمعون ، وأكثر الأئمة على أنهم يسمعون حتى قال ابن القيم : (( تواترت الأخبار عن السلف بذلك)) ، وقد شرح المسألة صاحب تفسير أضواء البيان شرحاً مفصلاً ، وذكرت الأدلة في رسالتي : (( التوسل في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه )) بإيجاز كما ذكرت في هذه الرسالة الأدلة على أن الموتى يدعون لأنفسهم ولغيرهم
وعلى كل حال فليس من حق أحد إذا ترجح عنده قول أن يلزم الناس ويتهمهم إذا لم يقنعوا بدليله أنهم مبتدعون أو مشركون ، فإن أصر على ذلك فيقال له : إذن فاحكم بالفسق والضلال على من قال ذلك من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يوم الناس هذا ، والمسائل الاجتهادية لو أن الإنسان فسّق مخالفه فيها لفسق كل العلماء .
وماذا يقول عن نفسه إذا تبين له أنه أخطأ في اجتهاده سابقاً ، فإن قال أنا لاأبدع أولئك لإنهم قالوا ذلك عن اجتهاد ، والذين يقولونه اليوم يقولونه عن جهل وعصبية ، وجواب هذا الكلام أن يقال له : من كان دون أهلية الإجتهاد فقد قلد العلماء الذين أجازوا ذلك ، ومن كان من أهل الاجتهاد قاله بقناعته ، أما زعمك أنهم قالوه عصبية فيقال لك ماقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم : هلاّ شققت عن قلبه
ومسألة أخرى تحتاج إلى الإيضاح في هذا الموضوع وهي : أن بعض الناس يقول : (( إن الصحابة حين انقطع عنهم المطر لم يطلبوا الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم فدل على أن ذلك لا يجوز )) وجواب هؤلاء من وجهين :
أولهما : أن بعضهم طلب الدعاء منه صلى الله عليه وسلم ، وقد بينت ذلك في رسالة التوسل
وثانيهما : أنه لو افترضنا أنهم لم يطلبوا الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم فلا يدل على منعه لإن فعل أحد الأمرين المشروعين لايدل على منع الآخر كما أن التوسل بالأسماء الحسنى لايدل على منع التوسل بطلب الدعاء من الصالحين الأحياء . وقد وضحت ذلك بالأدلة في رسالة التوسل
ثم إن هذا الشرط _ وهو ادعاء أن الحديث لايعمل به حتى يروى عمل الصحابة به شرط باطل ماقال به أحمد _ ولو كان واجباً لكان كل حديث لايعمل به حتى يثبت عمل الصحابة به ، واشتراط ذلك يجعل السنة تابعة لعمل الصحابة ، والمطلوب هو العكس ، ثم هذا خلط بين مسالتين عدم رواية فعلٍ عن الصحابة فهذا لايدل على تركهم الحديث وبين مسألة مخالفتهم للحديث أي أن يفعلوا أويقولوا كلهم خلافه فهذا إجماع أما ذاك فهو عدم علم بقبولهم إنما هو سكوت والسكوت لايعارض به قول عالم فكيف يرد به الحديث الشريف .
ومن الجوانب المهمة في هذه المسألة _ ولم أذكرها في رسالة التوسل_ أن بعض المعترضين يقولون : لوسلمنا لكم أن الموتى يسمعون فهم يسمعون من الأماكن القريبة ، أما السماع من الأماكن البعيدة فلا دليل عليه فلا يجوز أن يقال للنبي أو الرجل الصالح بعد الموت ومن مسافة بعيدة : المدد أو أن يقال له : اقض حاجتي في الأمر الفلاني .
وجواب هذا هو أن التأمل في الأدلة يدل على أن المسافة البعيدة كمثل القريبة ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم حين كان يأتي البقيع فيسلم على أهله يوجه سلامه إلى جميعهم من كان قريباً ومن كان بعيداً ولو صح أن يقاس على حال الحياة الدنيا لم يصح ذلك ، بل لو وقف الإنسان عند القبر وسلم فإن حاجز التراب الكثير مانع _ لو كان الأمر على ماكان عليه في الدنيا _ فلما كان يسمع رغم وجود هذا الحاجز الغليظ جداً دل على أن الحواجز المادية لاتمنعهم من السماع ( وهذا كله على قول الأكثرين بأن الموتى يسمعون )
وكذلك نداء هود وشعيب عليهما السلام لقومهما بعد الهلاك بقولهما : يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (الأعراف79)
وكل منهما يخاطب قوماً كثيرين متناثرين في أماكن كثيرة متباعدة أو قريبه في بلديهما ، وكل ذلك يدل على أن المسافة البعيدة لاتحجب الصوت عن الأموات.
وهذا شيء واضح ولكن الذين ينكرون على الناس في هذه المسألة يريدون من الناس كلهم ألا يفهموا إلا مثل فهمهم ويضللونهم بناء على ذلك ، والناس يرونهم أحياناً كثيرة يغيرون فهمهم وأحكامهم حتى في صحة الأحاديث وضعفها ، فهل يحكمون على أنفسهم فيما فهموه سابقاً بالضلال وهل يوجبون على الناس أن يتابعوهم في الفهم الثاني وإلا فهم ضلال ، ومعنى ذلك أنهم هم ميزان الدين من خالفهم خالف الدين فأي زعم هذا ؟؟؟؟؟!!!!
ابومحمد-
- عدد المساهمات : 1400
نقاط تحت التجربة : 13636
تاريخ التسجيل : 01/02/2008
رد: تحقيق يمس القلب
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
العنيد-
- عدد المساهمات : 5434
العمر : 62
المكان : sousse
المهنه : Fonctionnaire
الهوايه : صدقا لا أعلم
نقاط تحت التجربة : 16553
تاريخ التسجيل : 26/03/2008
رد: تحقيق يمس القلب
التّوسّل بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم
بعد وفاته :
- ذهب
تقيّ الدّين بن تيميّة وبعض الحنابلة من المتأخّرين إلى أنّالتّوسّل
بذات النّبيّ صلى الله عليه وسلم لا يجوز ، وأمّا التّوسّل بغيرالذّات
فقد قال ابن تيميّة : ولفظ التّوسّل قد يراد به ثلاثة أمور . أمرانمتّفق
عليهما بين المسلمين : أحدهما : هو أصل الإيمان والإسلام ، وهو التّوسّل بالإيمان به صلى الله
عليه وسلم وبطاعته . والثّاني : دعاؤه وشفاعته صلى الله عليه وسلم " أي في حال حياته
" وهذا أيضا نافع يتوسّل به من دعا له وشفع فيه باتّفاق المسلمين . ومنأنكر التّوسّل
به بأحد هذين المعنيين فهو كافر مرتدّ يستتاب فإن تاب وإلّاقتل
مرتدّاً . ولكن التّوسّل بالإيمان به وبطاعته هو أصل الدّين ، وهذامعلوم
بالاضطرار من دين الإسلام للخاصّة والعامّة ، فمن أنكر هذا المعنىفكفره
ظاهر للخاصّة والعامّة . وأمّادعاؤه
وشفاعته وانتفاع المسلمين بذلك فمن أنكره فهو كافر أيضا ، لكن هذاأخفى
من الأوّل ، فمن أنكره عن جهل عرف ذلك ، فإن أصرّ على إنكاره فهومرتدّ . أمّادعاؤه
وشفاعته في الدّنيا فلم ينكره أحد من أهل القبلة ، وأمّا الشّفاعةيوم
القيامة فمذهب أهل السّنّة والجماعة وهم الصّحابة والتّابعون لهمبإحسان
وسائر أئمّة المسلمين الأربعة وغيرهم أنّ له شفاعات خاصّة وعامّة . وأمّاالتّوسّل
بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم والتّوجّه به في كلام الصّحابةفيريدون
به التّوسّل بدعائه وشفاعته . والتّوسّل به في عرف كثير منالمتأخّرين
يراد به الإقسام به والسّؤال به ، كما يقسمون بغيره منالأنبياء
والصّالحين ومن يعتقد فيه الصّلاح . وحينئذ فلفظ التّوسّل بهيراد
به معنيان صحيحان باتّفاق المسلمين ، ويراد به معنى ثالث لم ترد بهسنّة . ومنالمعنى
الجائز قول عمر بن الخطّاب : اللّهمّ إنّا كنّا إذا أجدبنا توسّلناإليك
بنبيّنا فتسقينا وإنّا نتوسّل إليك بعمّ نبيّنا فاسقنا " أي : بدعائهوشفاعته . وقوله تعالى : { وَابْتَغُوا إليه الوَسِيلَةَ } أي
: القربة إليه بطاعته ، وطاعة رسوله طاعته . قال تعالى : { مَنْ
يُطع الرَّسُولَ فَقَدْ أطَاعَ اللَّهَ } فهذا
التّوسّل الأوّل هو أصل الدّين ، وهذا لا ينكره أحد من المسلمين . وأمّا
التّوسّل بدعائه وشفاعته - كما قال عمر فإنّه توسّل بدعائه لا بذاته، ولهذا عدلوا عن التّوسّل به ( أي بعد وفاته )
إلى التّوسّل بعمّهالعبّاس ،
ولو كان التّوسّل هو بذاته لكان هذا أولى من التّوسّل بالعبّاس، فلمّا عدلوا عن التّوسّل به إلى التّوسّل
بالعبّاس ، علم أنّ ما يفعل فيحياته قد
تعذّر بموته . بخلاف التّوسّل الّذي هو الإيمان به ، والطّاعة له ، فإنّه مشروع
دائماً
. والمعنىالثّالث :
التّوسّل به بمعنى الإقسام على اللّه بذاته ، والسّؤال بذاته ،فهذا
هو الّذي لم يكن الصّحابة يفعلونه في الاستسقاء ونحوه ، لا في حياتهولا
بعد مماته ، لا عند قبره ولا غير قبره ، ولا يعرف هذا في شيء منالأدعية
المشهورة بينهم ، وإنّما ينقل شيء من ذلك في أحاديث ضعيفة مرفوعةوموقوفة
، أو عمّن ليس قوله حجّة . ثمّيقول ابن تيميّة
: والحلف بالمخلوقات حرام عند الجمهور ، وهو مذهب أبيحنيفة
وأحد القولين في مذهب الشّافعيّ وأحمد ، وقد حكي إجماع الصّحابة علىذلك
. وقيل : هو مكروه كراهة تنزيه . والأوّل أصحّ . فالإقسام بالنّبيّصلى
الله عليه وسلم على اللّه - والسّؤال به بمعنى الإقسام - هو من هذاالجنس . ويذهبابن تيميّة
إلى أنّ التّوسّل بلفظ " أسألك بنبيّك محمّد " يجوز إذا كانعلى
تقدير مضاف ، فيقول في ذلك : فإن قيل : إذا كان التّوسّل بالإيمان بهومحبّته
وطاعته على وجهين : تارة يتوسّل بذلك إلى ثواب اللّه وجنّته - وهذا
أعظم الوسائل - وتارة يتوسّل بذلك في الدّعاء - كما ذكرتم نظائره - فيحمل
قول القائل : أسألك بنبيّك محمّد على أنّه أراد : إنّي أسألكبإيماني
به وبمحبّته ، وأتوسّل إليك بإيماني به ومحبّته ونحو ذلك ، وقدذكرتم
أنّ هذا جائز بلا نزاع . قيل : من أراد هذا المعنى فهو مصيب في ذلكبلا
نزاع ، وإذا حمل على هذا المعنى لكلام من توسّل بالنّبيّ صلى اللهعليه
وسلم بعد مماته من السّلف ، كما نقل عن بعض الصّحابة والتّابعين ،وعن
الإمام أحمد وغيره ، كان هذا حسنا ، وحينئذ فلا يكون في المسألة نزاع، ولكن كثير من العوّام يطلقون هذا اللّفظ ، ولا
يريدون هذا المعنى ،فهؤلاء
الّذين أنكر عليهم من أنكر ، وهذا كما أنّ الصّحابة كانوا يريدونبالتّوسّل
به التّوسّل بدعائه وشفاعته وهذا جائز بلا نزاع . ثمّيقول :
والّذي قاله أبو حنيفة وأصحابه وغيرهم من العلماء - من أنّه لايجوز
أن يسأل اللّه تعالى بمخلوق لا بحقّ الأنبياء ولا غير ذلك - يتضمّنشيئين
كما تقدّم : أحدهما : الإقسام على اللّه سبحانه وتعالى به ،
وهذا منهيّ عنه عند جماهيرالعلماء كما
تقدّم ، كما ينهى أن يقسم على اللّه بالكعبة والمشاعر باتّفاقالفقهاء . والثّاني : السّؤال به فهذا يجوّزه طائفة من
النّاس ، ونقل في ذلك آثار عن بعضالسّلف ، وهو
موجود في دعاء كثير من النّاس ، لكن ما روي عن النّبيّ صلىالله
عليه وسلم في ذلك كلّه ضعيف بل موضوع ، وليس عنه حديث ثابت قد يظنّأنّ
لهم فيه حجّة إلّا حديث الأعمى الّذي علّمه أن يقول : « أسألك
وأتوجّه إليك بنبيّك محمّد نبيّ الرّحمة » وحديث الأعمى
لا حجّة لهم فيه ، فإنّه صريح في أنّه إنّما توسّل بدعاءالنّبيّ
صلى الله عليه وسلم وشفاعته ، وهو طلب من النّبيّ صلى الله عليهوسلم
الدّعاء ، وقد أمره النّبيّ صلى الله عليه وسلم أن يقول : اللّهمّشفّعه
في " ولهذا ردّ اللّه عليه بصره لمّا دعا له النّبيّ صلى الله عليهوسلم
وكان ذلك يعدّ من آيات النّبيّ صلى الله عليه وسلم . ولو توسّل غيرهمن
العميان الّذين لم يدع لهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم بالسّؤال به لمتكن
حالهم كحاله . وساغ النّزاع في السّؤال بالأنبياء والصّالحين دونالإقسام
بهم ، لأنّ بين السّؤال والإقسام فرقا ، فإنّ السّائل متضرّع ذليليسأل
بسبب يناسب الإجابة ، والمقسم أعلى من هذا ، فإنّه طالب مؤكّد طلبهبالقسم
، والمقسم لا يقسم إلّا على من يرى أنّه يبرّ قسمه ، فإبرار القسمخاصّ
ببعض العباد ، وأمّا إجابة السّائلين فعامّ ، فإنّ اللّه يجيب دعوةالمضطرّ
ودعوة المظلوم ، وإن كان كافرا ، وفي الصّحيح عن النّبيّ صلى اللهعليه
وسلم أنّه قال : « ما من مسلم
يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه اللّه بهاإحدى
ثلاث : إمّا أن تعجّل له دعوته ، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرةمثلها
، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها قالوا : إذا نكثر ، قال : اللّه
أكثر
» . وهذاالتّوسّل
بالأنبياء بمعنى السّؤال بهم - وهو الّذي قال أبو حنيفة وأصحابهوغيرهم
أنّه لا يجوز - ليس في المعروف من مذهب مالك ما يناقض ذلك ، فمننقل
عن مذهب مالك أنّه جوّز التّوسّل به بمعنى الإقسام أو السّؤال به فليسمعه
في ذلك نقل عن مالك وأصحابه . ثمّ يقول : ولم يقل أحد من أهل العلم : إنّه
يسأل اللّه تعالى في ذلك لا بنبيّ ولا بغير نبيّ . وكذلك من نقل عنمالك
أنّه جوّز سؤال الرّسول أو غيره بعد موتهم أو نقل ذلك عن إمام منأئمّة
المسلمين - غير مالك - كالشّافعيّ وأحمد وغيرهما فقد كذب عليهم . ثمّ يقرّر ابن تيميّة أنّ هذه المسألة خلافيّة وأنّ التّكفير فيها حرام
وإثم
. ويقولبعد ذكر
الخلاف في المسألة : ولم يقل أحد : إنّ من قال
بالقول الأوّل فقدكفر ، ولا
وجه لتكفيره ، فإنّ هذه مسألة خفيّة ليست أدلّتها جليّة ظاهرة ،والكفر
إنّما يكون بإنكار ما علم من الدّين بالضّرورة ، أو بإنكار الأحكامالمتواترة
والمجمع عليها ونحو ذلك . بلالمكفّر بمثل
هذه الأمور يستحقّ من غليظ العقوبة والتّعزير ما يستحقّهأمثاله
من المفترين على الدّين ، لا سيّما مع قول النّبيّ صلى الله عليهوسلم : « أيّما
رجل قال لأخيه : يا كافر فقد باء به أحدهما » .
بعد وفاته :
- ذهب
تقيّ الدّين بن تيميّة وبعض الحنابلة من المتأخّرين إلى أنّالتّوسّل
بذات النّبيّ صلى الله عليه وسلم لا يجوز ، وأمّا التّوسّل بغيرالذّات
فقد قال ابن تيميّة : ولفظ التّوسّل قد يراد به ثلاثة أمور . أمرانمتّفق
عليهما بين المسلمين : أحدهما : هو أصل الإيمان والإسلام ، وهو التّوسّل بالإيمان به صلى الله
عليه وسلم وبطاعته . والثّاني : دعاؤه وشفاعته صلى الله عليه وسلم " أي في حال حياته
" وهذا أيضا نافع يتوسّل به من دعا له وشفع فيه باتّفاق المسلمين . ومنأنكر التّوسّل
به بأحد هذين المعنيين فهو كافر مرتدّ يستتاب فإن تاب وإلّاقتل
مرتدّاً . ولكن التّوسّل بالإيمان به وبطاعته هو أصل الدّين ، وهذامعلوم
بالاضطرار من دين الإسلام للخاصّة والعامّة ، فمن أنكر هذا المعنىفكفره
ظاهر للخاصّة والعامّة . وأمّادعاؤه
وشفاعته وانتفاع المسلمين بذلك فمن أنكره فهو كافر أيضا ، لكن هذاأخفى
من الأوّل ، فمن أنكره عن جهل عرف ذلك ، فإن أصرّ على إنكاره فهومرتدّ . أمّادعاؤه
وشفاعته في الدّنيا فلم ينكره أحد من أهل القبلة ، وأمّا الشّفاعةيوم
القيامة فمذهب أهل السّنّة والجماعة وهم الصّحابة والتّابعون لهمبإحسان
وسائر أئمّة المسلمين الأربعة وغيرهم أنّ له شفاعات خاصّة وعامّة . وأمّاالتّوسّل
بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم والتّوجّه به في كلام الصّحابةفيريدون
به التّوسّل بدعائه وشفاعته . والتّوسّل به في عرف كثير منالمتأخّرين
يراد به الإقسام به والسّؤال به ، كما يقسمون بغيره منالأنبياء
والصّالحين ومن يعتقد فيه الصّلاح . وحينئذ فلفظ التّوسّل بهيراد
به معنيان صحيحان باتّفاق المسلمين ، ويراد به معنى ثالث لم ترد بهسنّة . ومنالمعنى
الجائز قول عمر بن الخطّاب : اللّهمّ إنّا كنّا إذا أجدبنا توسّلناإليك
بنبيّنا فتسقينا وإنّا نتوسّل إليك بعمّ نبيّنا فاسقنا " أي : بدعائهوشفاعته . وقوله تعالى : { وَابْتَغُوا إليه الوَسِيلَةَ } أي
: القربة إليه بطاعته ، وطاعة رسوله طاعته . قال تعالى : { مَنْ
يُطع الرَّسُولَ فَقَدْ أطَاعَ اللَّهَ } فهذا
التّوسّل الأوّل هو أصل الدّين ، وهذا لا ينكره أحد من المسلمين . وأمّا
التّوسّل بدعائه وشفاعته - كما قال عمر فإنّه توسّل بدعائه لا بذاته، ولهذا عدلوا عن التّوسّل به ( أي بعد وفاته )
إلى التّوسّل بعمّهالعبّاس ،
ولو كان التّوسّل هو بذاته لكان هذا أولى من التّوسّل بالعبّاس، فلمّا عدلوا عن التّوسّل به إلى التّوسّل
بالعبّاس ، علم أنّ ما يفعل فيحياته قد
تعذّر بموته . بخلاف التّوسّل الّذي هو الإيمان به ، والطّاعة له ، فإنّه مشروع
دائماً
. والمعنىالثّالث :
التّوسّل به بمعنى الإقسام على اللّه بذاته ، والسّؤال بذاته ،فهذا
هو الّذي لم يكن الصّحابة يفعلونه في الاستسقاء ونحوه ، لا في حياتهولا
بعد مماته ، لا عند قبره ولا غير قبره ، ولا يعرف هذا في شيء منالأدعية
المشهورة بينهم ، وإنّما ينقل شيء من ذلك في أحاديث ضعيفة مرفوعةوموقوفة
، أو عمّن ليس قوله حجّة . ثمّيقول ابن تيميّة
: والحلف بالمخلوقات حرام عند الجمهور ، وهو مذهب أبيحنيفة
وأحد القولين في مذهب الشّافعيّ وأحمد ، وقد حكي إجماع الصّحابة علىذلك
. وقيل : هو مكروه كراهة تنزيه . والأوّل أصحّ . فالإقسام بالنّبيّصلى
الله عليه وسلم على اللّه - والسّؤال به بمعنى الإقسام - هو من هذاالجنس . ويذهبابن تيميّة
إلى أنّ التّوسّل بلفظ " أسألك بنبيّك محمّد " يجوز إذا كانعلى
تقدير مضاف ، فيقول في ذلك : فإن قيل : إذا كان التّوسّل بالإيمان بهومحبّته
وطاعته على وجهين : تارة يتوسّل بذلك إلى ثواب اللّه وجنّته - وهذا
أعظم الوسائل - وتارة يتوسّل بذلك في الدّعاء - كما ذكرتم نظائره - فيحمل
قول القائل : أسألك بنبيّك محمّد على أنّه أراد : إنّي أسألكبإيماني
به وبمحبّته ، وأتوسّل إليك بإيماني به ومحبّته ونحو ذلك ، وقدذكرتم
أنّ هذا جائز بلا نزاع . قيل : من أراد هذا المعنى فهو مصيب في ذلكبلا
نزاع ، وإذا حمل على هذا المعنى لكلام من توسّل بالنّبيّ صلى اللهعليه
وسلم بعد مماته من السّلف ، كما نقل عن بعض الصّحابة والتّابعين ،وعن
الإمام أحمد وغيره ، كان هذا حسنا ، وحينئذ فلا يكون في المسألة نزاع، ولكن كثير من العوّام يطلقون هذا اللّفظ ، ولا
يريدون هذا المعنى ،فهؤلاء
الّذين أنكر عليهم من أنكر ، وهذا كما أنّ الصّحابة كانوا يريدونبالتّوسّل
به التّوسّل بدعائه وشفاعته وهذا جائز بلا نزاع . ثمّيقول :
والّذي قاله أبو حنيفة وأصحابه وغيرهم من العلماء - من أنّه لايجوز
أن يسأل اللّه تعالى بمخلوق لا بحقّ الأنبياء ولا غير ذلك - يتضمّنشيئين
كما تقدّم : أحدهما : الإقسام على اللّه سبحانه وتعالى به ،
وهذا منهيّ عنه عند جماهيرالعلماء كما
تقدّم ، كما ينهى أن يقسم على اللّه بالكعبة والمشاعر باتّفاقالفقهاء . والثّاني : السّؤال به فهذا يجوّزه طائفة من
النّاس ، ونقل في ذلك آثار عن بعضالسّلف ، وهو
موجود في دعاء كثير من النّاس ، لكن ما روي عن النّبيّ صلىالله
عليه وسلم في ذلك كلّه ضعيف بل موضوع ، وليس عنه حديث ثابت قد يظنّأنّ
لهم فيه حجّة إلّا حديث الأعمى الّذي علّمه أن يقول : « أسألك
وأتوجّه إليك بنبيّك محمّد نبيّ الرّحمة » وحديث الأعمى
لا حجّة لهم فيه ، فإنّه صريح في أنّه إنّما توسّل بدعاءالنّبيّ
صلى الله عليه وسلم وشفاعته ، وهو طلب من النّبيّ صلى الله عليهوسلم
الدّعاء ، وقد أمره النّبيّ صلى الله عليه وسلم أن يقول : اللّهمّشفّعه
في " ولهذا ردّ اللّه عليه بصره لمّا دعا له النّبيّ صلى الله عليهوسلم
وكان ذلك يعدّ من آيات النّبيّ صلى الله عليه وسلم . ولو توسّل غيرهمن
العميان الّذين لم يدع لهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم بالسّؤال به لمتكن
حالهم كحاله . وساغ النّزاع في السّؤال بالأنبياء والصّالحين دونالإقسام
بهم ، لأنّ بين السّؤال والإقسام فرقا ، فإنّ السّائل متضرّع ذليليسأل
بسبب يناسب الإجابة ، والمقسم أعلى من هذا ، فإنّه طالب مؤكّد طلبهبالقسم
، والمقسم لا يقسم إلّا على من يرى أنّه يبرّ قسمه ، فإبرار القسمخاصّ
ببعض العباد ، وأمّا إجابة السّائلين فعامّ ، فإنّ اللّه يجيب دعوةالمضطرّ
ودعوة المظلوم ، وإن كان كافرا ، وفي الصّحيح عن النّبيّ صلى اللهعليه
وسلم أنّه قال : « ما من مسلم
يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه اللّه بهاإحدى
ثلاث : إمّا أن تعجّل له دعوته ، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرةمثلها
، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها قالوا : إذا نكثر ، قال : اللّه
أكثر
» . وهذاالتّوسّل
بالأنبياء بمعنى السّؤال بهم - وهو الّذي قال أبو حنيفة وأصحابهوغيرهم
أنّه لا يجوز - ليس في المعروف من مذهب مالك ما يناقض ذلك ، فمننقل
عن مذهب مالك أنّه جوّز التّوسّل به بمعنى الإقسام أو السّؤال به فليسمعه
في ذلك نقل عن مالك وأصحابه . ثمّ يقول : ولم يقل أحد من أهل العلم : إنّه
يسأل اللّه تعالى في ذلك لا بنبيّ ولا بغير نبيّ . وكذلك من نقل عنمالك
أنّه جوّز سؤال الرّسول أو غيره بعد موتهم أو نقل ذلك عن إمام منأئمّة
المسلمين - غير مالك - كالشّافعيّ وأحمد وغيرهما فقد كذب عليهم . ثمّ يقرّر ابن تيميّة أنّ هذه المسألة خلافيّة وأنّ التّكفير فيها حرام
وإثم
. ويقولبعد ذكر
الخلاف في المسألة : ولم يقل أحد : إنّ من قال
بالقول الأوّل فقدكفر ، ولا
وجه لتكفيره ، فإنّ هذه مسألة خفيّة ليست أدلّتها جليّة ظاهرة ،والكفر
إنّما يكون بإنكار ما علم من الدّين بالضّرورة ، أو بإنكار الأحكامالمتواترة
والمجمع عليها ونحو ذلك . بلالمكفّر بمثل
هذه الأمور يستحقّ من غليظ العقوبة والتّعزير ما يستحقّهأمثاله
من المفترين على الدّين ، لا سيّما مع قول النّبيّ صلى الله عليهوسلم : « أيّما
رجل قال لأخيه : يا كافر فقد باء به أحدهما » .
أحمد نصيب-
- عدد المساهمات : 9959
العمر : 66
المكان : أم المدائن قفصة
المهنه : طالب علم
الهوايه : المطالعة فحسب
نقاط تحت التجربة : 24471
تاريخ التسجيل : 05/08/2007
رد: تحقيق يمس القلب
بارك الله فيك و نفع بكabouhayder كتب:التّوسّل بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم
بعد وفاته :
- ذهب
تقيّ الدّين بن تيميّة وبعض الحنابلة من المتأخّرين إلى أنّالتّوسّل
بذات النّبيّ صلى الله عليه وسلم لا يجوز ، وأمّا التّوسّل بغيرالذّات
فقد قال ابن تيميّة : ولفظ التّوسّل قد يراد به ثلاثة أمور . أمرانمتّفق
عليهما بين المسلمين : أحدهما : هو أصل الإيمان والإسلام ، وهو التّوسّل بالإيمان به صلى الله
عليه وسلم وبطاعته . والثّاني : دعاؤه وشفاعته صلى الله عليه وسلم " أي في حال حياته
" وهذا أيضا نافع يتوسّل به من دعا له وشفع فيه باتّفاق المسلمين . ومنأنكر التّوسّل
به بأحد هذين المعنيين فهو كافر مرتدّ يستتاب فإن تاب وإلّاقتل
مرتدّاً . ولكن التّوسّل بالإيمان به وبطاعته هو أصل الدّين ، وهذامعلوم
بالاضطرار من دين الإسلام للخاصّة والعامّة ، فمن أنكر هذا المعنىفكفره
ظاهر للخاصّة والعامّة . وأمّادعاؤه
وشفاعته وانتفاع المسلمين بذلك فمن أنكره فهو كافر أيضا ، لكن هذاأخفى
من الأوّل ، فمن أنكره عن جهل عرف ذلك ، فإن أصرّ على إنكاره فهومرتدّ . أمّادعاؤه
وشفاعته في الدّنيا فلم ينكره أحد من أهل القبلة ، وأمّا الشّفاعةيوم
القيامة فمذهب أهل السّنّة والجماعة وهم الصّحابة والتّابعون لهمبإحسان
وسائر أئمّة المسلمين الأربعة وغيرهم أنّ له شفاعات خاصّة وعامّة . وأمّاالتّوسّل
بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم والتّوجّه به في كلام الصّحابةفيريدون
به التّوسّل بدعائه وشفاعته . والتّوسّل به في عرف كثير منالمتأخّرين
يراد به الإقسام به والسّؤال به ، كما يقسمون بغيره منالأنبياء
والصّالحين ومن يعتقد فيه الصّلاح . وحينئذ فلفظ التّوسّل بهيراد
به معنيان صحيحان باتّفاق المسلمين ، ويراد به معنى ثالث لم ترد بهسنّة . ومنالمعنى
الجائز قول عمر بن الخطّاب : اللّهمّ إنّا كنّا إذا أجدبنا توسّلناإليك
بنبيّنا فتسقينا وإنّا نتوسّل إليك بعمّ نبيّنا فاسقنا " أي : بدعائهوشفاعته . وقوله تعالى : { وَابْتَغُوا إليه الوَسِيلَةَ } أي
: القربة إليه بطاعته ، وطاعة رسوله طاعته . قال تعالى : { مَنْ
يُطع الرَّسُولَ فَقَدْ أطَاعَ اللَّهَ } فهذا
التّوسّل الأوّل هو أصل الدّين ، وهذا لا ينكره أحد من المسلمين . وأمّا
التّوسّل بدعائه وشفاعته - كما قال عمر فإنّه توسّل بدعائه لا بذاته، ولهذا عدلوا عن التّوسّل به ( أي بعد وفاته )
إلى التّوسّل بعمّهالعبّاس ،
ولو كان التّوسّل هو بذاته لكان هذا أولى من التّوسّل بالعبّاس، فلمّا عدلوا عن التّوسّل به إلى التّوسّل
بالعبّاس ، علم أنّ ما يفعل فيحياته قد
تعذّر بموته . بخلاف التّوسّل الّذي هو الإيمان به ، والطّاعة له ، فإنّه مشروع
دائماً
. والمعنىالثّالث :
التّوسّل به بمعنى الإقسام على اللّه بذاته ، والسّؤال بذاته ،فهذا
هو الّذي لم يكن الصّحابة يفعلونه في الاستسقاء ونحوه ، لا في حياتهولا
بعد مماته ، لا عند قبره ولا غير قبره ، ولا يعرف هذا في شيء منالأدعية
المشهورة بينهم ، وإنّما ينقل شيء من ذلك في أحاديث ضعيفة مرفوعةوموقوفة
، أو عمّن ليس قوله حجّة . ثمّيقول ابن تيميّة
: والحلف بالمخلوقات حرام عند الجمهور ، وهو مذهب أبيحنيفة
وأحد القولين في مذهب الشّافعيّ وأحمد ، وقد حكي إجماع الصّحابة علىذلك
. وقيل : هو مكروه كراهة تنزيه . والأوّل أصحّ . فالإقسام بالنّبيّصلى
الله عليه وسلم على اللّه - والسّؤال به بمعنى الإقسام - هو من هذاالجنس . ويذهبابن تيميّة
إلى أنّ التّوسّل بلفظ " أسألك بنبيّك محمّد " يجوز إذا كانعلى
تقدير مضاف ، فيقول في ذلك : فإن قيل : إذا كان التّوسّل بالإيمان بهومحبّته
وطاعته على وجهين : تارة يتوسّل بذلك إلى ثواب اللّه وجنّته - وهذا
أعظم الوسائل - وتارة يتوسّل بذلك في الدّعاء - كما ذكرتم نظائره - فيحمل
قول القائل : أسألك بنبيّك محمّد على أنّه أراد : إنّي أسألكبإيماني
به وبمحبّته ، وأتوسّل إليك بإيماني به ومحبّته ونحو ذلك ، وقدذكرتم
أنّ هذا جائز بلا نزاع . قيل : من أراد هذا المعنى فهو مصيب في ذلكبلا
نزاع ، وإذا حمل على هذا المعنى لكلام من توسّل بالنّبيّ صلى اللهعليه
وسلم بعد مماته من السّلف ، كما نقل عن بعض الصّحابة والتّابعين ،وعن
الإمام أحمد وغيره ، كان هذا حسنا ، وحينئذ فلا يكون في المسألة نزاع، ولكن كثير من العوّام يطلقون هذا اللّفظ ، ولا
يريدون هذا المعنى ،فهؤلاء
الّذين أنكر عليهم من أنكر ، وهذا كما أنّ الصّحابة كانوا يريدونبالتّوسّل
به التّوسّل بدعائه وشفاعته وهذا جائز بلا نزاع . ثمّيقول :
والّذي قاله أبو حنيفة وأصحابه وغيرهم من العلماء - من أنّه لايجوز
أن يسأل اللّه تعالى بمخلوق لا بحقّ الأنبياء ولا غير ذلك - يتضمّنشيئين
كما تقدّم : أحدهما : الإقسام على اللّه سبحانه وتعالى به ،
وهذا منهيّ عنه عند جماهيرالعلماء كما
تقدّم ، كما ينهى أن يقسم على اللّه بالكعبة والمشاعر باتّفاقالفقهاء . والثّاني : السّؤال به فهذا يجوّزه طائفة من
النّاس ، ونقل في ذلك آثار عن بعضالسّلف ، وهو
موجود في دعاء كثير من النّاس ، لكن ما روي عن النّبيّ صلىالله
عليه وسلم في ذلك كلّه ضعيف بل موضوع ، وليس عنه حديث ثابت قد يظنّأنّ
لهم فيه حجّة إلّا حديث الأعمى الّذي علّمه أن يقول : « أسألك
وأتوجّه إليك بنبيّك محمّد نبيّ الرّحمة » وحديث الأعمى
لا حجّة لهم فيه ، فإنّه صريح في أنّه إنّما توسّل بدعاءالنّبيّ
صلى الله عليه وسلم وشفاعته ، وهو طلب من النّبيّ صلى الله عليهوسلم
الدّعاء ، وقد أمره النّبيّ صلى الله عليه وسلم أن يقول : اللّهمّشفّعه
في " ولهذا ردّ اللّه عليه بصره لمّا دعا له النّبيّ صلى الله عليهوسلم
وكان ذلك يعدّ من آيات النّبيّ صلى الله عليه وسلم . ولو توسّل غيرهمن
العميان الّذين لم يدع لهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم بالسّؤال به لمتكن
حالهم كحاله . وساغ النّزاع في السّؤال بالأنبياء والصّالحين دونالإقسام
بهم ، لأنّ بين السّؤال والإقسام فرقا ، فإنّ السّائل متضرّع ذليليسأل
بسبب يناسب الإجابة ، والمقسم أعلى من هذا ، فإنّه طالب مؤكّد طلبهبالقسم
، والمقسم لا يقسم إلّا على من يرى أنّه يبرّ قسمه ، فإبرار القسمخاصّ
ببعض العباد ، وأمّا إجابة السّائلين فعامّ ، فإنّ اللّه يجيب دعوةالمضطرّ
ودعوة المظلوم ، وإن كان كافرا ، وفي الصّحيح عن النّبيّ صلى اللهعليه
وسلم أنّه قال : « ما من مسلم
يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه اللّه بهاإحدى
ثلاث : إمّا أن تعجّل له دعوته ، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرةمثلها
، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها قالوا : إذا نكثر ، قال : اللّه
أكثر
» . وهذاالتّوسّل
بالأنبياء بمعنى السّؤال بهم - وهو الّذي قال أبو حنيفة وأصحابهوغيرهم
أنّه لا يجوز - ليس في المعروف من مذهب مالك ما يناقض ذلك ، فمننقل
عن مذهب مالك أنّه جوّز التّوسّل به بمعنى الإقسام أو السّؤال به فليسمعه
في ذلك نقل عن مالك وأصحابه . ثمّ يقول : ولم يقل أحد من أهل العلم : إنّه
يسأل اللّه تعالى في ذلك لا بنبيّ ولا بغير نبيّ . وكذلك من نقل عنمالك
أنّه جوّز سؤال الرّسول أو غيره بعد موتهم أو نقل ذلك عن إمام منأئمّة
المسلمين - غير مالك - كالشّافعيّ وأحمد وغيرهما فقد كذب عليهم . ثمّ يقرّر ابن تيميّة أنّ هذه المسألة خلافيّة وأنّ التّكفير فيها حرام
وإثم
. ويقولبعد ذكر
الخلاف في المسألة : ولم يقل أحد : إنّ من قال
بالقول الأوّل فقدكفر ، ولا
وجه لتكفيره ، فإنّ هذه مسألة خفيّة ليست أدلّتها جليّة ظاهرة ،والكفر
إنّما يكون بإنكار ما علم من الدّين بالضّرورة ، أو بإنكار الأحكامالمتواترة
والمجمع عليها ونحو ذلك . بلالمكفّر بمثل
هذه الأمور يستحقّ من غليظ العقوبة والتّعزير ما يستحقّهأمثاله
من المفترين على الدّين ، لا سيّما مع قول النّبيّ صلى الله عليهوسلم : « أيّما
رجل قال لأخيه : يا كافر فقد باء به أحدهما » .
jamel feriani-
- عدد المساهمات : 304
العمر : 45
المكان : قفصة
نقاط تحت التجربة : 11633
تاريخ التسجيل : 27/07/2009
رد: تحقيق يمس القلب
لم أفهم بصراحة المغزى من التعقيبين للأخوين أبي حيدر وجمال الفرياني بنقل الأول رأي بن تيمية ومباركة الثاني له لو تأمّلنا وتدبرّنا أصل الموضوع للاحظنا أنه رأي مختلف فيه ولكلّ أدلّته حسبما يفهم وما يرجّح إذا فلا فائدة من ذكر الرأي الآخر خاصة وأنّ صاحب أصل الموضوع تطرّق لذلك وتعرّض لدوافع الرأي المخالف وعالجها بما رأى وفهم معللا رأيه بما يجعله معتمدا كرأي مخالف أما أن نفرض على الناس وجهة نظرنا هذا إن صحّ أنها وجهة نظر لكن الكثير للأسف يقلّدون أئمّتهم دون مراعات قوة حجّتهم من ضعفها ولذلك ترى الكثير على منهج إمامه ولا تجد له خروج عن كل ما يراه حتى وإن تراجع الإمام عن رأي ولم يبلغه ذلك تجده على السّابق من المحافظين لذلك ليس من الصعب أن ننقل رأي إمام ما لم نعمل عقولنا في ما رأوه معتمدين على التثبت في مواطن استدلالهمابومحمد كتب:
هل يجوز للإنسان المسلم أن يقول : المدد يارسول الله أو ياعبد القادر ونحو ذلك ؟؟؟ الجواب بقلم الدكتور محمود أحمد الزين : هذه المسألة متفرعة عن مسألة الاستغاثة بالمخلوق ، وقد كتبت عنها في رسالتي (( التوسل في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه )) لإن الأدلة الشرعية دلت على أن الاستغاثة نوع من التوسل ، كما يظهر من عرض هذه الأدلة إن شاء الله تعالى .
ولايمكن معالجة هذه المسألة إلا بعد تفهم لفظ الاستغاثة واستعمالاته الشرعية ،
أما في اللغة فيأتي لفظ الاستغاثة بمعنى طلب الإعانة وبناء على ذلك فإن الاستغاثة بالمخلوف فيما يقدر عليه متفق على جوازها كما جاء في القرآن الكريم في بعض أخبار سيدنا موسى عليه السلام : فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ (15القصص)
ومن جملة مايقدر عليه : المخلوق الدعاء والشفاعة ،، وقد جاء في حديث الشفاعة يوم القيامة رواية عند البخاري لفظ : (( استغاثوا بآدم )) (البخاري بَاب مَنْ سَأَلَ النَّاسَ تَكَثُّرًا 5/324) أي طلبوا الشفاعة
وتكرر هذا اللفظ مع ذكر جماعة من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، والاستغاثة هنا بمعنى طلب الإعانة ، وصورة الإعانة : أن يطلب الأنبياء من الله تعالى نهاية موقف الحشر وبدء الحساب ، وهذا هو معنى الشفاعة ومعنى الدعاء لغيرهم إذ إن الطلب من الخالق هو حقيقة الدعاء .
ولفظ وفعل الاستغاثة هذا جائز ولا يمكن أن يقول ذو علم إنه محرم فضلاً عن أن يقول : إنه من الشرك بالله تعالى بعدما ثبت في صحيح البخاري
فالاستغاثة بمعنى طلب الشفاعة والدعاء لاغبار عليه ولكن يقع الإشكال في غير ذلك فهل يمكن مثلاً أن يقول أحد الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم : اغفر لي أو أدخلني الجنة أو نجني من النار أو اشفني من مرضي أو نحو ذلك من الأمور التي لايقدر عليها إلا الله بمعنى اسأل الله لي أن يفعل ذلك أي أن يقصد بهذا الكلام طلب الدعاء بقضاء حاجته وهل هذا أمر جائز ؟؟؟
الواقع أن أمثال هذا الطلب من النبي صلى الله عليه وسلم قد ثبت بروايات صحيحة ، ولابد من تفسيرها بمعنى صحيح يوافق مراد الشرع لإنها مروية في السنة النبوية ، وبذلك يعرف المسلم مايجوز ومالايجوز ، وفي هذا يقول الصحابي ربيعة بن كعب الأسلمي للنبي صلى الله عليه وسلم : (( أسألك مرافقتك في الجنة )) كما جاء في ( صحيح مسلم باب فضل السجود والحث عليه 3/40) 754 ودخوله هو بيد الله عزوجل لايقدر عليه إلا هو سبحانه ، ومادام هذا القول ثبت وهو في السنة فهو جائز حتماً وليس محرماً ولاشركاً فرسول الله صلى الله عليه وسلم لايقر أحداً على الكلام المحرم وإن كان شركاً فهو أولى بالإنكار. وإذا كان جائزاً بإقرار النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينبغي الاعتراض عليه حتى ولابالقول أنه ترك الأفضل لإنه لو كان فيه أي مخالفة شرعية مهما قلّت لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبه قائله على ذلم كأن يقول له : دع هذا وإن كان صحيحاً لإنه يوهم غير الصواب
ولهذا الحديث حسب مايدل لفظه معنيان صحيحان ويحتمل معنى ثالثاً وهو باطل وإن احتمله اللفظ لإنه لايوافق الشرع
المعنى الأول وهو الأقرب إلى المقصود هو أنه يعني بهذا الكلام (( أسألك أن تدعو الله لي أن يجعلني رفيقك في الجنة )) أي هو توسل بطريق طلب الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم وهذا التوسل متفق على مشروعيته .
والمعنى الثاني _وهو أقرب إلى ظاهر اللفظ _ هو أن يدخله النبي صلى الله عليه وسلم الجنة برفقته لكن بإذن الله تعالى ، وإذا جاز أن يحيي نبي الله عيسى الموتى بإذن الله ، ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله ولايكون ذلك شركاً ولامحرماً فأيسر منه في الجواز أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم فرداً من أمته الجنة بإذن الله كماجاء في عدد من أحاديث الشفاعة يوم القيامة ، كقوله تعالى له صلى الله عليه وسلم : (( أدخل من أمتك الجنة من لاحساب عليهم من الباب الأيمن)) ( البخاري : ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا 4343) فهذا الدخول إلى الجنة أيضاً بطلب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك من الله تعالى لهذا الصحابي أو يكون ذلك بإذن سابق من الله تعالى دون طلب النبي صلى الله عليه وسلم
والمعنى الثالث مما يحتمله لفظ حديث (( أسألك مرافقتك في الجنة )) وهو باطل ولايخطر في بال مسلم أن يريده هو : أن يفعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بدون إذن الله تعالى ، فكل مسلم يعلم ضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء لايشفعون عند الله إلا بإذنه ولايفعلون شيئاً في ملكه إلا بإذنه سبحانه وتعالى ، ومن اتهم أحداً من المسلمين بأنه يقصد هذا المعنى يقال له :" هلا شققت عن قلبه " كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأسامة بن زيد رضي الله عنه حين زعم أن رجلاً كافراً قال لاإله إلا الله إنه قال ذلك لينجو من القتل ، وإذا كان هذا الاحتمال باطلاً ولايخطر في بال المسلمين فلا ينبغي أن يقال لأحد منهم إنك تقصد معنى الكفر وأنت بسبب هذا القول كافر بل لاينبغي لأحد أن يزعم أن الأولى أن نتجنب هذه الألفاظ لإنها توهم معنى باطلاً ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أحرص منا على التوحيد ولم يقل لمن تكلموا بها اتركوها .
وكما جاء هذا اللفظ وأقره النبي صلى الله عليه وسلم كذلك ثبت عن سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه قوله للنبي صلى الله عليه وسلم (( أشترط أن تَغْفر لي ما أوضعت من صد عن سبيل الله ) (مسند أحمد 36-178-17109) رواه الإمام أحمد في مسنده بالتاء أي أنت تغفر لي ، ورواه الإمام مسلم في بَاب كَوْنِ الْإِسْلَامِ يَهْدِمُ مَا قَبْلَهُ وَكَذَا الْهِجْرَةِ وَالْحَجِّ بلفظ (( أن يغفر لي )) بصيغة البناء للمجهول وليست رواية مسلم أو ثق من الإمام أحمد بل العكس هو الصحيح ، وقد قال العلماء : معناهما واحد ، ولم يقولوا نرجح رواية مسلم ونترك رواية أحمد ، ولاشك أن مغفرة الذنوب من خصائص الله تعالى لا يقدر عليها النبي صلى الله عليه وسلم إلا بطلبها من الله أو بإذن من الله تعالى دون طلب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن جاءت الكلمة على هذا الوجه وهو أسلوب معروف لغة وشرعاً .
وقد شرح النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب في حديث أصحاب الأخدود وهو في صحيح مسلم ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الغلام الذي آمن على يد الراهب فجعله الله تعالى مستجاب الدعوة : (( فأصبح الغلام يشفي من العمى والبرص وسائر الأدواء ))صحيح مسلم : بَاب قِصَّةِ أَصْحَابِ الْأُخْدُودِ وَالسَّاحِرِ وَالرَّاهِبِ وَالْغُلَامِ 14- 292) فنسب الشفاء إلى الغلام ، ثم روى عن الغلام مايشرح مراده صلى الله عليه وسلم بذلك حيث قال جليس الملك حين عمي : (( يابني لك ماههنا إن أنت شفيتني ) فقال الغلام : (( ياعم أنا لاأشفي أحداً إنما يشفي الله تعالى فإن أنت آمنت به دعوته فشفاك )) فأوضح له أن الشافي الحقيقي هو الله تعالى ، وأن مايفعله الغلام ماهو إلا دعاء الله تعالى فتبين بذلك أن نسبة الشفاء إلى الغلام في أول كلام النبي صلى الله عليه وسلم إنما هي بمعنى أنه سبب الشفاء بواسطة دعاء الله تعالى فإذا قارن الإنسان هذا الحديث بحديث ربيعة بن كعب (( أسألك مرافقتك في الجنة )) وبحديث عمرو بن العاص : (( أشترط أن تغفر لي ماأوضعت من صد عن سبيل الله ) تبين له أن طلب الحاجة التي لايقدر عليها إلا الله معناه طلبها من الله تعالى بدعائه صلى الله عليه وسلم وهو جائز كما دلت هذه الأحاديث
ولو جاء إليه صلى الله عليه وسلم صحابي فقال له :(( المدد يارسول الله )) وأراد به معنى العون بواسطة الدعاء كان ذلك صحيحاً لغة وشرعاً كما يفهم من هذه الأحاديث ، لإن هذا هو الذي يقدر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا الأسلوب أي : نسبة فعل الخالق إلى المخلوق المتسبب ثابتة في القرآن حتى في الكلمة الواحدة كقول جبريل عليه السلام :(( إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً)) وفي قراءة من القراءات السبع (( ليهب )) وقد بينته في رسالتي ( التوسل ) .
فإذا قال قائل : هذا جائز في حياته أما بعد موته صلى الله عليه وسلم فلا يجوز ؟!
فجوابه من وجهين :
الأول : هو أن يقال له : إن مسائل الشرك لافرق فيها بين حي وميت فكما لايجوز أن يقول أحد للنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته أنت ربي لايجوز أن يقوله في حياته صلى الله عليه وسلم .
الثاني : أنه مادام هذا القول (( أسألك مرافقتك في الجنة وأشترط أن تغفر لي ، والمدد يارسول الله )) مادام بمعنى طلب الدعاء فهذا ليس شركاً لإنه يخاطب به المخلوق كأنك قلت له : ادع لي بكذا ، ولايصح أن تقول لله تعالى : ادع لي . ولو اعتمدنا على القول بأن الموتى لايسمعون فلا يكون هذا شركاً لإنك تخاطبه صلى الله عليه وسلم بطلب الدعاء وهو من خصائص المخلوق وليس من خصائص الخالق سبحانه ، ولكن إذا اعتمدت على رأي من يقول (( إن الموتى لايسمعون )) نقول له: إن قولك لايفيد لإنه لايسمعك أو تزعم أن الميت لايدعو وهذا زعم يخالف صريح الأدلة
ثم إنك تبني هذا على القول بأن الموتى لايسمعون ، وأكثر الأئمة على أنهم يسمعون حتى قال ابن القيم : (( تواترت الأخبار عن السلف بذلك)) ، وقد شرح المسألة صاحب تفسير أضواء البيان شرحاً مفصلاً ، وذكرت الأدلة في رسالتي : (( التوسل في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه )) بإيجاز كما ذكرت في هذه الرسالة الأدلة على أن الموتى يدعون لأنفسهم ولغيرهم
وعلى كل حال فليس من حق أحد إذا ترجح عنده قول أن يلزم الناس ويتهمهم إذا لم يقنعوا بدليله أنهم مبتدعون أو مشركون ، فإن أصر على ذلك فيقال له : إذن فاحكم بالفسق والضلال على من قال ذلك من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يوم الناس هذا ، والمسائل الاجتهادية لو أن الإنسان فسّق مخالفه فيها لفسق كل العلماء .
وماذا يقول عن نفسه إذا تبين له أنه أخطأ في اجتهاده سابقاً ، فإن قال أنا لاأبدع أولئك لإنهم قالوا ذلك عن اجتهاد ، والذين يقولونه اليوم يقولونه عن جهل وعصبية ، وجواب هذا الكلام أن يقال له : من كان دون أهلية الإجتهاد فقد قلد العلماء الذين أجازوا ذلك ، ومن كان من أهل الاجتهاد قاله بقناعته ، أما زعمك أنهم قالوه عصبية فيقال لك ماقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم : هلاّ شققت عن قلبه
ومسألة أخرى تحتاج إلى الإيضاح في هذا الموضوع وهي : أن بعض الناس يقول : (( إن الصحابة حين انقطع عنهم المطر لم يطلبوا الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم فدل على أن ذلك لا يجوز )) وجواب هؤلاء من وجهين :
أولهما : أن بعضهم طلب الدعاء منه صلى الله عليه وسلم ، وقد بينت ذلك في رسالة التوسل
وثانيهما : أنه لو افترضنا أنهم لم يطلبوا الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم فلا يدل على منعه لإن فعل أحد الأمرين المشروعين لايدل على منع الآخر كما أن التوسل بالأسماء الحسنى لايدل على منع التوسل بطلب الدعاء من الصالحين الأحياء . وقد وضحت ذلك بالأدلة في رسالة التوسل
ثم إن هذا الشرط _ وهو ادعاء أن الحديث لايعمل به حتى يروى عمل الصحابة به شرط باطل ماقال به أحمد _ ولو كان واجباً لكان كل حديث لايعمل به حتى يثبت عمل الصحابة به ، واشتراط ذلك يجعل السنة تابعة لعمل الصحابة ، والمطلوب هو العكس ، ثم هذا خلط بين مسالتين عدم رواية فعلٍ عن الصحابة فهذا لايدل على تركهم الحديث وبين مسألة مخالفتهم للحديث أي أن يفعلوا أويقولوا كلهم خلافه فهذا إجماع أما ذاك فهو عدم علم بقبولهم إنما هو سكوت والسكوت لايعارض به قول عالم فكيف يرد به الحديث الشريف .
ومن الجوانب المهمة في هذه المسألة _ ولم أذكرها في رسالة التوسل_ أن بعض المعترضين يقولون : لوسلمنا لكم أن الموتى يسمعون فهم يسمعون من الأماكن القريبة ، أما السماع من الأماكن البعيدة فلا دليل عليه فلا يجوز أن يقال للنبي أو الرجل الصالح بعد الموت ومن مسافة بعيدة : المدد أو أن يقال له : اقض حاجتي في الأمر الفلاني .
وجواب هذا هو أن التأمل في الأدلة يدل على أن المسافة البعيدة كمثل القريبة ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم حين كان يأتي البقيع فيسلم على أهله يوجه سلامه إلى جميعهم من كان قريباً ومن كان بعيداً ولو صح أن يقاس على حال الحياة الدنيا لم يصح ذلك ، بل لو وقف الإنسان عند القبر وسلم فإن حاجز التراب الكثير مانع _ لو كان الأمر على ماكان عليه في الدنيا _ فلما كان يسمع رغم وجود هذا الحاجز الغليظ جداً دل على أن الحواجز المادية لاتمنعهم من السماع ( وهذا كله على قول الأكثرين بأن الموتى يسمعون )
وكذلك نداء هود وشعيب عليهما السلام لقومهما بعد الهلاك بقولهما : يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (الأعراف79)
وكل منهما يخاطب قوماً كثيرين متناثرين في أماكن كثيرة متباعدة أو قريبه في بلديهما ، وكل ذلك يدل على أن المسافة البعيدة لاتحجب الصوت عن الأموات.
وهذا شيء واضح ولكن الذين ينكرون على الناس في هذه المسألة يريدون من الناس كلهم ألا يفهموا إلا مثل فهمهم ويضللونهم بناء على ذلك ، والناس يرونهم أحياناً كثيرة يغيرون فهمهم وأحكامهم حتى في صحة الأحاديث وضعفها ، فهل يحكمون على أنفسهم فيما فهموه سابقاً بالضلال وهل يوجبون على الناس أن يتابعوهم في الفهم الثاني وإلا فهم ضلال ، ومعنى ذلك أنهم هم ميزان الدين من خالفهم خالف الدين فأي زعم هذا ؟؟؟؟؟!!!!
والسلام
ابومحمد-
- عدد المساهمات : 1400
نقاط تحت التجربة : 13636
تاريخ التسجيل : 01/02/2008
رد: تحقيق يمس القلب
يا أخ أبو محمد لماذا لم يفعل ذالك الصحابة و يستغيثوا بالرسول بعد مماته ؟فالاستغاثة بمعنى طلب الشفاعة والدعاء لاغبار عليه ولكن يقع الإشكال في غير ذلك فهل يمكن مثلاً أن يقول أحد الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم : اغفر لي أو أدخلني الجنة أو نجني من النار أو اشفني من مرضي أو نحو ذلك من الأمور التي لايقدر عليها إلا الله بمعنى اسأل الله لي أن يفعل ذلك أي أن يقصد بهذا الكلام طلب الدعاء بقضاء حاجته وهل هذا أمر جائز ؟؟؟
فعندما قام الرجل وقال ماشاء الله وشئت يا رسول الله قال عليه الصلاة و السلام قال : " أجعلتني لله ندا ؟! قل ما شاء الله وحده " .رواه احمد في مسنده .
فالرجل لم يقصد ان يجعل الرسول عليه الصلاة و السلام ندا للله و لكن الرسول ناهه عن هذا اللفظ ولذلك يجب أن نتخيركلامنا حتى يكون كما يريده الله ونبين لجاهل جهله و نصحح له فالنية و القصد يجب أن يكون لفضهما كما يريد الشرع .
يا أخي الامرواضح لماذا لا ندعوا الله و حده و نستغثوه و حده (فيما لا يقدرعليه البشر) كما كان يفعل الرسول عليه الصلاة و السلام و أصحابه وندخل في متهات لا حصر لها
قــال تعــالى :{ ادعوني استجب لكم }
فكل ما عليك أن تدعو الله بالأسماء الحسني و تثني عليه و تصلي علي الرسول عليه الصلاة و السلام و تطلب حجتك وتصلي علي الرسول عليه الصلاة و السلام و تختم بالحمد . كما يكون أحسن ان تتخير الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء ك 1/3 الخير من الليل ...و الأدعيا المأثورة عن الرسول مثل حيدث النبوي المهم جدا حدثنا محمد بن يحيى حدثنا محمد بن يوسف حدثنا يونس بن أبي إسحق عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه عن سعد قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له .
فالأمر بسيط وسهل أنترك الواضح و الأكيد و المتفق عليه ونذهب الى المتشابه و الشكوك .
هذا والله أعلم فإن كان صواباً فمن ربي سبحانه وإن كان خطاً فمن نفسي والشيطان
jamel feriani-
- عدد المساهمات : 304
العمر : 45
المكان : قفصة
نقاط تحت التجربة : 11633
تاريخ التسجيل : 27/07/2009
رد: تحقيق يمس القلب
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة و السلام على حبيبه و صفيه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين ....كتبت ونوقشت هذه الافكار والمواضيع في العديد من المجالات... والخص ذلك باذن الله و حوله فيما يلي......لقد قامت الحرب على رسول الله منذ ولادته و اول من حاربه اقاربه و بنو اعمامه و اهل مكة ... وبعد فتح مكة و(اسلام) ابو سفيان و رفقائه اخذت الحرب منحنى اخر فاصبح عدو الاسلام الاول المنافقون...الذين اتخذوا من مكة مقرا لهم وفضحهم القرءان و بعد انتقال النبئ (ص) ارتدوا و حاربهم الصديق و سعوا الى قتل الصحابة الكرام و نجحوا في اشعال الفتنة بين معاوية و علي ...واصبح سلاحهم التكفير لكل من يخالفهم الرئ و الى يومنا هذا يحاربون الرسول و احبابه بتعلة التوحيد جعل الله كيدهم في نحورهم هؤلاء علماء السلاطين http://www.google.fr/url?sa=t&source=web&ct=res&cd=2&ved=0CBUQFjAB&url=http%3A%2F%2Fforums.ozkorallah.com%2Ff11%2Fozkorallah13762%2F&rct=j&q=%D8%B9%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A1+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D9%86&ei=vz2vS-ajIcvF4gaEtaTqDw&usg=AFQjCNHQJ46GjJxEmb5_tJ-UCiZTONS8Ew
abouimed-
- عدد المساهمات : 2452
العمر : 60
المكان : القصرين
المهنه : ولد القصرين و يرفض الذل
الهوايه : الحرية ضاهر و باطن
نقاط تحت التجربة : 15152
تاريخ التسجيل : 28/01/2010
رد: تحقيق يمس القلب
abouimed كتب:بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة و السلام على حبيبه و صفيه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين ....كتبت ونوقشت هذه الافكار والمواضيع في العديد من المجالات... والخص ذلك باذن الله و حوله فيما يلي......لقد قامت الحرب على رسول الله منذ ولادته و اول من حاربه اقاربه و بنو اعمامه و اهل مكة ... وبعد فتح مكة و(اسلام) ابو سفيان و رفقائه اخذت الحرب منحنى اخر فاصبح عدو الاسلام الاول المنافقون...الذين اتخذوا من مكة مقرا لهم وفضحهم القرءان و بعد انتقال النبئ (ص) ارتدوا و حاربهم الصديق و سعوا الى قتل الصحابة الكرام و نجحوا في اشعال الفتنة بين معاوية و علي ...واصبح سلاحهم التكفير لكل من يخالفهم الرئ و الى يومنا هذا يحاربون الرسول و احبابه بتعلة التوحيد جعل الله كيدهم في نحورهم هؤلاء علماء السلاطين http://www.google.fr/url?sa=t&source=web&ct=res&cd=2&ved=0CBUQFjAB&url=http%3A%2F%2Fforums.ozkorallah.com%2Ff11%2Fozkorallah13762%2F&rct=j&q=%D8%B9%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A1+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D9%86&ei=vz2vS-ajIcvF4gaEtaTqDw&usg=AFQjCNHQJ46GjJxEmb5_tJ-UCiZTONS8Ew
شوف هنك فرق بين إنسان يعتقد شئ و يدافع عنه بالحجة و ربما يصيب و يخطئ مثل أبو محمد
و إنسان مثلك مع كل أسف أتجنب المناقشة معه لعلمي أنك بعيد كل البعد عن العلم و الفهم و الغالب أنك خارج الموضوع في اغلب ردودك
رجاء من الادارة التنبيه إلى ما تقوم به و التلميح الى مواضيع قد تم النقاش فيها و بين كل واحد موقفه و إعتقاده وبأني والعلماء الذين إتهمتهم بالباطل أترك ذلك للله ليحسبك عليه أنهم أجمعوا على تكفير من عرف الحق و تبين له و عرفه و قام بنكرانه و محرابته انكرا و جحودا هذا
و بناء على ذلك على الادرة أن تتخذا منك موقف لأنك تميع المواضيع و تخرجها عن مو ضوعها وأنا واحد من الأعضاء أحترم جميع من يخالفني إذا ناقش عن فكرته و معتقده بفهم و حجة التى أقنعته و ليس مقلد أعمى و تعصب جاهل .
jamel feriani-
- عدد المساهمات : 304
العمر : 45
المكان : قفصة
نقاط تحت التجربة : 11633
تاريخ التسجيل : 27/07/2009
رد: تحقيق يمس القلب
تحدثنا عن اعداء رسول الله ... تحدثنا عن اتباعهم من المنافقين عن علم وعن جهل ... اين المشكل؟؟ تقول (شوف هنك فرق بين إنسان يعتقد شئ و يدافع عنه بالحجة و ربما يصيب و يخطئ مثل أبو محمد
و إنسان مثلك مع كل أسف أتجنب المناقشة معه لعلمي أنك بعيد كل البعد عن العلم و الفهم و الغالب أنك خارج الموضوع في اغلب ردودك
رجاء من الادارة التنبيه إلى ما تقوم به و التلميح الى مواضيع قد تم النقاش فيها و بين كل واحد موقفه و إعتقاده
وبأني والعلماء الذين إتهمتهم بالباطل أترك ذلك للله ليحسبك عليه أنهم
أجمعوا على تكفير من عرف الحق و تبين له و عرفه و قام بنكرانه و محرابته
انكرا و جحودا هذا
و بناء على ذلك على الادرة أن تتخذا منك
موقف لأنك تميع المواضيع و تخرجها عن مو ضوعها وأنا واحد من الأعضاء أحترم
جميع من يخالفني إذا ناقش عن فكرته و معتقده بفهم و حجة التى أقنعته و ليس
مقلد أعمى و تعصب جاهل) .
وللادارة و اعضاء المنتدى اراؤهم فنحترمها و لا اضن ان احدا منهم يدافع عن علماء السلاطين و لم اسئ الادب مع العلماء الاجلاء العاملين بما علموا و المخلصين في اعمالهم.... اما احتسابك صمن العلماء ؟؟؟ و اتهامي لك ؟؟؟ و اقر اني لست بالعالم و لست افتي او اكفر و لست جاسوس
و إنسان مثلك مع كل أسف أتجنب المناقشة معه لعلمي أنك بعيد كل البعد عن العلم و الفهم و الغالب أنك خارج الموضوع في اغلب ردودك
رجاء من الادارة التنبيه إلى ما تقوم به و التلميح الى مواضيع قد تم النقاش فيها و بين كل واحد موقفه و إعتقاده
وبأني والعلماء الذين إتهمتهم بالباطل أترك ذلك للله ليحسبك عليه أنهم
أجمعوا على تكفير من عرف الحق و تبين له و عرفه و قام بنكرانه و محرابته
انكرا و جحودا هذا
و بناء على ذلك على الادرة أن تتخذا منك
موقف لأنك تميع المواضيع و تخرجها عن مو ضوعها وأنا واحد من الأعضاء أحترم
جميع من يخالفني إذا ناقش عن فكرته و معتقده بفهم و حجة التى أقنعته و ليس
مقلد أعمى و تعصب جاهل) .
وللادارة و اعضاء المنتدى اراؤهم فنحترمها و لا اضن ان احدا منهم يدافع عن علماء السلاطين و لم اسئ الادب مع العلماء الاجلاء العاملين بما علموا و المخلصين في اعمالهم.... اما احتسابك صمن العلماء ؟؟؟ و اتهامي لك ؟؟؟ و اقر اني لست بالعالم و لست افتي او اكفر و لست جاسوس
abouimed-
- عدد المساهمات : 2452
العمر : 60
المكان : القصرين
المهنه : ولد القصرين و يرفض الذل
الهوايه : الحرية ضاهر و باطن
نقاط تحت التجربة : 15152
تاريخ التسجيل : 28/01/2010
رد: تحقيق يمس القلب
يا أخي نحن نتحدث في موضوع وأنت تلمح و تدخل موضوع أخر فما دخل علماء السلاطين ؟ ومن تحدث عنهم . وبمن تقصد علماء لسلاطين
ما دخل انك جاسوس
لا حول لا قوةالا بالله أسف اخي إفعل ما تريد و قل ماشئت.
ما دخل انك جاسوس
لا حول لا قوةالا بالله أسف اخي إفعل ما تريد و قل ماشئت.
jamel feriani-
- عدد المساهمات : 304
العمر : 45
المكان : قفصة
نقاط تحت التجربة : 11633
تاريخ التسجيل : 27/07/2009
مواضيع مماثلة
» القلب هو القلب و القبر صندوق العمل
» كلام من القلب الى القلب
» ثورة تحقيق المستحيل
» طرق نجاح النساء في تحقيق التوازن
» هل لدي موقع وتريد تحقيق الف دولار منه ؟
» كلام من القلب الى القلب
» ثورة تحقيق المستحيل
» طرق نجاح النساء في تحقيق التوازن
» هل لدي موقع وتريد تحقيق الف دولار منه ؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى