إليك أخي/أختي
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
إليك أخي/أختي
إليك أخي/أختي
--------------------------------------------------------------------------------
أخي الحبيب .. إليك هذه الكلمات التي خرجت من قلبي فلعلها تصل إلى قلبك،
وامتزجت بروحي فلعلها تمتزج بروحك ..
كتبتها بمداد المحبة والصفاء، والنصح والوفاء، فلعلها لاتجد عن نفسك الصافية مصرفا.
أخي .. إني لا أعرفك، وأنت لاشك لا تعرفني،
لكنّ الذي جعلني أكتب إليك هو ذلك الشيء الذي وضعته فوق منزلك ..
يناطح السحاب ويعانق السماء ، ويفتح قلبه لكل وافد، ويصافح بيديه كل قادم ..
قد مد قامته بكل فخر وسرور، وقد رفع رأسه بكل تكبر وغرور.
ثم جلست داخل منزلك كهيئة وقوفه هو خارجه ..!!
فاتكأت على مالطف من الفرش ورقَّ، واسترخيت على السندس والإستبرق،
وأمرت بالمرطبات، وأصناف المأكولات،وأغلقت النوافذ والأبواب،
وتعطرت بالعطور وأنواع الأطياب .. ثم .. تناولت مفتاح الجهاز بيدك، فقلبته كيفما شئت،
ونفسك الأمارة تقول لك .. من مثلك؟ نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
هاهو العالم بين يديك فتجول فيه أنى أردت .
فأخذت تتنقل ووجهك تعلوه الابتسامة، ونظراتك تطارد المشاهد المكشوفة،
ولعابك يسيل على المناظر الفاضحة، فمن فيلم إلى مسرحية، ومن رقصة إلى أغنية،
ومن ذنب إلى معصية، ومن صغيرة إلى كبيرة .
فتشاهد في هذه الشاشة البيضاء، ما ينكت في قلبك النكتة السوداء،
فتتوالى هذه النقط السوداء على قلبك الأبيض، حتى يغلب السواد على البياض،
فيموت قلبك، ويبقى جسمك، فتكره كل خير، وتحب كل شر، وتبتعد عن كل معروف،
وتقترب من كل منكر، وتبدو على وجهك آثار كآبة وضيق، وهم عميق .
ورغم كل الملهيات، وما تملكه من مسليات، سوف تصبح معيشتك ضنكا، ولياليك سودا،
وسوف تعاني من الاكتئاب، والطفش والحيرة، والتخبط والفراغ .. لأن سيدك ومولاك
يقول : ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى )[ طه : 124] .
أخي .. أعرف أنك الآن تغطي عينيك لكي لا ترى شيئا غير جهازك وتغلق أذنيك حتى لا
تسمع أحدا سوى تلفازك .
أعرف أنك تجري وتجري .. وأنت لا تفكر إلا بفيلم اليوم وسهرة الليلة .
أعرف أنك تجري وتجري .. وأنت لا تفكر إلا في الشرق ومغرياته، والغرب وملهياته .
أعرف أنك تجري وتجري .. وتلهث وتلهث .
أعرف أنك تجري وراء الشهوات، وتلهث وراء اللذائذ والموبقات .
ولكنك يا أخي .. لا تعرف أن في آخر هذا الطريق حفرة عميقة، ذات هوة سحيقة !!
أخي .. اسمح لي بأن أقف أمام وجهك في منتصف الطريق وأقول لك : قــــــف !!
قف .. وعد إلى ربك .. واتق النار .. اتق السعير .
إن أمامك أهوالا وصعابا، إن أمامك نعيما وعذابا، إن أمامك ثعابين وحيات .. وأمورا هائلات .
والله الذي لا إله إلا هو .. لن تنفعك الأفلام والسهرات، والرقص والأغنيات .
أخي الحبيب قف .. مع نفسك لحظة .. وأسألها : إلى متى أجري خلف الشهوات ..
وألهث وراء المنكرات .. كم سأعيش في هذه الدنيا ؟ ستين سنة .. ثمانين سنة ..
مائة سنة .. ألف سنة .. ثم ماذا ؟ .. ثم موت .. م الحساب فإما النعيم، أو في نار الجحيم
وماء الحميم .
أخي .. تخيل نفسك وقد نزل بك الموت، ودخلت القبر ورأيت ظلمته، ووحدته، وضيقه
ووحشته .
تذكر .. الملكين وهما يقعدانك ويسألانك .. تذكر .. كيف يكون جسمك بعد الموت ..
تقطعت أوصالك، وتفتت عظامك، وبلي جسمك، وأصبحتَ قوتا للديدان .
تذكر .. يوم تسمع الصيحة .. إنها صيحة العرض على الله .. فيطير فؤادك،
ويشيب رأسك .. فتخرج من قبرك مغبرا حافيا عاريا .
قد رجت الأرض، وبست الجبال، وشخصت الأبصار لتلك الأهوال .
وطارت الصحائف .. وقلق الخائف .. وزفرت النار .. وأحاطت الأوزار..
ونصب الصراط .. وآلمت السياط .. وحضر الحساب .. وقوي العذاب ..
وشهد الكتاب .. وتقطعت الأسباب ..
تذكر .. مذلتك في ذلك اليوم العظيم، وانفرادك بخوفك وأحزانك، وهمومك وغمومك
وذنوبك ..
فتتبرأ حينها من بنيك، وأمك وأبيك، وزوجك وأخيك .
تذكر .. يوم توضع الموازين، وتتطاير الصحف .
كم في كتابك من زلل .. وكم في عملك من خلل
تذكر .. يوم ينادى باسمك بين الخلائق .. يا فلان بن فلان : هيا إلى العرض على الله،
فتقوم أنت، ولا يقوم غيرك، لأنك أنت المطلوب .
تذكر .. حيئذ ضعفك .. وشدة خوفك، وانهيار أعصابك، وخفقان قلبك ..
وقفت بين يدي الملك الحق المبين، الذي كنت تهرب منه،ويدعوك فتصد عنه ..
وقفت وبيدك صحيفة .. لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتْها، فتقرؤها بلسان كليل ..
وقلب كسير، قد عمك الحياء والخوف من الله .
فبأي لسان تجيبه حين يسألك عن .. مالك الذي أضعته .. وعمرك الذي أسرفت فيه ..
وعينك التي خنت بها .. وسمعك الذي عصيت به .. بأي قدم تقف غدا بين يديه،
وبأي عين تنظر إليه وبأي قلب تجيب عليه .. !!!
ماذا تقول له غدا .. عندما يقول لك : يا عبدي .. لماذا لم تُجلَّني، لماذا لم تستح مني،
لماذا لم تراقبني ..
يا عبدي .. هل استخففتَ بنظري إليك .
يا عبدي .. ألم أحسن إليك .. ألم أنعم عليك !!
أخي الحبيب .. تذكر .. هذه المواقف العصيبة، والأوقات الرهيبة يوم ينسى الإنسان
كل عزيز وحبيب، ولا ينجو إلامن كان له قلب سليم .
أخي .. قف مع نفسك هذه الوقفة المصيرية، واعلم أنك ما وجدت في هذه الدنيا إلا
للعبادة ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) [ الذاريا ت : 56] ولم تخلق
للهو واللعب والعبث .
( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ) [ المؤمنون : 115] .
أخي .. إني أخاطب فيك دينك .. الذي يحرم هذه المنكرات .
وأخلاقك التي تترفع عن هذه الشهوات .
وعقلك الذي يأبى هذه الترهات .
وقلبك الذي يخاف من هذه الموبقات .
وغيرتك على نسائك العفيفات المحصنات .
فانتصر على نفسك .. وتغلب على هواك .. وأخرج هذا ) الدش ) من بيتك،
وسيعوضك الله خيرا منه في الدنيا والآخرة .
أخي .. والله ما كتبت هذه الأحرف، ولا نطقت بهذه الكلمات، إلا لخوفي على وجهك
الأبيض .. أن يصبح مسودا يوم القيامة وعلى وجهك المنير .. أن يصبح مظلما .
وعلى جسدك الطري .. أن يلتهب بنار جهنم، فعسى قلبك الطاهر أن يلتقطها ..
ولعل نفسك الصافية تستقبلها ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Khawla18-
- عدد المساهمات : 21
العمر : 32
نقاط تحت التجربة : 10791
تاريخ التسجيل : 14/02/2010
رد: إليك أخي/أختي
جزاك الله خيرا أحتى خولة
صفاء قلبك ونيتك واضحة بين هذه الأسطر الجميلة و المفعمة بالدين و التقوى
و لكن ما الحل؟
هل إخراج الدش هو الحل؟ إن فيه ما ينفع وما يضر... فمن بحث عن الأول وجد فيه عظاة و تذكير ومن بحث عن الثاني وجد فيه ما يقرّبه إلى النّار والعذاب
لأن المشكل ليس في الدش فما يشبه الدش موجود في كل مكان حتى في الشارع
المشكل الحقيقي هو ذكر الله وتذكر أنّ الله يراك في كلّ أحوالك ممّا يجعلك تفكر ألف مرّة قبل أن تقوم بأيّ شيء يغضب من يراك ولا تراه سبحانه
الحل هو أن تراقب نفسك حتّى في وجود هذه المغريات
وإلّا فما معنى ترويض النّفس و الصبر عند المحن و اختبار مدى الإيمان؟
صفاء قلبك ونيتك واضحة بين هذه الأسطر الجميلة و المفعمة بالدين و التقوى
و لكن ما الحل؟
هل إخراج الدش هو الحل؟ إن فيه ما ينفع وما يضر... فمن بحث عن الأول وجد فيه عظاة و تذكير ومن بحث عن الثاني وجد فيه ما يقرّبه إلى النّار والعذاب
لأن المشكل ليس في الدش فما يشبه الدش موجود في كل مكان حتى في الشارع
المشكل الحقيقي هو ذكر الله وتذكر أنّ الله يراك في كلّ أحوالك ممّا يجعلك تفكر ألف مرّة قبل أن تقوم بأيّ شيء يغضب من يراك ولا تراه سبحانه
الحل هو أن تراقب نفسك حتّى في وجود هذه المغريات
وإلّا فما معنى ترويض النّفس و الصبر عند المحن و اختبار مدى الإيمان؟
ناجح-
- عدد المساهمات : 1328
العمر : 56
المكان : قفصة
المهنه : استاذ
نقاط تحت التجربة : 12379
تاريخ التسجيل : 14/02/2010
رد: إليك أخي/أختي
أختي
الحبيبة
شكراً لك على المشاركة القيمة والنافعة
جعلها الله في موازين حسناتك
وجزاك الله خيراً
الحبيبة
شكراً لك على المشاركة القيمة والنافعة
جعلها الله في موازين حسناتك
وجزاك الله خيراً
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
حواء-
- عدد المساهمات : 2558
العمر : 50
نقاط تحت التجربة : 14042
تاريخ التسجيل : 11/04/2008
رد: إليك أخي/أختي
شكراا على الموضوع الرائع
الخطر ليس في الدش فقط كما قال الاخ ناجح كل شيئ قد يقودنا الى الفساد و الجهل الدش و الهاتف الجوال و الانترنت و الشارع و الاصحاب و ..........و..........و..........ولكن طالما هناك عقل و ايمان بالدين ليس هناك خوف فالمعصية نتصداها بقوة الايمان
الخطر ليس في الدش فقط كما قال الاخ ناجح كل شيئ قد يقودنا الى الفساد و الجهل الدش و الهاتف الجوال و الانترنت و الشارع و الاصحاب و ..........و..........و..........ولكن طالما هناك عقل و ايمان بالدين ليس هناك خوف فالمعصية نتصداها بقوة الايمان
انتصار-
- عدد المساهمات : 561
العمر : 41
نقاط تحت التجربة : 12366
تاريخ التسجيل : 28/07/2008
مواضيع مماثلة
» إليك أختي الغالــــــــــــــية...
» رسالة إلى أختي المتبرجة
» كلمات من القلب إلى أختي المسلمة
» أختي .. أيهما تفضلين ..الفقير الصالح .. أم الغني الطالح ..
» إليك ربي......
» رسالة إلى أختي المتبرجة
» كلمات من القلب إلى أختي المسلمة
» أختي .. أيهما تفضلين ..الفقير الصالح .. أم الغني الطالح ..
» إليك ربي......
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى