خَديجَة بِنتُ خُوَيلِد
صفحة 1 من اصل 1
خَديجَة بِنتُ خُوَيلِد
خَديجَة بِنتُ خُوَيلِد
رَضِيَ الله عنها
إشراف
وتحرير الأستاذ: خالد خميس فـراج
نسبها ونشأتها:
هي
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى قصي بن كلاب القرشية الأسدية ، ولدت سنة 68 قبل الهجرة (556 م). تربت وترعرعت في بيت مجد ورياسة، نشأت على
الصفات والأخلاق الحميدة، عرفت بالعفة والعقل والحزم حتى دعاها قومها في الجاهلية
بالطاهرة ، وكانت السيدة خديجة تاجرة، ذات مال،
تستأجر الرجال وتدفع المال مضاربة، وقد بلغها عن رسول الله e أنه كان صادق أمين، كريم الأخلاق، فبعثت إليه وطلبت منه أن يخرج
في تجارة لها إلى الشام مع غلام لها يقال له ميسرة. وقبل رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، وربحت تجارتها ضعف ما كانت تربح. أخبر الغلام ميسرة السيدة خديجة عن أخلاق
رسول الله e ، فدست له من عرض عليه الزواج منها، فقبل الرسول صلى الله عليه
وسلم ، فأرسلت السيدة خديجة إلى عمها عمرو بن أسعد بن عبد العزى، فحضر وتزوجها
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان لها من العمر أربعين سنة ولرسول الله
e خمس وعشرون سنة.
السيدة
خديجة - رضي الله عنها - كانت أول امرأة تزوجها الرسول ، صلى الله عليه وسلم،
وكانت أحب زوجاته إليه، ومن كرامتها أنها لم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت [. أنجبت
له ولدين وأربع بنات وهم: القاسم (وكان يكنى به)، وعبد الله ، ورقية وزينب وأم
كلثوم وفاطمة .
إسلامها:
عندما
بعث الله – سبحانه وتعالى – النبي e كانت السيدة خديجة – رضي الله عنها- هي أول من آمن بالله ورسوله،
وأول من أسلم من النساء والرجال، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم والسيدة خديجة
يصليان سراً إلى أن ظهرت الدعوة. تلقى رسو الله e كثيراً من التعذيب والتكذيب من قومه، فكانت السيدة خديجة t
تخفف عنه وتهون عليه ما يلقى من أكاذيب المشركين من قريش. وعندما انزل الله –
سبحانه وتعالى – الوحي على الرسول - صلى الله عليه وسلم -قال له ( اقرأ بسم
ربك الذي خلق ( فرجع مسرعاً إلى السيدة خديجة وقد كان ترجف بوادره، فقال : "
زملوني " ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال : " مالي يا خديجة؟ "
وأخبرها الخبر وقال: " قد خشيت على نفسي " ، فقالت له : كلا، أبشر،
فوالله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتعين على
نوائب الحق. وانطلقت به إلى ابن خمها ورقة بن نوفل بن أسد، وهو تنصر في الجاهلية،
وكان يفك الخط العربي، وكتب بالعربية بالإنجيل ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا قد
عمى، فقالت : امع من ابن أخيك ما يقول، فقال: يا ابن أخي ما ترى؟، فأخبره، فقال:
هذا الناموس الذي أنزل على موسى .
منزلتها عند رسول الله :
كانت
السيدة خديجة امرأة عاقلة، جليلة، دينة، مصونة، كريمة، من أهل الجنة، فقد أمر الله
– تعالى – رسوله أن يبشرها في الجنة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
كان
رسول الله e يفضلها على سائر زوجاته، وكان يكثر من ذكرها بحيث أن عائشة كانت
تقول : ما غرت على أحد من نساء النبي e ما غرت على خديجة وما رأيتها، ولكن كان النبي e
يكثر من ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما
قلت له كأنه لم يكن في الدنيا إلا خديجة، فيقول إنها كانت وكان لي منها ولد.
وقالت
عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخرج من البيت
حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها، فذكر خديجة يوما من الأيام فأدركتني الغيرة
فقلت هل كانت إلا عجوزاً فأبدلك الله خيراً منها، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من
الغضب ثم قال: لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمن بي إذ كفر الناس، وصدقتني
إذ كذبني الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني النساء، قالت عائشة: فقلت في
نفسي لا أذكرها بسيئة أبدا ً.
منزلتها وسيرتها الحسنة مثلاً يضرب به
وقد لقبت رضي الله عنها
أيضا بسيدة نساء قريش , ولا تٌلقب بهذا اللقب إلا من حازت صفة الكمال – ولله المثل الأعلى - وأجمع الناس على ما
امتازت به خلْقَاً و
خٌلٌقاً , ولم تحد قيد أنملة عن الصفات التي أجمع عليها المجتمع , وصار ظاهرها كباطنها , فليس فيها خليقة تخفيها عن الناس ,
وليس لها مأرب خاص , فلم تستبعدها التجارة , ولم يستهوها المال فيتحكم في
خصالها الحميدة , ويجعلها
أحياناً تخضع لتحقيق رغبة , أو لتجني ثمرة , وإنما هي التي تٌخضِعٌ كل هذا لعاطفة سامية , ذلك لأن نفسها كانت مشغولة عن
الناس , وعن التحدث في أمورهم , بالبحث والسؤال عما وراء هذه الحياة ,
كانت تسأل عن الرسل الذين أرسلوا , وعن الرسول الذي سيرسله الله لهداية
الناس , وعن وجود الإله العظيم , المستحق للعبادة دون سواه عز وجل ,
والذي ينبغي السجود والخضوع له , يساعدها في هذا التفكير نفسها الصافية ,
وذكاؤها المتوقد ,
فقد روي أنها رضي الله عنها كانت دائمة الحديث مع ابن عمها ورقة بن نوفل عن الرسول الذي
سيرسله الله لهداية الخلق , وهل قرب زمنه ؟ وهل ستراه ؟ لقد أبعدها كل هذا عن اللغو والفضول من سير الناس ,
وارتفع بها إلى مقام محمود .
وكان
لمكة البيئة التي نشأت فيها السيدة خديجة رضي الله عنها تأثير كبير في نشأتها , حيث يجتمع
في مكة التجارة من الشمال إلى الجنوب , وهي مرسى لقوافل التجارة هذه , فيجتمع الناس من رجال ونساء مع احتفاظ
المرأة المكية بكبريائها وعزتها وكرامتها , واحترام كل الواردين إلى مكة
لشخصيتها كل ذلك ساعد على توسيع مدارك السيدة خديجة رضي الله عنها , وقوى
فهمها للأمور , وزاد علمها
ومعرفتها , فأصبحت في مجتمعها محترمة الرأي , معززة الجانب , فأدلت بدلوها في الحياة العامة , وكان في مقدمتها حرفة الناس
في ذلك الوقت وهي التجارة .
فلا
عجب أن نرى السيدة خديجة رضي الله عنها مثلاً أعلى لهذه البيئة في كل ما عملت , وكل ما أقدمت
عليه , وكانت سيرتها الحسنة مثلاً يضرب به .
وفاتها:
توفيت
السيدة خديجة ساعد رسول الله e الأيمن في بث دعوة الإسلام قبل هجرته إلى المدينة المنورة بثلاثة
سنوات، ولها من العمر خمس وستون سنة، وأنزلها رسول الله e بنفسه في حفرتها وأدخلها القبر بيده، وكانت وفاتها مصيبة كبيرة
بالنسبة للرسول - صلى الله عليه وسلم- تحملها بصبر وجأش راضياً بحكم الله –
سبحانه وتعالى ،
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16466
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى