نسمة قفصية
مرحبا بكم في موقع قفصة فيه كل تاريخ قفصة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نسمة قفصية
مرحبا بكم في موقع قفصة فيه كل تاريخ قفصة
نسمة قفصية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

"إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض"

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

"إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض" Empty "إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض"

مُساهمة من طرف إسماعيل الخميس 4 مارس - 11:04


"إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض" Sodan



السودان

"إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض"

بقلم سيدي الشيخ / مصطفى محمد السعافين

يبدو أن قصة الثور الأبيض والثور الأحمر والثور الأصفر لم تجد لها آذانا صاغية
لدي كثير من ولاة الأمور العرب هذه القصة التي بدأت من عدو كاسر للثيران
الثلاثة لم يستطع القضاء عليها دفعة واحدة فبث فيما بينها الفرقة حتى تمكن
من الانفراد بها كل علي حده, ومن ثم تسني له تحقيق غايته, قصة
الثيران الثلاثة والتي غدت مثلا عربيا خالدا, يتذكره كل من فرط بأخيه, حتى
إذا واجه عدوه وحيدا وسقط بين أنيابه ومخالبه قال " إنما أكلت يوم أكل
الثور الأبيض" ولعلنا نحيا عصر الانحطاط وخيبة الآمال العربية الكبرى, إلى
الدرجة التي أصبحنا فيها لا نكاد نحس بوقع الفرقة علينا, ورغم أن العالم
بأسره يتجه الآن إلى عصر الكيانات الكبيرة إلا أن العرب لا زالوا يصرون
علي عصر الشرذمة رغم أن الدروس التي خلفتها هذه الشرذمة أكثر من أن تحصي
أو تعد , إلا انه لا وعي قومي يدرك خطورة المنحدر التي تهوي فيه الأمة ,
فلا كارثة فلسطين تكفي لإيقاظ ولاة الأمور من سباتهم العميق , ولا مصيبة
العراق تبعث مواتهم بل أنهم اثبتوا دائما أبدا أنهم يعودون إلى حالة
السبات التي تلفهم وبالتالي ينتظرون دورهم بين أنياب العدو الذي ما انفك
يتربص بهم, المهم في الموضوع أننا نعيش نفس المرض ونسمع من يصف نفس الدواء
لكن كما يقولون لا حياة لمن تنادي, الكاتب المصري الإسلامي فهمي هويدي,
كتب مقالا من مقالاته المتتابعة والتي تفصح عن حس ووعي وضمير أمين صادق,
يتحدث فيه عن السودان, والقارئ لحديث هويدي يجد أن الرجل يترفع عن الصغائر
في القضية, تلك الصغائر المحصورة في الخلاف بين أعمدة الحكم في العواصم
العربية, ليصل إلى بؤرة القضية, وهي : من المستهدف من وراء ما يجري في
السودان؟ ! لا نتحدث هنا عن حكام السودان أو عن حكام العرب لكنا نتحدث عن
القضية العربية والتي يمثل السودان درعها الجنوبي, لم يعد خافيا علي احد
الدور الإسرائيلي الذي تلعبه في الخفاء وفي العلن, خاصة وان إسرائيل
استطاعت أن تستحوذ على الطغمة الحاكمة في اريتريا, وتحرف ذمة الثورة
الاريترية عن خطها العربي والوطني, وأصبح معروفا للجميع من الذي استولي
علي جزيرة " حنيش الكبرى " في مدخل البحر الأحمر, وماهية الوجود العسكري
في هذه الجزيرة والتي تمسك بخناق الأمة العربية وتهدد سلامة الوجود العربي
في الشمال بأسره, وانتفض العرب بعد جزيرة حنيش ثم عادوا لرقادهم من جديد
والصهيونية تثبت مواقفها الجديدة ليل نهار ولا تنام عن أهدافها ليل نهار,
وحتى يكتمل الطوق حول جنوب العالم العربي, اتجه التفكير الإسرائيلي
الأمريكي إلى السودان, مستغلا الخلاف القائم بين أنظمة الحكم العربية,
لتمرير مخططها والذي لا يقف عند السودان هذه المرة بل يتجه شمالا إلى
الحصن العربي المستهدف دائما وهو مصر, ورغم أن المخطط الإسرائيلي اتخذ
أثيوبيا واريتريا رأس جسر هذه المرة, للوصول إلى منابع النيل وبالتالي
تهديد مصر في جرعة الماء بعد تهديدها في لقمة العيش ورغم أن العالم الغربي
يعلن عن صحة ادعاء السودان بتدخل أثيوبيا واريتريا في الشأن الداخلي فيها ، إلا
أن العرب لا يريدون هذه المرة أن يضعوا خلافاتهم وراء ظهورهم ويواجهوا
الحقيقة علي الأرض كما ينبغي, بل بلغت الغفلة بهم أنهم إذا استثنينا موقف
بعضهم تفرقوا عن السودان بين شامت ومتشفي ويتساءل الناظر إلى ما يجري عن
حقيقة المواقف العربية فتجدها بلا حقيقة بالمرة, لقد استولى " جون قرنق"
ذات مرة علي شرق السودان وماذا فعل , لقد اتجه إلى السد الذي أقامته
السودان علي النيل الأبيض والذي يحفظ كمية المياه
المتدفقة إلى مصر, وحاول تدميره وتمكن من إحداث خراب كبير فيه , لقد كتب
ديان وزير الحرب الصهيوني في مذكراته فضلا عن محاولاته مع الدول الأفريقية
التي تتدفق منها مياه النيل خاصة تلك التي تقع فيها البحيرات العظمي التي
تحد روافد النيل بالمياه حاول أن يضع مخططا رهيبا لإقامة السدود كي يحد من
تدفق المياه إلى مصر, ورغم انه فشل في مخططاته إلا أن النوايا التي كانت
تسيطر عليه والأحلام التي تراوده لازالت تسيطر وتراود عقول خلفاءه ، أما
نحن فكل ما نقوم به هو انتظار وقوع الكارثة حتى نبدأ بالصراخ والعويل ثم
نعود إلى سباتنا من جديد, إن قضية البعد القومي الإسلامي الواحد هي الملاذ
الأخير الذي يحتمي به أي عربي يفكر في خروج هذه الأمة من مأزقها الحالي,
ليست القضية شخص البشير, أو اتجاهات ذلك الرئيس بل القضية هي المصير
الواحد الذي ينتظر جميع العرب والذي لن يستثني نظاما موالي أو نظاما
معادي, بل الجميع بالنسبة لهم في خندق واحد ينتظرون مصيرا واحدا, إن مأساة
العراق ذلك الذراع القوي للأمة الذي تم تحطميه تحت مسمع وبصر الأمة من
المحيط إلى الخليج, لا زالت ماثلة في الأذهان, لقد أغضبهم أن يملك العراق
بعض القوة وبعض عناصر الحياة اللازمة لمواجهة القرن الواحد والعشرين ودسوا
للأنظمة العربية الدسائس, وإذا بها تتجند في صفوف أعدائها لتحطيم ذاتها,
وها نحن اليوم نتفرج علي ما يجري بالعراق دون تحريك ساكن ، ها نحن أعطينا
بأنفسنا لإسرائيل مكانة الانفراد بالقوة الذرية, وذلك عبر نظرة لحقائق
الأمور تتكرر اليوم في السودان , إن العربي الذي غدا لا يعرف مسميات كثيرة
في تاريخه, كالأمن والحرية والاستقرار يتساءل علي من سيكون الدور القادم
بعد السودان, أم هل سيفيق ولاة الأمور قبل فوات الأوان؟!!


ملاحظة : نشرت هذه المقالة بتاريخ 2 شوال 1417 هـ في احدى الصحف الفلسطينية.

*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل
إسماعيل
 مشرف

عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16464
تاريخ التسجيل : 17/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

"إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض" Empty رد: "إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض"

مُساهمة من طرف ابن الوطن الجمعة 2 أبريل - 3:40

لم يطلعوا علىكتاب كليلة ودمنة لإبن المقفع
لنه ممنوع عليهم !!!!!!!
ابن الوطن
ابن الوطن
 
 

عدد المساهمات : 23
العمر : 67
المكان : الزاوية / ليبيا
المهنه : موظف
الهوايه : السفر والكتابة والقراءة والتعارف
نقاط تحت التجربة : 10734
تاريخ التسجيل : 30/03/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى